قضايا وآراء

الزهراء ام ابيها ...

 الحسنين احب الخلق الى سيدنا محمد (ص) وابنة خديجة الكبرى ذات الحسب والنسب والجاه والمال والمنزلة الرفيعة والتي افنت عمرها في خدمة المصطفى وبذلت مالها في اسناد دعوته للاسلام ..

 

 هذه هي الزهراء بنت محمد عليهما السلام فقد جمعت المجد من كل اطرافه علما وخلقا وحسبا ونسبا ونورا وعبادة وزهدا، اليوم اريد ان اجاوز قدري ومقدرتي في كتابة بضعة سطور عن سيدة نساء العالمين وسيدة نساء الجنة ابنة رسول الله (ص) وام احفاده وزوجة ربيبه وابن عمه .. هذه العاتكة الهاشمية رفيعة المجد وعظيمة المحتد والتي بخسها الظالمون حقها وجليل قدرها كما بخسوا ابن عمها حقه في الولاية وهو الذي قال عنه الرسول الاكرم (خلقت انا وعلي من قضيب واحد من نور) .. كما بخسوا تضحيات امها السيدة العظيمة خديجة الكبرى عليها السلام والتي لم تتوان في صرف كل ثروتها على الدعوة الاسلامية وتوفيت بين المستضعفين من المسلمين قي شعاب مكة وهي من كانت اغنى اغنياء قريش وارفعم منزلة ..

 

 يكفي الزهراء فخرا بان المصطفى عليه السلام كني باسمها فهو ابو الزهراء وسيبقى اسمها لصيقا باسمه الى يوم الدين ولم تلقب اي امرأة اخرى في زمانها بهكذا لقب غيرها وغير امها التي لقبت بالكبرى لكبر دورها وعظيم شانها.. ويكفيها فخرا بانها وزوجها وبنيها من اصحاب الكساء الذين باهى بهم المصطفى جبرائيل عندما قال هؤلاء اهل بيتي وباهل بهم في يوم المباهلة عندما اشار اليها بنسائنا ونسائكم .. فهو عليه السلام اخذ فاطمة ولم ياخذ غيرها ويكفيها فخرا انها ام الحسنين وزينب الحوراء وقد غرست فيهم الخلق العظيم والتضحية والفداء والثبات على المباديء وعدم التفريط بالدين مهما كانت المغريات فبذلوا الروح رخيصة في سبيل الحفاظ على المباديء والاسلام القويم..

 

 والفخر كل الفخر للزهراء لان الرسول الاكرم كان يقول فاطمة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ... فأي مكانة وشرف ومنزلة للزهراء عند الله ورسوله ... هذه هي الزهراء بنت محمد سيد العرب والبشرية والتي عاشت حياة الزهد والبساطة فكانت تصنع الخبز بنفسها وتطحن القمح بيدها في حين كان يمكنها ان تعيش كاعظم ملكات التاريخ واباطرة الارض ولكنها كانت تعامل حتى خادمتها كاختها..

 

 سماها النبي الاكرم بام ابيها لانها كانت تحنو عليه كأمه واخذت عنه كل علوم الدين والفقه والتشريع والخلق والزهد والحكمة والحياء .. هذه هي الزهراء العالمة الصديقة العابدة المحتسبة الزاهدة الورعة الصابرة التي آذوها في عدم تنفيذ وصية الرسول فيها وفي ال بيته ولم يقتصر ايذاؤهم عليها وعلى امام المتقين بل امتد ليشمل ابناءها واحفادها حينما نحروا ريحانة الرسول الاعظم الامام الحسين عليه السلام في واحدة من اغرب حوادث التاريخ .. اذ لم يسجل التاريخ اطلاقا ان قوما ما قد نحروا ابن نبيهم بعد الايمان به الا هؤلاء, خصوصا وان الرسول الاكرم كان يقول حسين مني وانا من حسين. والحسن والحسين ريحانتا شباب اهل الجنة ..اليوم يحاول البعض ان يطمس اثارها ويمحو ذكرها حتى ان الشيخ زكي يماني قد ذكر بانه لم يستطع ان ينقذ من اثارها الا جزءا من مطحنتها او رحاها واحتفظ بها في بيته في لندن عندما درس بعض الحكام ووعاظهم بيتها وجرفوا اثارها وما فيه، ليوم يردون الولاء للمصطفى بتفجير مراقد ابنائها واحفادها ولكن الايام اثبتت وعلى مدى التاريخ ان كل من عاداها وعادى ال البيت ذهب الى مزابل التاريخ وبقي ذكرها خالدا عطرا ازليا ونورا ابديا زاحم الشهب والكواكب سطوعا ،السلام على الزهراء وابيها وبعلها وبنيها والسر المودع فيها (الحجة المنتظر عليهم السلام جميعا).

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1088  الاربعاء 24/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم