آراء

هل بدأت محاولات إجهاض الحراك الشعبي؟

alaa allamiمجموعة تطلق على نفسها "وفد منظمي المظاهرات" تلتقي بالعصائب وتتفق معها على منع المطالب السياسية:

كنت قد وعدت أصدقائي وصديقاتي يوم أمس على صفحتي على الفيسبوك وتويرتر بعدم التنظير "والتفلسف عن بعد" و ترك الكلام والقرارات لأهل الأفعال في الميدان و ما أزال عند وعدي، ولكنني أبلغتُ البارحة وفي ساعة متأخرة بمعلومات أحسبها مهمة وربما خطرة حول بعض التحركات المريبة الهادفة لإجهاض الحراك الشعبي الراهن. ولأن هذه المعلومات هي بمثابة أمانة فسوف أضعها بين أيدي المتظاهرين ولجانهم التنسيقية وأترك القرار بشأنها لهم، علما بأن المصدر الذي أبلغني بها مصدر موثوق ومجرب بالنسبة لي، وسوف لن أطرح أسماء الأشخاص المعنيين بهذه التحركات الآن لأترك لهم فرصة التصحيح والتراجع عن الخطأ إن تأكد ارتكابهم له، وسأنتظر لأيام قليلة قادمة فإن تأكدت المعلومات وتأكد دورهم فيها سأنشر أسماءهم علنا وأفضح أدوارهم:

تحرك يوم أمس وفد يطلق على نفسه وفد "منظمي التظاهرات" وقام بزيارة لقيادة "عصائب أهل الحق" والتقى بأعضاء من المكتب السياسي للحركة. أعضاء الوفد هم: إعلامي في فضائية عراقية يملكها ويديرها أحد أقطاب العملية السياسية يتخذ مواقف المعارضة اللفظية لها غالبا، جرى تلميع هذا الإعلامي جيدا في الأيام الأخيرة ويعتبر من المقربين من نوري المالكي، و كاتب شاب كان يعمل في إحدى وسائل الإعلام الحكومية ثم طرد منها وكان له دور في تحركات احتجاجية سابقة بالغ ببعضها أصدقاؤه وخاصته مثلما بالغوا في دوره في الحراك الشعبي الراهن فزعموا أنه هو من أطلقه مع أن الجميع يعلم أنه هذا حراك اجتماعي سياسي عفوي ولم يخطط له أو يتزعمه أحد، إضافة إلى صحافي شاب لا تعرف له مواقف وإنجازات مهمة و أشخاص آخرين ممن شاركوا في مظاهرة 31 تموز ببغداد.

الهدف من هذا اللقاء و هذا التحرك هو إجهاض الحراك الشعبي من خلال تقديم العبادي ككبش فداء وتحميل وزير الكهرباء الفهداوي معه مسؤولية الفشل في ملف الكهرباء تمهيدا لإقالتهما بعد زج العصائب و فصائل أخرى في الحراك الشعبي السلمي لإفراغه من محتواه الوطني والديموقراطي عبر إسقاط شعارات جذرية من قبيل حل البرلمان وإلغاء العملية السياسية الطائفية وإعادة كتابة الدستور ...الخ، و تشكيل حكومة طوارئ لإنقاذ نظام المحاصصة الطائفية وتقديم بعض التغييرات الشكلية، و قد تأخذ هذه المحاولة شكل حكومة أغلبية بقيادة حزب الدعوة وائتلاف القانون.

يركز بهاء الأعرجي هجومه حاليا على الفهداوي للتضليل، أما الشهرستاني الذي حضر اجتماع الأزمة الأخير رغم أنه لا علاقة له بملف الكهرباء بوصفه وزيرا للتعليم العالي، فقد أفشل محاولة الفهداوي لإيجاد حل سريع ومؤقت لأزمة الكهرباء لإنقاذ جلده الخاص حين اقترح – الفهداوي - على الحكومة مشروعا لتزويد المحطات بوقود من تجار والدفع بالتقسيط بفوائد معينة ولكن الشهرستاني رفض بدعوى وجود ربا في دفع الفوائد و هذا محرم دينيا كما قال.

معروف أن "العصائب" فصيل مسلح و هو و منظمة بدر من الحلفاء الاستراتيجيين للمالكي وائتلافه "دولة القانون" رغم الخلافات الجزئية الظاهرية وهم من أشد المدافعين عن نظام المحاصصة رغم نقدهم اللفظي الشديد له أحيانا.

معروف أيضا أن ائتلاف المالكي أصدر موقفا خطير يوم أمس على لسان القيادي فيه وفي حزب الدعوة صلاح عبد الرزاق يتهم فيه المتظاهرين بمحاولة إشعال الحرب الأهلية في الجنوب حين قال أنه يحذر (من نقل المعركة من المنطقة الغربية إلى الجنوب).

معروف أيضاً، أن حزب الحكيم "المجلس الأعلى" أصدر موقفا متشددا من الحراك الشعبي الجديد حين لمح إلى وجوب مجابهة المتظاهرين السلميين وتطبيق القانون بحقهم.

وقد اطلعت لاحقا على ما نشره أحد المشاركين في هذا الوفد على صفحته على الفيسبوك وأكد فيه خبر اللقاء مع تنظيم العصائب والاتفاق معهم على المشاركة في مظاهرات الجمعة القادمة وقد أورد الكاتب عدة شروط قال أن وفده اتفق عليها مع العصائب، ولعل أخطر تلك الشروط الواردة في الاتفاق مع العصائب هو الاتفاق على عدم رفع أي مطالب سياسية "أبدا" وهذه "الأبدا" من كاتب المنشور وليست مني! ألا يعني هذا الشرط أن النية باتت مكشوفة لإفراغ التحركات الشعبية من أي محتوى وطني وسياسي يؤدي إلى تغيير حقيقي على الأرض في العراق: ترى هل سيتولى هؤلاء الذين أطلقوا على أنفسهم " وفد منظمي التظاهرات " منع المتظاهرين من رفع مطالب سياسية من قبيل إنهاء العملية السياسية الطائفية و حل البرلمان والحكومة وإعادة كتابة الدستور وإجراء انتخابات مبكرة ؟ وإذا فعلوا ذلك وشاركوا في إنقاذ نظام المحاصصة المختنق من مصيره أفلا يستحقون اسم " وفد مجهضي التظاهرات" ؟ إنه مجرد سؤال!

هناك معلومات أخرى يجري التحقق من موثوقيتها حاليا سأوافيكم بها متى تأكدت. أترك القرار والاستنتاجات اللازمة والخاصة بهذه المعلومات والمعطيات للمتظاهرين ولجانهم التنسيقية في الميدان.

 

علاء اللامي

كاتب عراقي

في المثقف اليوم