قضايا وآراء

قلاع المشفى البسانيزي وهموم المهاجر المغربي بالداخل

أو لغة أخرى لا يفهمها إلا من تذوّق طعم مرارتها ... المهاجر المغربي، مفهوم يستفزّ في تركيبته اللغوية مسامع الكثيرين هنا من أبناء هذه الحضارة. فمنهم فئران التجربة، الذين كانوا ذواتا طيعة بين أياد طبية في طور التعليم و أخرى تواصل التجارب، " جيت المشفى من الخميس وانا تانتوجّع باغا نولد، لقاو عندي الضغط مرتفع اقبطوني" تقول سكينة، مهاجرة مغربية وتضيف :" من الخميس الفايت حتى اليوم الخميس عاد ولدت، جرّبوا فيّ كل أنواع الولادة، قالوا لي غاداتولدي طبيعي، يومين وانا تنتوجّع، والو حتى عياو من بعد دارولي وجع اصطناعي والوا من بعد دارولي آلة باش اجبدوا الجنين والو تشوه راسوا بلا فايدة وفي الأخير دخلوني درت عملية قيصرية،" ومنهم الذات المازوخية التي تستحمل انفعال الأفراد ونزواتهم وساديتهم أو مرضهم الحضاري،  "مابقات عيشة في هاد البلاد، الكل في هاد المشفى تيصدر الأوامر، حتى مالين الميناج، الأزمة فقدات للناس صوابهم" تقول غزلان،  مهاجرة مغربية وتضيف: "كنت مريضة بالحمى ومقادّاش النوض من الفراش عاد درت عملية جراحيّة، طلبت من الممرضة تجيب ليّ الماء من الهاتف المحمول الموضوع رهن إشارتنا، جابت ليّ الماء بالنّفاخة وقالت لي إلى بغيتيه مرّا خرا نوضي سيرفيه الرّاصك، وردّيت عليها أنها تتخلّص من خدمتها ليّ،  وهاد الخدما تيديروها غير مع المهاجرين المغاربة،" للأزمة صيت هنا في هذا البلد المعروف بالفينيطو، المسموع به وعنه عن عدائه للمهاجر وعنصريته، عن طفحان كيله من الآخر الموجود قصرا في أرضه، " تبدّل التعامل في هاد الصبيطار ماكانش هاكا قبل، أبدا، كانت الزيارات وكان التعامل مزيان، دابا العجب،" تقول امينة وتضيف: " تانجي عند صاحبتي ماعندها حد هنا تنّاخذ ليها الحواج تنصبنهوم ونجيبلها ماخاصها من الزّنقا، راجلها مديكلاري بيّا منين تنجي تتشد في ممرضة ديما تتقولي علاش جيتي سيري فحالك، تنقول ليها أنا عطاوني الاذن باش ندخل حيت السيدة عندمن تنجي معندها حد، تتقولي ماشي شغلي أجي في وقت الزيارة، وأنا بعيدة و منقدرش نجي في الثامنة ليلا، حيت خدّاما بالنهار وساكنة بعيدة وهاد التعامل جديد مكانوش تيتعاملو هاكّايا" وتضيف صفاء: " دخلت عليّ المنظفة وجدتني في المرحاض دقّت عليّ الباب قلت لها إني بالداخل ودقته للمرة الثانية قلت لها المرحاض مشغول ودقت للمرة الثالثة وفتحت لها الباب وقلت لها أغتسل وقالت لي فإذن نظفيه حالما تنتهي منه، تركت وسائل التنظيف بالباب وخرجت" للغربة وقع خاص هنا وللأزمة ميزان لا توازن للقوة فيه، " توزيع العمل صار بشكل غير متكافئ، هناك عناصر تشتغل كثيرا بحيث أنها ترى من الشخص شخصين بكثرة التعب وأخرى تعمل قليلا،" تقول ممرضة بالمشفى وتضيف:" وهذا ما جعل بعض العناصر هنا تتعامل بعنف، وتبقى اللباقة في اللغة أمر مطلوب وضروري حتى لو كان التعب وصل بنا مداه،" وضع صعب، يلخّصه محيا ووضع المهاجر هنا، لا عمل ولا عودة سهلة، لا رغيف يكفي ولا كرامة مصانة، على الأقل هكذا يحس البعض ممن تحمّلوا عناء السفر ومشقة الطريق إلى هنا ليجدوا السراب والمفاهيم المقلوبة للحضارة والحريات، المفاهيم المزورة للدمقرطة والحقوق، ويرى البعض الآخر أن للمهاجر يد طولى في تردي وضعه، بلإضافة إلى السرقة والعنف فالمهاجر المغربي يتصف بسوء التصرّف الدائم والسلوك اللاحضاري، " المغاربة الله يهديهم ديما ممنظمينش وديما باينين بالغوات فاش تايجيو المشفى تيجيوا بجماعات وتيهضروا بالغوات وهذا لليخلا الايطالييين الليتيكونوا معاهوم تيتشكّاو منهم، ولاّوا عزلزهوم واخّا هكّاك مزاالين ممنظمينش،" تقول مهاجرة مغربية تعمل بالمشفى وتضيف: "وتيجيبوا ولادهم صغار تيجلسوا على سرير المريض وهذا ممنوع دايرين ليهم كراسا هذا اللاتنظيم هو الليخلا الموظفين يتعاملوا معهم بصرامة"، الشرق شرق والغرب غرب،  وماهو مقبول هناك محضور هنا، ويبقى مفهوم الواجب والأخلاق  مفهوم شامل لمن يعرف معنى الحق ومعنى الأخلاق. " محترمة جدا هذه الممرضة،" قالت كيارا، مواطنة ايطالية جاءت لزيارة مهاجرة مغربية وأضافت:" أخذتني من يدي بوقاحة، وقالت لي تفضلي موعد الزيارة انتهى رغم أني أخذت الإذن من الإدارة بالدخول،  أنا ذاهبة قبل أن ترمي بي في الخارج".

إذا بان السبب بطل العجب!

 

زينب سعيد

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1336 السبت 06/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم