تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا

المجالات أو الحقول الكمومية أو الكوانتية والتضخم

من المعروف لدى العلماء أن المجالات أو الحقول تحمل وتنقل الطاقة إذ أن المجالات أو الحقول تحقق أشياءً تحتاج إلى الطاقة مثل نقل الأجسام . ومن الناحية النظرية، توضح لنا معادلات النظرية الكمومية أو الكوانتية للحقول أو المجالات كيف يمكننا أن نحسب كمية الطاقة المطلوبة أو المرتبطة بمجال أو حقل انطلاقا من القيمة الرقمية لهذا الأخير في نقطة من الفضاء المعني. وكلما كانت تلك القيمة كبيرة كلما كانت طاقة الحقل أو المجال مرتفعة. وإن قيمة مجال أو حقل ما تتغير وتتنوع من مكان لآخر، ولكن إذا كانت ثابتة، أي نفس القيمة الرقمية مهما كان المكان أو النقطة المعنية في الفضاء عند ذلك سيسبح الفضاء في نفس الطاقة في كل مكان، ومن هنا جاءت فكرة العالم آلان غوث العبقرية الذي تخيل المجال أو الحقل الموحد المتجانس والمتسق وافترض إنه يملأ الفضاء، ليس فقط بطاقة موحدة ومجانسة فحسب، بل وبضغط سلبي pression négative موحد ومتجانس، أي متشابه وبنفس القيمة في كل مكان وفي كل نقطة من الفضاء. وبفضل هذه الفكرة تم اكتشاف ميكانيك فيزيائي يولد جاذبية أو ثقالة سلبية gravitation négative .

ففي حال وجود مثل هذا المجال أو الحقل الافتراضي champ d’inflation، فإنه سيمتلك قيمة موحدة في كافة المناطق الكونية في جميع أنحاء الفضاء الكوني، وبما أننا نعرف أن مثل هذا الحقل يمتلك ليس فقط طاقة إيجابية ثابتة فحسب، بل وكذلك ضغطاً سلبياً، وبما أننا نعرف أيضاً أن الضغط السلبي يولد جاذبية أو ثقالة طاردة أو نابذة gravitation répulsive هي التي تساهم في تسريع التوسع أو التمدد للفضاء. أقحم آلان غوث في معادلات آينشتين النسبية قيم رقمية للطاقة ولضغط التضخم pression de l’inflation متساوقة مع الظروف القصوى للحظات الأولى للكون المرئي، كما قادت الحسابات التي أجراها إلى جاذبية أو ثقالة طاردة أو نابذة هائلة. وبكثافة تفوق بكثير قيمة القوة الطاردة أو النابذة التي تخيلها آينشتين قبل سنوات عندما استهان بعامل الثابت الكوني وكان التوسع الكوني الناجم عن حسابات آلان غوث مثير للدهشة . ولقد اكتشف غوث أيضاً المنطق الذي يشرح ويوضح أن المجال أو الحقل المتجانس والموحد يمتلك ضغطاً نسبياً يمكن أن يطبق على الثابت الكوني. فالثابت الكوني ليس سوى رقم محدد وثابت، وهو نفسه الذي يولد نفس الجاذبية أو الثقالة الطاردة أو النابذة اليوم مثلما كان حاله قبل مليارات السنين. في حين أن قيمة المجال أو الحقل يمكن أن تتطور وتتغير مع مرور الزمن.

في المثقف اليوم