قضايا وآراء

قراءة في قصة: (سلام، عمري. سلام، زياد) / زينب سعيد

قديمة جدا وجميلة جدا وحزينة حتى الثمالة هي حتما القدس، حيث لا سياح ولا عمل، فقط الحزن يبسط ذراعية لأناس وجدوا قدرا فيها، اناس كتب عليهم الهم والموت المجاني و.....

ففي القدس توجد جدار، ووراء الجدار وبداخلها هناك حرب، من ناحية الجدار يوجد بلد اسمه اسرائيل حيث تقطن عائلة عمري، الطفل الذي سمي على اسم خاله المقتول من العرب، كما روت أمه وانهم ليسوا كلهم أشرار، ومن الناحية الأخرى توجد بلد اسمها فلسطين، حيث يقطن زياد وعائلته، زياد الذي قتل اخوه اسماعيل ببندقية جندي اسرائيلي، زياد الذي يلعب مع اخيه دائما لعبة اللص والضابط، وأخوه الأكبر يأخذ مرارا دور الضابط الاسرائيلي الموسوم عند الفلسطينيين بالقوة والبندقية، وفي اعتقاده أن الاسرائيليين كلهم أشرار. ومن الصدف يلتقي عمري بزياد في مستشفى، حيث كسر كل منهم عمري من رجله أثناء ادائه لرقصة الفيل في بيته وزياد من ذراعه أثناء لعبه مع أخيه لعبة اللص والضابط، يبدأ عمري بالسلام على زياد الذي يختبئ في بطانيته خوفا منه لكونه اسرائيلي، وفي اليوم الموالي يسعد لأن الممرضة ستحقنه، ويأتي دوره في الحقن مما يجعل عمري يرد على سخريته. تحمل لهما الممرضة لعبة الأوراق المصورة وتتركها على الطاولة فلا أحد يجرؤ على ترتيب أوراقها، وبعدها يدخلان في ألفة، لا هي صداقة ولا هي عداوة، بل هي ألفة وتعايش يتعلم من خلالها زياد بعض الكلمات العبرية ويتعلم عمري نفس الكلمات بالعربية، وكل منهما يصحح تصوّره اتجاه الآخر، يعود زياد الى بلدته الصغيرة في نابلس ليحكي لأخيه الصغير عما رآه، ويحكي عمري لأاخته دجوني عن تصوراته الجديدة اتجاه العرب والفلسطينيين.

هكذا انهت الكاتبة قصتها، وكأن حظ الفلسطيني في العيش نفسه واقع الاسرائيلي في اسرائيل، هو فقط خطأ في التصور أو في الثقافة التربوية، لا هو مسألة كرامة ولا حق في العيش الكريم. المسألة مسألة فكرة خاطئة نتعلمها عنوة . رغم أن اليهودي ليس خبيثا بالمطلق وأن العربي ليس ارهابيا بالمطلق إلا أن هناك شعب تحت الأنظار يعيش حزينا بالمطلق، يعيش مقهورا مظلوما مقتولا في كل حال، لا أمان لديه ولا قوة تحميه، وللتاريخ حكم ووللواقع المر الحي نظر...

 

زينب سعيد

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1449 الثلاثاء 06/07/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم