آراء

نجيب القرن: هل وقعت "حركة انصار الله" في فخ الغرب لتحقيق رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد؟!

نجيب القرنسؤال قد يتبادر إلى الذهن وهو: هل عمل الغرب في مقدمتهم امريكا على ايجاد "فخ" يمهدون من خلاله لظهور وتمدد الجماعات الجهادية ومن ضمنها حركة انصـ.ار الله في اليمن لادخال المنطقة في حروب وصولا الى تحقيق رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد؟

الذكاء أو المكر الذي يمارسه قادة الغرب خاصة الدول الكبرى (امريكا بريطانيا فرنسا المانيا في المقدمة) يجعلهم في نظر غالبية شعوبهم دعاة للسلم والاصلاح والتهدأة، بينما الحقيقة أن تأجيج الحروب في منطقة الشرق الاوسط غالبيتها صناعة غربية بامتياز وتنفيذها يأتي عبر أياد عميلة وغبية .

البداية في مخططهم الأخير كان عبر التخطيط لايجاد (فوضى خلاقة) تحت يافطة الثورات السلمية والربيع العربي،وقد تحدثت عنها كونداليزا رايس وزيرة خارجية امريكا تحديدا عام 2008 م، حيث صرحت لأكثر من مرة أن هناك خارطة سيتم رسمها لدول الشرق الأوسط، وطبعا البعض استنتج أن الخارطة ستخدم حلم (إسرائيل الكبرى) وبتنفيذ أميركي، ومن هؤلاء الذين تحدّثوا عن الخارطة عضو مجلس الشيوخ في عام 2006م جو بايدن رئيس امريكا حاليا ولذا ربما كان ترشيحه وتهيئته مؤخرا للحكم ليس مصادفة وانما لتحقيق وانجاز المهمة .

احداث الفوضى الخلاقة في بعض الدول العربية بالتأكيد سينتج عنها تداعيات كبروز (جماعات ايدلوجية متشددة) بشكل تلقائي، في حين تعتقد تلك الجماعات وبحسن نية أن الله يهيء لها الطريق لتحقيق العدل في الأرض والوصول لتحرير القدس!.

هنا يبرز الحديث حول حركة انصار الله.. وهل كانت واقعة تحت المنظار الغربي؟!

الحماس الكبير في منهجية الحركة والداعي الى المسيرة دون توقف حتى الوصول الى ساحة البيت الأبيض والمقيل في فنائه ! والتصريح الدائم بأن المسيرة "عالمية " ولن تتوقف عند منطقة بعينها كل ذلك افصح عن الهدف الأساسي للمسيرة، وأمام هذا التحمس والاندفاع و(فصل الريوس) اعتقد أن هناك من كان يرقب الأحداث ويهيىء الجو أحيانا للتمدد بطريقة ماكرة وهذا ما يفسر لنا خروج هادي يومها بالتصريح أن (عمران عادت لحضن الوطن !)، ثم دخول صنعاء دون مقاومة واعطاء الأوامر من قبل هادي والرئيس السابق علي صالح  لمعظم وحدات الجيش أن يسلموا لم يكن يومها دون ايحاء ووجود ضوء اخضر من قبل الرعاة الكبار بلا شك.

عموما وهو الأهم لا اعتقد أن هناك تواطئ من قبل حركة انصار الله للعب دور معين يحقق مقاصد الكبار وانما تم تهيئة الجو في عدة مرات وذلك للإيقاع بهم بعد الوصول وتراكم اعباء المسؤولية وهذا ما حدث حسب رؤيتي الشخصية .

عملية اعتكاف هادي المفاجئ ثم خروجه المتخفي كل ذلك كان مدروسا ومخططا له وليست بطولة أو تخطيط شخصي عفوي قام به هادي من ذات نفسه، وهنا تتسارع الأحداث بعد ملاحقته الى عدن ونزول محافظة تعز لاكتمال الفخ المعد له ويصبح المبرر حاضرا للتدخل الخارجي باسم التحالف الداعي لعودة الشرعية، ثم الاحتلال والتدمير المتعمد للبلد (الحرب العبثية) والتي يبدو انها لن تنتهي حتى تفضي الى تقسيم بلادنا الى شطرين،

وحتى المملكة السعودية ليست مستثناه من التقسيم حسب خارطة الشرق الأوسط الجديدة المعلن عنها وذلك بعد خوض مقدمات تهيئ لهذا التقسيم.

هناك عبارة ما زلت اتوقف عندها كثيرا وردت في خطاب السيـ.د حسـن نصـ.ر الله وهي قوله : (لعلها تدحرجت الأمور) في أول خطاب اعتقد إن لم تخن الذاكرة القاه حول العدوان على اليمن وما آلت اليه الأحداث وتطرقه للحديث عن انصار الله وكيف تدحرجت الأمور حد وصفه وصولا الى تحمل مسؤولية بلد بأكمله .. عبارة (تدحرجت) تكشف أن الأمور لم يكن حسب ما يخطط له انصار الله وانما هناك احداث قادت الحركة الى الدحرجة الغير متوقعة ! .

عودة للحديث حول الفوضى الخلاقة والتي أدخلت أهم البلدان في حرب منهكة (سوريا ..ليبيا ..اليمن ..والعراق من قبل ومن بعد) فقد خلص الحال في معظمها الى تنفيذ التقسيم العرقي والطائفي .

وما لم يتحقق مخطط خارطة الشرق الاوسط الجديد فعلى الأقل يكون المخططون له قد جنوا نتائج أخرى لصالحهم أهمها اضعاف تلك البلدان وخاصة القوية (سوريا، ليبيا،العراق) نموذجا وادخالها في دوامة الحروب الداخلية، والانشغال بالإعمار وتوفير أدنى الدخل المعيشي للفرد، بالإضافة الى تحقيق ارباح خيالية من بيع صفقات الاسلحة والتي يصل شراءها الى مليارات الدولارات .

الغربيون في نهاية المطاف يسعون لتحقيق الهدف الاقتصادي الربحي لشعوبهم وإن كان عبر اقذر الوسائل من اثارة القتل والدمار للشعوب الأخرى .

 

نجيب القرن - اليمن / تعز

 

في المثقف اليوم