قضايا وآراء

قراءة وتأويل للمجموعة الشعرية: خيول بلا اعنة للشاعر علي نوير / رياض عبد الواحد

بنية النص والاندماج معه وبه حتى تغدو  (احد مستوياتها التركيبية  - الدلالية) . و \ ثريا \ المجموعة التي نحن بصددها تقع ضمن العنوانات الاسنادية الاسمية التي لا تخلو من ترميز قصدي . الغلاف الاول هو غلاف حاسوبي تصميما وخطوطا . يتخذ اسم الشاعر مكانا علويا من الغلاف، يتبعه \ العنوان الرئيس \، والعنوان متكون من ثلاثة فونيمات بجملة اسمية متكونة من : مبتدأ محذوف + وخبر (اسم) + حرف جر + حرف نفي + اسم مجرور . تتخذ اللوحة مربعا صغيرا حيزا لها، وهي عبارة عن خيول غائرة امامها بركة مياه . الخيول لا يمتطيها احد لذلك كانت من دون اعنة ولهذا نراها نافرة . وردت كلمة \ خيول \ بصيغة الجمع لا اسم جنس . والعنان هو اللجام وهو خاص بالفرس العسيف الذي لا يتحكم فيه راكبه . يتخذ الغلاف الاخير اللون نفسه ولم يدون عليه شيء غير التعريف بالشاعر . المجموعة مقسمة الى خمسة اقسام، والرقم خمسة يوحي بالحيوية والاشعاع ويرتبط بالنماء والحركة وهو من علامات الشخصية القوية . العنوانات الفرعية الخمسة تنبي على تأويلات متباينة . فالعنوان الاول \ في الذي لا معنى له \ ينحو منحى فلسفيالأن اللامعنى = انغلاق + فراغ + دوران .وقد يوظف اللامعنى في انتاج المعنى بنحو مفرط . العنوان الثاني \ خمرة بلون الحداد \ يميل الى اشاعة بنية المفارقة، اذ ان دلالة الخمر غير دلالة الحزن، الا ان ما يرمي اليه الشاعر قد ينخذ من الخمر قناعا لتوكيد حالة نفسية منزاحة بواسطة الخمرة، لهذا طغى الحزن على وجع الخمر . العنونة الثالة تذهب بأتجاه التعاضد الدلالي \ هذه الوردة ...  تلك النافذة \، فالوردة والنافذة هما وحدتا انبثاق  وانفتاح على رؤى جديدة . العنوان الفرعي الرابع \ اقواس \ اعطى للمكان بعده وتأثيراته وتشكلاته النفسية، اما العنوان الخامس \ استدراك \ فيوحي بالتوقف عند نقطة ما والتأمل فيما يأتي وبما تستدعيه الظروف الذاتية والموضوعية ويؤدي الى اعادة الحسابات في ضوء المتحصل .

في القصيدة التي تحمل عنونة القسم الاول \ في الذي لا معنى له \ يمثل التكرار لمفردة \ الهواء \ مركزا  نواتيا، فهي تتراكم من دون نتائج آنية متحصلة من ابنية زمن الخطاب الذي هو زمن المخاض، بمعنى ان زمن المخاض غير مدمج بزمن الكتابة، لهذا كان   بنتائج آنية وواضحة، فالمخاض مستمر، ولا يمكن تحديد زمن نهايته على مستوى الكتابة اللحظوية . فـ \ الهواء \ - هنا – قائم على انتاج مجموعة من المدلولات التي تصطف لأعطاء نوع من الانحسار الروحي الذي يمارسه \ الهواء \ كمعطى خارجي . والتراكم – هنا – يستمر من دون ان يتلاشى من اجل ان يوسع من دائرة الضغط النفسي الذي يتحقق ويبدو جليا في نهاية القصيدة وبفعل نوعي

 

سأجعله جاهزا

لينفجر الان

في ركن قصي .... من هذا الرأس

 

\الانا \ من اجل \ الاخر \ دون الالتفات الى حسابات الربح او الخسارة. ان عملية \ التفجير \ما هي الا عملية تفعيل للحرية داخل الذات المحاصرة بهذه اللجة العالية والضاغطة للهواء الحامل \ كوسيط \ لذرات قاهرة من الاعباء الانسانية  . ان عملية  التكرير قد وسعت من بنية الانكسار الروحي وزادت من احتدام الانفعالات النفسية لتؤدي الى اضمحلال الانا وجوديا ( من الوجود ) لتسمو عاليا من اجل ان ينام الاخرون بهدوء وطمأنينة . ان السبب الكامن وراء تلاشي النتائج ناتج عن فعل التركيم النفسي، فالهواء بنية متحركة لا تقف عند حدود وتدخل الى الاماكن من دون استئذان، لهذا عمد الشاعر الى تفعيل بنية الاشارة الضمنية المفعمة بحجب  رؤية النتائج ولو بنحو آن .هذا الخفاء اعطى للهواء قيمة اكثر من حيث المنتجات المتحققة، اذ يشكل بؤرة رئيسة تتفرع منها كل البؤر المحايثة لها، اضافة الى ما تحمله من بنية ارتكازية دلالية تدفع بأتجاه تحقيق مجموعة  دلالية حركية فاعلة في داخل النص، فهي تتخذ اتجاهات متعددة، بمعنى ان دلالاتها تتوزع على اكثر من ثيمة، كونها تتحرك على مساحة زمنية طويلة نسبيا وامكنة متعددة . وبهذا تحقق القصيدة بعدها المجازي الا ان القرائن المتعددة المساوقة للهواء لن تؤخذ لذاتها بل انها اشارت لأشياء خارج حدودها الدلالية ( الصدق، الاحلام، الامس، مياه الذاكرة المعطوبة، سرير العدم ..... الخ ) . ويمكننا ان نأول \ الهواء \ كرمز ظلي لغيره، لأن مواصفاته لا تستبين بيسر . فالهواء كدالة فيزياوية مباشرة قد استنفد مرماه، وهو الان معطى لظاهرة غير طبيعية، اي كمرموز لأشياء ذاتية وموضوعية تقع تحت طائلة الارادة الرامزة الى ما يعيق حركة الاشياء . اذن \ الهواء \ يعمل بأتجاه معاكس لما يحيطه من مفردات الحياة والتي تنعكس سلبا على الانسان . لذا  هو هنا اداة عابثة وان كان العبث جزءا من الثيمة الفيزياوية له، وبهذا احتفظت الدلالة بمرجعيتها مرة وبغير مرجعيتها مرة اخرى كفعل عابث

 

الهواء الذي كان (نحن)

ثم غادرنا ... الى معسكر اعدائنا المفترضين

الهواء المرمد في تلويحة الاعمى

والمخاتل في الاسرة الخاوية والاسرة المخادعة

الهواء المريب في الممرات المعزولة

خلف البنايات العالية

الهواء المعلق بين عاشقين

والمداهن بين حد بعيد

الهواء المعطَل والمعطِل

لعجلة  ايامنا الراحلة وايامنا القادمات

 

هذه البنية الوصفيةالخارجية متشكلة من ذوات حسية غير منبثقة – في الاصل – من نوع وجنس وصفة \ الهواء \ كمادة  فيزياوية، فالشاعر يعالجه على انه فكرة اخفت وراءها كائنا ذا قيمة موضوعية قادرة ان تفعل ما تشاء، لهذا، كان لا بد من موقف ازاء هذا اللامسمى واللامرئي لكنه الفاعل والمؤثر في كل ناحية من نواحي الحياة ومن دون ان يردعه رادع، لهذا بدأ الشاعر وبنحو ذكي بوصف \ الهواء \ كبنية خارجية ثم تحول تدريجيا للكشف عن كوامنه الداخلية ومن ثم كيفية مواجهته والتعامل معه وكأنه وجود حي :

 

الهواء الذي لم يعد هواء

الهواء

الهواء

الهواء

سأجمعه كله في عبوة ناسفة

وبعيد، بعيد عنك ياوطني

لئلا اضيف رمادا آخر

وسط هذا الخراب

ولئات يفز الشهداء من نومهم مرة ثانية

سأجعله جاهزا

لينفجر الان

في ركن قصي من هذا الرأس

 

ان \ الهواء \  مجموعة محمولات زمانية تفضي الى المواجهة او التضحية  التي تعززها صورة \ التفجير \ الحاصلة في اهم مناطق الجسد . لقد استطاعت القصيدة ان تزاوج بنجاح بين القيمة الانفعالية والقيمة التعبيرية .

في قصيدة \ خمر بلون الحداد \ ينبني التغاير منذ البداية، اذ ان الخمر جاءت على غير لونها ومخالفة منتوجها الحقيقي بسبب من الحزن الكامن في نفسية الراوي والمنعكس على كل الاشياء المحيطة به .

 

1-       لليالي الطويلة اشدو

2-       للشتاءات ممهورة بالجفاف

3-       للسنين العجاف

4-       للحبيبة – محنية الظهر –

5-       تطهو محبتنا فوق نار الغضب

6-       للمساءات منزوعة الشرفات

7-       للصباحات تسعى على صولجان التعب

 

تمتاز السطور آنفا بمهمة ارجاء المنتوج الدلالي لحين من الزمن، فالليالي، الشتاءات، السنين، الحبيبة، المساءات والصباحات جميعها تفقد دلالاتها بتغير منتوجاتها  العملية التي من شأنها ان تضيف القا عليها. فعملية \ الشدو \ في (1) جاءت على غير ما هي في الحقيقة فيما يخص زمن انتاجها وينسحب الامرانفا على الباقي  . هكذا يفرغ الدال من مدلوله ومن محتواه الطبيعي، وتغدق عليه صفات خارج كينونته الاصلية . فعملية الخرق الحاصلة اضفت خرقا مضاعفا على ما هو مألوف وخلقت تغريبا مستساغا بسبب من تبادلية المدركات التي منحت الصفات حلة جديدة الا انه يمكن القبض عليها  بواسطة فائض الرؤية  . ان لتقديم الفضلة في السطور انفا مغزى يتمثل في تطويق تلك الكلمات لتفعيل دلالاتها  غير المباشرة  ليتحقق الخرق الواعي لكينونات معروفة بمنتجات على غير ما اعتدنا . ان هذا الانحسار النفسي  هو الذي ولدَ لنا مجموعة من الصفات السوداوية التي خيمت على نفسية الشاعر  والمتمثلة بـ (السواد، الجراد، المداد) .

 

 

للجناة من سلالات اور الى من رمته الرياح

على صافنات الجياد

للسواد

ولا شيء غير السواد

في بلاد تناهبها الفاتحون وسيل الجراد

للمداد

وهو يبتكر هذا النشيد – النجيع

للجميع

اهيىء خمرا بلون السواد

 

 

 

الخطاب خطاب تأس يؤرق الشاعر ويعزز من الخيبة، لاجل هذا كانت عملية التهيئة مع سبق الاصرار لأن الفعل \ هيأ \ به حاجة الى وقت سابق له لتجسيد الفعل اللاحق وقد نجح الشاعر في صف مجموعة من الصفات المخيبة ليمهد لفعل تهيئة الخمرة المتشحة بالسواد، فجاء التوصيف بمستوى الانفعالات التي تهىء لمثل هذا السياق المطلوب . لقد ادت \ الخمر – هنا – وظيفة الانتشاء المغلف بالحزن بدلا من ان تزيح ذلك الحزن وتغيبه لحين .

في قصيدة \...... من رخام ودفلى \ التي اعدها شخصيا اهم قصائد المجموعة، يضعنا الشاعر منذ البداية امام فراغ منقوط ذي مقصدية مسبقة من اجل  دفعنا كمتلقين للمشاركة في اتمام وانجاز النص . هذا من ناحية، اما من ناحية اخرى فأن العنونة خلقت تضادا داخليا بين مفردات \ النصيص \ الفرعي . اذ ان الرخام والدفلى على طرفي نقيض من الوجوه جميعا الا في الملمس  فقد يجتمعان . تلتصق منذ البداية بنية النفي بالفعل المضارع وهذا ما يرمي الى قلبه الى  زمن ماض  لبدء الحكاية  . هنا يدخل السرد بواسطة الاستذكار والاسترجاع

 

1-       لم يكن حلما

2-       ...او ماذا اذن ؟

3-       او هل كانت الارض تمشي بنا

4-       ام ترانا ثملنا كثيرا

5-       فدرنا على بعضنا دورة

6-       دورتين

7-       وقعنا على بعضنا

8-       لنلوذ بأستارنا

9-       من صقيع

10-  تناثر في الطرقات

 

يتضح ان عملية الخيال التي هي منتوج الحلم قد ارجئت لحين بدليل القرينة النصية المتحققة في (1)، الا ان الشاعر قد اعاد تفعيل بنية الخيال بتأثير من عاملين هما : دوران الارض + احتساء الخمرة، وهذا ما استوجب تكرير بنية السؤال وتبرير الفعل اللاحق بالمتحصلات الجارية على الارض

 

لم يكن حلما

كنت اصغي لرفرفة القلب

وهو يطارح انثاه من وله

كنت اصغي

وخلفي التماع المصابيح عبر الزجاج

 

 

في هذه السطور يكف اللاوعي عن العمل ويستعيد الشاعر وعيه بواسطة عملية الاصغاء التي تحتاج الى انتباه وتنبيه ورصد للاشياء عبر البعد الحسي او الرؤيوي، من اجل ذلك استعمل الشاعر لغة توصيفية، لهذا اتسمت لغة الخطاب – هنا – على نحو تصويري، بمعنى محاولة التقاط صورة يحققها ذلك الاصغاء الرهيف لرفرفة القلب، اضافة الى تحقق البعد الرؤيوي بواسطة تحقق رؤية المصابيح والتماعها وان كان المتحصل عبر الزجاج كوجه عاكس .

 

او هل كانت الريح تمشي بنا ؟

ام هي العربة

من يصدق ان التي

اسرت الان هونا بنا

انما عربة !

 

ان العربة \ المكان \ تتخذ بعدا تشاكليا مع الوجود الفعلي لحركة الكل .  فالشاعر قد أسقط  ذاتانية تشي بالقلق الدائم لأنها – في الاصل – قد اتخذت اشكالا شتى تجلت في عمليتي السكر + الحلم .فالشاعر يحاول ان يقول لنا ان المكان \ العربة \ هي وجود خارجي لأن فعل الانجاز الذي حققه هو فعل \ الاسراء \الحاصل في زمن مصرح به مسبقا وتدل عليه قرينة رؤية المصابيح عبر الزجاج . لاحظ ان سير العربة مستمر في النص لأنه محايث للوجود الفعلي للجماعة . فاستعمال اداة التحسر تدل على انكسار حاد في نفسية السارد على مستوى المشهد الكلي .اذن \ العربة \ استفزت بنجاح مشاعر السارد لهذا اضطر الى اللجوء او الاحتماء بالضيافة الدالة على مغادرة المكان بسرعة وعدم الحلول به بنحو دائم . هذا التوجه هو نوع من المداراة مقرونة بشيء من الملاينة وعرض الحال والتماس العذر لها بواسطة الخروج من الحالة من دون ملموسات ايجابية ما عدا الامنيات .

 

آه ايتها العربة

امضي هونا بنا

لم نكن غير ضيفين

في حضرة الليل

ندخل في غابة

ثم نخرج منها عراة

ولا شيء غير ستار شفيف من الامنيات

 

ولما كان الخطاب ممتنعا عن المكاشفة بسبب من  تداخل الحالة ما بين الحلم واليقظة مما يزيد من حيرة السارد في التحري عن الحقيقىة العارية  المختبئة وراء ظلال كثيفة وما يستتر خلفها في ضوء الدلالات المنتجة ( بفتح الجيم ) والتي فحواها تتوزع على اكثر من بؤرة، فالحلم لا يتأتى تأويله  الا بالاقتراب من حيثياته ورموزه، لهذا يكتنف السارد شيئ من التوجس ويضعنا ذلك امام معطيين : اولهما ان الحلم فعل خادع ويستمد مراوغته بواسطة مجموعة من المتحققات الملموسة على الارض والتي تثير نزعة الشك، وثانيهما ان سر ولع السارد بهذا اللايقين  لم يكن مسألة جزافية او محض صدفة او كذبة مبتدعة بل تكمن في تعذر مواجهة الحقيقة ونجاح التضبب في تشويش الرؤية، ولولا هذا النشاز السردي لما رأينا توجس السارد حيال هذا اللامسمى القابع بين الحلم والحقيقة وتجاهله له من اول وهلة، لهذا يتم التوكيد عبر لازمة \ لم يكن حلما \ ليتخلص السارد من ملاحقة الحلم وليقنع نفسه بهذا وبأية صورة ليتمكن من معالجة المتحصلات السلبية، وكل ما ذهبنا اليه تؤيده القرائن المتحصلة بين يدي السارد

 

لم يكن حلما

او مصادفة ما ترى

فالأيائل في دمنا

شردتها البنادق والريح ..... والثكنات

والاباطيل تحثو علينا معا

من رمال الجزيرة

سيلا غزيرا من الطعنات .

 

ان عملية تكرير نفي الفعل المضارع تدل على  لا وجود الحلم، لكن هنالك مؤشرات ضمنيه على وجوده وتحققه، اولها انه لم يكن فيما مضى من الزمن بيد انه الان متحقق ولم يعد حلما بل حقيقة ملموسة  في ضوء متحصلاته اللجظوية \ شرود الايائل + حثو الاباطيل + سيل الطعنات .... الخ . ان الحلم ينهض من جديد بنحو مجموعة من المتححقات فهو مستقيم ممتد في الماضي ومتححق في الحاضر وما بين تشكله في نقطة ماضوية وتحققه في نقطة  نهوض  تتحقق الصفات انفا .

 

اوما كان لحني جميلا

ايا امرأة

من رخام ودفلى !

لماذا اذن

عند اخرة الليل

قدَ القميص الى وردتين ؟!

اوما كان لحني جميلا اذن ؟

 

ان ورود \ أو \ - هنا – قلب سيرورة البنية السردية باتجاه جديد مما خلخل هذه البنية باتجاه خلق بؤر ة جديدة غير محسوبة سابقا  من قبلنا كمتلقين .ان طرح هكذا سؤال لا يراد منه تحصيل متحصل اجابة ما لكنه مساق لأجل اجرائي يكمن في اضافة صوت جديد، بمعنى ان هذا الدخول \ دخول المرأة \ غير موحى به من قبل الا انه انعطافة مهمة لأستكمال الخرق السردي بدليل تمترس الجمل التعجبية والاستفهامية التي تؤول الى توقع وجود مرجو ما  . لاحظ ان سمة التساؤلات سمة تحمل الملاينة التي تبث لواعج السارد  الى الاخر بواسطة التوكيد على عملية اللحن التي يروم من وراءها دغدغة عواطف الاخر. لا شك ان هنالك ما ينبغي ان تعرفه المرأة

 

أترين ؟

فهذي القصائد

تلك الاغاني الجميلة

ما عادت الان محض التماع ذكرى

انها الان وشم عميق

انها فيئنا المسترد

حقيقتنا

والنداء الذي سوف يجمعنا

فوق جسر

عبرناه ليلا

وها نحن للان

نحصي مصابيحه

 

هاهو السارد \ الشاعر يعود لأرضه، ارض الشعر ليعزز رأيه بأنها الارض الوحيدة الصالحة للانبات الصحيح وا ن كان الخيال يشكل سمتها الاساسية  الا ان هذا الخيال هو الطريق السليم الى الواقع، هو الذي يضيء عتمة الزمن ويسلخ سوداويته . ولعل ارجاء الاعتراف بأن كل الذي حصل هو جزء من حلم لا يمكن مسكه فهو اشبه (بالركض وراء شيء واقف)

ربما

ربما

نعرف الان ايضا

-            كلانا معا –

انه لم يكن

... غير حلم بعيد

 

ان هذا الايحاء بالافتراض قد بلور سيرورة ضدية لظاهر طارىء  ومآل خفي بيد انه ثابت في العقل والضمير ومحكوم بعبثية الاقدار .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2080 الاربعاء 04 / 04 / 2012)

في المثقف اليوم