نصوص أدبية

سعد جاسم: المُغتربُ عن ذاته

أَهذا هوَ "جوبيتر"

كما تَدلُّ عليهِ أَسماؤهُ الـغريبة؟

أَمْ انَّهُ إلهٌ يأخذُ هيئةَ طاغيةٍ

مُتَجَبِّرٍ ودموي؟

كما جاءَ في صحائفهِ الأَرضيةِ؟

أَمْ انَّهْ واحدٌ من أَكَلَةِ ألخنازيرِ

ولحومِ البشَرِ والدوابِ والنطيحاتِ

والمُتردّياتِ والعائماتِ في الأنهارِ والبحارِ

والسواقي والترعِ الريفية؟

*

أَيُّ إلهٍ هذا ؟

ياربي أَيُّ إلهْ

هذا الذي يُخيفُنا

وجُلَّ ما نَخْشاهْ

غضبُ اللهْ

*

لكَ أَنْ تكونَ ماتشاء

ولكنْ إياكَ أَنْ تحطَّ رأسَكَ

في رأسِ الربِّ الواحد

والباقي أَبداً وحدَهْ

والرافضُ أَنْ يُشْرِكَ فيهِ أَحدٌ

وإلّا سيمسخُكَ ثانيةً قرداً

أو ببغاءً أَحمقَ

أو غرابَ نحسٍ

أو صرصاراً أبلهاً

مثلما مسخَ المدعو

" جريجور سامسا "

وأَعْني : " فرانز كافكا "

ثُمَّ تركَهُ يزحفُ من جدارٍ الى جدار

ومن حضيرةٍ الى حضيرة

ومن مستنقعٍ الى مُستنقع آخرْ

ومن غابةٍ الى غابة

وهو مُغتربٌ عن ذاتِهِ

وهوَ لا يعرفُ مَنْ يكونْ

حيثُ يحبو في الفراغِ

وفي الظلامِ الخانقِ

وفي متاهةِ الجنونْ

***

سعد جاسم

 

في نصوص اليوم