آراء

أبو بكر خليفة: قوات البنيان المرصوص وقوات الجيش الليبي..هل من نقطة سواء؟

abobakir khalifaمهما إختلفت التسميات والتصنيفات سواء لـ "الجيش الليبي" الذي دحر الإرهاب عن بنغازي أو يكاد، وتقدم حتى طهر وحرر الموانئ والحقول (عملية البرق الخاطف) من قبضة إرهاب من نوع آخر ألا وهو الإرهاب المليشياوي، الذي كان جاثما على قوت الليبيين، وأهدر مليارات الدولارات، ونغص حياة الليبيين، ومازالت آثاره في تفاصيل معيشتهم، وأيضاً فإن مايسمى بقوات عملية"البنيان المرصوص " لتحرير مدينة "سرت "من قبضة تنظيم داعش، هذه القوات التي ينتسب أغلب مقاتليها إلى مدينة "مصراتة "،وكذلك تضم أيضاً مقاتلين من مدن ومناطق ليبية مختلفة، ومن الظلم والإجحاف حصر واختزال تبعيتها لحكومة الوفاق "المثيرة للجدل" والتي يراها الكثيرون غير شرعية نظراً لعدم نيلها ثقة مجلس النواب "السلطة التشريعية "،وقد قدمت هذه القوات التضحيات الجمة في سبيل تحرير سرت وليبيا من قوة الإرهاب الدولية الغاشمة "تنظيم الدولة الإسلامية داعش "،والذي كانت تمثل سرت أحد أهم مناطق النفوذ المهمة التابعة له،بعد مناطق نفوذه الشاسعة في سوريا والعراق. ...ومع تقدم قوات "الجيش الليبي " إلى منطقة "هراوة " المتاخمة لمدينة سرت،بعد دحر وهزيمة مليشيات "الجضران "في منطقة الهلال النفطي القريبة، هذه المليشيات التي تشتت شملها وانتهت ظاهرتها تقريباً، وأيضاً بعد إقتراب قوات "عملية البنيان المرصوص " من تحرير سرت من سيطرة داعش، لذلك فإن القوتان أصبحتا على تماس، ليلتقيا عند نقطة وسط ليبيا ألا وهي مدينة " سرت" رمانة ميزان ليبيا وملتقى الشرق والغرب،والتي دائماً ماتجعلنا نستحضر معركة "القرضابية"الشهيرة في تاريخ الجهاد الليبي ضد الإستعمار الإيطالي، والتي شكلت نقطة تحول في ميزان القوى آنذاك بين الإيطاليين والمجاهدين الليبيين، وقاتل فيها الليبيين من جميع أنحاء ليبيا وكبدوا الإيطاليين خسائر فادحة. ....واليوم نتسائل مالفرق بين تنظيم " داعش" ومليشيات "الجضران ؟، خاصةً وأن هناك معلومات تشير إلى أن هذه المليشيات كانت تتعامل سرا مع داعش في مسألة بيع السلاح.. وفي جوهر الموضوع (في نظري) لايختلف الإرهاب الذي يستهدف قطع الأعناق عن الإرهاب الذي يستهدف قطع الأرزاق، بل أن قطع الأعناق كما يقول المثل أهون من قطع الأرزاق في ناحية من الأمر... إذن أما آن الأوان أن يأتي الليبيون المتنازعون إلى نقطة وسط سواء؟ ولتذهب كل الأجندات الظاهرة والخفية إلى الجحيم،ولننطلق في إطار تسوية ليبية _ليبية،ولنوحد قواتنا وجيشنا في إطار مؤسسة عسكرية واحدة،بأجندة وطنية واحدة، وليس وفقاً للأجندات الأممية الغامضة التي لا تنطلق من الأرض ولا تراعي تفاصيل وخصوصية الحالة الليبية ....فالجيش الليبي الذي سحق الإرهاب في بنغازي وكسر شوكته، وطهر الموانئ والحقول وحرر ها من ربقة إرهاب العصابات هو في المحصلة أكبر من الأسماء، رغم أنه لا جيش قوي بدون قيادة حقيقية مؤثرة،وبتضحيات ودماء الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم النفيسة الطاهرة من أجل أن تنهض ليبيا شامخة وأبية، وكذلك فإن الأرواح والمهج الشابة الغضة التي فاضت في سرت من أجل تحريرها من داعش، أيضاً فإن هذه التضحيات هي كذلك من أجل تخليص ليبيا من وباء " التطرف" الذي يستهدف إلغاء مشروع نهوض ليبيا كدولة مدنية حرة وديمقراطية. ..فالجيش الليبي وقوات عملية البنيان المرصوص قوامهما مواطنون ليبيون تنادوا من أجل إنقاذ ليبيا، وسقط في سبيل هذا الهدف مئات من الشهداء الليبيين من الطرفين. ..في الخلاصة فإن تحرير "سرت" من جحيم وجاهلية داعش،وتحرير الموانئ والحقول من إرهاب وعنجهية الجضران، كلاهما (في نظري) فصلان في معركة ليبيا الكبرى، واللتان تم فيهما القضاء على قاطعي الأعناق وقاطعي الأرزاق، ويوما بعد يوم تسطع شمس الحقيقة أكثر فأكثر، لإن الهوة بين الحق والباطل أصبحت بينة ظاهرة، فالحق هو ؛تطهير ليبيا من كل صنوف الإرهاب والإرهابيين،والباطل هو؛تلك التنظيمات والمليشيات التي ترفض قيام دولة مدنية، والتي وإن تعددت صورها وتصنيفاتها وأشكالها، فجوهرها واحد وتتعاطى في الخفاء فيما بينها، وإن لم تجمعها تفاصيل إيديولوجية وعقائدية،تجمعها المصالح المرحلية الواحدة.

 

 د.أبو بكر خليفة أبوبكر 

 

في المثقف اليوم