قضايا وآراء

التيار السلفي الوهابي .. صناعة الاستعمار الحديث / مهدي الصافي

مجرد خطوة استباقية للحفاظ على دورها في لعبة مصالح،او بمعزل عن فهم واقعي دفاعي لمواجهة مخطط استثمار غليان شارع شباب الربيع العربي من قبل إدارة مشروع الشرق الأوسط الجديد (أمريكا وبعض دول أوربا-حلفاء في منطقة الخليج) ،

لأنها كانت قد تعرفت وذاقت مرارة الهزيمة من قبل  (اقصد روسيا-والمعسكر الاشتراكي ) عبر ضربات فلول القاعدة وحركة طالبان الوهابية (ومن قبل انهيار جدار برلين1989)  إبان الحرب الباردة،

مع الاعتبار ان مسألة انهيار محور الإسناد الأدنى (إيران-سوري-حزب الله لبنان)  لهذه الدول المواجه للتحديات الإمبراطورية الأمريكية يعني نهاية أخر شوكات وقواعد الدعم اللوجستي لها،

وبذلك سوف لن تقوم لها قائمة إلا بمعجزة انهيار الولايات المتحدة وتفكك اتحادها الفيدرالي ،بفعل احتمالية تفاقم الأزمات الاقتصادية التي ستواجهها في المستقبل، ومن هنا نرى عندما أثير في الشارع الروسي مسألة الخدمة الإجبارية العسكرية،قيل لماذا لايتم إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية، كان الرد بان الدول القريبة من حدودنا لازالت تعمل بالخدمة الإجبارية  (ومنها ألمانيا) ولهذا لايمكن إلغائه في الوقت الحاضر.

اتجهت أنظار الإدارة الأمريكية منذ انهيار النظام الصربي واحتلال العراق الى تغيير أنظمة الشرق الأوسط،لكنها فوجئت بسرعة حركة الشباب العربي وانهيار الأنظمة الاستبدادية في المنطقة،

مما عجلت من تحريك المحور الخليجي لنشر شراذم الدجل والنفاق ممن يسمون أنفسهم بالسلفيين  (او أهل إحياء السنة الوهابية الأموية) ،لملئ الفراغ الثقافي والإيديولوجي في الساحة،ولمواجهة المحور  (الهلال الشيعي) المعارض لإسرائيل،

هذا المحور الإسلامي الراديكالي الوهابي يختلف فكريا ودينيا وسياسيا عن توجهات تنظيم القاعدة الإرهابي الذي انتهت مهمته ودوره في خدمة المصالح الامبريالية في العالم الإسلامي،لان اغلب تياراته وفرقه لا تؤمن بالخروج على السلطان الفاجر أو الظالم مادام مسلما،

وتحارب التقارب الإسلامي مع المذاهب الإسلامية الأخرى،وتأخذ بأفكار ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب المنحرفة عن الخط الإسلامي الأصيل،

 (هؤلاء الذين حولوا تراث الإسلام بعد تهديمها ومحوها،  كبيت الرسول محمد ص مغاسل ودورات مياه،وشرع فقهاءهم الانتحار فوق أجساد المسلمين) ،

وتؤمن بالفقه الأموي وتنكر فقه المذاهب السنية الأربعة،

وهنا سوف نستعرض هذه الوقفة التأملية في واحدة من أهم الآيات القرآنية، التي تثبت كذب وزيف ادعاء وتدليس وتحريف السنة النبوية من قبل الأمويين وحتى العباسيين،

قال الله تعالى :  ( قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى *
ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا * إن الله غفور شكور )  سورة الشورى 23.

ذكر الإمام الحسن ع في خطبته بعد استشهاد الإمام علي ع من ان هذه الآية نزلت فيهم، وشرح معناها بالمودة لاهل البيت

وروى المحب الطبري في ذخائر العقبى بسنده عن ابن عباس ان الرسول محمد ص قال في معرض رده على هذه الآية بان أهل البيت علي وفاطمة وأبنائهما ع هم ذو القربى.

أعلى النموذج


وكذلك روى ابن حجر في صواعقه : أخرج أحمد والطبراني وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس،من إن هذه الآية نزلت في الإمام علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام.

 (وهذه مجموعة من التفاسير المطبوعة وكذلك المنشورة والموجودة عبر الشبكة الالكترونية متاحة لمن يريد المطالعة او المراجعة،تؤكد صحة علاقتها بأهل البيت،تفسير ابن كثير-تفسير القرطبي -التفسير الطبري-تفسيره الزمخشري) ،

حيث ذكر القران الكريم في أكثر من موضع وخصوصا في سورة الشعراء،ان اغلب الأنبياء ذكروا لقومهم إن دعوتهم النبوية ليس فيها اجر دنيوي ،بل أجرهم عند ربهم عز وجل يوم الحساب،

قال الله تعالى عن نوح{ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ  }  [109]،وقال عن هود { وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ } [127] ، وقال صالح كذلك وكذا قال لوط  وقال شعيب  كذلك { وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) 145 سورة الشعراء.

ولكن فقط أشار القران الكريم إلى مودة ذي القربى للرسول محمد ص في الدنيا وهو فضل خاص،

وهذه منقبة لاسبيل لنكرانها،أو التحريف والتغطية على تفسيرها الواضح والصريح،لكن نجد ان تيار ابن تيمية يجهد نفسه في الإساءة إلى أهل بيت الرسول محمد ص لسبب يجهلونه هم لأنهم مضللون وضالون،اخذوا فقههم وثقافتهم الدنية من أئمة بني امية،

وهذه مسألة ليست يسيرة على من يريد كشف الحقائق،فعليه إن يرجع إلى ماقبل الدولة الأموية، ويعتمد على بعض أخبار ومصادر وأحاديث  وروايات أهل البيت ع لغربلتها وعرضها على القران مع مراجعة صحاحهم الستة (مسلم-البخاري-سنن ابو دواد المصطفى-الترمذي-النسائي-سنن ابن ماجة) ، والتعرف على حقائق الأمور.

رفض ابن تيمية للتفاسير السابقة القائلة بأحقية أهل البيت في هذه المودة،حيث ذهب الى تفسير

 قوله تعالى :  ( قُلْ لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، بالنفي على أن قوله في المقصود بالقربى هنا أهل البيت  (ع)  لأمرين :
الأول : قول ابن عباس : لم يكن بطن من قريش إلا لرسول الله منهم قرابة فالمعنى إلا أن تودوني في القرابة التي بيني وبينكم .
الثاني : أن الآية لم تقل إلا المودة لذوي القربى كما في قوله تعالى  ( فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) ، (منهاج السنة لابن تيمية) ، (ورد عليه كثيرون ومنهم الشيخ عبد الله دشتي في كتابه النفيس في بيان رزية الخميس) ،

بينما كان الرسول ص يصرح علننا بان بيت فاطمة ع هو  المقصود بأهل بيتي (لان الزوجات لما يطلقن يعودن إلى بيت الأصل وهو بيت الأهل، ولكن قيل عن الأزواج أهل بيت مجازا، يختلف الأمر عندما تكون هناك ذرية فيه فتصبح الأصلاب هم المقصود بأهل البيت،الذين حرمت عليهم الصدقات) ،

فقد ورد في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم  حول شرح الصلاة على اهل بيته ع في قوله تعالى  ( إن الله وملائكته يصلون على النبي * يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )  ، سأل الصحابة : كيف يصلون عليه ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ،  (رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم-ابن تيمية) ،

لكن لماذا تذكر مثل هذه الأحاديث في كتب ابن تيمية ولا تذكر البقية،لان القضية أصبحت بعد وفاة النبي محمد ص قضية سياسية وقبلية،وتراجع الكثير من العرب والصحابة عن درجة الإيمان فأصبحوا في درجة المسلمين (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخل) الحجرات اية 15،

نعود الى الإشارة إلى أية المودة ،فهي جاءت ضمن سياق طبيعي لمجمل الأحداث المستقبلية التي يبدوا إنها عرضت على النبي الأكرم ص قبل وفاته،

حيث ورد في الكثير من كتب السيرة والحديث والروايات وكذلك عن طريق أهل بيته ع وبعض صحابته بعض الأمور الغيبية الإلهية،

 (منها ما ذكره الرسول محمد ص إلى الإمام علي ع  لمحاربته الفرق الثلاث ،معركة الجمل-معاوية في صفين- والخوارج في النهروان- ،علما إن الإمام علي كان يحق له أن يجٌهز على كل الخارجين عليه بما فيهم قادة معركة الجمل لكنه أمر بعدم الإجهاز على جريح أو اللحاق بمدبر هارب وعفا عنهم،

وكذلك نبوءة مقتل عمار بن ياسر والذي أشار إلى فئة باغية تقتله وهي فئة جيش معاوية،ورفع كلمة خليفة المسلمين عن الإمام علي في وثيقة الصلح مع معاوية وقد رفض الإمام علي ع من قبل رفع كلمة  من محمد رسول الله في صلحه مع المشركين-إذن أشار الرسول ص إلى الإمام علي حول مقاتلته للناكثين والقاسطين والمارقين) ،

ثم يقول الرسول ص إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة،فيرد جهلة بني أمية من  بعض أتباع المدرسة الوهابية الضالة إن يزيد إمام عادل والحسين خارج عليه (ويزيد هذا حرق بيت الله الكعبة في صفر سنة 64ه بعد موقعة الحرة سنة 63ه،وقد فعل أبيه أكثر من ذلك حيث قتل بعض الصحابة والتابعين) ،

فكيف يكون سيد شباب أهل الجنة وهو خارج على إمام زمانه يزيد الفاسق،

هذه النماذج المنحرفة عن الخط الإسلامي، التي روجت لها وأحيتها مؤخرا بقوة الأموال الخليجية ،وبالتعاون من دوائر التخطيط الامبريالي الاستعماري،

يراد منه ان ينفذ تلك الأجندات الخارجية،يمشط المنطقة ليقتلع جذور الإسلام المحمدي العلوي من بعض الدول المعارضة للهيمنة الصهيونية والاستعمارية في المنطقة،

لكي تتفرغ القوى الامبريالية لمحاصرة الجار الإسلامي العريق إيران، خدمة للمصالح الغربية،لان الإسلام لا يشجع ولا يدعو إلى إحياء الفتنة الطائفية النائمة،

ولكن ظاهرة انتشار الفضائيات ووسائل إعلامية كبيرة مخصصة لنبش جذور الخلافات الطائفية،دليل على غرائبية الحدث وطريقة تقديمه للمجتمع العربي،وتعود أسباب انتشار بعض الفضائيات الإسلامية الطائفية،أولا لأنها استطاعت أن تستقطب ضعاف النفوس ممن يسمون دعاة السلفية الدجالين،فهي تدر عليهم أموالا طائلة لحساسيتها وأهميتها الدينية والاجتماعية

 (عبر استثارة مشاعر المشاهدين لحثهم على الاتصال بالقناة حيث ان الخط يفتح لكل المتصلين بغض النظر حصل على المشاركة على الهواء او لا،وهذه الاتفاقات تتم مع شركات الهواتف فيعطى نسبة مالية معينة للقناة) ،

ولهذا انبرى بعض وعاظ السلاطين لتنفيذ هذا المخطط التكفيري الخارج عن أصول وعقائد وحقائق الدين الإسلامي،

وثانيا تقوم بتنفيذ أوامر أسيادهم لتحويل تلك القنوات إلى قنوات فتنة خدمة للمصالح المشروع الاستعماري الحديث في المنطقة،

وألا فان لله سبحانه وتعالى لايمكن ان يقدم للرسول محمد ص شهادة مقدسة للمسلمين،تجبرهم على حفظ مودة أهل البيت دون سبب،وإنما نعتقد جازمين ووفقا لروايات أهل البيت ع ،وكذلك من خلال رؤية تاريخية وواقعي لقراءة الأحداث والمظالم التي جرت عليهم وعلى العلويين وإتباعهم في العهدين الأموي والعباسيين ،

فقد بين الرسول ص معظم تلك الوقائع التي عرضت عليه عبر ملائكة السماء، وكان يشم ويظم ابنيه الحسن والحسين ع ،ويقبل شفتي الإمام الحسين ع ويشمه في نحره لانه علم بأن يزيد الفاجر سيضربهما بمقبض حديدي، وذكر لعلي وفاطمة عن مجازر العلويين من أبناء علي وفاطمة عليهم السلام،بحيث أمر معاوية اللعين  بالبراءة وسب الإمام علي لمدة تزيد على سبعين عاما

 (وقد سب جنود معاوية الشاميين، السيدة فاطمة الزهراء ع والإمام علي  في اغلب حروبهم ومنها حربهم ضد زيد بن علي عليه السلام) ،

 ولازال جهلة العوام من المسلمين السلفيين يقولون أن سيدنا معاوية أمير المؤمنين صحابي جليل ،بينما هو راس الفتنة والضلال ،وصاحب سنة توريث الحكم في الإسلام

 (تقبلونه على معاوية وترفضون التوريث لأهل البيت ع،وتقبلونه على أمراء البترول في الخليج وترفضونه في سوريا،هي ثقافتكم التي تربيتم عليها،الديمقراطية تفرض في الشام عندما تفرض في دول الخليج كافة) ،

بينما يقول الإمام علي ع لهم من رأى معاوية يخطب على منبري هذا فليقتله،

دلائل تلك الآية القرآنية (اية المودة او الشورى 23)  التي تطلب من العرب أن لا يرتدوا عن دينهم (وقد قتل المسلمون في عهد الخليفة الأول أبو بكر رض، وقد اعترض عليه الخليفة الثاني عمر رض عندما امسكوا عن دفع الزكاة فسماهم مرتدين وقتلهم في حروب الردة-انظر فرج فودة الحقيقة الغائبة)  

، ولا يعيدوا سيرة الجاهلية الأولى في محاربتهم لأهل البيت ،لأن القران نص على حقوقهم ومودتهم وحفظهم،فهم أول من حمل وتحمل نشر لواء الرسالة والدعوة السماوية المحمدية،

فهناك كم هائل من الخطب والأحاديث الموثقة في كتب التاريخ سواء كانت خطب للإمام علي ع، او عبر الرسائل المتبادلة التي دارت بين الأمام الحسن ع ومعاوية حول خلافة المسلمين ،

حيث يذكر الإمام الحسن بعد أن  شاهد وعاين ضعف عزيمة أهل الكوفة لمحاربة معاوية ،وقد خذله اقرب الناس إليه ابن عمه عبيد الله بن عباس الذي ترك الجيش وانتقل إلى معسكر اللعين معاوية،وفي معرض رد الإمام الحسن ع على سفيان بن الليل عندما قال له السلام عليك يامذل المؤمنين:

فقال،يا سفيان،إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به،واني سمعت عليا يقول:سمعت رسول الله (ص)  يقول:لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السٌرم،ضخم البلعوم،يأكل ولا يشبع،لا ينظر الله إليه،ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر،ولا في الأرض ناصر،وانه لمعاوية،واني عرفت أن الله بالغ أمره،وكذلك: ذكر صلاة الرسول ص على شهداء أهل البيت ومنها صلاته لأصحاب واقعة فخ، (مقاتل الطالبيين، أبو فرج الأصفهاني) .

ليس من المعقول ان يترك الرسول محمد ص المستقبل دون تلميح، او إشارة الى الأحداث والظروف والاختلافات والمتغيرات التي ستحدث بعده،

وهناك شواهد تاريخية إسلامية  (متفق على بعض منها سنيا وشيعيا)  تثبت معجزات نبوءة النبي الأكرم عن مستقبل الواقع الإسلامي ،

ولهذا نجد ان إصرار التيار السلفي على معادة والتقليل من شأن ومكانة اهل البيت عليهم السلام، نابع عن ظهور تيار سياسي-ديني   (أموي وهابي سلفي )  قوي تسانده المرويات الإسرائيلية،

دخل في اللعبة السياسية الدولية لتغيير خارطة الأنظمة السياسية العربية ،وتبديل هوية الأمة الإسلامية المعتدلة،تحت غطاء وشعار وكلمات حق شرعية لكنها تستبطن وتبتغي الباطل في نهاية المطاف،

وإلا كيف يمكن ان نفسر الاصطفاف والإجماع الشبه  العالمي مع بعض أنظمة الخليج القبلية الاستبدادية لتغيير نظام الحكم السوري

 (التي كانت تقف إلى جانب النظام البعثي الفاشي والصدامي السابق في حربه الظالمة ضد شيعة أهل البيت ع منذ توليه السلطة1968،وقد  ملأت الحافلات العسكرية بعد فشل انتفاضة 15شعبان 1991 بالشباب والشيوخ وحتى الأطفال المراهقين وأخذهم إلى مذبحة الرضوانية المعروفة،ولازالت التيارات السلفية تعد هذا الفاسق المقبور شهيد المقاومة الإسلامية،وتريد ان تعيد حملات الوهابية التي هاجمت المراقد المقدسة في العراق وهدمتها أكثر من مرة منذ القرن الثامن عشر عبر بوابة دمشق)

بينما تمتنع مثلا السعودية عن السماح للمرأة من قيادة السيارة،او عن السماح للناس بالتعبير عن رأيها في نظام حكمهم بحرية،

فهي  لا تسمح إطلاقا لأي نقد يشرح فساد بعض الوزارات او المؤسسات الحكومية ،حتى وان كان من قبل أشخاص قريبين من دائرتهم الخاصة المحيطة بهم،

ولاتقبل لاي شخص ان يقترب و ينتقد الذات الملكية،

وهكذا لبقية الدول كقطر مثلا ،بينما ترتكب المذابح العلنية بحق شعب البحرين دون ان نشهد صحوة ضمير مماثلة لما تشهده تلك الصحوة الخبيثة في سوريا.،بل نرى الحقد يأكل أحشاءهم المتهرئة لان العراق أعاد لأهل البيت عليهم السلام هيبتهم ومكانتهم الإسلامية الرفيعة،

يبذلون الأموال ويخربون العقول ويخدعون بعض جهال السياسة لإشعال حرب طائفية تحرق الأخضر واليابس،

متناسين ان العراق سنة وشيعة متثقفين ومتفقهين ومولعين بحب أهل البيت ع،لان اغلب المدارس الفقهية السنية الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية)

 تحب وتجل وتعظم سيرة أهل البيت ع،وكان بعض الصحابة والفقهاء ضحية الاستبداد الأموي والعباسي ،ولان المد الوهابي مازال محصورا في بؤر صغيرة ،

بات العفن يأكلها ،وسيقتلعها من الجذور ،عندما تتفكر الأمة بمصائبها ،وتفتح صحف التاريخ المشرقة لإزالة غبار الغموض عن تلك الصفحات المحشوة بالزيف والتزوير ،لتنقح سيرة الأولياء الصالحين ،ولينصع بياض الدين المحمدي ص الحنيف.


مهدي الصافي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2157 الاربعاء 20/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم