آراء

أوراقٌ مبعثرةٌ في الحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ؟!!

ماذا يريدُ بوتينْ؟ سؤالٌ كانَ يطرحُ قبلَ نشوبِ الحربِ؟!

الحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ تدخلَ عامها الأولَ؛ - هلْ كانَ يريدُ الرئيسُ بوتينْ حربا خاطفةً واستعراضا لقوةِ الدبِ الروسيِ الصاعدِ؟!، معَ وجودِ ذريعةِ لحماية الأقلياتُ العرقيةِ الروسيةِ لتكونَ ذريعةً لدخولٍ أوكرانيا؛ والهيمنةُ على دولِ الاتحادِ السوفييتيِ السابقِ؟، هلْ الدبُ الروسيُ عائدٌ بقوةٍ، ليفرض نظاما عالميا جديدا لحلفائهِ السابقينَ؟! هلْ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ لعبتْ نفسُ الدورِ معَ أوكرانيا كما فعلتهُ منْ قبلٌ معَ العراقِ في اجتياحِ الكويتِ؟ سؤالٌ يطرحُ منْ أعلنَ عنْ موعدِ هجومٍ روسيٍ مفاجئٍ أليستْ أمريكا!!، هلْ كانتْ أمريكا تستطيعُ وقفَ الهجومِ قبلَ وقوعهِ!! هلْ كانَ الْاتصالُ الهاتفيِ قبلَ أيامِ منْ نشوبِ الحربِ؛ بينَ الرئيسينِ " الروسي"ِ بوتينْ، والأمريكي جو بايدنْ "، حيثُ قالتْ بعضَ المصادرِ ان " جو بايدنْ كانَ في حالةٍ منْ الهستيريا أثناءُ الاتصالِ، وصعودَ سقفِ الطلباتِ الْامنيةٌ، وأنَ المسألةَ أعقدَ وأبعدَ منْ كونها مجردَ خلافاتٍ حدوديةٍ وحساسياتِ قوميةٍ بينَ " موسكو وكييفَ "؛ هلْ كانَ سيناريو استخباراتيٍ أمريكيٍ لوقوعِ موسكو في براثنَ ووحلِ حربِ والتخلصِ منْ قوةٍ صاعدةٍ تنافسُ معَ صعودِ الصينِ؟ والتي يبدو أنَ واشنطن وجدتْ ذريعةً وحولتْ الخلافاتُ حولَ انضمامِ " كييفْ " إلى حلفِ " الناتو " وشيطنتهْ إعلاميا، وهنا يطرحُ سؤالاً؟ لماذا سمحتْ روسيا لدولِ "البلطيق" ومعظمِ دولٍ اوروبا الشرقيةَ للانضمامِ إلى حلفِ الناتو ولمْ تسمحْ لإوكرانيا واضح أن الخلافُ أصبحْ ساحةً دوليةً لتصفيةِ حساباتٍ معقدةٍ ومتداخلةٍ بينَ لاعبينَ دوليينَ كبارٍ، ومدخلاً لمحاولاتِ موسكو استعادةَ مجالها الحيويِ في (حدائقها الخلفيةُ التاريخيةُ السوفيتيةُ والقيصريةُ). واعتبارَ روسيا دولةً أوروبيةُ محوريةٌ وإقليميةٌ وقوةُ صاعدةٌ تبحثُ لها عنْ دورٍ، في منطقةٍ حساسةٍ تاريخيا ونقطةُ تماسِ بينَ الجغرافيا السياسيةِ للأراضي الروسيةِ والْاوروبيةُ وفرضُ سيطرتها وأطماعها الجيوبوليتكيا، وأنَ الخلافَ أصبحْ أكبرُ منْ أوكرانيا!! على الرغمِ منْ انضمامِ كلٍ منْ : - دولُ مثلٌ دولِ البلطيق الثلاثِ، وبلغاريا ورومانيا ولكنَ وضع أوكرانيا وضع خاصٍ لروسيا، رغمَ تحذيراتٍ سابقةٍ منْ روسيا لكلٍ منْ : " رومانيا وبلغاريا " بتخفيضِ الوجودِ الغربيِ علي اراضيها بعد انضمامهمْ إلى حلفِ الناتو عامَ 2004 م كذلكَ غضب روسيٍ منْ انضمامِ " الجبلِ الْآسودَ " عامِ 2017 م إلى الناتو، روسيا تريدُ ابعادُ الغربِ عنْ البحرِ الآسود، بقدرِ الْإمكانٌ، وهيَ تبحثُ عنْ إعادةِ الاعتبارِ للدورِ الروسيِ على قاعدةٍ كونَ روسيا دولةً أوروبيةً محوريةً وقوةَ عظمى استعادتْ قوتها ومكانتها، ولمْ تعدْ ضعيفةً كما كانَ الحالُ في بدايةِ التسعينياتِ منْ القرنِ الماضي وتلعبُ القوميةُ دورا مهما في الاحتفاظِ بالجارِ الذي يشتركُ معهُ في روابطَ " القربىْ العرقيةَ والثقافيةِ واللغةِ والتاريخِ والجغرافيا " بينهمْ وكثيرَ منْ المصالحِ المشتركةِ، هلْ القوميةُ ساعدت في َإشعالُ فتيلَ الحربِ كما أشعلتها منْ قبلُ في الحربِ العالميةِ الأوليٌ،؟

هلْ لعبتْ القوميةَ دورا في تأجيجْ الصراعُ رغمَ بدايةِ الْأزمة كانَ احتلالُ إقليمِ جزيرةٍ القرمْ بحجةِ حمايةٍ الأ قليهُ القوميةُ الروسيةُ داخل أوكرانيا؟ على الرغمِ منْ ذلكَ لا تقلُ أوكرانيا أهميةً منْ وجهةِ نظرِ الاتحادِ الأوروبيِ، فهيَ أكبرُ دولةٍ في أوروبا خارجَ الاتحادِ الأوروبيِ، واعتبرتْ دائما حافةَ الشرقِ الأوروبيِ ونهايةِ غرب أوروبا . وازدادتْ الأهميةُ الاستراتيجيةُ لأوكرانيا بعدَ انهيارِ الكتلةِ الشرقيةِ وحلفِ وارسو، ومنْ ثمَ الاتحادُ السوفيتيُ ما وضعَ نهايةٍ للحربِ الباردةِ عامَ 1991 .!! وفي الوقتِ الحاليِ، تحتلَ أوكرانيا مكانا جديدا ومهما في (رقعةِ الشطرنجِ الأوراسية) وبالتالي فهيَ دولةٌ محوريةٌ في الجغرافيا السياسيةِ، لأنَ وجودها ذاتهُ كدولة مستقلةٍ يساعدُ على تحويلِ أوْ تغييرِ موقفِ روسيا الاتحاديةِ . خسارةُ أوكرانيا بالنسبةِ إلى روسيا الاتحاديةِ باختصارٍ، ليستْ خسارةً جيوسياسيةً وحسبا، بلْ خسارةً لجزءٍ منْ التاريخِ والذاكرةِ ومكوناتِ الهويةِ الروسيةِ، والأهمَ أنهُ لا يمكنُ أنْ تتشكلَ إمبراطوريةٌ روسيةٌ دونَ أوكرانيا لذلكَ في اعتقادي الشخصيِ سوفَ يظلُ الوضعُ معقدٌ والحربُ دائرةً طالما الغربُ يريدُ إضعافَ روسيا وتحجيمها وجعلها دولةً حبيسةً داخلَ حدودها وحرمانها منْ الوصولِ للمياهِ الدافئةِ عبرَ البحرِ الأسودِ؟!! "

***

 محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ

كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ في الجيوسياسيةِ

في المثقف اليوم