آراء

العراق من محنة الى أخرى في وقت عزَّ فيه الناصر

موسى فرجمدخل: منذ 9/ 4/2003 ولغاية تاريخه والعراق يعيش محن متداخلة شكلت فوضى الحكم واستشراء الفساد والفوضى القيمية عند الحكام وبين أوساط المثقفين ورجال الأعمال أهم أسبابها والفقر والبطالة وانعدم سبل العيش أهم نتائجها في حين شكل تدني الوعي المجتمعي وتفتيت المتبقي منه السمة الأبرز للمرحلة ...

- النظام السياسي الذي أعقب سقوط نظام الاستبداد أقل ما يوصف به انه شكل صدمة للشعب العراقي وللعالم بسبب فساد وعدم أهلية الطبقة السياسية التي هيمنت على الحكم ...

- المثقف العراقي بدلاً من أن يضطلع بدوره المحوري في مواجهة المحنة كان البعض منهم أدوات غير نظيفة بل مقرفة تخدم ساسة المحاصصة والفساد في حين وقف البعض الآخر موقف الشامت إزاء ما يحصل تعلقاً منه بأهداب نظام صدام ورفضاً لكل ما عداه أملاً بعودته من جديد والبعض الثالث "واغلبيتهم ممن يعيشون في الخارج" يعيرون الشعب بما حل به ويكتفون برفض ولعن النظام الذي جاء به الأمريكان وقد يجنح ببعض منهم الشطط لتحميل من بقي في العراق المسؤولية في ذلك وقد يذهبون الى ابعد منه فيتهموننا بالعمالة والخنوع والمشاركة في صنع محنة العراق في حين كنا نستصرخهم أن يستجمعوا أنفسهم وهم قادرون لو أرادوا بحكم أعدادهم المليونية أن يؤثروا إيجابياً بمسار الانتخابات لكنهم أحجموا وكانت المشاركة لا تتعدى بضعة مئات الالاف من الملايين الأربعة ومن شارك فيها كان اغلبهم من مناصري أحزاب السلطة ، وكنا نستصرخهم إن تجنبوا صيغة الكلام من على المنابر مع أبناء شعبكم وتعاملوا مع العاجز منهم بصيغة الرعاية والتحبب لكنهم كانوا مصرين على فكرة التخلص منه الى دور العجزة أو ربما أفران الحرق وكنا نستصرخهم باعتماد الوسطية في القول والطموح ليجتذبوا مواطنيهم في الداخل ويرتقوا بوعيهم لكنهم كانوا صفريين في قولهم وكتاباتهم فإما دعاة سلفيين وإما متطرفون في يساريتهم أكثر من جماعة بادرماينهوف...

البعض منهم يريدك أن تكتب قطع أدبية مثل المنفلوطي وتتقيد بالمضاف والمضاف اليه والممنوع من الصرف والجار والمجرور وانت أمام عراق مجرور على طول الخط من قبل الغريب ومن قبل الجار القريب وعلامة جره الخيبات الظاهرة على حظه العاثر...

الاتفاق الصيني العراقي بين رافض له حد الهوس وبين مناصر له حد الوله في حين أننا لسنا امام اتفاقية تحيي وتميت انما نحن امام ممارسة ثانوية لا تستحق التوقف عندها لذاتها بل تستحق أن نتوقف عندها لجهة هل تستحق أن ندعمها لنصنع منها توجه مرحلي أملته الضرورة أم لا...؟.

نفس الأمر ينطبق على خروج العسكريين الامريكان من العراق، فالأغلب من بين العراقيين يريد خروج القوات الأجنبية من العراق ولكن بعضهم يقول لك: أخشى أنك لا تسعى لذلك الا لأنك تريد ان تستبدل الوجود الأمريكي بالوجود الإيراني فوق ما هو عليه...

- والبعض الآخر يقول لك: أنك بهلمتك والصور التي عرضتها في جلسة مجلس النواب لا يهمك خروج الامريكان من عدم خروجهم بقدر ما كان يهمك اثبات الولاء لإيران واظهاره للايرانيين والا فإن الفقرة الثالثة من المادة الثلاثون من الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية واضحه وتقول:

"ينتهي العمل بهذا الاتفاق بعد مرور سنة واحدة من استلام أحد الطرفين من الطرف الآخر إخطاراً خطّياً بذلك" بالتالي لا يتطلب الأمر منك سوى قيام عبد المهدي بتقديم الطلب أصولياً...

- والبعض الثالث يقول لك: إن التئام شمل الأخوة الأعداء في قم وتشكيل جبهة المقاومة يراد منه التعبير عن الولاء لإيران ليس الا لأنهم هم بالذات من يشكلون الأغلبية في البرلمان ويسيطرون على رئيس الحكومة وبإمكانهم دفعه لتوجيه طلب رسمي للأمريكان دون إثارة ترامب الأهوج ليركب ذريعة النص المشاراليه في الاتفاقية فيلحق الضرر بالعراق...

- والبعض الرابع يقول لك: ان دخول جماعة الخزعلي والعامري ضمن المليونية انما يستهدف فض المظاهرات الحالية والمستمرة منذ أشهر بالقوة وقد تكون نتيجة ذلك ضحايا إضافية من أبناءنا سواء كانوا من هذا الفصيل أم ذاك ...

الاتفاق الصيني بين الضرورة والصخب الإعلامي...

من بين ما صادفني في حياتي الوظيفية كنت في منتصف السبعينيات أعمل في دائرة مختصة بالتدريب والبحوث والاستشارات الإدارية وفي أحد الأيام وبينما كنت في الكافتيريا أحتسي الشاي دخل أحد زملائي ودخلن بعده مجموعة ضخمة من النسوة الأقرب الى الختيارات منهن الى سن الشباب ومظاهر النعمة والسلطه واضحة على مشيتهن ...

تخلف عنهن ليجلس معي بينما واصلن سيرهنَّ لتناول المشروبات سألته ما هذه الجهر...؟ "كن يشبهن برلمانيات عراق اليوم بس بدون عبي" فقال أنهن عضوات المكتب التنفيذي لاتحاد نساء العراق ومسؤولات فروع المحافظات خرجنا من قاعة المحاضرات وسنعود بعد ربع ساعه وأضاف قائلاً عملت لهن حاله دراسيه case study بموضوع تداول المعلومات وانت تعرف وضع الجلوس في قاعة المحاضرات على شكل مربع ناقص ضلع أخبرتهن بأني سأقول همساً معلومة محدده للمشاركة الأولى على اليسار وأريد منها أن تنقل المعلومة همساً للتي تليها وهكذا للأخير ... همست للأولى بان وزير خارجية باكستان وصل بغداد البارحه...نقلتها للتي تليها همسا والثانية نقلتها بنفس الطريقة حتى وصلت المعلومة الى آخر مشاركه قلت لها قولي بصوت مسموع ماهي المعلومة التي وصلتك ...قالت: انقلاب عسكري بكوبا ...وبعد إن ضحكن قلت لهن أرأيتن كيف تتغير المعلومة اثناء تداولها ...؟

آنا ضحكت وكَلتله السبب مو انتقال المعلومه بس مشاركاتك هم أمهات كَاله وهم بعثيات شتتوقع من يتناقلن المعلومه قابل تبقى بلوح محفوظ...؟ شفت شلون سوّن الزياره انقلاب...

اللي سوته فضائيات العراق الجديد مع الاتفاق مع الصين أضرب واضربين من رفيقات منال ....

هذه مقدمه حتى أحجيلكم عن الاتفاق مع الصين .... 

واقع جهود الاعمار في العراق...

1- مرحلة تسييح الأموال:

في مرحلة الـ (CPA) وهي المرحلة التي غطت المدة من 9/4/2003 لحين مغادرة بريمر في حزيران 2004: (900 مليون دولار جمعت من قاصات مصرفي الرافدين والرشيد إلى جانب المركزي وما عثر عليه الأمريكان في قصور صدام (عدا ما سرق منها من قبل عصابات الجريمة أو الأمريكان أنفسهم) + 1,7 مليار دولار من الأموال العراقية المجمدة سحبت من المصارف الأمريكية وأودعت في بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي في نيويورك ..) هذه المرحلة كانت عبارة عن تسييح للأموال العراقية وشكلت بروفة الفساد واسع النطاق في العراق في حقبة ما بعد سقوط صدام. وكانت الأموال تنفق خلالها كالآتي:

- يتم إحالة المقولات على مقاولين محليين في المحافظات بعدد هائل وبمبالغ صغيرة والمقاولون يأخذون النقود ويهربون..

نقل لي أحد العراقيون المصاحبون للأمريكان في تموز 2003 بعد اجتماع بريمر بهم أن بريمر وجههم بان لا يهتموا بالرشا وسرقة الأموال ففي النهاية إن تلك النقود تنشط السوق فيزدهر الاقتصاد العراقي ..قلت له لكن من يحصلون عليها يخرجونها إلى عمان ولا ينفقونها في العراق ...

- يتم توزيع النقود من قبل ضباط في سلطة الائتلاف على الجهات المستفيدة بشكل نقدي فتلقى الضباط الأجانب أول دورات ميدانية مكثفة وقصيرة في الفساد على أيدي الفاسدين من العراقيين وذاك لا يشكل شيئاً يذكر مما تعلموه من طرق الفساد في حقبة صدام ، فرئيس الدائرة أو الجهة المستفيدة يقول للضابط الذي يوزع تلك المنح : بدلاً من أن تعطيني ألف دولار أصرف لي 10 آلاف دولار وسأزودك بوصل يؤيد كوني استلمت 10 آلاف دولار ولكن فعلياً سأقبض منك 5 آلاف دولار فقط والـ 5 آلاف دولار الأخرى في جيبك ..وفي هذه الحالة يمتلئ جيبك بالدولارات وموقفك سليم أمام الجهة التي تدقق عليك وأمامي أيضاً فكانت إن انتشرت ولأول مرة في العراق مفردة : واووو..!.. والكل بات يستخدمها إلا أنا وأشجم غشيم في العراق بقينا نستخدم يا يابه...!.

2- مرحلة الشركات:

- ما بعد مرحلة الـ (CPA) بدأت مرحلة الشركات التي استحوذت على معظم العقود في ملف إعادة أعمار العراق ...؟ وفي هذه المرحلة سيطرة شركة هاليبرتون وشركة بكتل الأمريكيتين وشركة كويتية على معظم المقاولات (كشف تقرير أعدته صحيفة فاينانشال تايمز Financial Times أن عشر شركات عملاقة حققت أرباحاً طائلة قدرها 72 مليار دولار خلال عملها على تقديم الخدمات والأعمار في العراق، مبينة أن شركتين أميركية وكويتية تقفان على رأس من حصدوا تلك الأرباح)...

- لماذا سيطرت شركتا هاليبرتون وبكتل على عقود الأعمار ..؟.

الجواب: بسبب صلتهما بالإدارة الأمريكية إذ إن هاليبرتون يرأسها ديك تشيني قبل وصوله إلى البيت الأبيض نائباً الرئيس الأمريكي (كان يتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة قبل انتقاله إلي البيت الأبيض.. )...

- هل أن ذلك مخالف للقانون الأمريكي ويعتبر فساد ..؟.

الجواب: نعم بسبب تعارض المصالح.

- كيف كان يتم تحديد مبلغ المقاولة..؟.

الجواب: وفقاً لطريقة الكلفة زائد .. وتعني انه لا يتم تحديد سقف للمبلغ وإنما تجعل المقاول غير محدد بالصرف وكلما صرف أكثر زادت أرباحه أكثر (حالة واحده مشابهه على حد علمي حصلت في العراق قبل ذلك وهي إن حكومة صدام عندما أرادت بناء مبنى القيادة القومية لحزب البعث في شارع الزيتون في أوائل السبعينات كلفت شركة يوغسلافية وقالوا لهم: لا يهمنا المال إنما تهمنا النوعية فاصرفوا قدر ما شئتم ونحسب لكم هامش ربح يحسب على أساس كذا نسبة من الكلفة ..يعني بما يقابله باللهجة العامية ـ توصاه ـ كي تليق البنايه بمقام عفلق والياس فرح اللذان سيسكنان البناية عند انجازها... هذا ما تعنيه طريقة كلفه زائد بالضبط .

- ما هي مفردات الكلفة زائد في المقاولات الأمريكية...؟.

الجواب: الكلفة + تكاليف أمنية بنسبة 30% من الكلفة + هامش ربح بنسبة 12%من الكلفة...

- أثناء وجودي في هيئة النزاهة وجهت كتابين بهذا الخصوص مذيلان بتوقيعي واحتفظ بصورتيهما إلى رئيس الوزراء بتاريخ 28/5/2006 وهذا نص ما ورد فيهما:

((إن المشاريع التي يتم إحالتها من مكتب أعمار العراق التابع للسفارة الأمريكية تتم وفقاً للآتي:

1- تضاف مقدماً نسبة 30% من قيمة المشروع باسم فقرة (الخدمات الأمنية) في مختلف مناطق العراق (باستثناء كردستان فتضاف نسبة 8%).

2- تضاف نسبة 12% من القيمة الإجمالية للمشروع تسمى هامش ربح.

3- إن اعتماد صيغة الإحالة تلك يجعل الشركات المنفذة غير ملزمة بسقف للصرف أو تحديد للكلفة الإجمالية مسبقا والمنافسة على أساسها.

4- إن الصيغة أعلاه في إحالة العقود تتعارض مع الصيغة المعتمدة من قبل لجنة العقود المركزية في مجلس الوزراء وتنطوي على مضاعفة المبالغ لإنجاز المشاريع..

5- إن الأموال في كافة الأحوال هي أموال عراقية وبصرف النظر عن مصدرها سواء كان صندوق تنمية العراق الذي تودع فيه عائدات النفط أو المتأتية من قروض أو منح، وينبغي التعامل معها وفقا لهذا المنظور. .

