نصوص أدبية
خالد الحلّي: حَسْنَاءُ تُعَاتِبُ نَرْسِيسْ

اِمْرَأَةٌ حَسْنَاءْ
ذَاتَ صَبَاحٍ صَادَفَهَا نَرْسِيسْ
وَهْيَ تُغَادِرُ مَخْدَعَهَا
بَيْنَ جِبَالٍ مِنْ وَرْدْ
قَالَ لَهَا
أَنْتَ اَلْوَرْدُ، وَعِطْرُ اَلْوَرْدْ
وَأَنَا أَمْضَيْتُ اَلْعُمْرَ تَعِيسْ
خَدَعْتْنِي اَلْأَنْهَارْ
فَغَدَوْتُ أَحْدِّقُ فِي مِرْآتِي
وَأَهِيمُ بِذَاتِي
لَيْلاً وَنَهَارْ
**
اِنْذَهَلَتْ
حَسْنَاءُ اَلْوَرْدِ، وَعَنْهُ اِبْتَعَدَتْ
قَالَتْ بِحَيَاءْ
كُلُّ اَلْأَوْرَادِ لَهَا أَشْوَاكْ
فَابْعُدْ عَنِّي
كَيْ لَا تَجْرَحَ نَفْسَكْ
وَتَبَدِّدَ حُسْنَكْ
وَاتْرُكْنِي
كَيْ لَا تَتَنَشَقَ عِطْرِي
كَيْ لَا أُدْمِنَ وَجْهَكْ
لَمْ يَبْقَ لَهُ إِلَّا أَنْ يَبْكِي
صَارَ يُكَفْكِفُ أَدْمُعَهُ
وَيَقُولُ بِصَوْتٍ مُنْهَكْ
مَا أَتْعَسَ عُمْرِكَ يَا نَرْسِيسْ؟
هَلْ تَبْقَى لَا تَعْشَقُ غَيْرَكْ؟
هَلْ تَبَقَى طُولُ اَلْعُمْرِ تَعِيسْ؟
هَلْ تَبَقَى يَا نَرْسِيسْ؟
***
شعر: خالد الحلّي