قضايا

حول لجنة تقييم ومعادلة الشهادات الجامعية الخاصة بالعائدين من دول اللجوء في جمهورية العراق ما بعد التغيير؟

akeel alabodما هي المعايير المتبعة من قبل اللجنة، اواللجان المختصة بتقييم الشهادات، وهل ان هنالك تعليمات، او أولويات مبنية على اساس أكاديمي معين ، أوجداول خاصة بدرجات التصنيف العلمي للجامعات والكليات الدراسية لدول الغرب ، وما هي شهادات ومؤهلات المتخصصين في هذه اللجنة او اللجان ومستوياتهم العلمية، وكيف يتم اختيار المؤهلين علميا لأغراض التعيين، وماهي خطة وزارتي المالية، والتعليم العالي معا لتبني اصحاب الكفاءات، خاصة الأجيال التي نمت وترعرعت في مدارس الغرب، وجامعاتها المتقدمة مثل امريكا؟

ان احد الأسباب الداعية لكتابة هذا المقال هو ما تحتويه رسالة مواطنة عراقية عاشت طفولتها وترعرعت في الولايات المتحدة الامريكية ومدارسها وجامعاتها لتتقدم بشهادة البكالوريوس التي احرزتها من جامعة ساندياكوSDSU وتم تصديقها من قبل القنصلية العراقية هناك، لتبقى منذ زمن تقديمها قبل سبعة أشهر مضت حتى الان على قيد الانتظار، ما يفيد بان هنالك خللا واضحا ضمن سياقات عمل هذه اللجان وعدم أهليتها للقيام بهكذا نوع من المهام.

لهذا ومن باب التذكير، المواطنة نفسها ما زالت تنتظر الفرصة المناسبة لخدمة وطن رحلت عنه، مذ كان عمرها ثلاث سنوات، لتعود اليه بعد عشرين سنة، بقلب بقي يتنفس أوجاع العراق في عصر تسوده مفردات الغربة، والاغتراب.

هنا كما تفقد المعادن الثمينة قيمتها الأصيلة في سوق العتيق، يفتقد الوطن ابنائه الأوفياء والاكفاء.  

فالمتقدمة المذكورة تقدمت بشهادة سيرتها التي تثبت قدراتها ومؤهلاتها العلمية، والعملية في كليات ومدارس امريكا في مجال الحاسوب وباللغتين الانجليزية، والعربية، مع تزكية أساتذتها المتخصصين في علم النفس والاجتماع، هذا عدا فئتها العمرية كونها من مواليد التسعينات، ما يعد مؤشرا وامتيازا آخراً يجب ان تحضى به المواطنة المذكورة، لممارسة عملها في مؤسساتنا التي تحتاج الى الطاقات الشابة.

لذلك ومن باب الأهمية ولأغراض المتابعة والمراعاة، لا بد من الاشارة والتنبيه الى ان هنالك تصنيفا للكليات والجامعات، كل بحسب مكوناته العلمية والأكاديمية، ما يفرض علينا الاسترشاد والاستشهاد بمخطط التصنيف الخاص لجامعات الغرب بحسب درجاتها الأكاديمية لاختيار المتقدمين، بعد اختبارهم طبعا، بحسب القوانين الخاصة بالجامعات التي هي على نمط الجامعة المذكورة.

كذلك ومن باب التذكير ايضا، اقول انه ما دام نظام التخصيص المالي للطلبة الوافدين من العراق الى الخارج وأمريكا تحديدا بغية نقل خبرات الغرب الأكاديمية الى بلدنا امر متبع، فلماذا لا يتم استقطاب اصحاب الخبرة القادمين من جامعات الغرب وامريكا التي تعد الاولى في تصنيفها العلمي والأكاديمي، بالنسبة الى مؤسساتنا العلمية بدلا من التفريط بهم وإبقائهم اوتركهم على قيد ما يسمى ب "معادلة الشهادة"؟

ان اعتماد خطة شمولية لاحتضان الطاقات والكفاءات بعيدا عن روتين العمل الذي ال الى ما نحن عليه الان، امر واجب وضروري، سيما ونحن نعرف ان تصديق شهادة الطالب من القنصلية يعني انها مثبتة، وما نحتاج اليه هو فقط تأسيس لجنة متخصصة لاختبار المتقدمين .

هنا ليس من باب الاستهجان، بل من باب الألم والحرص على وطن يحتاج الى طاقات ابداعية ومهارات يجب الاستفادة منها وتشخيصها من قبل أناس يفهمون معنى وقيمة الشهادة العلمية، اقول مناشدا المعنيين فقط ببناء الوطن ،ومن يخصهم الامر، معالجة هكذا نوع من الأمراض المتفشية واستئصال الخطير منها من خلال تمييز وفرز الجامعات التي لا تحتاج الى هذه المدة من الزمن لأغراض معادلتها اوتقييمها، خدمة لعراق كلكامش وسومر حمورابي.

نسخة منه الى الدكتور حيدر العبادي، ولجنة معادلة الشهادات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مع خالص الاحترام للسيد معالي الوزير وللجميع.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم