قضايا وآراء

تاريخ حزب الدعوة.. أوراق غير منشورة

بقيادة الأمين العام الأول الشيخ صبحي الطفيلي وعضوية محمد رعد ونعيم قاسم ومحمود القماطي ومحمد الخنسا.

 

ولم يقرأ الكثيرون أن حزب الدعوة تأسس بتوجهات عالمية تناهض العلمانية والديمقراطية وقد كتب الأمام الشهيد محمد باقر الصدر ذلك في الأساس الرابع من أسس الحزب التي تمثل بنيته الفكرية والسياسية.

 

 كما لم يتحدث أحد عن محاولة عسكرية لإسقاط نظام البعث جرى التحضير لها عام 1969، بتخطيط من بعض مؤسسي حزب الدعوة دون علم القيادة والمرجعية الدينية.

 

وربما لا يعرف القسم الأكبر من الجيل الحالي أن شخصيات بارزة وعلماءً كباراً ومراجع دين كانوا في يوم من الأيام أعضاء في هذا الحزب منهم آية الله السيد كاظم الحائري والمرحوم الشيخ محمد مهدي شمس رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، ونائب الإمام موسى الصدر الى جانب عدد آخر لا يفضل أن ينشر اسمه حاليا.

 

لا يعلم الكثير وبضمنهم عدد من قيادات وكوادر الحزب حالياً أن حزب الدعوة تيار فكري قام على أساس منظومة فكرية وعقائدية رصينة، وأن كل مفهوم وفكرة كان يتبناها تخضع لنقاشات وحوارات مطولة قبل أن يجري إعتمادها، ولذلك فهم يتعاملون معه على أن دوره ينحصر في السلطة وشؤون الحكومة ودوائر الدولة، وهذا ما دفعهم في مؤتمره العام بعد سقوط النظام الى محاولة تغيير هويته الى (حزب سياسي عراقي)، لو لا إعتراض بعض المؤتمرين إعتراضاً قوياً.

 

مسيرة طويلة من العمل السري ومن ثم العلني قطعها حزب الدعوة قبل ان يصل الى عام 2003، حيث تبدلت الكثير من المرتكزات، وهي مسيرة تستدعي كتابتها من جديد، ونشر ما لم ينشر ـ وهو الأكثر ـ لأنها بالدرجة الأولى تجربة تاريخية لا بد أن تدون قبل أن يضيعها النيسان، ولأنها ثانياً ثرية ترفد الواقع السياسي والفكري بالكثير من الدروس والتجارب والمفاهيم.

 

لقد قدر لي على مدى أكثر من عشرين عاماً أن أهتم بتسجيل وقائع تاريخية خاصة بحزب الدعوة، استقيتها من أحاديث مباشرة مطولة مع عدد من مؤسسيه مثل العلامة السيد مرتضى العسكري وآية الله السيد محمد باقر الحكيم والاستاذ صالح محمد الأديب رحمهم الله، الى جانب قدماء قادته وكادره مثل الاستاذ حسن شبر والاستاذ علي الأديب والسيد موسى الخوئي والسيد هاشم الموسوي والشيخ مجيد الصيمري والمرحوم الشيخ مهدي العطار والمرحوم السيد عبد الرحيم الشوكي والمرحوم الشيخ سهيل البصري والمرحوم عز الدين سليم والمرحوم مهدي عبد المهدي وشخصيات عديدة أخرى كان لها دورها البارز منذ بدايات التأسيس وحتى العقود التالية من مسيرته الحافلة.

 

إن طبيعة الكتابة التاريخية ستفرض الاستشهاد بالمصادر، ومعظمها أحاديث شخصية، لذلك سأعتمد طريقة ذكر اسم الشخص المصدر عندما أكون متأكداً من قبوله أو عدم وجود مانع يعتد به، وما عدا ذلك ألجأ الى الاشارة اليه برمز، حتى يحين وقت الافصاح عنه، أو انه يطلب مني الافصاح.

 

إن كتابة تاريخ حزب الدعوة تعني كتابة مقطع مهم من تاريخ العراق، ومن أجل أن تكون الكتابة محايدة وموضوعية، فإني اتمنى على السادة الذين عملوا في صفوف الحزب وعاصروه أن يبدو ملاحظاتهم فيما سيأتي من حلقات، كما أني ارحب بملاحظات واستفسارات القارئ الكريم، لإيضاح بعض الغموض إذا ما اعترى الكتابة دون قصد.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1417 الجمعة 04/06/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم