قضايا وآراء

موتزارت

 مثقفين أعطو الكثير جدا وانطفأوا بسرعة البرق وبنهاية غريبة، لن أعدهم لكثرتهم منهم نيتشه ودولوز و.....فولفجانغ أماديوس موتزارت، الموسيقار النمساوي الكبير الذي ولد سنة 1756 ورحل صامتا سنة 1791، مات في سن يناهز 36 سنة في عز الشباب، مات وهو يحاول انهاء الابرا الأخيرة التي أتت بأجله القداس الجنائزي، تتلمذ موتزات على يد أستاذه الوحيد والده ليوبولد واحترف العزف على البيانو والقيثارة والكمان وهو ابن الرابعة أو الخامسة ربيعا، عاش لنفسه فقط ولجمهوره البسيط، وذهب سنة1779 في جولة إلى أوروبا كجيرمانيا وفرنسا وايطاليا أخذه أبوه ليعزف أمام النبلاء. كان لصالفييري اليد الطولى في موته، صالفيري المؤلف الموسيقي الايطالي الذي انبهر بمقاطع موتزارت الموسيقية، الذي تمنى أن يموت ويترك وراءه إرثا يذكره به الخلف، لكنه جنّ، انتهى به المطاف في مستشفى الامراض العقلية. كان موتزارت خفيف الظل ذو قهقهة خاصة جدا، وكان ذكيا ذكاء خارقا، يسمع المقطوعة مرة واحدة ويعزفها دون النظر في  الورق، ومؤلفا موسيقيا عالميا، تزوج من بنت صاحبة البيت الذي يقطن فيه أحبها، وكتب لأبيه رسالة مقتضبة جدا : لقد تزوجت من فتاة أحبها وسأدعوك للعيش معنا حالما أصير غنيا، لكنه لم يصر قط غنيا واقتصر غناه على انتاجاته وثقافته الموسيقية، لم يصر غنيا لا لأنه غير معروف، بل لأنه حر ، لم يكن يحب التقيد بأحد.أنجب ولدا، وكان سكيرا لا يفارق الكأس وهذا ما كان بيت الخلاف بينه وبين زوجته، زرع صالفييري خادمة له في البيت لتوصل له أخبار مستجداته الابداعية، وعندما جاءه خبر موت أبيه سنة 1787 أنتج اوبرا شبح الموتى، في هذا الحين بالضبط اكتشف صالفييري أن موتزارت كان يخاف من أبيه وقنع نفسه بقناع حطه أب موتزارت يوما في حفل الأقنعة وجاءه ليلا وطلب منه كتابة أوبرا القداس الجنائزي ودفع نصف الثمن مقدما في وقت كان فيه موتزارت محتاجا للنقود، أخذ النقود وبدأ العد من ذاته إلى خوفه، من حينها وصحته في تدهور وهو لا يفارق الكأس، كتب الاوبرا لكنه لم يتممها وفي آخر عرض له سقط وسط الحفل مغما عليه، حمله صالفييري إلى بيته وطلب منه إتمام أوبرا القداس الجنائزي في وقت كان فيه على خلاف مع زوجته، فتركت البيت وذهبت عند أمها، قال له إنه لا يستطيع الكتابة ، فساعده صالفيري في كتابة الاوبرا  التي لم يتمم،  وعادت الزوجة في اللحظات الأخيرة قبل موته، وصلت البيت وجدت صالفييري نائما في سرير الصغير فطردته، وكانت هذه هي اللحظات الأخير لموتزارت ليفارق الحياة بدوره، مات موتزارت بصمت وموكب دفنه فقير جدا لأن اليوم كان ماطرا، لم يرافقه أحد للقبر وحتى الراهب لم يصل عليه كما يجب لرداءة الطقس، مات موتزارت ولم يكمل عملا كان سبب موته، مات كما يموت كثير ممن صنعو التاريخ الانساني بانتاجاتهم القيمة وحفروا أسماءهم بدم حي فيه كتب 22 أوبرا منها : "

    1786 اوبرا(زواج فيجارو)

    1787 : أوبرا (الدون جوفاني)

    1779 : أوبرا (هكذا يعمل الجميع)

    1791 : أوبرا(الناي السحري

 وأنتج 626 عملا موسيقيا وكان أول من وضع الفهرسة لانتاجاته الموسيقية التي نشرت أول مرة سنة 1862 .

 

زينب سعيد           

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1076  الجمعة  12/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم