قضايا وآراء

قراءة في كتاب: الفلسطينيون ودولة المحرقة للدكتور خالد كساب محاميد

وسائل الاعلام الأمريكية والاسرائيلية باعتراف صاحبه بوجود المحرقة النازية وبدعوته للفلسطينيين كافة بالاعتراف بها من أجل تحقيق ما عجز عنه العنف والقوة، وعنونه صاحبه بـ" الفلسطينيون ودولة المحرقة" ويضم الكتاب ثمانية أجزاء وهي على التوالي: "اسرائيل ...رحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوقف عندها"، "هل يعرف الشيء من ضده...محمود درويش"، "العلوم السيكولوجية – العلوم العسكرية وعلم القضاء –الحضارة المتنورة-"، "هوية الغرب  - عقدة الذنب الالمانية- مسؤولية بريطانيا والاسباب التاريخية لحدوث المحرقة"، " أوهام الحرب على الإرهاب"و" هوية العرب والشرق" فـ" بعد سلب الأراضي. الاقتصاد" ثم " الطفل الذي جلب السلام" .

 

يحمل الكاتب مسؤولية المحرقة لبريطانيا التي وظفت اليهود في حرب لا تتناسب مع قوتهم  لخدمة مصالحها الاستعمارية في الشرق الاوسط، وهو ما أدى إلى تخوين اليهود في كل العالم، فبتدهور الاوضاع في اوربا وحلول الحرب بشكل شامل لدرجة أدهشت اليهود الذين دخلو اللعبة السياسية دون عتاد حربي مما جعلهم يلزمون الحياد خاصة ان ارض اسرائيل كانت تحت حكم الاتراك الذين سيقفون إلى جانب الالمان،  كان وايزمان المشجع لانتصار بريطانيا يرى أن أحلام اليهود في تأسيس وطن لليهود في اسرائيل لن يفهمه إلا بريطانيا لتماهي مصالحها الاستراتيجية في أرض اسرائيل مع الأهداف الصهيونية.وهوما عمل على تحقيقه سنة 1917 حينما أرسل نداء "أرض اسرائيل يهودية موحدة تحت حمايى بريطانيا" ولم يلق قبولا لانقسام اليهود وتحقيق هدف وايزمان  كان السبب الرئيسي في حدوث الهولكوست وقتل 6 ملايين يهودي في المانيا وروسيا وغيرهما، الذين كانوا ضحية مشروع وايزمان وبلفور وهرتسل. ويرى الكاتب  أن ترحيل اليهود إلى فلسطين انما من أجل تحقيقي "رؤيا  يوحنا 16-16" في الانجيل حول نهاية العالم واقتراب الساعة حيث سيتحارب الشر مع الخير وسيقضى على ثلث اليهود هناك في أرمجدون والباقي يتبع المسيح، ويرى أن العنف الممارس في فلسطين من قبل اليهود إنما هو نابع مما تعرض له هؤلاء من تعذيب ومما لقوه من هول المحرقة التي قام بها هتلر، هذا ما جعلهم في حالة مأتم على 6 ملايين يهودي الذين فقدوهم في المحرقة ولن تفك حالة المأتم، يرى الكاتب، إلا باعتراف العربي بها ومشاركته فيها مما سيعطي حلولا للمشاكل الشائكة التي لا يستطيع تداولها في أيام المأتم، لأنه في حالة حداد وهروب من الموت الذي يسيطر على حياته، ولا يستطيع الفلسطيني تحقيقي أهدافه الا إذا تعامل مع أبناء الشعب اليهودي وفقا لما تعامل به العرب مع طالب "الطنب"، وذلك بتقديم الحماية والمأوى لليهودي ومنع استعمال العنف ضده نظرا للمأسي التي تعرض لها في اوربا وهذا لأنه في بيت عزاء، وبهذا يدخل الفلسطيني اليهودي في مصحة علاج نفسي لمعرفة كيفية التعامل مع الغرب ولتحقيق الأهداف الوطنية، التي لن تتحقق بالقوة والعنف، لان الشعب الفلسطيني لا يبدع في اكتشاف اساليب نضالية يؤمن بها الأمر الذي يجعل الجماهير غير مؤمنة بتحقيق حقوقها، .

 2063-kasab

وهذا التعامل إنما هو نابع من وظيفة الفلسطيني القائمة على إعادة الانسانية إلى مفاهيم الانبياء وهو الدور الذي كتب عليهم ويقترب من دور الانبياء الكامن في إعطاء للعالم أسس للتعامل مع محيطه.  ويرى الكاتب انه على الفلسطيني رفع الرسالة التي مات من أجلها اليهودي ضحية المحرقة ، الذي دفع حياته شهيدا من أجل الشعب الفلسطيني، فاختار الموت في وطنه حبا فيه ولم يشأ النزوح إلى وطن غيره لتشريده. لذا على الفلسطيني الاعتراف بوجود المحرقة التي نفى وجودها العرب لاقناع الغرب بعدم صدق دعمهم لاسرائيل و لعدم تغيير سياستهم اتجاه الباقين وبان الغرب يتصرف كانه غير مجرم ولانهم لا يصدقون بان الحضارة الاربية قامت بذلك ولانهم يدفعون ثمنها، كما ينفي اليهود أن المحرقة هي الحدث الاساسي لقيام دولة اسرائيل وأنها سبب دعم الغرب لهم .

 

زينب سعيد

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1136  الثلاثاء 11/08/2009)

 

في المثقف اليوم