قضايا وآراء

أزمة المنهج في الصحافة العراقية (3)

(وسائل الإعلام الغربية) بجملة من (المصطلحات السياسية) المقصودة، لفرض حالة حصار على الإسلاميين، وتهيئة جو من الضغط النفسي المتزايد لتبرير اغتيال الشخصية الإسلامية الملتزمة بعقيدتها وقيمها وجهادها، ومن هذه المصطلحات (الأصولية الدينية) الغربي المنشأ، والذي يعني التعصب ورفض الآخر بدموية وعنف، وكذلك مصطلح (الإرهاب)، الذي اقترن بخبث بالحركة الإسلامية لأغراض يعرفها الجميع، والغريب أن بعض الأقلام المسلمة في بلداننا تجتهد لاستعمال هذه المصطلحات المغرضة، وترددها بمناسبة أو دون مناسبة!!

إن إدراك الغرب أهمية الثقافة الإسلامية بالنسبة للشعوب المسلمة، جعلته يهتم كثيراً بوضع (مصطلحات وألفاظ) تشوّه واقع هذه الثقافة ومصاديقها، لهذا بدأ (الاهتمام المبكر) بالفكر والأدب العربي، خصوصاً وانّ (الاستشراق) حاول الدخول من هذا الباب لضرب الإسلام، وتزييف الحقائق.

 فالمستشرق (بروكلمان) ألمّ بجدارة باللغة العربية، وبالأدب العربي، ووضع مؤلفاً ضخماً أسماه (تأريخ الأدب العربي)، لكي يكون (جريدة إحصاء لكل من كتب ولجميع ما كتب باللغة العربية)، حسب ما يقول الدكتور عمر فروخ في كتابه ( تاريخ الأدب العربي ) .

 وعندما تكلم (بروكلمان) عن تأريخ الشعوب الإسلامية ماذا قال؟

قال بأن: (الدين الإسلامي دين مزيّف، وفكر محمد استقاه من التوراة، والإنجيل، وعادات الأمم الخالية )!!

هذا الحقد الدفين، والتشويه البغيض، له ما يبرره في (الفكر الغربي)، قديماً وحديثاً، لأنه فكر معادي لحضارة الإسلام. فأوروبا، بشرقها وغربها، تعرف أن المسلمين إذا تمسكوا بدينهم، سينشؤون حضارة إنسانية مؤثرة في العلاقات الدولية، وسيصبحون قوة سياسية وعسكرية كبري تهدد (المصالح الغربية) غير المشروعة في المنطقة.

وهناك (ظاهرة غريبة) جديرة بالتأمل... فدول (المعسكر الاشتراكي) كلها حصلت على حريتها، وتبنت (منهجها السياسي) وفقاً لما تريده شعوبها، إلا الشعوب الإسلامية التي ذبحت بدم بارد، وشكلت سياسياً من جديد وفق تصورات الغرب!! في البوسنة والهرسك، وفي كوسوفو.

وكذلك شعوب (الاتحاد السوفيتي السابق) كلها حصلت على استقلالها، إلا الشعوب الإسلامية التي ماتزال (روسيا) تخضعها بالقوة لسيطرتها، وقد دمرت الشيشان تدميراً شاملاً لأنها أرادت الحرية والاستقلال، وبناء الدولة على أسس سياسية إسلامية.

ألا ترى معي أن هذه ليست مصادفة؟!

 

الدكتور قاسم خضير عباس

كاتب وباحث قانوني

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1251 الاربعاء 09/12/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم