آراء

كيف تم توظيف الإعلام في الحرب الروسية- الأوكرانية؟

محمود محمد عليلقد شكَّل الإعلام على مدى عقود طويلة أداة رئيسة من أدوات إدارة الحروب والصراعات، سواء كوسيلة من وسائل الحشد والتجنيد وبث روح البطولة والتحفيز في جنود وشعب البلد الذي ينتمي إليه، أو كوسيلة للحرب النفسية وتزييف الحقائق وإضعاف الروح المعنوية لجنود وشعب البلد العدو. وزادت أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام بصورة كبيرة بعد انتشار الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبح الأداة الأكثر أهمية ضمن ما يُعرف بـ"حروب الجيل الخامس".

وعلى الرغم من كونها ليست المرة الأولى التي تنخرط فيها أدوات الإعلام وكبرى شركات التواصل الاجتماعي في الأزمات والقضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية، إلا أن الحرب الروسية - الأوكرانية كشفت عن جانب جديد وأكثر خطورة من توظيف تلك الأدوات، لعبت خلاله وسائل الإعلام التقليدية وغير التقليدية دورًا مؤثرًا وفريدًا في نقل الحرب من الواقع إلي العالم الافتراضي.

وفي هذا السياق نشرت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية والمحطات التليفزيونية الغربية مقابلات وتحليلات ومقالات رأي للعديد من الكتاب، ركزت أغلبها على تشويه صورة روسيا، والتشكيك في سياساتها الخارجية وأسباب ودوافع "حربها" على أوكرانيا.

وبدت شبكات إعلامية ضخمة مثل "سي. إن. إن" الإخبارية، و"فوكس نيوز"، و"نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، وغيرها، كأنها تقود حملة منظمة للنيل من روسيا وشحن الرأي العام العالمي ضدها بما يتجاوز الهدف الخاص بدفعها لوقف الحرب في أوكرانيا أو حتى التعاطف مع أوكرانيا وشعبها في مواجهة ما تصفه بـ"العدوان الروسي" الذي تتعرض له.

وإذا رجعنا إلى نوفمبر 2021 روسيا فجأة أعلنت أنها لا تنوي غزو أوكرانيا إلا إذا تم استفزازاها من جانب أوكرانيا، وهنا رأينا ممثل روسيا "ديمتري بولونسكي" في الأمم المتحدة قال أنه توجد استفزازات أمريكية لتحركات سفن حربية بالبحر الأسود، وهنا رد الإعلام الغربي بتسريبات مخابراتية تقول بأن الرئيس الروسي " فلاديمير بوتن" يخطط للهجوم على أوكرانيا في السادس عشر من فبراير 2022، بينما قالت صحف غربية أخرى أنه يوجد هناك غزو روسي لأوكرانيا وطالبت الدول الأوربية رعاياها أن يغادروا أوكرانيا، وفي الحادي والعشرين من فبراير 2022 وروسيا تبدأ ما أطلقت عليه عملية عسكرية وليس حرب، ثم تعلن الاعتراف بجمهورية دونستيك، وهنا قام الإعلام الغربي أيضا كبداية خلق لنا مناخا تتكون عناصره كالتالي : تنافس يليه التوتر يليه التهديد ثم أزمة، ثم صراع وحرب .

وهنا نتساءل : من الذي صنع هذا المناخ؟ .. إنه الإعلام ومن ثم بدأت تتبارى كل الأطراف بتشويه صورة الطرف الآخر، حتى على ألسنة رؤساء الدول الغربية ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية أنفسهم .. إذن الحرب بدأت في الإعلام قبل أن تبدأ على أرض الواقع، وذلك من تمهيدها للعالم كل بمسمي ؛ فمثلا أطلق الإعلام الغربي وصف غزو روسيا لأوكرانيا بأنه عدوان على استقلالية دولة وعلى حدود دولة، في أن الإعلام الروسي قال أنها عملية عسكرية مؤقتة لمنع الانفصاليين من السيطرة على أوكرانيا ..

وهنا ماذا حدث وماذا فعل الإعلام الغربي؟ .. والإجابة أنه قام بتشويه الصورة على ألسنة أكبر المسؤولين وداخل أكبر الصحف والمجلات العالمية الكبرى، كما تم وقف قناة روسيا اليوم وسبوتنك لأي منطقة أوربية، كما حرموا على المواطن الأوربي في أن يعرف وجهة نظر الطرف الآخر، كما قيل بأنه لا بد من طرد الإعلام الروسي على كافة المواقع وكافة القنوات وكافة المنصات، بل لقد وصل الأمر في أنهم أجبروا أصحاب الشركات التي تملك التكنولوجيا العالمية والممثلة في الفيس بوك والتويتر، ففي خطوة أثارت جدلاً واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية، صرح آندي ستون الناطق باسم شركة "ميتا" يوم 10 مارس 2022 في بيان له عبر "تويتر"، بأن شركة "ميتا" ستُتيح عبر منصاتها الألكترونية المختلفة استخدام أشكال التعبير السياسي العنيفة التي لطالما كانت تمثل انتهاكًا لقواعدها، وستسمح للمستخدمين بالتعبير عن معارضتهم للهجوم الروسي بكلمات مثل: "موت الغزاة الروس"، و"الدعوة لقتل القادة الروس"، وهو الأمر الذي ندد به الجانب الروسي، حيث جاءت المطالب بتصنيف شركة "ميتا" كـ"منظمة متطرفة"، مع الإعلان عن حجب الوصول إلى موقع "انستجرام" -التابع لشركة "ميتا"- داخل روسيا اعتبارًا من يوم 14 مارس 2022، حيث صرح مكتب المدعي العام الروسي بـأن "مثل هذه التصرفات من قبل إدارة شركة ميتا تهدف إلى التحريض على الكراهية والعداء تجاه مواطني روسيا"، وهنا رأينا الإعلام الغربي يدخل منطقة الحجب والمنع، وقد الهدف من ذلك هو إبراز أن روسيا دولة غازية وعداونية ولديها نزعات تطلعية وتوسعية على حساب استقلالية أوكرانيا وأنها أصبحت تمثل خطرا وتهديدا للمجتمع العالمي ككل .

هذا، فضلاً عن توظيف الغرب للمنصات الرقمية في شن حرب اقتصادية ضد روسيا، من خلال إعلان موقع "يوتيوب" التابع لشركة "جوجل"، وإلى جانبه كل من "فيسبوك" و"تويتر" عن حظر إعلانات وسائل الإعلام التابعة للحكومة الروسية، ومنعها من تحقيق أي أرباح مالية عبر تلك المنصات الرقمية.

ليس هذا فقط بل وصل الأمر من الإعلام الغربي إزاء روسيا أن يبيح استخدام الألعاب والألفاظ العنيفة والتحريضية مثل " أقتلوا فلان"، و" أقبضوا على فلان"، ناهيك عن اللجوء إلى استخدام " العنصرية"، فقد انتشر مقطع فيديو لمراسل شبكة "CBS" الأمريكية وهو يصرح بأن "الهجوم على أوكرانيا لا يمكن مقارنته بالحرب في العراق وأفغانستان لأن الأولى أكثر تحضرًا، ..."، وتم تداول مقطع فيديو آخر لمراسلة قناة "أنبيسي" الأمريكية وهي تعلق على أوضاع اللاجئين الأوكرانيين قائلة: "بصراحة تامة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة، هؤلاء مسيحيون، إنهم بيض". كما انتشر فيديو آخر لمراسل إحدى القنوات البريطانية، ظهر فيه وهو يتساءل ويتعجب كيف يتم قتل الأوكرانيين وهم أوروبيون، بعيون زرقاء، وشعر أشقر. أما رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف فقد صرح قائلاً: "اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، إنهم أوروبيون مثقفون ومتعلمون".

بل لقد وصل الأمر أيضا من طرف الإعلام الغربي أنهم أنتجوا " لعبة" لكي يرفعوا بها معنويات الشعب الأوكراني من خلال التأثير على الحالة النفسية سواء بالنسبة للجهة الناشرة لشحذ همة شعبها وقواتها العسكرية، أو بالنسبة للخصم لإضعاف روحه القتالية والدفاعية ودفعه للاستسلام. فمن بين أبرز الفيديوهات التي انتشرت في اليوم التالي للعملية العسكرية بهدف منح الجنود الأوكرانيين العزيمة والشجاعة في مواجهة الجنود الروس، كان فيديو لطيار مقاتل أوكراني استثنائي يُدعى "شبح كييف"، يظهر في الفيديو وهو يقوم بإسقاط طائرة روسية من طراز Su-35، ويُقال أنه أسقط بمفرده 6 طائرات روسية منذ بدء الغزو، إلا أنه سرعان ما اتضح أن هذا الفيديو غير حقيقي، ومأخوذ من لعبة World Digital Combat Simulator [6] ومن النماذج الأخرى، التي لاقت رواجًا كبيرًا بشأن استخدام روسيا القوة المفرطة ضد أوكرانيا، فيديو لانفجار كبير أعقبه سحابة من الغبار والحطام، اتهمت فيه روسيا باستخدام قنبلة حرارية ضد قاعدة للجيش الأوكراني، لكن خرجت وكالة "رويترز" لتكذيب الفيديو، وإثبات أنه يعود لعام 2019 لانفجار وقع في سوريا. هذا، فضلاً عن مسألة أعداد القتلى والمصابين وحجم الخسائر الإنسانية التي من الصعب التحقق منها، والتي لطالما استخدمت كأداة للتأثير على الحالة النفسية لطرفي الصراع، وتحديد الطرف الأكثر سيادة على الأرض، وهنا يحاول الإعلام الغربي أن يعطينا رسالة من فعله هذا، وهو أن " الشعوب لا تحركها المعلومات ولكن تحركها الوجدان والحالة المزاجية والناحية النفسية" .

بل لقد وصل الأمر أيضا من طرف الإعلام الغربي إزاء روسيا بوقف تراخيص مواقع أو قنوات لها علاقة بالجانب الروسي، ولو نظرنا في يوم تفجير محطة التلفزيون الأوكراني ماذا حدث؟ ... وهنا رأينا أن BBC أطلقت محطتين راديو على تردد يسمونه بالموجة القصيرة وذلك كي يصلوا للأوكرانيين داخل أوكرانيا .

والسؤال هنا : وماذا فعلت روسيا إزاء هذه الغباوة الإعلامية الغربية؟

أدرك فلاديمير بوتين منذ زمن طويل، أن أمريكا كسبت الحرب الباردة بالدعاية، واكتشف حاجته لأذرع إعلامية دعائية، أو الثورة الدعائية ما بعد الحرب الباردة، وظهرت شبكة روسيا اليوم RT،2005، بكل اللغات الحية والموقع الإخباري "سبوتنيك"، عام 2012، ولعبت دورا في بناء صورة بوتين وتواجه الدعاية المضادة التي أطلقها الإعلام الغربي ضد بوتين على مدى عقدين، ونجح بوتين في بناء دعايته، وصمد في مواجهة آلة إعلامية غربية محترفة، تشن عليه هجوما مستمرا، ويسخر منها بعد أن أصبحت الأجهزة الأمريكية تشكو من الدعاية الروسية، واتهمت قنوات روسيا اليوم بالتدخل في السياسة والانتخابات الأمريكية، ولهذا حرصت الصين على امتلاك أدوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها ومحركات البحث، حتى لا تكون تحت رحمة الشركات التي تثبت الحرب أنها تخضع وتنحاز.

لم يكتف بوتن بذلك بل حاول جاهدا خلال الحرب الروسية – الأوكرانية حث الإعلام الروسي على ضرورة " نحت مصطلحات " بمعني أن توصف أن ما تفعله روسيا بأنه " عملية عسكرية خاصة ومعقدة"، أي أنه لا توجد حرب دائمة وطويلة الأمد، ولا مخطط أن تكون حرب ضد المنطقة ككل، وهذا نحت مصطلح، علاوة على نتت مصطلح آخر، وهو إثارة حرب نازية شعارها أن هناك استهداف وتنمر من المواطنين الأوكرانيين من أصول روسية، وهذا معناه هنا " تهييج للعنصرية والمذاهب الدينية والسياسية "، هذا بالإضافة إلى لجوء الإعلام الروسي نحو فرض عقوبات جنائية على أي موقع أو أي مصدر أوربي أو أمريكي يقول كلاما ضد روسيا وضد عمليتها في أوكرانيا، وفي خطوة هي الأولى من نوعها، أقر مجلس الدوما الروسي خلال جلسته العامة يوم 4 مارس 2022، قانونًا جديدًا لتجريم التضليل الإعلامي، ينص على فرض عقوبات جنائية وغرامات مالية على النشر المُتعمد لأى معلومات وبيانات كاذبة خاصة بالقوات المسلحة الروسية، أو تتعارض مع الرواية الحكومية الروسية بكل ما يتعلق بالحرب الأوكرانية. إذ تنص المذكرة التفسيرية لمشروع القانون على أن وسائل الإعلام الأوكرانية تستخدم لقطات للدمار في إقليم دونباس خلال الفترة من 2014 إلى 2015 وتصورها كجرائم ارتكبها الجيش الروسي من أجل خلق صورة سلبية عالمية عن روسيا.

بل لقد وصل الأمر إلى استخدام السخرية من قبل الإعلام الروسي وذلك كي يبرزوا أن رئيس أوكرانيا وهو " فلاديمير زيلنسكي" ما هو إلا مجرد ممثل كوميدي (من على شاكلة باسم يوسف في مصر)، وأنه ألعوبة في يدي الولايات المتحدة يحركونه كما يشاؤون، كذلك ردا على وقف روسيا اليوم RT وسبوتنيك Sputnik قامت روسيا بوقف قنوات أوربية لديها .

وهنا أود أن أقول بأن روسيا قد أوقعت هذا السيناريو قبل غزوها أوكرانيا، فقامت منذ 2021 بعمل شبكة أنترنت موازية اسمها " رونت" Runet  وذلك كي يكون لديها فضاء الكتروني موازي، كما بدأ الإعلام الروسي يطلق ما يسميه بالأكاذيب، أو معلومات مفبركة، مثل فكرة أن " العسكريين الأوكرانيين يغادروا مواقعهم بشكل جماعي"، وأن " حرس الحدود الأوكراني لا يبدي أي مقاومة، وأن كل ما يدعيه الإعلام الغربي والأمريكي إزاء روسيا هو كذب في كذب.

من كل ما سبق يتضح لنا ما قاله " أكرم القصاص" بأن هذه الحرب يصعب الحديث عن إعلام محايد بل هو دائمًا إحدى أدوات الحرب، بل ويمتد الأمر إلى مواقع التواصل التي أصبحت عنصرا فاعلا في هذا الصراع، بل ومتهمة بالانحياز، وروسيا والدول الأوروبية تتبادل إغلاق المواقع والمنصات الإعلامية، وبالتالي لا يمكن تصديق الإعلام الغربي وهو يتهم نظيره الروسي بالانحياز، بينما الإعلام الغربي منحاز تمامًا وغارق في الانحياز، وهو أمر معروف، لكنه ظهر بشكل أكبر في الحرب الأخيرة التي تدور في أوروبا، وبأدوات العصر، لكن من المؤكد أن الحرب الدائرة، سوف يتبعها تغيير في نظام عالمي، وتحولات في مجالات السياسة والنفوذ، وأيضًا في منصات التواصل، وبنية الإعلام ووظائفه، حيث يبدو الإعلام متهمًا وضحية ومعه الحقيقة.

كما أكدت هذه الحرب من جديد حقيقة أن الإعلام بات سلاحاً فعالاً يمكن توظيفه لقلب موازين القوى، وأنه أصبح أحد أهم أدوات الاشتباك الجديد بين الدول، ليتجاوز بكثير دوره التقليدي باعتباره وسيلة لنشر الأخبار أو تسليط الضوء على قضية إنسانية أو أمنية فقط، وإنما هو رأس الحربة في إدارة الحروب والأزمات السياسية بين الدول.. كما كشفت الحرب غياب المصداقية لصالح التهويل والإثارة.

ففي الحروب والصراعات لا تلتزم أغلب وسائل الإعلام، وحتى التي توصف أحياناً بـ"المحايدة"، بالموضوعية، وتقع في دائرة فخ "الكذب الإعلامي"، وهذا يكون مقصوداً في أغلب الأحوال، لأن الإدارة الإعلامية تكون "مسيّسة" وليس أدل على ذلك من الطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام الغربية والروسية، والتي اعتمدت في كثير من الأحيان على مصادر "مجهولة" في نشر العديد من تقاريرها، متجاوزة في ذلك قواعد وأصول العمل الإعلامي، التي تنحاز دوماً للحقيقة على حساب أي اعتبارات أخرى.

لقد بات الإعلام في عصر الأزمات أهم أدوات إدارة الحروب والخلافات السياسية بين الدول، وتهديد أمنها القومي، لهذا من الضروري أن يلتفت القائمون على الإعلام إلى هذه الحقيقة من خلال الإعلام الخارجي، وبناء كوادر متخصصة فيه تستطيع مخاطبة الخارج والتواصل مع الرأي العام الدولي والتأثير فيه.

***

أ.د محمود محمد علي

أستاذ الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

........................

المراجع:

1- يوسف جمعة الحداد: الإعلام والحرب الروسية-الأوكرانية، العين الإخبارية، الأربعاء 2022/3/16 12:04 ص بتوقيت أبوظبي.

2- أكرم القصاص: الإعلام وشبكات التواصل متهم أم ضحية فى حرب أوكرانيا؟، اليوم السابع، السبت، 19 مارس 2022 10:00 ص.

3- آمنة فايد: كيف امتدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى العالم الافتراضي؟، مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، مقال منشور يوم 17 من مارس 2022.

4- ديما منصور، مقارنات الإعلام الغربي بين اللاجئين بحسب "جنسياتهم" تثير غضبًا واسعًا وتتصدر مواقع التواصل، الإمارات اليوم، 2 مارس 2022، على: ttps://bit.ly/3vUHtMe

5- فكونتاكتى".. البديل الروسى لـ"فيسبوك" و"تويتر"، سكاي نيوز عربية، 6 مارس 2022، على: https://bit.ly/3CySAM9

6- قناة اكسترا نيوز : حديث الأخبار| د. سامي عبدالعزيز يوضح كيف تم توظيف الإعلام خلال الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. يوتيوب.

في المثقف اليوم