نصوص أدبية
عبد الله الجميل: ما عاد يعبأ إن أتى متأخرا

ما عادَ يعبأُ إن أتى مُتأخّرا
هوَ لم يجدْ شيئاً يَسُرُّ مُبكِّرا
*
هوَ ذلكَ النهرُ الذي قد ظلَّ يجـ..
ري ثُمّ أدركَ أنّهُ عبثاً جرى
*
وعَدَتْهُ هاتيكَ الضفافُ بنخلةٍ
لكنّها صبغَتْهُ لوناً أحمرا
*
هوَ هادئٌ مثلَ الحديقةِ في المسا..
ءِ وصاخبٌ مثلَ الرياحِ على الذُّرى
*
إمّا أحبَّ فكلُّ جارحةٍ به
قلباً تصيرُ يكادُ أن يتفطّرا
*
وإن استبدَّ بهِ الحنينُ تجدْهُ من
أقصى الغيابِ يمدُّ جسراً أخضرا
*
مطرٌ براحتِهِ ودمعةُ عازفٍ
وتوجُّسِ العشبِ الوليدِ على الثرى
*
تركَ الحقيقةَ واستظلَّ بحُلْمِهِ
وسما بهِ الحزنُ النبيلُ فأثمرا
*
أوحَتْ لهُ الأشجارُ طيفاً فاستوَتْ
رؤياهُ تجلو زُرقةً عندَ الكرى
*
يبكي إذا ضَحِكَ الجميعُ لعلمِهِ
أنَّ السرورَ وراءَهُ حزنٌ يُرى
***
عبد الله سرمد الجميل شاعر وطبيب من العراق