آراء

بين معضلة الفقر وتفاقم طبقة العاطلين من المسؤولين والمستشارين .. ميزانية الشعب الى اين؟!

akeel alabodيقول الامام علي عليه السلام: (لو كان الفقر رجلا لقتلته). والمعنى ان عليا كان اول من وضع نظرية الثورة ضد الفقر، باعتباره عقبة كأداء ضد التقدم وبناء المجتمعات الصحيحة، وهو الداء الذي يؤدي الى انحلال وتدهور الوضع المعاشي والصحي والاجتماعي ويعطل آلية التقدم الاقتصادي والسياسي للبلدان. لذلك ترى ان المجتمعات الراقية وحكوماتها تذهب الى إنعاش دخل الفرد بغية فتح المجال لابواب الرفاه والحياة السعيدة، فالصين مثلا تستخدم إمكانية زراعة الارض وتوطين شعبها وفقا لآلية الانتاج والأيدي العاملة، لا العاطلة اي بعكس ما يجري الان في بلد يمتلك من الثروة ما يؤهله لان يعيش بترف ورخاء دائمين كالعراق. والأمر كما يبدو ان الأمور في هذا الباب كما في أبواب اخرى كالسياسة والإدارة العامة والتخطيط تراها تمضي الى الحضيض، فالنسبة الغالبة من أبناء الشعب تراها ترزح تحت وطأة الفقر والجوع والمرض ذلك بسبب سوء التخطيط، وهنالك قول للرسول الأكرم محمد (ص): (ما أخاف على أمتي الفقر...أخاف عليها من سوء التدبير). وهذا ما يحصل آلان في ارض النفط والكبريت والعقول والحضارة حيث تساء الادارة ويفتقد التدبير.

والقضية بحسب الشهود تعود الى نقطتين: أولهما تفاقم السرقات المنظورة وغير المنظورة وذلك منذ سقوط بغداد عام ٢٠٠٣ وحتى الان، وثانيهما ما يجري الان من التوزيع غير العادل والمنصف للرواتب والثروة ، حيث يتم تحصيص وتخصيص النسبة الأكبر من ميزانية الدولة لحساب سلطة الحكومة والبرلمانيين وما يرتبط بهم، ولا تخلو طبقة

(المستشارين) وهي أشبه بسلطة الظل التي لا يعرف شيء عن طبيعة ما تقوم به، وكيف جيء بها ونسبة الرواتب التي تتقاضاها وفقا لذلك. هنا حيث من باب النكتة يقال: هل ان هذه الطبقة وغيرها ستتضرر هي الاخرى بقرار عجز الميزانية

خاصة ونحن نسمع هذه ألايام وبحسب ما يشاع بين العامة عن احتمال تغيير عبارة الراتب الشهري الى الأربعيني، اي انه بدلا من تقاضي الراتب بحسب الاستحقاق الشهري للموظف البسيط يصبح بحسب (الاستحقاق الأربعيني)، لذلك تشاهد ان الملايين البائسة تقف مستغيثة رافعة (راية الفقر) مستنجدة بأصحاب المروءات، اي ممن لم تمت ضمائرهم، لنجدتهم قبل ان يعلنوا ثورتهم ضد طاقم السلطة وما فيها، ذلك خوفا من احتمال عدم شمولهم فيما بعد بالرواتب وتخصيصها حصرا للطبقة الحاكمة.

في المثقف اليوم