قضايا وآراء

قراءة في ديوان مناورات في كواليس الصمت لابن يونس ماجن

والتي تنتحب بدمها السائل لتكتب عن لواعجها ولوائعها، لتسرد عن عالم نحن منه لكن نشاهده بصمت الضعيف، هو حتما جزء من عالمنا العربي يعيش في حريق المهانة والحروب، وكل قصيدة تحمل علما صامدا وصامتا ومشتعلا، هي بالتتالي:"وريقات بين مد وجزر"، "أيها القادم من هناك" ، "ماذا يريد الشعراء"، "جواد مروض يركض في حديقة عمومية"، "في بيتنا ذئب"، "في هذا النهار الذي يلتصق بظل الشمس"، "كلمات عارية"، "الحرب المهذبة...الحرب المتحضرة"، "مقاطع كتب قبل مغيب الشمس"، "مناورات في كواليس الصمت"، "نبش في وميض العتمة"، "كوشم في جسد الوحل"، "المطر يرشف نرجسة من حبل سرة أنثى" و"شاعر يحاول نبش لهاث القصيدة"فـ "قصيدة حلم مشاغب" ثم "قصيدة يسارية"، قصائد تبوح بحرقة الصمت عن  صمتها وتسأل الشاعر عن هويته وعن جداريته وعن موته، بل تحثه على الموت طالما أن هدفه تلاشى وهويته تبخرت، تتنوع المواضيع في الديوان فيبحر الشاعرة مرة في دواخل الذات ويكتب مكنوناتها، يوخز الجرح في الروح ويوقظ النائم، ومرة يكتب عن القادمين من هناك حيث المجهول، الوالجون إلى الديار والطاردون لأصحاب الدار، إنهم حتما بنو صهيون كما يصفهم الشاعر ومرة عن الذئب الساكن في بيتنا، الآكل خيرنا والباث الرعب في أطفالنا ونسائنا إنه قطعا ضيف غير مرغوب فيه لكنه جالس بالقوة لا بالاختيار،آت من وراء البحار لا يفشي حتى السلام، بل يدب الخوف في كل أهل الجوار الذين أصبحوا أسرى في سجون واحد سماه الشاعر بوش الذي يسهر على تحقيق أمن ذئب هو حتما اسرائيل، وعادة ما يشده طقس القصيدة فيبحر في وصفه منتشيا فجرها. بين القضية والألم يحط الشاعر حبره حارا فائرا، يقرأ الواقع بعين مهزوزة لكنها ضعيفة ويبقى الدم الفائر هو رد فعل لشعور مغموم مغمور باشتهاءات الصباح والفجر والسلام، ولوعة على واقع مر وشعب يقصف تحت مرأى كل العيون. لغة بسطة مغسولة بانزياحات لا متناهية مما يجعل القراءة ولودة والمعاني  متواردة في كل الأنحاء كما يقول امبيرطو ايكو النص الجيد هو المفتوح على لا نهائية المعاني والدلالات .يقول الشاعر صفحة  37

 

..’’من يثبت أن الملح فوق الجرح

لن يستلذ به بركان مخملي

أو ثغرة في جدار الجسد

أو وشم في جرح غائر..

 

زينب سعيد 

ايطاليا

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1075  الخميس  11/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم