نصوص أدبية
سعد جاسم: أَسئلة اللغة والوجود والقيامة

هَلِ اللغةُ وطنٌ؟
أَمْ بلادٌ مُسْتعارَة؟
*
هَلِ اللغةُ خطابٌ؟
أَمْ حجابٌ؟
تُخفي النساءُ وراءَهُ
صُرراً من الدمعِ الحبيسِ
وخزائنَ أَسرارِ
ودموعاً مُتحجّرةٌ
وكتباً عتيقةْ؟
*
هَلْ مازالتِ اللغةٌ أداةً؟
والكلامُ حَدَثاً
يا عزيزي " دو سوسير "؟
*
هلِ اللغةُ همهماتْ؟
أًصواتٌ وأَصداءٌ؟
أَمْ أَبجديةُ حياةْ؟
*
وهَلِ اللغةُ:
عِلْمٌ؟
فقهٌ؟
كلام ٌ؟
اشاراتٌ؟
زقزقاتٌ؟
خريرٌ؟
هديرٌ؟
عواءٌ؟
نُباحٌ؟
وعويلٌ وبكاءْ؟
*
هل اللغة سلطةٌ؟
أَمْ منظومةٌ شاسعةٌ
من الأَصواتِ والأَلسنة؟
*
محيطٌ ليسَ لهُ تخوم
بحرٌ بلا قرارٍ
مثل " عين الفراهيدي "
التي لا تنضبُ ولا تغمضُ
فهلْ انهُما
ـ أَقصدُ المُحيطَ والبحرَـ؟
هُما جوهرُ اللغةِ
وماءُ الشعرِ
وحقيقةُ " الحيا ـ موت" الخالدة؟
*
هلْ هيَ فضاءٌ؟
أَمْ ساحةٌ للصراعِ
بين الدلالاتِ والانزياحاتْ؟
أَعْني: اللغةَ بالتأكيد
*
لماذا لمْ تعدِ
" اللغةُ ليستْ بريئة "
يا عزيزي " رولان بارت "؟
*
هلْ أنّها محضُ
رموزٍ وقواميسْ؟
أمْ انَّ اللغةَ
أَجراسٌ ونواقيسْ؟
*
في أَيِّ خطابٍ؟
سَيقبضُ " عزرائيلُ " أَرواحَنا
المرعوبةَ من هولِ النهاية؟
*
هَلِ اللغةُ ....
كلامُ اللهِ؟
الذي علّمَ " آدمَ
الأَسماءَ كلَّها؟ "
وعلّمَ الناسَ والطيرَ
الريحَ والنهرَ والورد
والاشجارَ والحيوان
و" داوودَ " علَّمَهُ ...
ثُمَّ أصبحتِ اللغةُ:
أَسفاراً وكتباً وقراطيسْ
تملأُ الأَرضَ حكمةً
وقصصاً وطقوساً
وحُبّاً وأَحاسيسْ
فهلِ اللغةُ هيَ كلُّ هذا
والقادمُ غامضٌ ومجهولُ...؟
*
بأَيِّةِ لغةٍ؟
سيُكلّمنا اللهُ
في يومِ القيامة؟
***
سعد جاسم
كندا 10-3-2025