نصوص أدبية

محمد السميعي: موسيقا خَفِيَّة!

ثَمة موسيقا - خفية

يعزفها كُلٌّ على شاكلتِهْ:

الأشجار بعصافيرها المُثمِرةْ

والليل بهوامِهِ المُحَدَّثَة فطرياً

والطبيعة بعُذْريتها الناصحة الناضجة

المتشحة باخضرار حيويتها

المنسجمة الألق والتميز والحبور

وافْتِتان من يَسْطُرونْ!

*

ثَمة موسيقا – خفية -

يعزفها البحربأحيائهِ المُضمرة

وزُرقتهِ المُتَبَّلَة بقُبلاتٍ عُذْرية بيضاء

طاهرةٍ برسالتها الغرامية

ومُطَهِّرةٍ لإنســـانيتنا الفجَّـــة

المُلَطَّخة بمالاينتهي

من أوزارٍ وفضائحٍ مُتداخِلة السَّفَهِ

واللحون!

*

ثَمة موسيقا -خفية-

تعزفها باقات الورد الأبيض

بمرضاهُ المتماثلين للبيانو

بمقطوعةٍ يتيمة النغم

وتناغم حديث الشجون!

*

ثَمة موسيقا -خفية-

يعزفها بديع الصباح الوديع

بتَفَتُّحٍ ناسَهُ الطيبين

وإشراقات عذراوات الشفق الدافئ

من شُرُفات أفئدتِهن المُرَصَّعة

بأصدق الفنون!

*

ثَمة موسيقا -خفية-

تعزفهاالأوطانُ المُثقلة بِأنَّاتِها

دماءً...

ودماراً...

ودخان

الموزعة عليها كـ(نَوْتاتٍ) عنقودية...

وأخرى...نقودية

بابتكـــار مُلَحِّنيها

وواضعيها -الملاعين -

على نَعْشِ المنون!

***

محمد ثابت السميعي - اليمن

 

في نصوص اليوم