آراء

هل ستأتي الانتخابات القادمة بنفس الشخصيات الحالية ام انها ستتغير وكيف؟

akeel alabodمن الجدير بالذكر ان العراق فرض عليه ان يتبع نظاما مفروضا وأسسا لها علاقة بواقع سياسي .. لا علاقة له بمصلحة الشعب بقدر علاقته بمصالح

المكونات التي فرضت وتم اختيارها بطريقة توحي للآخرين على انها تمثل مصالح الجماهير وفقا لاعتبارات التأسس الديني والسياسي الذي كان يمثل وعي الجمهور إبان ظروف الحكم البعثي المستبد. لقد بقيت الذاكرة تحكي قصص حزب الدعوة الذي تعرض اكثر أعضائه الى أقسى درجات البطش والتعذيب، حتى ان الكثير تم تذويبهم في احواض التيزاب ناهيك عن

الاعتداء على عوائلهم ومصادرة أموالهم ومتابعة أقربائهم حزبيا وأمنيا عن طريق جهازي الأمن والمخابرات وجهاز الحزب الحاكم آنذاك وكذا الامر مع الحزب الشيوعي وباقي الشخصيات السياسية والدينية، ففي عام ١٩٧٨ وتحت غطاء الحملة الشاملة لمحو الأمية تمويها تم إعدام أعداد هائلة من شباب الجامعات واعتقالهم حتى اقتيد ممن هم داخل الحرم الجامعي وفرض على البعض منهم رقابة أمنية مشددة وهذا ينطبق على أبرياء من ذوي الضحايا لا ذنب لهم الا صلة القربة مع من تم إعدامه او اعتقاله وهذا ما دفع الكثير ممن أتيحت له الفرصة ان يطلق صوته معلنا ثورته إبان انتفاضة شعبان ١٩٩١والتي أسقطت النظام لولا تلك الاتفاقيات التي بموجبها تم السماح لصدام استخدام طائراته السمتية لمقاتلة وإبادة الشعب المنتفض، ودفن آلاف الجماهير في مقابر جماعية كانت في المحاويل ومنطقة الهولندي في الناصرية وكدا الامر في مناطق اخرى من مناطق العراق حتى فاقت تلك الجرائم في بشاعتها مجزرة النظام نفسه في حلبجة. لقد كان لآثار ما حصل التصاق الناس بهذه الأحزاب خاصة الدينية منها على اعتبار انها ممثلة بالمرجعية الدينية التي ما انفكت بعض رموزها تشكل صمام الأمان لحفظ وديمومة أسس العلاقة بين الحكومة والجماهير بيد ان الامر تم استغلاله بعد إسقاط النظام البعثي الدكتاتوري عام ٢٠٠٣من قبل طبقة المنتفعين الذين استخدموا حجة الاضطهاد السياسي لرفع سقف المطالبة (بحقوقهم) حتى أتيح المجال للقاصي والداني ان يفرض نفسه هنا او هناك، من قبل هذا الطرف آوذاك تحت عنوان تمثيل مصالح الناس وخدمة الوطن وتم ترويج فكرة (احنه أوله بيهه) بمعنى استلام الحكم من قبل هذا الحزب آوذاك لذا ونتيجة لذلك تم دفع اكبر نسبة ممكنة من البرلمانيين والمستشارين والمتطفلين ممن راح البعض يستجدي منصبا هنا ومنصبا هناك وكل ذلك حصل على حساب الذمم والضمائر وعلى حساب حقوق الوطن الذي لو كان له لساناً لأمر بإنزال أقسى انواع العقوبات بحقهم وهكذا وعلى هذه الشاكلة نمت وتأسست الأحزاب والكيانات والطبقات المتطفلة بعناوين وغايات لا تعد ولا تحصى، ويوم افتضح أمرهم هرب البعض منهم بل عاد كما جاء الى وطنه الام بعد ان أبلى بلاءا حسنا في باب التجارة المفتوحة وحماية الأرصدة التي بقيت محمية من قبل الدول التي وفرت لهم شروط الحماية التي أضيفت الى امتيازات الحصانة الدبلوماسية التي حصلوا عليها ثمنا لماء العفة والضمير، نعم لقد هرب السوداني وزير الاطعمة الفاسدة ليكون أنموذجا وشاهدا لعصر تراجعت فيه مقولتي العفة والحياء خاصة بعد ان صار للحاكم منبرا عبره يحمي نفسه وبه يفرض سلطانه على حساب الضعفاء ممن بقوا ينتظرون الأمل المنشود ... ترى هل يصح لهؤلاء المسحوقين ان يسقطوا هذا العرش بحثا عن حكومة جديدة؟

في المثقف اليوم