آراء

النخبة تنظم نفسها لوحدة الصف الجزائري

بالرغم من وجود تنظيمات اعطيت لها صبغة ثورية كمنظمة أبناء الشهداء ومنظمة ابناء المجاهدين وأخرى أعطيت لعها صبغة حقوقية كالتنظيمات التي تدافع عن حقوق الإنسان، فضلا عن الجمعيات وتنسيقيات المجتمع المدني لافي الجزائر إلا أن هذه التنظيمات وما تطرحه من افكار لم يعد كافيا في بلد يعيش التغيرالت على كل المستويات، بلد مهدد من الداخل والخارج وما يحدث بعد مرور أربع سنوات من الحراك الشعبي الذي كان هبّة جماعية التف حولها الشعب الجزائري، حيث عانقت الجماهير  الحريّة وهي تنادي بجزائر جديدة يبنيها كل ابنائها من دون استثناء، لاسيما والوضع في العالم يجعل الجزائر بلد مستهدفٌ، بعد تصريحات الجانب الفرنسي الأخيرة، وبات من الضروري أن يكون هناك صوتٌ مدوِّ لوحدة الصفّ، وها هي النخبة في الجزائر ترفع صوتها من أجل إنشاء تنظيم وطن جديد للم الشمل ووحدة الصف.

هي مبادرة قامت بها مجموعة من الأشخاص يمثلون  النخبة في البلاد من مثقفين ورجال أعمال، إعلاميين وإطارات سامية في الدولة احتلت مناصب حساسة جدا وكانت العين التي تحرس البلاد والعباد في وقت الأزمة قبل أن تحال على التقاعد المبكر، بالإعتماد على النخبة باعتبارها القاطرة الأولى في عملية التوجيه الصحيح  وهو ما اشار إليه صااحب المبادرة السيد  سعيد بودينار دون أن  ينسى القاعدة التي بدورها مطالبة بالحضور القوي لتحقيق التنمية المستدامة، كانت لنا مشاركة في لقاء نظمه اصحاب المبادرة  ووقفنا على أطروحاتهم  بعدما وضعوا أصبعهم على الجرح وهم يرسمون لوحة للوضع البائس اللذي يعيشه المجتمع الجزائري والمشكلات التي يتخبط فيها، كانت دعوةلوضع عملية تقارب  ممنهجة في رسالة وجهوها إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون دعوه فيها إلى الإستثمار في الطاقات البشرية  من مختلف فئات المجتمع وبخاصة الطاقات العسكرية التي احيلت على التقاعد المبكر والإستثمالر في قدراتها وخبرتها من أجل خدمة الشباب وقيادته من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وإحداث نهضة جزائرية قوية

ربما يحقق هذا التنظيم وطني الذي يجمع كل شرائح المجتمع الجزائري بمختلف طبقاته ومستوياته الفكرية وحدة الوطن من خلال إشراك كل الطاقات الفاعلة  والتي لها قابلبية لخدمة الوطن والتضحية من أجله والسير على درب الشهداء وتقديم إسهاماتها للإجابة على اسئلة الساعة والتحديات التي تواجه الدولة، ومن خلبال الأفكار التي طرحت فهذا التنظيم الوطني الجديد الذي هو قيد الإنشاء، بعيد كل البعد عن كل ما يدعو إلى التحزب والتكتل والتحجر والتموقع، بمعنى أن هذا التنظيم الوطني ليس له أي غرض سياسي بقدر ما يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين المواطنين وجمعهم على رؤية موحدة لمستقبل الجزائر، فهو يحمل تقاليد الثقافة الوطنية التي تدافع عن ثوابت الأمة ومقدساتها بالدرجة الأولى وتدافع عن المواطن وحقوق الإنسان بصفة عامة،  حاملين في ذلك شعار: "الجزائر شجرة مورقة تُظِلُّ الجميع وهي لا تحجب ظلها حتى عن الحطّاب".

  وقد قدم صاحب المبادرة السيد سعيد بودينار رؤيته المستقبلية والإستراتيجية التي يمكن إتباعها حيث يرتكز برنامج هذا التنظيم الجديد على عناصر عديدة تكون أكثر انسجاما وتنسيقا من خلال تشكيل تنسيقيات ولائية ولجان عمل تتكون من إطارات أو نخبة تتواصل مع الجامعات بالاعتماد كذلك على القاعدة النضالبة التي يكون دورها تجسيد الأفكار ميدانيا،  وعلى حد قوله هو، فالجزائر كانت منطقة صراع منذ الفينيقيين، وعاشت ضغوطات سواء من الداخل أو الخارج مثلما حدث في العراق وآثار النهب للثروات، فما يحدث وراءه أشخاصا تابعين أو يخدمون مصالحهم،  والشعب الجزائري اليوم بحاجة إلى تكوين موحد  وتحقيق وحدة الشعوب، بحكم أن الجزائر ليست منعزلة عن العالم أو تعيش في كوكب مستقل عنه، ولطالما كانت الجسر الذي يربط بين الشعوب ويحقق وحدتهم، والجزائر لعبت دورا محوريا في تحقيق مصير الشعوب وكانت لها مواقف مشرفة وهذه الشروط أو العناصر بإمكانها تحقيق القوة ومواجهة كل التحديات للم الصف .

إن من أهداف هذا التنظيم   تفعيل  المواطنة الحقيقية  وتكريس الديمقراطية التشاركية، مع  وضع خارطة طريق لبناء مجتمع  يتحمل مسؤوليته ويصنع تاريخه بنفسه وبطريقة أكثر عمقا، لأن النزاع القائم حاليا في العالم عميق، وتسعى القوى إلى طمس هوية الشعوب والقضاء على  سيادتها، والجزائر لبست في منأى من هذا الخطر،  فهي مستهدفة، أراد المتحدث في اختتام كلمته أن يلفت انتباه السلطات العليا بأن الجزائر تزخر بطاقات شبانية هي في حاجة إلى من يمسك بيدها ويقودها ويرشدها  حتى تخرج إلى بر الأمان وتكون قادرة على تحمل مسؤوليتها، كما أن هناك طاقات عسكرية أحيلت على التقاعد المبكر، وهؤلاء لم يبلغوا سنّ الأربعين  بع،د ولا زالوا قادرين على العطاء والخدمة، وبإمكان الدولة  أن تستثمر في هذه الطاقات العسكرية لصالح شريحة واسعة من الشباب، حتى يواكب التغيير الذي يشهده العالم وتحقيق آماله  يعتمد قبل كل شيئ على التطبيق الشامل وغير الانتقائي لحقوق الإنسان.

 هذه الرؤية لقيت استحسان المشاركين في اللقاء وهم يستمعون إلى مداخلة صاحب المبادرة سعيد بودينار مرددا بالقول : نحن لسنا مساندين ولا معارضين، بل نسعى لنكون وسطاء ومرافقين لسياسة الدولة إن كانت تخدم مصلحة الوطن والشعب معا، وهذا هو الهدف الأساسي من هذا التنظيم، بالإضافة إلى الدفاع عن مقدسات الأمّة والرد على فرنسا التي خلقت النعرات بين الجزائريين هذا قبائلي وذاك شاوي والآخر إباضي وتشتيت صفوفهم،  فالمبادرات التي تقوم بها الدولة حاليا أضاف المتحدث هي عن طريق المجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب، إلا أن  هذا لا يكفي، لأن بعض الفئات لا تزال تفتقر إلى التجربة الميدانية الكافية للنهوض بالمجتمع ولا تملك رؤية معمقة للواقع  وللمستقبل، كما تفتقر إلى الآليات والميكانيزمات لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة في الساحة وتقديم البدائل، والتصدي للأزمات قبل وقوعها على كل الأصعدة .

***

علجية عيش

 

في المثقف اليوم