قضايا وآراء

نحو مستقبل للتعليم في العراق .. محاولة تطبيقية لأسلوب دلفاي / رحيم الساعدي

المطول إلى مقال واف يستوعب مناقشة وحلحلة قضية معينة على غرار المقالات التي تنشرها الصحف العالمية المتعددة، وتمثل هذه الخطوة الاختصار الضروري لكثير من الطاقات مثل الوقت أو الجهد .

وربما يمكن تطبيق تلك الأفكار والمكنزات في قضية التعليم في العراق التي تواجه خطرا حقيقيا يولد قيما سالبة باستمرار تسير بطريق ثابت من زاوية التراجع في تشييد الإنسان والدولة، وإذا كان بمقدورنا المحاولة فسيكون عن طريق الاعتماد على الأساليب الفكرية أو التقنية العالمية الحديثة ومنها منهج دلفاي الذي يعد احد أهم الأساليب التي تعنى بالمستقبل فيمكن الانطلاق وفق هذا المنهج من :

 

أولا: تحديد المشكلة :تراجع التعليم في العراق .

هدف البحث :بناء التعليم العراقي والجامعة العراقية .

آلية البحث :استخدام أسلوب دلفاي  لمعرفة أسباب وعلاج تراجع التعليم في العراق .

 

الخطوات التحضيرية للتنفيذ:

  • تشكيل لجنة تتبنى إدارة العملية التشخيصية والبنائية .
  • تحديد الخبراء الذين سوف يستعان  بهم  وهم خبراء (فكر – إدارة -تربية– تعليم – اجتماع – علم نفس – اقتصاد ) وهي لجنة استشارية ستتمتع بنوع من السرية لضمان النزاهة في إبداء الرأي وعدم التأثر بمعوقات جانبية، وتعتمد النتائج على تنوع وخبرة وموضوعية الخبراء وشمولية اختصاصهم، وإذا تحتم أن يكون تنوعهم  وفق الجانب الأكاديمي فان تنوعهم وفق الاختصاصات ووفق إشراك غالبية الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية والفكرية العراقية هو أمر لا يخلو من كبير الأهمية .

ومن الضروري إرشاد الخبراء المراد تبني أفكارهم  بحزمة من التنويهات التي قد تقدم باعتبارها نموذج لأسئلة تساعدهم في تقديم العون و منها :

  • الغاية من تطوير التعليم،هل هي البناء الفكري أم الاقتصادي أم العلمي
  • ماهية النظام التعليمي المطلوب، على أن لا ينسى المستشار في هذا المجال طبيعة المجتمع  والبيئة واقتصاديات البلد وسوى ذلك .
  • إمكانية البلد في تنفيذ التزاماته التعليمية والاقتصادية والإدارية .
  • بناء الاستبيان المتكامل والشامل الذي يطلب استشارات معينة لعديد الاخفاقات وحلولها .
  • توزيع الاستبيان : والذي يتم بنوع من الهدوء والسرية ليعمل الباحث بتأمل وموضوعية  .
  • تحليل النتائج :وتمثل أهم محاور الاستبانة ففيها يمكننا أن نشخص وفق آراء الخبراء الأخطاء والعلاجات .
  • تقديمها لذوي الشأن وهي وزارة التعليم العراقية، ويتطلب الأمر هنا حالة من الثقة المتبادلة بين وزارة التعليم والمؤسسة (الحكومية أو المدنية ) التي رسمت المنهج .

 

مهمة الخبراء

تتلخص مهمة الخبراء بتقديم الصور الموضوعية المتعددة المساهمة في بناء التعليم العراقي التي ترسم بمعزل عن التأثر بعوامل مختلفة ولهذا سيكون شرط اختيار الخبراء هو امتيازهم بـــ (الشمولية وان تكرس الجوانب الفكرية والثقافية والإجرائية والافتراضية لبناء تصوراتهم والإجابة على الأسئلة الموجهة إليهم، ومع اعتماد خبراء التخصص بشكل عام يتوجب التأكيد على خصوبة الخيال المدعوم بالأمانة العلمية والإنسانية )

 

ولكن الخطوة الأهم والأكثر تفصيلية هي :

  1. 1.تصميم استبانة وعرضها على الخبراء بشكل مباشر .

ولكن ما هي الاستبانة ؟ الاستبانة كما يؤكد خبراء الدراسات المستقبلية هي سؤال أو أكثر يوجه إلى الخبراء لغرض الإجابة عليه، بغض النظر عن بعدهم المكاني والجغرافي، ويرسل السؤال لأكثر من مرة، و يطلب من كل الخبراء إعطاء تبريراتهم لمثل هذه الأجوبة، أي إن الاستبانة هنا إشارة إلى نظام يشابه الشورى  ولكن بشكل مكتوب وبصورة مركزية تأخذ بالاعتبار استشارة بقية الاختصاصات المختلفة . ويوجد نوعان من الاستبانة المفتوحة أو الاستبانة المقفلة،اما المفتوحة فهي تخطيط استباني يتضمن سؤالا أو مجموعة من الأسئلة توجه إلى مجموعة من الخبراء المختارين ويطلب منهم الإجابة عن هذه الأسئلة والتعبير عن رأيهم أو رؤاهم وتصوراتهم المستقبلية بحرية، وتتكون هذه الاستبانات من نوعين الأولى (الاستقرائية) وفيها يقدم للخبراء سؤالا أو أكثر عن الموضوع الذي يطلب من كل خبير وضع تصوراته أو تقديم الأسئلة بطريقة شفوية وتسجل استجابات الخبراء على أشرطة يعاد استرجاعها بطريقة مكتوبة اما الثانية فهي الاستنتاجية وفيها يقدم للخبراء معلومات كافية عن المجال موضع الدراسة وأخر التقدمات أو البيانات عنة ثم يطلب من كل خبير الإجابة عن أسئلة مفتوحة ليعبر كل خبير عن رأيه أو تصوراته أو تنبؤاته في ضوء المعطيات التي قدمت له  . ويشترط في الاستبانة كونها،( محددة لا تزيد على خمس وعشرين صفحة ومتدرجة رقميا وحسب التقدير المتدرج بالإضافة إلى احتوائها على التعليمات والأحكام لتوضيح الإجابة مع مرافقة كل جولة للاستبانة بتغذية راجعة بشكل إحصائية لآراء الخبراء، كما يجب كون الآراء الممنوحة من كل خبير بشكل صيغة رقمية تمثل وزنا أو أهمية كل منها وأخيرا لابد من إعداد تقرير بالنتائج الخاصة بآراء الخبراء ومعالجتها  مع تحليل البيانات وتفسيرها.

 

  1. 2.إعادة إرسال تلك الاستمارة مرة أخرى إلى الخبراء للتعديل وزيادة التوقعات المفترضة (التي يلعب الخيال الدور الكبير فيها ) لحل المشكلة موضوع البحث .
  2. 3.جمع الاستمارات من الخبراء وتنقيحها وجمع الحلول التي اتفق عليها الخبراء
  3. 4.عرض الاستمارة في شكلها النهائي .
  4. 5.رفع تقرير للإدارة العليا .

وتتلخص محاور استمارة الاستبانة في (التخطيط، التنظيم، اتخاذ القرار، التوجيه، الرقابة) .

وربما  سيتضح في نهاية المطاف ان مهمة اللجنة المشرفة على الاستبانة لا تتعدى المهمة التنظيمية والتكتيكية بينما يوكل الأمر الاستراتيجي إلى الخبراء الذين يقدمون آراء تعد بمثابة تفكيك للازمة المفترضة أو المحتملة .

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2049 الاحد 04 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم