قضايا وآراء

تنوع وظائف الرجل والمرأة مبدأ فطري / رشيد كهوس

تعتبر هذه الآية الكريمة أقوى دليل على اختلاف الرجل والمرأة في المسئوليات والوظائف؛ فالله جل ذكره قسم بخلقهما وجعل جواب القسم اختلاف سعيهما؛ كما هو شأن سعي الناس فهو سعي شتى في هذه الحياة، فللمرأة سعيها ووظيفتها ومهمتها التي تناسب استعداداتها وخصائصها... وللرجل سعيه ووظيفته ومسؤوليته التي تناسب خصائصه واستعداداته...

ولذلك فإن تنوع وظائف الرجل والمرأة مبدأ فطري، كل حسب خصائصه الفطرية والخِلقية والنفسية، فالرجل وظيفته ليست كوظيفة المرأة لطبيعته الفطرية، والمرأة كذلك. وهذا التنوع يهدف إلى تحقيق ذلك التكامل بين الزوجين، كما تتكامل وظائف أعضاء جسم الإنسان، فالفم وظيفته ليست كوظيفة اليد، وكذا القلب والكبد، ولكن لا يمكن لعضو من أعضاء الجسم أن يستغني عن الآخر وإلا وقع خلل في جسم الإنسان، وهكذا الأمر بالنسبة للرجل والمرأة، كل ووظيفته ولا يمكن لأحدهما أن يستغني عن الآخر.

أضف إلى ذلك أن طبيعة المرأة وما يعترضها من حيض وحمل ونفاس يستحيل عليها القيام بوظائف الرجال، فمثلا تأثيرات الحيض على النساء تتراوح مدتها، -الحيض- عند المرأة في الحالات الطبيعية ما بين 24-34 يوما (وسطيا 28 يوما) أما زمن السيلان الطمثي فيتراوح ما بين (2-7) يوما (وسطيا 5 أيام)، ولمدة الدورة الطمثية علاقة مباشرة بالتركيب الجسدي والنفسي في المرأة...

ونفسية المرأة أكثر حساسية وعاطفة من نفسية الرجل، لتلبي رغبات وليدها ولتسهر عليه، فالنساء عاطفتهن أزيد.. فما تملكه المرأة من عواطف جياشة تفوق ما يملكه الرجل...

أما الرجل فيستعمل العقل مكان العاطفة؛ فمثلا: عندما يقسو الأب على ولده فإن الأم تهرع لتمنعه بحكم طبيعتها العاطفية. ولهذا فالولد يحتاج إلى الحنان والعاطفة من الأم، وإلى العقل من الأب لتكتمل تربيته وتستقيم.

وفي تنوع مسئوليات أركان الأسرة ووظائفهما يأتي الحديث الآتي ليقرر ذلك: عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُو مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (رواه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن). وفي ورواية كذلك عند الإمام البخاري في صحيحه: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهْىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ».

وانطلاقا مما سبق فإن القوامة (مسئولية الرجل) ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في الأسرة، وإنما هي تعاون وتكامل مع الحافظية (مسئولية المرأة)، اقتضتها الضرورة والخصائص الخِلقية فلابد لكل سفينة من ربان، ليضمن سلامة رحلتها ويحميها من الأخطار، ووجود ربان في سفينة ما، لا يلغي شخصية الموظفين فيها ولا حقوق المساعدين...

فالرجل الزوج القوام ربان السفينة، هو هناك مع خرائطه، ومخططات الإبحار، ومواجهة أهوال الموج، والمرأة الزوج حافظة لما به تتغذى السفينة وتتحرك من دواليب خفية ووَقود وصيانة...

 

في المثقف اليوم