6- سبق وان أكدنا على أهمية أن يتم تسليم المنح أو القروض إلى وزارة المالية العراقية وإخضاعها لرقابة الجهات العراقية المختصة، ولا يمنع ذلك من وجود لجان مشتركة تضم ممثلين عن الجهات المانحة لمتابعة تخصيص تلك المنح للأغراض التي منحت لأجلها ومتابعة كفاءة التصرف فيها... مع التنبيه إلى خطورة تكرار ظاهرة نقل الوثائق من قبل الـ (CPA) التي حصلت ضمن مرحلة سلطة الائتلاف.)..))

تم توجيه نسخ من الكتاب أعلاه إلى: السفارة الأمريكية ـ مكتب المفتش العام الأمريكي لتزويد هيئة النزاهة بكشف يتضمن المبالغ وصورة ضوئية من عقود المشاريع ..لكن ستيوارت بووين لم يتعامل مع هيئة النزاهة، والحكومة لم تحرك ساكنا...

في تلك الفترة تبين أن الشركات الأمريكية بعد رسو الاحالة عليها تقوم بتجزئة المقاولات وبيعها لشركات تركية أو كرديه بثمن بخس يعني ام الـ 5ملايين دولار بمليون دولار والشركات الثانوية تقوم ببيعها الى مقاولين محليين طكَ عطيه أم المليون بخمسين ألف دولار فيتحول المشروع من مشروع مجاري عملاق الى ساقية لتصريف مياه الأمطار...الأهالي يثورون على المقاول العراقي الغلبان يصيح يابه ماخذها بخمسين ألف ميفتهمون الشغله...

هذا نتيجته أن الأموال المصروفة على الأعمار بلغت للسنوات 2003- 2012 مبلغ 222 مليار دولار وفقاً لبيانات البنك الدولي منها 126 مليار دولار من موازنات الحكومة و96 مليار دولار من خلال سلطة الائتلاف والأمريكان والمنظمات متعددة الجنسية...والنتيجة على الأرض هي الآتي:

الـ 126 مليار المصروفه من موازنات الدولة نسبة التنفيذ السنوي 5% والـ 96 مليار دولار المصروفة من قبل الأمريكان النتيجة: صفر....

3- مرحلة الفرهود وأهم سماتها الآتي:

1- تبديد الموازنات العراقية السنوية على الاستهلاك دون البناء من خلال استيلاء النفقات التشغيلية "الرواتب والمخصصات ومصاريف الايفاد والهبات" على 70% من الموازنات في حين يخصص للمشاريع 30% ولأن الموازنات الحكومية تتضمن عجز سنوي دائم فإن تخصيصات المشاريع دائماً تقع ضمن فقرة العجز في الموازنة...

2- وكان الفرهود المشرعّن بقوانين من بين أحد سمات هذه المرحلة ويحتل الصدارة فمثلاً كانت تخصيصات الرئاسات الثلاث "رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ورئاسة الوزراء " تفوق مجموع تخصيصات: قطاع الصناعة + قطاع الزراعة + قطاع الاتصالات + قطاع البيئة + قطاع العلوم مجتمعة للسنوات 2006 ـ2011 وراتب رئيس الجمهورية أعلى من رواتب الرئيس الصيني والفرنسي والروسي مجتمعة اما ما يقبضه البرلماني العراقي فكان يفوق ما يقبضه السيناتور الأمريكي عدة مرات ومصاريف ايفاد رئيس الجمهورية لحضور اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة لستة ايام كانت مليونا دولار وانتشر في مكاتب المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين وفي بيوتهم أيضاً الأثاث التركي الكاريكاتيري وكراسي الطاووس التي تظهر الجالس عليها مثل ذبابة عالقة بين تلافيف وردة عباد الشمس الضخمه...

3- اما فيما يتعلق بالمشاريع فقد سارعت بطانة المالكي وبعد تسلمه المنصب عام 2006 مباشرة الى نقل اختصاصات لجنة العقود والمناقصات التي تشكلت في عام 2005 بمبادرة من المرحوم احمد الجلبي وتختص بدراسة واجازة العقود والمناقصات التي تبلغ قيمتها 500ألف دولار فأكثر الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء فباتت إحالة كل المناقصات والعقود الضخمة من اختصاصها الأمر الذي جعلني أطلق تحذيري في عام 2008 من "أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء باتت تشكل بؤرة الفساد في الحكومة ".

وفي هذه الفترة بدأت احالة العقود على شركات لبنانية وإيرانية وتركية وأهلية معظمها وهمية وفاشلة قامت بتواطؤ من المسؤولين الحكوميين في أمانة مجلس الوزراء والوزارات والمحافظات باستلام مبالغ المشاريع أو الدفعات الأولى لتختفي وتعاود الظهور بأسماء جديدة مرة أخرى وتحولت مقاولات المشاريع الضخمة في المحافظات الى مجرد سواقي لتصريف مياه الأمطار وصبغ متكرر للأرصفة.

