نصوص أدبية

باقر صاحب: ربيعٌ يفكِّر

أنا نهارٌ صغيرٌ

وصورةُ هذا الظلام أنتَ

أينما أسكبُ شمسَ حبي

يجفِّفها قطارُ الماضي

*

أنا شارعٌ أخضر

وصورةُ هذي الحواجز الجرداء  أنتَ

*

أنا شكٌ يمشي على قدمين

وصورةُ هذا اليقين الصخري أنتَ

*

أنا ربيعٌ يفكّرُ

وصورةُ  عصا الشتاء أنتَ

*

أرشقُ صخرةً التاريخ

بسيولِ  الصواب

فلا تتزحزحُ عن جادَّتك قيدَ فراشة

أمدُّ جسراً بين صورتكَ المعلقةِ في جدارِ عمري وبين صورِ من  قيَّدوني بالسلاسل في صحراء العاصفة

تذكَّرني  بمن طردوني من المدرسة لأنني كنت يسارياً

أشبّهكَ برعبي من الخطوةِ المقبلة

كلما صهرْتُ ماضيَّ  كله في بودقةٍ، لأطلقها حمامةَ

حاضري، تجمع تلُّ الرمادِ وسدَّ منافذي

*

قصصُ عشقي مبثوثةٌ في ثناياك

لرشق كآبتك بأغصانِ الوجد

أحببتُ.. لأقارعَ سأمي

من تكرارِ دوراتكَ

أحببتُ... لأروي ظمئي

من صحارى أيامكَ

*

كلُّ كلماتي تحاولُ النيل من ساديَّتكَ

لذا تقولُ لي

في الشعر تُجلد بسياط أخطائكَ

بل أخطاؤكَ

صورُ ظلامكَ

وجوهُ طغاتكَ

سفالةُ  حروبكَ

همجيةُ مرتزقتكَ

زورُ مؤرخيكَ

كلُّ هذي الدماءِ في الدروب أنتَ

كلُّ هذا التراشقِ بالشعر مع سوءاتكَ

كلُّ هذي اللامبالاة

لمراراتكَ المكدَّسةَ منذ زمن زنيم

فأقولُ أيها الماضي

قبرُك يتشرب رئتيّ

لذا لا أستنشقُ الخسارات

في محاولةٍ  للسخريةِ من جهامتكَ

للتشفي من أن أيامكَ ستغدو قبوراً

للقولِ إنني أنبعثُ منها كلَّ يوم .

***

شعر: باقر صاحب

شاعر وكاتب عراقي

 

في نصوص اليوم