آراء

صراع البترول في ايران

ثورة مصدق 1953م وعملية اجاكس الامريكية

جاءت ثورة (محمد مصدق) نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في إيران الراضخة تحت عرش (الشاه محمد رضا بهلوي) ومحاولاته الفاشلة لإعادة استقرار البلاد ورفع القيود الخارجية عنها، التي لم تكن وليدة اللحظة؛ بل نتيجة تراكم الأخطاء في السياسة الداخلية والخارجية وتعامله مع الأقليات والأحزاب، إلى جانب سياسته الخارجية مع الحلفاء، كل ذلك سرَّع في قيام ثورة مصدق بعد تولي (محمد رضا) العرش. بعد أن خُلع والده (رضا شاه)، من قبل الاحتلال السوفيتي والبريطاني مما رسَّخ لديه كراهية عميقة تجاههما وجعلته يبحث عن سند قوى يساعده في تحقيق إنجازاته وطموحاته وسيطرته الكاملة على شؤون دولته خارجياًّ وداخلياًّ. بالإضافة إلى أن وجود أقليات داخلية بإيران مثل الفرس الذين يعدون أنفسهم الحماة الحقيقيين لإيران ويشكلون نصف سكانها بالإضافة إلى إثنى عشر مليون كردي يقطنون أذربيجان، أغلبهم من المسلمين (السنة) وإحساسهم بأن الحكومة تهدد بقاءهم كعرق ولغة ثانية مختلفة، مما جعلهم يتمردون على السلطة المركزية في طهران، بجانب أربعمائة عشيرة من البدو الرُحَّل المقيمين في المناطق النائية في إيران وغالبيتهم مسلمون، ومليون من البلوش القاطنين شمال إيران وسبعمائة ألف من قبائل اللور، ومليون من البختياريين وهم يعيشون شمال ووسط جبال زاجروس وهم من المسلمين الشيعة.

بالإضافة إلى التركمان الذين يسكنون الشاطئ الشرقي لبحر قزوين وهم سُنَّة ويتكلمون اللغة التركية، بجانب وصول نصف مليون عربي يتمركزون في شمال شرق خوزستان، ويشكل المازنانيون والكيلانيون نصف مليون مواطن يسكنون ساحل بحر قزوين، بالإضافة إلى الأقليات من اليهود والبهائيين والزرادشت والسريانيين والمسيحيين والأرمن، جميعهم عانوا من تجاهل الحكومة لمطالبهم وإهمال المجتمع الإيراني لثقافتهم، فالأقليات والأعراق ظلت تعاني متاعب عديدة منشأها الحكومة البهلوية بسبب فرضها اللغة والثقافة الفارسية عليهم.

لهذه الأسباب عمل (محمد رضا) على بناء جيش قوي يساعده على فرض تماسك الدولة ووحدة، الأمة بالإضافة إلى أهمية المؤسسة العسكرية التقليدية في حماية العرش ومنع استغلال البلاد من الطامعين.

كما عمل الشاه (محمد رضا) فترة مهادنة ظاهرية بين قوى الاحتلال وبينه وبين عناصر الحركة الوطنية الموجهة ضد الاحتلال من ناحية أخرى، محاولاً بذلك احتواء المد الشعبي والظهور بمظهر المؤازرة للحركة النضالية ضد الاستعمار. ولتأكيد مؤازرته الحركة الوطنية أصدر (محمد رضا) عفواً عامّاً عن المسجونين السياسيين الذين ساعدوا على تكوين حزب (توده) الشيوعي بعد ذلك، والذي أسسه اثنان وخمسون من المفرج عنهم، حيث أصبح من أكبر الأحزاب السياسية في إيران بفترة الأربعينات وما بعدها.

إذ يُعد حزب (توده) استمراراً للحزب الشيوعي الإيراني الذي انبثق هو الآخر عن حزب العدالة (عدالت) الذي تأسس في1917م في باكو، وقد عقد الحزب الشيوعي أولى اجتماعاته في (22 /يونيو/1920م)، ونتيجة لاضطهاد (رضا شاه) لهم اضطر الحزب إلى العمل السري. في 1937م وجه (رضا شاه) ضربة قوية إلى الحزب عندما ألقت الشرطة السرية الإيرانية القبض على (تقي آراني) أحد أبرز الزعماء الشيوعيين مع (53) من أتباعه، وصدرت ضدهم أحكام بالسجن تتراوح بين (3-10) سنوات. وقد توفي (آراني) في السجن سنة 1940م، ثم أطلق سراح كل المجموعة بعد الغزو البريطاني- السوفيتي لإيران في أغسطس/1941م، وسرعان ما قامت هذه المجموعة بجمع مؤيدين للأفكار الشيوعية وأعلنت في (29/سبتمبر/1941م)، أي بعد مرور13 يوماً على تنازل (رضا شاه)، عن تشكيل حزب سُمي (حزب توده إيران- حزب الجماهير الإيرانية) بقيادة (سليمان ميرزا اسكندري) وقد عقد الحزب أولى مؤتمراته في 9 أكتوبر1941م.

كما عمل على كسب الشارع والعمال والمناهضين للمبادئ الشيوعية المتناقضة مع الإسلام؛ لهذا حرصت زعامات الحزب على إخفاء توجهها الشيوعي لفترة واكتسبوا رضا صغار موظفي الدولة والطلاب ورجال الفكر والنخبة المثقفة، وكان برنامجهم مناسب لمطالب شرائح عريضة من فقراء الشعب الإيراني.

وبقى الحزب على هذا المنوال حتى تم انفصال أذربيجان سياسياًّ عن إيران لمدة أربع سنوات، وبعد أن نجحت الدولة في استعادة الإقليم عام 1946م اكتشف الشعب حقيقة أعضاء الحزب الموالين للشيوعية، حينها عادت عناصر الحزب للعمل السري إلى أن فجرت محاولة اغتيال الشاه (محمد رضا)عام1949م ( ) بجامعة طهران، عندها وجهت الحكومة الاتهام لحزب (توده) ومن ثمَّ كان إغلاق الحزب والتنكيل بأعضائه وإحالتهم إلى المحاكمة العسكرية ( ). فأصبحت فرصة (محمد رضا) مناسبة لإنشاء دولة ينفرد فيها بالحكم المباشر، ولا تقوم على حق المعارضة بكل أنواعها، بحيث تصبح الدولة جميعها تخضع لإدارته المباشرة. خصوصاً بعد خيانته وكراهيته للبرلمان الذي كان يملك صلاحيات تفوق صلاحيات (محمد رضا) مثل اختيار الوزراء وحق الموافقة على إنشاء الأحزاب والاتحادات والجمعيات الفئوية والنقابية، في حين كان يشرف (محمد رضا) على شؤون الدولة العامة والجيش و (السافاك) فقط.

وقد لعبت الولايات المتحدة دوراً أساسياً في تشجيع (الشاه) على الانفراد بالسلطة حيث اقتنص فرصة محاولة اغتياله الفاشلة في (4/فبراير/1949م) للاحتفال بذكرى تأسيس جامعة طهران والتي أصيب فيها بيده وكتفه فقط، بعد أن قام الحرس الخاص به، بقتل الصحفي الذي نفذ عملية الاغتيال، مما أغضب (الشاه) على مقتله نظراً لرغبته في معرفة الدوافع الحقيقية من وراء المحاولة ومن ثم اتهم (الشاه) ورجال البلاط حزب توده الشيوعي بتدبير محاولة الاغتيال وصمموا على اقتلاع جذوره.

وبناء على ما سبق عمل الشاه (محمد رضا بهلوي) على تأسيس جمعية جديدة، منح بموجبها الحق في حل البرلمان بإجماع الأصوات، ونجح الشاه في تأسيس مجلس للنواب جديد يعين نصفه من أعوانه المقربين، وأصبح بموجبه له حق استرداد جميع الإقطاعيات والأراضي التي سبق أن صادرها والده من الشعب، كما أصدر قراراً باعتبار محاولة القتل محاولة انقلاب ضد العرش تستوجب الشنق، للرد على المعارضة الإيرانية.

فكان الرد من المعارضة وخصوصا مجموعة (مصدق) أن رفضت كل القرارات الملكية، وانضم إلى المعارضة التجار والأعيان وعلماء الدين ومجموعات من الليبراليين والأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الذين كونوا (الجبهة الوطنية) التي بدأت أعمالها بالمطالبة بإجراء انتخابات حرة ونادت بحرية الصحافة، وإنهاء الأحكام العرفية وتنفيذ القانون طبقاً للدستور، وكانت من أهم مطالبهم تأميم شركة البترول الإنجليزية الإيرانية بهدف الاستفادة من ثروات إيران النفطية، بحيث يستفيد منها جموع الشعب الإيراني دون بريطانيا وشركاتها.

ومع مطلع عام 1950م لقيت (الجبهة الوطنية) تأييداً كبيراً من مختلف طبقات الشعب وطلائعه وشرائحه المختلفة وضمت بصفوفها الشرائح المختلفة المتنوعة من المجتمع الإيراني وعلى رأسها (آية الله الكاشاني) وآخرين من الحوزة العلمية في قم، وأصبحت (الجبهة الوطنية) المنبر الأساس المعبِّر عن أهدافهم.

وقد نظمت مظاهرات شعبية ضخمة وخصوصاً إضرابات عمال الزيت بتحريض من حزب (توده) كل ذلك أقلق الشاه مما اضطره لتعيين (مصدق) رئيساً للوزراء في مايو1951م، وكان يسعى إلى استغلاله في تحقيق أهدافه بامتصاص غضب الجماهير الملتفة حوله بعد أن عمت الفوضى جميع أرجاء الدولة وأصبحت تهدد المجتمع ككل.

فأراد (مصدق) الاستعانة بالحزب الشيوعي لاستمالة جماهير (حزب توده) إلى جانبه ولم يكن هدفه إحلال السوفييت محل البريطانيين في احتكار البترول الإيراني كما توهم أعضاء توده أو كما تصور الأمريكان، ولقد ازدادت مخاوفهم من نفوذ مصدق الذي اتسع بعد تأميم البترول الإيراني، كما أكد مخاوف المخابرات الأمريكية، وقد أنذرت (مصدق) بتجميد معوناتها لإيران إذا لم يقدم التسويات البترولية المعقولة، وحماية مصالحهم أمام النفوذ الشيوعي المتزايد بفعل تعاونه مع الحزب الشيوعي الإيراني، ولم يستجب (مصدق) لذلك بل كشف عن تعاونه مع حزب (توده) ليضمن تأييد السوفييت له، وأفرج عن المعتقلين السياسيين، وحاول التأثير على مجريات المحاكمات ضد الشيوعيين لتبرئة ساحتهم، ورفض التصرف كأمان للشاه، ثم بدأ في توجيه اتهاماته لرجال البلاط بأنهم يتدخلون في شؤون الدولة السياسية.

وبدأت كلُّ من أمريكا وبريطانيا باتخاذ موقف سلبي من (مصدق)، فهما المتضرر من تأميم النفط الإيراني، كما بدأت الحملات الإعلامية تصوب أسهمها لمصدق حيث قالت جـــــريدة التايمز: "إن التوتر الداخلي لإيران لا يمكن مواجهته إلا بتوجيه الاتهام لبريطانيا ككبش الفداء" (). وتطورت الأمور بسرعة حيث نجح (مصدق) بوضع القوات المسلحة الإيرانية تحت سيطرة الوزارة الإيرانية التي كان يرأسها في يوليو 1952م، ويعد ذلك هزيمة فعلية لسلطة (محمد رضا بهلوي) على الجيش الذي يعد القوة الرادعة لمعارضيه، وقد أراد (مصدق) استخدام الجيش سلاحاً مشهراً في وجه (الشاه)، لا يستطيع هو ورجال البلاط الوقوف في وجهه أو التصدي له.

وعليه بدأ (مصدق) في توجيه الدولة الوجهة التي يرتئيها، بعد أن ضمن ولاء الجيش له، فأعاد جميع الأراضي المصادرة لأملاك الدولة، واستقطع نسبة كبيرة من ميزانية البلاط الشاهنشاهي وضمها إلى ميزانية وزارة الصحة، ومنع اتصال (الشاه) برجال السلك الدبلوماسي في طهران، وزاد من عدد حرس الشاه ليراقبوا تصرفاته، كما استقطع 15% من ميزانية الجيش لزيادة خزانة الدولة، وزاد من عدد طرق المشاة وقام بتطهير القوات المسلحة من العناصر الموالية للشاه، وأسس لجانًا للتحقيق في الفساد المنتشر بين رجال المؤسسة العسكرية، وانتهى به المطاف إلى إجبار الشاه والأسرة الحاكمة على مغادرة إيران إلى إيطاليا أوائل 1953م.

ولعل من أهم أسباب فشل حكومة (مصدق)، أنها واجهت قضية (الحزام الشمالي وهي مشكلة أساسية، حيث إن إيران التي كانت حلقة مهمة لإنجاح المشروع، كانت في صراع مع بريطانيا حول تأميم النفط، وإقدام (محمد مصدق) منذ توليه رئاسة الحكومة الإيرانية عام 1951م، على تبنِّي سياسة الحياد في العلاقات الخارجية؛ لذلك لم يكن متحمسا للمشروع بسبب عدم رغبته في خلق التوترات مع جاره الشمالي المتمثل بالاتحاد السوفيتي السابق.

لذلك وبهدف إقامة مشروع الحزام الشمالي، أسرعت الولايات المتحدة الأمريكية وبالتعاون مع بريطانيا بالإطاحة بحكومة (مصدق) في أغسطس عام 1953م. من خلال انقلاب عسكري، وقد عبر (الشاه) بعد عودته مباشرة إلى إيران عن رغبة بلاده في الانضمام إلى مشاريع الدفاع الغربية وقال : "إن إيران ستتمكن من أن تُصبح حلقة أساسية في دفاع العالم الحر". ورغم إشارة الشاه هذه فإن الحكومة الإيرانية لم تعلن رسميا رغبتها في الانضمام إلى مشروع التحالف الغربي حتى عام 1954م، وقال الجنرال (فضل الله زاهدي) رئيس الحكومة الإيرانية آنذاك، بأن حكومته ترغب في التوجه نحو الغرب بمعنى الابتعاد عن المد السوفيتي.

وللأخطار التي أحاطت بالضباط المفصولين من الجيش والذين اعتقدوا أن الجيش والشاه لا يفترقان، كونوا لجنة سرية لحماية الأمة من الثوار المنادين بالجمهورية وبدأت جماعة من الضباط المفصولين الاتصال بالزعماء الدينيين وبالمخابرات الأمريكية والبريطانية لتمويل انقلاب عسكري للإطاحة بنظام مصدق، فقد كانت لكلا المخابرات البريطانية والأمريكية أسبابها الخاصة، ومن أهم هذه الأسباب الحفاظ على مصالحها البترولية والأمنية في الخليج وإيران، ومن ثم كانت دعوة الضباط الإيرانيين المفصولين بمنزلة إشارة شرعية لها من أجل التحرك لاسترجاع سلطة الشاه باعتبارها المدخل الطبيعي لحماية مصالحهم.

تلاقت الأهداف فانشغل رجال الجيش الإيراني والعملاء الأجانب في تدبير محاولتهم للإطاحة (بمصدق)، وبدأت الخلافات الأيديولوجية تنفجر داخل (الجبهة الوطنية)، حيث تركزت على تأميم الشركات الكبرى خصوصاً شركات النقل والتليفون، ومنح المرأة حق الانتخاب، وكذلك وضع خطة للإصلاح الزراعي، ومصادرة المشروبات الكحولية أو منع بيعها.

ونتيجة لهذه الخلافات التي ظهرت تم اتهام (مصدق) بأنه معاد للإسلام والشريعة وأنه يسعى لإقامة ديكتاتورية اشتراكية، ومن ثم انسحب من الجبهة الوطنية أهم شخصية دينية فاعلة فيها (آية الله أبو قاسم الكاشاني) وبصحبته مؤيدوه الدينيون. نتيجة للخلافات المتفجرة داخل (الجبهة الوطنية) وفقدانها أهم عناصرها الدينية النشطة، بالإضافة إلى تمويل المخابرات الأمريكية للمحرضين؛ لهذا استطاع الجيش بضباطه الساخطين توجيه ضربتهم في أوائل (أغسطس/1953م)، حيث نجحوا في احتلال مقار الوزارات وإلقاء القبض على الوزراء والاستعانة بقوة مكونة من (37) دبابة كان يقودها أحد رجال المخابرات الأمريكية، ونسفت مسكن رئيس الوزراء، كما قام المأجورين من العامة بالدخول لقلب العاصمة طهران، وقامت الصحف العالمية الغربية بالتقاط الصور المعبرة عن تظاهرات شعبية لكي تظهر للشاه أنها أنقذته من (مصدق) عن طريق ثورة شعبية جماهيرية.

وعاد الشاه منتصراً إلى العاصمة ولديه رغبة كبيرة في إقامة ديكتاتورية معتمدة على جهاز مخابرات إيراني جيد، ومدعَّم بقوة بوليسية متفوقة ونجح في تشييد جهاز (السافاك) والمخابرات الإيرانية بالاستعانة بالمخابرات الأمريكية وخبرة (الموساد) الإسرائيلي. وبفضل القوات المسلحة الإيرانية والشرطة السرية أصبح (محمد رضا) قادراً على كبح المعارضة وتمزيق المنظمات المناوئة لسلطانه منذ عودته للحكم عام 1953م وبدأ بحل (الجبهة الوطنية) وألقى القبض على معظم أعضائها وعلى رأسهم (مصدق)، وأعدم وزير الخارجية (حسين فاطمي) وحكم بالسجن على (مصدق) لمدة ثلاث سنوات ثم أفرج عنه عام 1956م ووضعه تحت المراقبة حتى وفاته عام1965م. وعليه فقد تحمل حزب (توده) وزر المرحلة المصدقية كلها.

لقد وقفت الحكومة التركية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في ضرورة إزاحة حكومة (مصدق) عن السلطة؛ لأنها كانت ترى أن مصالح الغرب في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن ضمانها مع وجود حكومة أممت النفط الإيراني، وتسعى للمجابهة مع بريطانيا، الأمر الذي يستغله السوفيت لمد نفوذهم الشيوعي إلى إيران كخطوة أولى باتجاه توسيعه نحو الدول المجاورة؛ لذلك كانت وجهة نظر الحزب الديمقراطي (Democratic Party) () الحاكم في تركيا تتفق تماما مع الاتجاه الغربي لإزاحة (مصدق) والمجيء بحكومة تتراجع عن التأميم وتسعى لدعم المخططات الغربية الرامية لتحويل المنطقة إلى منطقة مغلقة بوجه المد الشيوعي .

***

د. حميد ابو لول جبجاب

 

في المثقف اليوم