آراء

لكي لا ننسى ذكرى الغزو الغاشم وجرائم الاحتلال الامريكي

تمر هذا العام الذكرى التاسعة عشرة للغزو الامريكي والعراق يعاني من صراعات القوى المتسلطة على مقاليد الحكم والتي فشلت لحد الان تشكيل حكومتها او اختيار رئيس للجمهورية رغم مرور ستة اشهر على الانتخابات التي سميت زورا بالمبكرة تلك الانتخابات التي لم يشارك فيها سوى اقل من عشرين بالمائة من الناخبين هذا يالاضافة الى الوضع المتوتر في اوروبا بسبب الحرب الروسية الاوكرانية المدعومة من حلف الاطلسي (الناتو) الذي يغدق السلاح على اوكرانيا لاطالتها لاطول فترة رغم المخاطر المحتملة بتحولها الى حرب عالمية ثالثة لا سمح الله .

لقد اعادت المأسي التي يعاني منها المدنيين الاوكرانيين وهجرتهم بالملايين الى الذاكرة ويلات الحرب الامريكية والعدوان الغاشم على العراق عام 2003 تلك الحرب المدمرة التي شنتها امريكا وبريطانيا وبقية حلفائهم المتباكين اليوم على انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب متناسين تاريخهم الاسود في هذا المجال في منطقتنا ليس فقط في العراق وافغانستان بل وفي ليبيا وسوريا واليمن عير ما سمي بالفوضى الخلاقة والتي هي في حقيقتها فوضى مدمرة . وطالما تتحدث الدول المسئولة عن غزو العراق وافغانستان حول محاكمات لمجرمي الحرب فالمطلوب من المنظمات المدنية العراقية ومنظمات انتفاضة تشرين الباسلة ان تطالب بمحاكمة مجرمي الغزو الامريكي البريطاني وفي مقدمتهم بوش الابن وتوني بلير وديك تشيني ودونالد رامسفلد وبول وولفوفيتس وعشرات من المسئولين عن تلك الحرب التي كلفت العراق ملايين الضحايا ولايمكن لمثل هذه الجرائم ان تسقط بالتقادم مهما طال الزمن .

ان معاناة الشعب العراقي طيلة 19 عاما والمستمرة بسبب تنصيب عصابات من السراق والفاسدين والعملاء جاءت كنتيجة مباشرة لتلك الحرب الكارثية وبالرغم من انها خلصت العراق من دكتاتور اهوج الا انها سلطت جماعات عاثت فسادا في العراق ونهبت خيراته وخدمت دول الجوار وامريكا وبريطانيا بل حتى اسرائيل فاقدة لاية نوازع وطنية وهي لاتؤمن سوى بمصلحنها الشخصية الدنيئة والبعيدة كل البعد عن آمال وتطلعات الشعب في الحياة الكريمة والتمتع بابسط مستلزمات الانسان المتحضر سواء في مجال توفير الخدمات الاساسية من الماء والكهرباء والصحة والتعليم اضافة الى توفير العمل والسكن والمعروف ان توفير كل تلك المستلزمات هي مسئولية اساسية لاية حكومة وطنية نظيفة .

ان الصراع الدائر اليوم بين الاطار التنسيقي والتحالف الثلاثي يجري عمليا ضمن نفس نظام الحكم الطائفي المحاصصاتي الذي استمر منذ الاحتلال الامريكي وهو في جوهره صراع على المغانم وتقسيم الكعكة وبعيد كل البعد عن مصالح الشعب وان ما يسميه التحالف الثلاثي بحكومة الاغلبية الوطنية هي حكومة طائفية قومية تستبعد المجاميع الشيعية الخاسرة التي تصر على تجاهل نتائج الانتخابات التي وضعت بنفسها قانون اجراءها وشكلت مفوضيتها على مقاساتها والتي اشركت جميع قوى السطة فيها ولكن عندما تم عدم انتخاب الكثير من الوجوه الكالحة القديمة وخاصة المرتبطة بالمليشيات المسلحة لم تعجبهم تلك النتائج التي نال اعلى المقاعد فيها التيار الصدري الغير منزه من الجرائم وخاصة المشاركة عبر مليشياته في اغتيال العديد من شهداء انتفاضة تشرين والصدرين هم ايضا مجاميع من البلطجية الخطرين والمتورطين بالفساد وسرقة المال العام ومن الصعب التصديق ببرنامجهم الذي يطرح محاربة الفساد ؟!

جاء الاحتلال الامريكي عام 2003 بعد ان انهك صدام العراق بحروب اجرامية ضد ايران والكويت لتعقبها اجراءات الحصار الاقتصادي الجائر ومن ثم الاحتلال الامريكي والذي لعبت فيه الدول العربية عامة ودول الخليج بشكل خاص دور الاداة المنفذة لتلك الجريمة والملاحظ اليوم تدخل فظ من كافة دول الجوار في امور العراق الداخلية وسعيها مع امريكا وبريطانيا لمنع وعرقلة اي اصلاح او تغيير لصالح قوى الشعب العراقي  المتطلعة لمستقبل افضل .

لقد جاءت انتفاضة تشرين 2019 كعلامة فارقة على رفض الشعب العراقي وخاصة الشباب لاستمرار الحكم الطائفي القومي الفاسد والفاشل وتعرض شباب الانتفاضة لقمع وحشي استشهد فيه اكثر من 800 شاب باسل وتعوق اكثر من عشرين الف شاب اضافة الى مئات المختطفبن الذين لا زال مصيرهم مجهولا وبالرغم من تحقيق الانتفاضة يعض اهدافها عبر اسقاط حكومة المجرم عادل عبد المهديحت واجبار الطغمة الحاكمة على اصدار قانون انتخابي جديد واجراء انتخابات مبكرة الا ان العصابات الحاكمة نجحت مع الاسف في تشكيل حكومة تكتفي باغداق الوعود وتشكيل اللجان التحقيقة دوم تقديم اي من المجرمين القتلة او الفاسدين  للمحاكمة واستمرت نفس عمليات الغش والتزوير والكذب .

ان معاناة العراقيين مستمرة وبالرغم من ان نظام الحكم فقد صلاحية استمراره ويعالج بسكرات الموت الا ان الخلاص منه سوف لن يتم الاعبر انتفاضة شعبية تشرينية ثانية تستفيد بدون شك من تجارب وهفوات انتفاضة تشرين 2019 ونامل ان تكون تلك المنازلة التي سيقررها الشعب العراقي وشبانه البواسل اخر منازلة ترمي بهذا الحكم الكريه في مزبلة التاريخ ولن يكون ذلك اليوم ببعيد .

أن العراق والعراقيون يتطلعون الى حكم وطني يسعى الى محاكمة مجرمي الحرب الدوليين والمحليين ومطالبة دول الغزو بالتعويضات عن دمار حربهم العدوانية ومسئولينهم في اعادة اعمار العراق وكذلك على تلك الحكومة السعي لاسترجاع مليارات الدولارات المنهوبة من ثروات العراق ومحاكمة ومحاسبة كل من شارك في تدمير العراق طيلة السنوات الماضية .

***

محمد الموسوي

 

في المثقف اليوم