آراء

ليبيا بين عشرية أدبرت وعشرية أقبلت.. دروس وعبر

ابوبكر خليفة ابوبكرإنطوت العشرية الأولى بعد التغيير الذي حدث في ليبيا في عام 2011، وهانحن نلج العشرية الثانية، بنفس المعطيات والحيثيات الدولية والمحلية .. ويظل موسى الحاج هو الحاج موسى.

 دولياً / مازال المتدخلون والمتداخلون هم ذاتهم، الإقليميون والدوليون ورغم التوافقات التي حدثت وتحدث بين هذه القوى الدولية حول ليبيا، إلا أن الوضع ظل على ماهو عليه، ماعدا شي من توقف الصراع المسلح على الأرض، وتقارب هش يظل على صفيح ساخن بين القوى المحلية على الأرض، هل لأن القوى الدولية لا تتسم بالجدية في تعاطيها مع القضية الليبية؟ وان هذه القوى لا تلقي بالا لتحقيق انتقال سياسي في ليبيا يفضي إلى تحقيق الإستقرار وبدء دوران عجلة البناء؟ أم أن الأمر يقتصر بالنسبة للأطراف الدولية المتدخلة على التوافق على إقتسام الكعكة الليبية الباذخة؟ ...وأن آخر شيء يخطر ببال هذه القوى الدولية هو أن تغدو ليبيا مستقرة ويهنأ شعبها بالأمان ويشرعون في بناء بلدهم، لأن في إستقرار الليبيين وهنائهم ضياع مكاسبهم وأطماعم.

محليا/ الواقع على الأرض يقول بأن القوى المدججة بالسلاح هي صاحبة الكلمة الفصل في كل المجريات بتجلياتها السياسية والاقتصادية بل وحتى الإجتماعية، وكأنما يراد باللييبيين أن يظلوا تحت مظلة ورحمة هذه الميليشيات، وأن شرعتنها واقعا تعيشه ليبيا والليبيين، وكيف لا وهي بنفوذها متغلغلة في كل التفاصيل وهي التي ترفع وتضع في كل المجالات. وتكاد هذه القوى المدججة بالسلاح وبالأدوات السياسية والاجتماعية أن تكون هي المؤسسات الحقيقية، وان هذه المؤسسات الأخرى البرلمانية أو شبه البرلمانية، ماهي الإ ديكور فارغ المحتوى ولا تثبت براغيه الهشة إلا القوى الحقيقية المدججة المتحكمة فعلياً في الواقع الليبي.

الخلاصة نرى أنه لا يمكن إجتثاث المأساة في ليبيا إلا بناءا ووفقاً لقاعدتين:

أولا/ أن يتسم المنتظم الدولي بالجدية في معالجة القضية الليبية، بالشكل الذي يوازن بين تحقيق مصالحه، ومراعاة مصالح الليبيين.. ويكفي لهاثا بين مؤتمرات وجولات مكوكية تتقاطع نادراً وتتناقض غالبا.. تعكس في فوضاها وعدميتها الصراع العميق بين القوى المتدخلة وان أبدت توافقات ظاهرية خادعة.. فلقد مل الليبيون من حفيف طواحين الهواء هذه التي لا تنتج إلا العجاج والفراغ، والمعضلات الأمنية والسياسية المتفاقمة، وعلى القوى الدولية أن تدعم الليبيون لتحقيق توافقهم وطي خلافاتهم بأدوات يرتضيها الليبيين فيما بينهم.

ثانيا/ أن ينصرف الليبيون نحو التأسيس لمصالحة ليبية وعميقة وحقيقية وشاملة، مصالحة تجب ما قبلها وتؤسس لما بعدها، مصالحة لا تقصي أحدا ويتجمع تحت لوائها كل أطياف البلاد، تتضمن عديد الآليات القانونية والإجتماعية والسياسية والإعلامية، وتصب جميعها في بوتقة مصالحة مشهودة تكون دليلاً نحو تحقيق الإستقرار والتأسيس للبناء.

***

د.أبوبكر خليفة أبوبكر

كاتب وأكاديمي ليبي

 

في المثقف اليوم