آراء

مشروع قانون لرعاية المثقفين في العراق

نشرت (الزمان) بعددها الصادر في (25 آذار 2023) مقالا لنا بعنوان ( نفاق المثقفين.. موقفهم من الراحل عبد الرحمن الربيعي مثالا)، نبه الى ظاهرة مؤلمة هي ان كثيرا من المثقفين نعوا الأديب الكبير عبد الرحمن مجيد الربيعي، فيما اغلبهم ما كانوا زاروه وتفقدوه في بيته، ولم يتبرعوا له بدينار واحد، مع ان الربيعي كان يعاني من اشهر.. وضعا صحيا سيئا وعوز ماديا، قد نعذر السياسي حين يكون منافقا.. لأن السياسة في العراق، بلا اخلاق.. لكن لا عذر للمثقف في مثل هكذا حالات ستتكرر مع ادباء وفنانيين آخرين.

وتساءلنا في نهاية المقال:

هل وصلت الرسالة.. الى وزارة الثقافة والأتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق؟

ولقد اثار هذا المقال اهتمام عدد كبير من الأدباء والفنانين والأعلاميين والمفكرين، داخل العراق وخارجه، توزعت مواقفهم بين من تؤكد وجود هذه الظاهرة وتشيد بلفت الأنتباه لها، واخرى تدين السلطة وتعتب على اتحاد الأدباء، واخرى ساخرة، واخرى تقدم مقترحات لمعالجتها.

وتأتي هذه المقالة لتطرح مشروعا انسانيا لتشريع قانون يضمن حياة كريمة للأدباء والفنانين والمفكرين والأعلاميين الذين يعانون من عوز مادي، أو يتعرضون لأزمات صحية تحتاج علاجا مكلفا.. في ظاهرة غريبة حصلت في السنوات الأخيرة.. أن الملتحقين بقافلة الأدباء والفنانين الذين غادروا الدنيا قد زادوا لأن جميعهم عانوا ما عاناه الربيعي، ولأسباب نفسية هي أن عدم تواصلنا معهم في محنتهم يؤدي سيكولوجيا الى ضعف مناعتهم النفسية، وتعرضهم لأزمات قلبية و.. اكتئاب حاد يستعجل الموت!.

المشروع

نقترح هنا تشريع قانون بعنوان (قانون رعاية المثقفين في العراق) يحدد في مادته الأولى مفهوم المثقفين بأنه يشمل المفكرين والأدباء والفنانيين والأعلاميين الذين يعانون عوزا ماديا او وضعا صحيا يحتاج الى علاج غير مقدور على دفع تكاليفه.

ولأنه قانون يحتاج الى دراسة مستفيضة ورؤية ناضجة، فأننا نقترح على الأتحاد العام للأدباء والكتّاب تبني هذه المبادرة ودعوة كل الأطراف الذي يعنيها هذا الأمر (نقابات واتحادات ومنظمات.. ) الى عقد ندوة تخصصية بعد عيد رمضان المبارك لصياغة مواد هذا القانون، وتسمة لجنة لمتابعة مراحل تنفيذه وأقراره.

*

نماذج من التعليقات.. حرصنا ان تكون باسماء اصحابها، نوجز عددا منها في الآتي:

تعليقات تتضمن تساؤلات و.. تؤكد:

*دكتور سيار الجميل. بوركت عزيزي في موت كل مثقف عراقي مبدع زفة عرس. لأنصاف المثقفين ثم ينسونه بعد ساعات.

* ابراهيم الخفاجي. علامات استفهام من أديب و عالم نفس، مهمة جدا. لكن أنا أسأل، أليس للعراق دستور حشدوا الناس للتصويت عليه و كاد وقتها أن يكون التصويت له مقدسا؟. أليس الدستور كفل حقوق الإنسان و حقوق الشيخوخة و حقوق الرعاية الصحية و حقوق الطفولة و حقوق المساواة إلخ إلخ ؟

أليس من الواجب محاكمة جميع السلطوين من أربيل إلى البصرة و بالخصوص الإسلاميين؟ أين مليارات العراق التي تكفي لإشباع الهند ؟ أين أموال العراق الفلكية و نصف المجتمع يرزح تحت خط البؤس و الفقر و الجوع و التخلف؟

نعم أسئلتك مشروعة و وطنية و إنسانية، لكن هل الرعاية و العناية عصبوية أم مؤسساتية قانونية رسمية ؟

* د. طاهر البكاء. اغاتي هذه معلومات مؤلمة لم نسمع بها من قبل. سؤال لماذا لم يصدر نداء من الادباء عن وضعه في حينها؟

محمود ابو هدير. رسالتك جدا واضحة ولا تحتاج الى ترجمة دكتور، ولكن.. لقد اسمعت ان ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

* علياء طالب عقيل. احسنت.. رحمة ونور على الارواح التي رحلت وعانت وصمت.

* عبد السادة البصري. للاسف هذه الحلة متفشية في الوسط الثقافي وبشكل كبير.

*وليد حسين. بوركت وانت تمد اصبعا وتشير الى ظاهرة النفاق الثقافي.

*د. عقيل الوائلي. موضوع بغاية الروعة وتساؤلات مشروعة.

* وليد حسين. بوركت وانت تمد اصبعا وتشير الى ظاهرة النفاق الثقافي.

* أ. د. مصطفى لطيف عارف. احسنت واجدت دكتورنا العزيز.. فعلا مثلما تفضلت.

* د. أمل المخزومي. بارك الله بك دكتور قاسم على هذه الروح التعاونية وأنت تتابع اصدقاءك وزملاءك.

* رائد كاظم. عرض صحيح لواقع حال حصل في الماضي ويحصل في الحاضر وسيحصل في المستقبل.. وليس للأدباء فقط بل شمل حتى الذين تقدموا وضحوا من أجل الشعب. ولكن الإنسان حيوان سياسي، والسياسة حيلة وتكيف مع الوضع.

* رياض عبد الكريم. كلام مثير للشفقة !واقصد بالشفقة لمن هم في مثل ظروف المرحوم الربيعي اولا، وثانيا لمن هم ينتظرون الموت لاسامح الله ولا من معين او مجيب.

التفاتة طيبة وعتاب واقعي عبر عنهما المقال.

* عبد الامير المجر. تحياتي دكتور. ويبقى السؤال، من يقرأ هذه الكلمات، ومن يصغي اليها جيدا.. من المعنيين ؟؟!!

* صباح هرمز

هذا المقال جدير بكل الادباء ان يطلعوا عليه لانه يعبر بصدق عن معاناتهم عندما تتقدم بهم السن.

تعليقات تنتقد

* يحيى الشرع. دكتور كنت اتمنى ان توجه سهام نقدك لوزارة الثقافة واتحاد الأدباء والرئاسات الثلاث لسبب بسيط.. أن غالبية الادباء او المثقفين او الكتاب، جميعهم يعيشون ظروفا معيشية صعبة وجلهم فقراء ومرضى وسكنهم ايجار. لايعرفون المطارات وقوانين دخولها ولايعرفون الفيزا باستثناء رؤساء الاتحادات والنقابات فهم يملكون ويكتنزون اموالا بحجم النفايات. وللعلم جميع النخب الثقافية يموتون جراء الاهمال المادي والصحي فلم لاتوجه نقدك الى سياسيي الصدفة؟.

* موفق العامري. سعد البزاز تبرع بمبلغ ١٠ مليون لمساعدته في العلاج، ولكن وبعد المسيرة الطويلة للمرحوم الم يفكر في توفير بعض المال لسنينه القادمة. يا دكتور انت عندما أصبت بالكورونا الم تنفق على علاجك ٣٠ ألف دولار!. المشكلة انهم ينفقون أموالهم خارج العراق وعندما يتمرض يعود إلى بلده ويتذكر ولده الذي فارقه منذ أمد بعيد.. هذا أجله وقد عاش حياة جميلة.

* يوسف العراقي. رحم الله الاديب الراحل، ولكن أعتقد انه لم يدخر لايام عوزه، رغم انه كان مستشارا ثقافيا في سفارتنا في تونس وبراتب مجزي أكيد. وأكيد عدم تواصلهم فيها جنبة سياسية، كما حدث مع نعيهم يوسف الصائغ وعبد الرزاق عبد الواحد وسامي مهدي وغيرهم من اعمدة الادب والشعر في العصر الحديث

* أحمد الخياط. لروحه السلام والخلود.. ترك أثرا كبيرا بالمشهد الثقافي العربي والعراقي والعالمي. اما عن الأدباء والكتاب العراقين فاغلبهم حدث عليهم بلا حرج، كما ذكرت قمة النفاق للطبقة السياسية والنظام السياسي بكل زمان. وفي زماننا ازداد أضعافا حتى للمسؤول الثقافي من أجل المصالح والمكاسب. كثر النقد الثقافي الخاص بالمجاملة والتكسب والتسقيط فيما بينهم وللغير. ومثال واحد ماحصل للدكتور حسين الكاصد عندما عين مديرا عاما في وزارة الثقافة.. الكل تنافقه لموقعه، وعندما علق على صفحته الشخصيه حول احمد راضي والراحل هشام الهاشمي انقلب عليه الاغلبية الغالبة نفاقا للنظام السياسي.

* عبد الوهاب الدايني. قد نعذر الادباء والفنانين لكن لاعذر لوزارة الثقافة ولا اتحاد الادباء او نقابة الفنانين. شكرا لهذه الالتفاته.

تعليقات تقترح

* طارق الجبوري. استاذ الى متى نكون عاطفيين. هذه الحالات والمشاهد تكررت، والشفقه مهينه. الموضوع بالمجمل بحاجه الى اقرار قانون رعايه العلماء والادباء والفنانين لا اكثر. وهكذا نكون قد حافظنا على كرامتهم واحترامهم.. شكرا لكم دكتور

* طه ياسين. لنبادر بتاسيس صندوق يكون عليه قيم محترم يخصص ريعه للذين هم اشد تضررا. اما المقالات والشعارات ابدا لا تنفع في امة عربية كلها حرامية.

د. عبد السلام العاني

لو تكررت الزيارات له ولامثاله مع مبلغ بسيط يجمع لكل اديب محتاج لكان انفع هل يوجه دعوه للباقين على شضف الحياة زيارات مع مساعدات قدر الامكان من سيتولى الدعوه لذلك

*

عذرا لأصحاب التعليقات المهمة الأخرى لأن مجال النشر لا يسمح بذلك.. راجيا منهم متابعتنا لنبلغهم بموعد الندوة للحضور والمساهمة في اعداد مشروع القانون.. وراجين من موقع المثقف تبني هذه المبادرة اعلاميا.

***

أ. د. قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

في المثقف اليوم