فكانت النتيجة أنه لغاية عام 2017 بلغت قيمة المشاريع الوهمية والفاشلة والمتوقفة حوالي 228 تريليون دينار ومن ثم جاءت هيئة النزاهة لتكشف وخلال شهرين "قبل أن يفقد رئيسها حياته بحادث مروري مفتعل لم يرافقه سطرين من تحقيق بالحادث" مشاريع وهمية أو مشاريع لا تزيد نسبة الانجاز فيها عن 5% بمئات التريليونات من الدنانير...

في هذه الحالة أنت أمام أزمة خانقة في مجال البنية التحتية من طرق وسدود ومدارس ودور سكن وعلى مدى 16 سنه خرجت صفر اليدين من كل ذلك رغم إنفاق مئات المليارات من الدولارات لبناء المشاريع، في نفس الوقت فإنك تخصص في الموازنة السنوية وطيلة السنوات الفائتة ما نسبته ما بين 25% و30% من الموازنة للمشاريع وهذه النسبة تعادل قيمتها قيمة حوالي 1,2 مليون برميل نفط يومياً ولكن دون طائل بسبب استشراء الفساد وفوضى الحكم ...

4- الاتفاق الصيني:

تخيلوا معي هذا السيناريو:

تأتي جهة لتقول لك:

- انا مقاول مضبوط ومشاريع البنى التحتية اختصاصي اتعهد بتسليمك مشاريع على الأرض بكلفه مناسبه ونوعية جيدة.

- وعلى سبيل التأكد اعرض عليك أن تحيل عليَّ 5% من الـ 30% المقررة للمشاريع في موازنتك فاذا وجدت عملي مضبوط من ناحية الكلفة والجودة والالتزام بالوقت فبإمكانك ان تحيل عليَّ مشاريع أكثر لتبلغ النسبة 10% أو 15%...

- وحتى أسهل عليك الأمر لن أأخذ منك فلوس وانما ما يعادلها من نفط ومقداره: 100 ألف برميل يومياً وكحد اقصى 300 ألف برميل وهذه الكميات هي اصلاً جزء مما تصدره لي حالياً من نفط فانت تصدر لي حالياً بين 850ألف الى مليون برميل يومياً... قيمة الـ 100ألف الى 300 ألف برميل يوميا منها سأدفعه لك نقداً لتقوم انت بإيداع المبلغ في حساب باسمي لتغطية تكليف المشاريع التي سأنجزها لصالحك ...

- ولتسهيل الأمر عليك أكثر أضع أمامك 3 خيارات:

أما أن انجز لك بمقدار ما تلتزم به من كمية نفط لي يعني 100أو300ألف برميل وفي هذه الحاله لا تتحمل اية فوائد بل تكسب مني فوائد على مبالغ الكميات اعلاه المودعة في حسابي قبل استحقاقي للسداد ولكن في حالة اذا كنت مستعجل وتريد انجاز مشاريع أكثر من قيمة الكمية المشار اليها فإني مستعد لوضع أموال تحت تصرفك وبسقف اعلى يعادل 6أضعاف قيمة ما تصدره لي من تلك الكميات المتفق عليها والبالغة بين 100- 300ألف برميل يومياً لكن في هذه الحالة استوفي فوائد على المبالغ التي اضعها تحت تصرفك باعتبارها قرض عليك ولكن بشروط وفوائد أقل من تلك التي يطلبها عليك غيري من المقرضين ومستعد أن اوفر لك مبالغ لحد 10 مليارات دولار خلال مدة الاتفاق الذي سيستمر بيننا لمدة 20 سنه بواقع 2 مليار دولار سنويا إن رغبت ...

- وأسهل عليك الأمر بعد أكثر راح نجيب شركة تدقيق دوليه يكون مقرها عندك في بغداد تقوم بتدقيق العروض التي تقدمها شركاتي من ناحية الكلفه والمواصفات لتكون متطابقة مع المعايير الدولية وعند تسليم أي مشروع أيضاً تقوم بتدقيق مدى توفر المواصفات المعيارية من ناحية الكلفة والمواصفات...

- وبعد... أي مبلغ تضعه في حسابي عن قيمة كميات النفط المتفق عليها سيكون مؤمن عليه من الحجوزات ...

- وبعد...انت حر في أي وقت تريد تفسخ الاتفاق براحتك بس تخبرني قبل 3 أشهر...

هذا هوَّ الاتفاق الصيني كما افهمه لا فوكَاه ولا تحته الله وكيلك، لا 500 مليار دولار ولا 8 ملايين وحدة سكنية ولا 25 ألف مدرسه ولا رهن نفطك ولا يحفرولك الصينيين حفره ظلمه ويدفعوك بيها ومن لديه توضيح مستند الى حقائق يراها فيه خافية سأكون ممتن...

أسئلة افتراضية واجوبه...

س: هل هذا يعني رهن النفط العراقي وهو ثروه ناضبه...

ج:

1- احتياطي النفط العراقي نوعين المؤكد ويبلغ 115 مليار برميل وهو ما يعادل 4أمثال الاحتياطي الأمريكي أما الاحتياطي غير المؤكد فيبلغ بحدود 360 مليار برميل وسيكون آخر برميل نفط يرى النور في العالم مستخرج من بلاد ما بين النهرين...

2- انتاج النفط العراقي حاليا 4،5 مليون برميل يومياً والطموح لـ 6 مليون برميل يومياً...

3- الكمية موضوع الاتفاقي بين 100- 300 ألف برميل لا تهدد الاحتياطي النفطي العراقي ولا تشكل فارق يذكر في كمية الانتاج خصوصاً مع مراعاة قضيتين الأولى: ان ما يتهدد العراق ليس نضوب نفطه وانما التحول عن النفط الى مصادر طاقه بديله وبالتالي المنطق يقول البيع الآن خير من البيع بعد 50سنه، القضية الثانية: النفط مثل البنت مشروع زواج وليس الغرض منه تعتيقه لتشربه بعد سنوات...

س: يقولون سنبني 8 ملايين وحده سكنيه أليست كثيرة...؟

ج: سلوك جماعة عادل عبد المهدي مع الاتفاق الصيني مثل سلوك فقاء المسلمين مع الدين الاسلامي خلقوا منه روايات وبلاوي لا 8 ملايين ولا خمسه وانما الصينيين بإمكانهم بناء اكبر من هذا العدد ولكن الأمر يتوقف عليك انت أقصد الحكومه وفلوس الحكومه المتأتية من قيمة الكمية المتفق عليها 100- 300 الف برميل أو المبلغ الذي تعهدت الحكومة الصينية وضعه كائتمان لصالح الحكومة العراقية ان طلبت منهم ذلك...

س: يقولون إن الصينيين سيبنون موانئ وجسور ومطارات ومدن وغيرها من الأمور ...متى نرى ذلك...؟

ج: الصينيين مستعدين يصنعون حتى أزواج وزوجات روبوت ولكن حسب طلبات الحكومة العراقية وبحدود المال المتوفر...أما ان تتوقع تصحو من النوم في أحد الأيام فتجد كل ما ذكرته موجود فهذا من صنع خيال فقهاء عادل عبد المهدي الذين رافقوه...

س: هل يشكل ذلك بداية للصين باستعمار العراق...؟

ج: هنَّ 100 ألف برميل وبعدين انت خلص نفسك من الاستعمار الحالي وبعدين خاف من الصين...

س: يكَولون الصين راح تحسب علينا فوائد...؟

ج: لا تطلب أكثر من نفطاتك الـ 100- 300ألف ميحسبون عليك فوائد...

س: ليش امريكا تعارض ...؟

ج: امريكا لا تعارض لأنها أيضاً داخله باتفاق بشأن تمويل قرض بمبلغ 5 مليار دولار للعراق 4 منه للحكومه ومليار للقطاع الخاص ولكن امريكا تتمنى أن يكون العراق لها وحدها خوفاً من ميله على المدى البعيد للصين ويتحرر من نفوذها...

س: هل يحتاج الى تشريع من مجلس النواب...؟

ج: لا يحتاج لأنه اتفاق وليس اتفاقية ومذكرة التفاهم والاتفاق لا يحتاجان تشريع لأنهما من صلاحية الحكومة بينما الاتفاقية تتطلب تشريع من مجلس النواب الى جانب ذلك فان ما يعادل قيمة الكمية المتفق عليها 100ألف يوميا لمدة سنه يعني حوالي 1,2 مليار دولار سنوياً ستكون من ضمن تخصيصات الموازنة العامه تحت بند المشاريعٍ وبتصويت البرلمان على الموازنة فانه سيكون ضمناً صوت عليها...

س: متى يبدأ العمل بالاتفاق مع الصين ...؟

ج: بدأ فعلاً منذ 1/ 10 /2019 حيث تم تصدير اول 100 ألف برميل...اما المشاريع التي تنجز لقاء هذه الكمية على مدى السنة الحالية 2020 فستكون استكمال محطة كهرباء غير مكتمله وبناء مخازن نفطيه ...

س: ما هو دور عادل عبد المهدي بالاتفاق مع الصين...؟

ج: الفكره قديمه من ايام الجلبي وفي فترة رئاسة العبادي قام بتوقيع مذكرة التفاهم مع الجانب الصيني ودور عادل عبد المهدي اقتصر على فتح حساب مصرفي وحساب نفطي للكمية المتفق عليها...

س: يقال إنه إذا ارتفعت اسعار النفط الاتفاق الصيني ليس بصالحنا، هل هذا صحيح...؟

ج: العكس هو الصحيح لأن الاسعار إذا ارتفعت فإن قيمتها سترتفع معنى هذا فلوسها أكثر وبالنتيجه تحصل على مشاريع أكثر بنفس كمية النفط المتفق عليها هذا إذا التندر حصل توقيعه قبل ارتفاع سعر النفط أما في حالة انخفاض اسعار النفط فانت ايضاً مجبر على بيعه سواء كان سعر البرميل 100أو10 دولارات لأن موازنتك معتمدة على ايراداته...

س: يقولون ان الصينيين يجلبون المواد اللازمة لتنفيذ المشاريع من الصين ولا يشترونها من العراق..هل هذا صحيح...؟

ج: مادامت المشاريع معظمها تتعلق بالبنية التحتية وليس بإنتاج المفاعلات النووية فإنه ليس من المنطق أن يجلبون التراب والرمل والحصى والجص والطابوق والفرشي والزفت معهم من الصين لأن تكاليف نقل مثل هذه المواد عاليه...

س: يقولون إن الصينيين يجلبون عمالهم معهم من الصين وهذا لا يساعد في معالجة البطالة في العراق...؟

ج: مبلغ الالتزام في الاتفاق الصيني سنوياً حوالي 1,1 مليار دولار وموازنة العراق لعام 2019 بلغت 112 مليار ...عالج بطالتك من الـ 111 مليار المتبقيه والـ 100 ألف برميل يوميا تعادل 2,5% من كمية انتاجك اليومي من النفط وهذا يعني أن تحت يدك 97,5% من انتاج النفط يومياً حره وبإمكانك معالجة البطالة من خلالها...

بعدين الفت عنايتك لشغله مهمه:

- أثناء حرب الثمان سنوات معظم العراقيين بجبهة الحرب وأحد معامل السمنت يتم تشغيله من قبل الكادر الصيني باتفاق مع شركة صينية وقت ذاك طلب منهم وزير الصناعه اشراك 50% من عمالتهم من العراقيين اعترض مدير الشركة الصينية وطلب فسخ العقد ...وصل الخبر لطه ياسين رمضان وكان يشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء فطلب حضور الوزير الهيتي وبمعيته مدير الشركة الصينية فحضرا امامه ومعهم المترجم فسأله طه ياسين رمضان لماذا ترفضون اشراك العمالة العراقية معكم...؟ فقال المدير الصيني تقاليدكم تختلف عن تقاليدنا وتتسبب بإرباك العمل مثلا العامل العراقي اذا تموت خالته يروح جناز ويحضر الفاتحه 3 أيام والأربعين وبدورة السنه كلها هاي الأيام يتغيب عن العمل واذ يتزوج ابن خالته همين يغيب...أبتسم طه ياسين رمضان فتشجع المدير الصيني ليقول أكثر فأضاف أحنا سامعين الصلاه عند المسلمين لو 3 مرات لو خمسه باليوم بس مو 16 مره استغرب رمضان ...فسأله شلون يعني...؟ قال له : العامل العراقي يعيد الصلاة عدة مرات تهرباً من العمل وعندما نقول له لماذا تعيد صلاتك يقول بطلت بسبب خروج غازات أو أصوات من جسمه...

- حاله ثانيه: عملت في التسعينيات في احدى شركات وزارة الصناعه وعند خروجنا أنا وزميل لي في أحد الأيام من مطعم المنتسبين بعد الغداء قال زميلي ما رأيك ان نمر على ابو "ص" مدير أمن الشركة نشرب جاي ...؟ وكان بيومها الدنيا حاره بلبة تموز فتحنا باب الغرفه وجدنا ابو "ص" مدير أمن الشركة يجلس على كرسي عكس فتحة الباب يحقق مع صيني أجلسه على كرسي قبالته وعلى رأسه الطير لكن كونه صيني وما ضابط اللغه تراه مبتسماً.. شنو التحقيق...؟ صاحبنا موجهاً كلامه للصيني: أنته سنييييي ..يشيعي...؟؟؟ والصيني صادف من مسلمي الصين يعرف ما تيسر له من الفصحى فيرد عليه قائلاً: أنا أعرف لا الاه الا الله موهمد رسول الله... وصاحبنا العركَ مسبحّه ويصيح عليه بعصبيه...أدري أدري ...بس انته سنيييي يشيعي...؟ كَلت لصاحبنا يمعود ابو "ص" اتقي ربك هسا همه ماصارلهم فتره طويله طعلوا من شغلة ماو موزين يعرف لا الاه الا الله...ابو "ص" كَال مو اريد أعرفه خاف بحزب الدعوه ...! ليش ما يصيح الصيني أعرف عبد القادر الكَيلاني وجان ينقذ الموقف صحنا على ابو "ص" شفت يابه طلع سني الرجال فضها عاد وطبعاً أبو "ص" شيعي ...

شفت عيني ...مع محبتي للقوى العامله العراقيه المقدسه...

س: لماذا لا نعتمد على أنفسنا بدلاً من اللجوء الى الدول الأخرى...؟

ج: أنا لست مع استيراد البضاعة استهلاكية كانت أم مشاريع وانما مع استيراد التكنولوجيا وقيام أهل البلد باللازم ولكن للضرورة احكام ففساد الطبقة الحاكمة أفسد كل شيء افسد البشر والحجر فبات الموظف فاسد الا من رحم ربي والتاجر فاسد يستورد نفايات الأسواق ليسوقها على ابناء شعبه حتى بلغ الأمر ببعض التجار أن يشتري مواد احتياطية يابانية ملوثة بالإشعاع النووي الناجم عن تحطم المحطات النووية في اليابان ويطلب من البائع رفع التحذير المكتوب عليها لإخفاء الأمر ليسوقها الى ابناء مدينته في الناصرية وعندما يعذله التاجر الياباني لأن ذلك يضر بشعبه لا يهتم لكنه عندما يحل وقت الغداء يسأل التاجر عن مطعم يذبح على الطريقة الاسلامية..! وبات المقاول فاسد حد النخاع أذن في هذه الحالة لا مناص من التوجه للدول الأجنبية وبعدها اعتماد اسلوب المشاركة وبعد ذلك عندما اتيقن من أن التاجر والمقاول بلغ مستوى الحد المقبول أركن اليهم دون غيرهم ..

س: لماذا الضجة ضد الاتفاق ومن هي الجهات التي لا يعجبها...؟

ج: للضجة اسباب مختلفه:

1- انعدام الثقة بالحكومة وبأية خطوة تخطوها الحكومة...

2- انعدام الشفافية عند الحكومة فهي رغم الضجة المثارة ضد او مع الاتفاق لليوم لا تضعه على موقعها الإلكتروني...

3- المناكفات بين ساسة المحاصصة واتباعهم...

4- اتباع إيران يؤيدونه من منطلق الرغبة في ابتعاد العراق عن أمريكا وجماعة أمريكا يعارضونه من منطلق الحرص على عدم افلات العراق من منظومة النفوذ الأمريكي ...

5- والأهم من ذلك ركز على احالة المشاريع حالياً على أية جهات تتم...؟ الجواب الشركات اللبنانية والايرانية والتركية والكردية والمقاولين الفاسدين، هذه الجهات ستخسر فرص التعاقد معها على مقاولات وبنسبة ما يتم تخصيصه لهذا الغرض من كمية نفط أو اموال من المنهاج الاستثماري فتجد اصواتهم عالية ضده ...

6- والأهم من ذلك جداً جداً الموظفين والمسؤولين الحكوميين في الوزارات والمحافظات والبرلمانيين المستفيدين من علاقتهم برسو المناقصات والعقود إذا وسعت الحكومة علاقتها بتنفيذ المشاريع مع حكومات وليس افراد وشركات هؤلاء سيخسرون ميدان الكومشنات والرشاوي والابتزاز...

س: كيف يتم تحقيق اقصى استفادة ممكنة من الاتفاق الصيني...؟

ج: هذا السؤال مهم جداً...

1- أن يتم التعامل مع مخرجاته من منطلق تحقيق التنمية المكانية المتوازنة بمعنى تحديد الأولويات اولاً من منطلق وطني مثل السدود ومشاريع الكهرباء والموانئ ومن ثم على أساس المحافظات الاكثر شحة في مشاريع البنى التحتية وبعد ذلك المحافظات الأكثر فقراً...

2- ان يتم تشكيل ادارة عراقية رديفة نظيفة ومتمكنة للأشراف والمتابعة على تنفيذه...

3- ان يتم تنويع الجهات الدولية والتوسع في هذا المجال فيتم الاستعانة بألمانيا او فرنسا لمثل هذا الاتفاق وبالحدود التي يتيحها حجم الأموال التي يراد تخصيصها للمشاريع سنويا...

س: إذا هيجي الاتفاق الصيني هذا خوش ..ما رأيك...؟

ج: أنا فهمي للاتفاق الصيني هيجي فاذا كان هذا الهيجي يعجبك حاول تحصل على معلومات أكثر وشوفه إذا هيجي خوش وإذا مو هيجي خل يسووه هيجي...

س: وهذي الفضائيات الدوختنا...؟

ج: هذي الفضائيات مثل رفيقات منال يونس....

شكراً....

***

موسى فرج

 

في المثقف اليوم