تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا

الدرس المدرسي الابتدائي والتفكير الإبداعي.. إمكانية التوظيف

عبد العزيز قريشتعليم التفكير الإبداعي موجة عالمية تعليمية:

الموجة الحالية في العالم التربوي هي برامج تعليم أنماط التفكير من خلال دورات تكوينية، التي تكسب المتعلم المهارات والكفايات المؤهلة له للفعل بإيجابية وفعالية؛ حيث حول المختصون في مختلف العلوم المتعلقة بالتربية والتعليم نتاجات الحقول المعرفية إلى مهارات وكفايات مبنية على مداخل نظرية تبني شخصية المتعلم، وفي مدد زمنية قصيرة! ولم تعد البرامج التعليمية المطولة والمفتوحة على مدد زمنية طويلة مرغوبة لديهم. فقد صاروا إلى نماذج تعليمية وتكوينية تمد المتعلم بأساسيات المجال المستهدف ضمن أغلفة زمنية محدودة وقصيرة.

ومن بين برامج تعليم أنماط التفكير، نجد برامج تعليم مختلف مهارات التفكير وفق أنواعه، ومنها مثالا لا حصرا: برامج العمليات المعرفية، وبرامج العمليات الميتامعرفية، وبرامج التعلم بالاكتشاف، وبرامج التفكير المنهجي، وبرامج التفكير المنطقي، والتفكير النقدي، والتفكير الإبداعي أو الابتكاري أو الخلاق.

ـ بيداغوجيا الإبداع والدرس المدرسي:

الدرس المدرسي هو بيداغوجيا بامتياز في البعد التطبيقي، ويرتبط بالإبداع من حيث كونه أداء منهجيا يتطلب الابتكار والخلق في كل مراحل الدرس المدرسي، ومنه كانت للإبداع بيداغوجيا تعلم المتعلم كيفية التفكير الإبداعي انطلاقا من طبيعته التي تعني: (الأنشطة والعمليات المنظمة التي يقوم بها المتعلم لأجل ابتكار أفكار أو اكتشاف أشياء تتميز بإحالتها وتفردها، [حيث] يقوم العمل الإبداعي داخل القسم على إعداد وتنظيم وضعيات ديداكتيكية تتميز بالخصائص المحددة للنشاط الإبداعي وهي: 1 ـ وضع التلاميذ في وضعية تمكنهم من إدراك مشكل والشعور بالحاجة إلى الإبداع والابتكار. 2 ـ تمكين التلميذ من تقديم أكبر قدر من الأفكار. فالفعل الإبداعي يتميز بسيولته الفكرية أي إنتاج قدر كبير من الأفكار أو سيولة لفظية أي إنتاج قدر كبير من الألفاظ والتسميات. 3 ـ مرونة النشاط حيث يتمكن المتعلم من الانتقال من مجال إلى آخر والتكيف مع معطيات جديدة. 4 ـ أصالة الإنتاج الذي يصدره المتعلم مثل الأجوبة غير المألوفة والأفكار الجديدة والخاصة. 5 ـ إعادة بناء الأشياء والأفكار في شكل جديد.

تتميز بيداغوجيا الإبداع بمجموعة من الخطوات والأنشطة يمكن أن يسلكها المدرس، وهي: 1 ـ جعل التلاميذ يواجهون مشكلا بدفعهم إلى الابتكار . 2 ـ إنتاج أفكار متنوعة ومتعددة حول الموضوع. 3 ـ تجريب وفحص الأفكار المنتجة. 4 ـ تقويم المنتوجات والاختيار الأفضل منها. وتستند هذه الخطوات حسب نموذج جيلفورد إلى ثلاثة أنماط من التفكير: أ ـ التفكير المغامر أو المتشعب وفيه تنتج أفكار وآراء متعددة ومتنوعة. ب ـ التفكير التقويمي الذي يمكن من الفحص والاختبار والتجريب. جـ ـ التفكير أو المتجمع الذي يتجه فيه التلاميذ إلى الاتفاق حول معطى واحد. وتتطلب هذه العمليات من المدرس مجموعة من المواقف مثل احترام أسئلة التلاميذ وأفكارهم الأصيلة وإبراز قيمتها وفسح الفرصة للعمل الحر وتجنب إصدار الأحكام)[1] . ومنه فالدرس المدرسي هو تفكير إبداعي من ألف إلى يائه.

ـ أهمية التفكير الإبداعي:

الإبداع عماد الحياة في عصرنا هذا، لأنه المعتمد في معالجة مشاكلنا وإيجاد الحلول المبتكرة لها فضلا عن الاختراعات والإبداعات في جميع المجالات الحياتية والعلمية للأفراد والمجتمعات الإنسانية. فهو مرتكز التقدم والتطور الإنساني والحضاري والعلمي. وتعليمه ضروري في وقتنا الحاضر في مؤسساتنا التعليمية، ومنذ التعليم الأولي. فهو تفكير يمكن المتعلم من: تعلم أفضل؛ وتحسين صحته العقلية؛ وإطلاق طاقات وإمكانات الخلق والإبداع لديه؛ وبناء الذات السوية؛ والاستقلالية الذاتية؛ والتفكير الحر والثقة في الذات؛ والتحرر من عقدة الفشل؛ والرؤية المختلفة للأشياء؛ والتحدي، والمثابرة والصبر فضلا عن قابلية التكيف والمرونة والفضول العلمي وثراء الخيال؛ والإيمان بأن لكل مشكلة أو قضية حلا؛ والقبول بالخطأ مصدرا للتطور والتحسين والتجديد؛ والحل يكمن في المشكلة؛ وتطوير العلوم والمجالات المعرفية عن دراية ومشاركة إبداعية. كما يكسب المتعلم (الحرص على الجديد من الأفكار والآراء والمفاهيم والتجارب والوسائل. والبحث عن البدائل لكل أمر والاستعداد لممارسة الجديد منها. والاستعداد لبذل بعض الوقت والجهد للبحث عن الأفكار والبدائل الجديدة، ومحاولة تطوير الأفكار الجديدة أو الغريبة، الاستعداد لتحمل المخاطر واستكشاف الجديد. والثقة بالنفس والتخلص من الروح الانهزامية. والاستقلالية في الرأي والموقف. وتنمية روح المبادرة والمبادأة في التعامل مع القضايا والأمور كلها) .[2]

ـ تعريف التفكير الإبداعي:

لا يوجد تعريف شامل جامع مانع بقدر ما توجد تعاريف متقاطعة فيما بينها، تتفق حول بعض السمات اللغوية والاصطلاحية للتعريف، ومنها:

ـ (التفكير الإبداعي نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقا) .[3]

ـ (عرف جيلفورد التفكير الابتكاري بأنه: التفكير في نسق مفتوح يتميز الإنتاج فيه بخاصية فريدة وهي تنوع الإجابات المنتجة التي لا تحددها المعلومات المعطاة. ويعرفه روجرز بأنه: ظهور لإنتاج جديد نابع من التفاعل بين الفرد وما يكتسبه من خبرات. ويعرفه علي الخطيب بأنه: إنتاج شيء ما على أن يكون هذا الشيء جديدا في صياغته، وإن كانت عناصره موجودة من قبل) .[4]

ـ (النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال)[5].

ـ سمات التفكير الإبداعي:

يتسم التفكير الإبداعي بعدة سمات، منها :

1 ـ الأصالة: وتعني التميز في التفكير والندرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر والمألوف من الأفكار، وتعني الخبرة والتفرد، وهي العامل المشترك بين معظم التعريفات التي تركز على النواتج الإبداعية كمحل للحكم على مستوى الإبداع.

2 ـ الطلاقة: وهي القدرة على إنتاج أفكار عديدة لفظية وأدائية لمشكلة نهايتها حرة ومفتوحة، ويمكن تلخيص الطلاقة في الأنواع التالية :

أ- طلاقة الألفاظ: وتعني سرعة تفكير الفرد في إعطاء الكلمات وتوليدها في نسق جيد.

ب- طلاقة التداعي: وهو إنتاج أكبر عدد ممكن من الكلمات ذات الدلالة الواحدة.

ج- طلاقة الأفكار: وهي استدعاء عدد كبير من الأفكار في زمن محدد.

د- طلاقة الأشكال: وتعني تقديم بعض الإضافات إلى أشكال معينة لتكوين رسوم حقيقية.

3 ـ المرونة: وهي تغيير الحالة الذهنية لدى الفرد بتغير الموقف وتعني القدرة على توليد الأفكار المتنوعة التي ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة، وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغير المثير أو متطلبات الموقف، وللمرونة مظهران هما:

أ- المرونة التلقائية: وهو إعطاء عدد من الأفكار المتنوعة التي ترتبط بموقف محدد.

ب- المرونة التكيفية: وتعني التوصل إلى حل مشكلة، أو موقف في ضوء التغذية الراجعة التي تأتي من ذلك الموقف.

4 ـ الحساسية للمشكلات: وهي قدرة الفرد على رؤية المشكلات في الأشياء والعادات، أو النظم، ورؤية جوانب النقص والعيب فيها. ويقصد بها الوعي بوجود مشكلات أو حاجات أو عناصر ضعف في البيئة أو الموقف.

5 ـ التفاصيل: وهي عبارة عن مساحة الخبرة، والوصول إلى أفكار جديدة من خبرات سابقة لدى المتعلم وهي القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة أوحل المشكلة)[6].

ـ مراحل التفكير الإبداعي:

تتنوع مراحل عملية الإبداع حسب الباحثين فيها. ونختار منها أربعا هي:

(المرحلة الأولى / الاعداد: وهو أن هناك نوع من الإعداد حيث أن القائم على حل المشكلة "العالم أو الفنان" يكتسب معرفة عن المجال، ثم يبدأ في جمع البيانات والبحث عن حل للمشكلة.

المرحلة الثانية / الاختمار: تحدث فترة من الاختمار حيث أن القائم على الحل يضع المشكلة جانباً ويقوم بعمل شيء ما آخر، وكأنما اتخذ لنفسه فترة إجازة وفى هذه المرحلة يتحرر العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً شعورياً ولا شعورياً وامتصاصاً لكل المعلومات والخبرات المكتسبة.

المرحلة الثالثة / الاشراق : وهي الحل "أو جزء حاسم منه" حيث يحدث فيها إشراق مفاجئ تشبه الفكرة الموجودة في أفلام الكرتون التي تظهر على شكل مصباح ينير فوق رأس الفرد.

المرحلة الأخيرة / التحقق : حيث يتم فيها تصحيح للإشراق، وفي هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل. وبعبارة أخرى مرحلة التحقق هي مرحلة التجريب "الاختبار التجريبي" للفكرة الجديدة "المبدعة ")[7].

ـ أسس التدريب على التفكير الإبداعي:

ويقوم التدريب على التفكير الإبداعي على أسس منهجية وبيداغوجية وعملية منها: " احترام خيال المتعلم وما يصدر عنه من أفكار وتصورات ورؤى، واحترام منظومة الأسئلة التي يطرحها المتعلم مهما كانت هذه الأسئلة من بساطة أو غرابة أو صوابية وموضوعية، وتقدير أفكارهم وإبداء قيمتها وإظهار الاهتمام بها مهما كانت، والسماح للمتعلمين بالقيام ببعض الاستجابات دون تخويف أو تهديد، والربط المحكم للتقويم ربطا بالأسباب والنتائج " .

كما أنه في بداية تدريب المتعلم على مهارات التفكير الإبداعي في المستويات الدنيا من التعليم الابتدائي وكذلك التعليم الأولي نوظف الأسس التالية: " إثارة الخيال عند المتعلم من خلال أسئلة موجهة، واعتماد موضوع أساس قابل للإضافات الإبداعية عبر أسئلة محددة، وتهيئة البيئة الطبيعية للإبداع، وتدريب المتعلم على مهارات وتقنيات الإبداع عبر حصص متفرقة تستغرق كل واحدة مهارة معينة مع توضيح متطلباتها الفكرية والأدائية واللغوية والتقنية ، واعتماد مجالات إبداعية مناسبة لميولات وحاجيات المتعلم، والانتقال من الموضوع البسيط إلى الموضوع المعقد والمركب ".

ـ معوقات التفكير الإبداعي:

للتفكير الإبداعي معوقات وعقبات عدة تقف أمامه، توجب على الأستاذ أن يعرفها ويتعرف عليها عمليا أثناء التدريس حتى يدفع بالمتعلم إلى تجاوزها، ويخلق عنده الثقة بالنفس لأن المعوقات الشخصية لها دور كبير في كبح التفكير الإبداعي. ومن المعوقات وكوابح التفكير الإبداعي التي تقف أمام المتعلم، وهو يتعاطى مع المشكلات والوضعيات من منطلق إيجاد الحلول والتدخلات الإبداعية نجد:

(صنف الباحثان اساكسن وترفنجرIsaksen&Treffinger عقبات التفكير الإبداعي في مجموعتين رئيسيين نوجزهما في ما يلي:

أولا: العقبات الشخصية:

أ ـ ضعف الثقة بالنفس: الثقة بالنفس عامل مهم في التفكير الإبداعي، لأن ضعف الثقة بالنفس يقود إلى الخوف من الإخفاق وتجنب المخاطرة والمواقف غير المأمونة عواقبها.

ب ـ الميل للمجاراة Conformity: إن النزعة للامتثال إلى المعايير السائدة تعيق استخدام جميع المدخلات الحسية، وتحد من احتمالات التخيل والتوقع، وبالتالي تضع حدودا للتفكير الإبداعي.

جـ ـ الحماس المفرط: تؤدي الرغبة القوية في النجاح والحماس الزائد لتحقيق الإنجازات إلى استعجال النتائج قبل نضوج الحالة، وربما القفز إلى مرحلة متأخرة في العملية الإبداعية دون استنفاذ المتطلبات المسبقة التي قد تحتاج إلى وقت طويل.

د ـ التشبع Saturation: يعني التشبع الوصول إلى حالة من الاستغراب الزائد الذي قد يؤدي إلى أنقاص الوعي بحيثيات الوضع الراهن وعدم دقة المشاهدات. والتشبع حالة مضادة للاحتضان Incubation أو الاختزان المرحلي للفكرة أو المشكلة.

هـ ـ التفكير النمطي: يقصد بالتفكير النمطي ذلك النوع من التفكير المقيد بالعادةHabit-BoundThinking. وقد عده الباحثان اساكسن وترفنجر من أبرز عقبات التفكير الإبداعي. ولتوضيح أثر هذه العقبة أورد ديبونو مثالا رمزيا يتلخص في أن كلبا اعتاد أن يسلك طريقا طويلا للحصول على عظمة يضعها صاحبه في نفس الموقع خلف السياج. ولما كانت أول محاولة ناجحة للوصول إلى العظمة قد تحققت بعد سلوك هذا الطريق الطويل، فقد ظل الكلب متمسكا بها وأصبحت عادة يقوم بها بصورة آلية. ولو أمكن توجيه الكلب لهذه العقبة لأصبح بمقدوره أن يتخلى عن عادته ويكتشف الطريق الأقصر لبلوغ هدفه ...)[8].

وعلى الأستاذ في هذه المنطقة أن يعلم المتعلم كيف يتجاوز المعوقات التي تعترض التفكير الإبداعي، وأن يشجعه، ويخلق لديه الثقة بالنفس، ويحفزه على التفكير الإبداعي بتقديم الجوائز المادية والمعنوية، وبالشكر وبالدرجات الإيجابية، وبمجموع الألفاظ المشجعة كأن يقول له: " إنه حل لم يسبقك أحد إليه " أنت عبقري اقترح حلا جديدا ... وعليه أن يقدم لهم النماذج التي تجاوزت تلك المعوقات وقدمت حلولا عملية إبداعية لمشكلات صعبة، ونجحت في ذلك.

ـ كيفية توظيف التفكير الإبداعي في الدرس المدرسي:

أ ـ التفكير الإبداعي الموجه أولا في بداية تعليم مهاراته:

بما أن الدرس المدرسي الابتدائي المغربي لا يحتوي مهارات التفكير الإبداعي إلا لماما ودون قصد؛ يمكن للممارس البيداغوجي أن يعلم متعلميه مهارات هذا التفكير انطلاقا من بعض الدروس التي تشكل في طبيعتها مشتلا له، من قبيل التربية التشكيلية والعلوم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية واللغة العربية، التي يمكن تضمينها مشاكل وإشكاليات ووضعيات مشكلة تتطلب التفكير الإبداعي في إيجاد حلول لها. ولنأخذ الآن الدرس التشكيلي، ونستقي منه تيمة الأشكال الهندسية، وبالضبط المثلث:

1434  تربية 1

ونطرح السؤال التالي:

ـ نريد تحويل المثلث إلى رسومات متنوعة تعبر عن أشياء أو كائنات؛ فما الإضافات التي يمكن أن تضيفها من أجل ذلك؟

فهذا السؤال سيقود المتعلم إلى التفكير الإبداعي بطريقة شمولية من حيث نوع الإضافات الهندسية والشكلية التي يدخلها على المثلث لإنتاج رسم آخر يعبر عن شيء ما أو إنسان أو حيوان أو نبات ... ومنه يعد هذا السؤال الجوهري مدخلا لقيادة المتعلم إلى إضافة أجزاء معينة للمثلث من أجل إبداعات متنوعة عبر أسئلة فرعية ضمن ما يسمى مهارات التفكير الإبداعي الموجه. ولنضرب لذلك أمثلة من قبيل:

ـ نريد تحويل المثلث إلى براد شاي؛ فما الأجزاء الرئيسية التي يتكون منها البراد؟

الأجزاء هي: ـ رأس البراد أي غطاء فم البراد؛

ـ مقبض أو يد البراد؛

ـ بطن البراد أو وعاؤه؛

ـ عنق البراد أو أنبوبه الذي يفرغ منه الشاي؛

ـ قاعدة البراد.

ـ هل يمكن أن نرسم كل جزء على حدة؟ إذن؛ ارسمها وأحسن رسمها.

والآن ارسم البراد مستخدما مهاراتك التشكيلية، ومستعينا بالرسم التالي[9] الذي سيساعدك في الرسم والذي يجيب عن الأسئلة المطروحة.  

1434  تربية 2

كما يمكن أن نضرب أمثلة كثيرة، منها هذا المثال:

ـ هل يمكن أن تحول المثلث إلى بنت/ فتاة؟

ـ ما الإضافات التي يمكن إضافتها حتى يصبح المثلث جسم بنت؟

ـ الرأس والعنق؛

ـ اليدين؛

ـ الرجلين؛

ـ بعض الزينة.

ـ انجز الرسم مستعينا بالرسم التالي:

1434  تربية 3

وبعد هذا التوجيه في إطار التفكير الإبداعي الموجه، نفتح للمتعلم باب التفكير الإبداعي بناء على إثارة خياله وتحفيزه على التفكير الإبداعي؛ فنطلب منه الآن أن ينجز رسومات مبنية على إضافات مختلفة للمثلث. ولنا العديد من ذلك، حيث يمكن أن يتحول المثلث إلى: منزل ـ قبعة ـ بوق ـ قمع ـ دراجة ـ خيمة ... وإننا؛ إذا أردنا أن نؤلف كتابا للتفكير الإبداعي من خلال المثلث كأرضية للانطلاق، فسوف نفعل ذلك بكل سهولة.

ب ـ التفكير الإبداعي الحر:

ويتم عبر تقديم مشكلة أو مسألة أو وضعية ومطالبة المتعلم حلها أو مقاربتها من خلال أطروحة منهجية أو موضوعية أو أداتية مبتكرة وجديدة لم تعهد في حلها أو مقاربتها. ومثالا لذلك نقدم الوضعية التالية:

لدينا صباغة مائية ألوانها الأساسية هي: الأصفر والأزرق والأحمر، ونريد رسم لوحات للطبيعة؛ ابتكر مشاهد متضمنا فيها ألوانا تعبر عن معطى الطبيعة.

ففي هذه الوضعية يجب على المتعلم أن يعرف الألوان غير الأساسية أي الثانوية والوسطية أو المشتقة، ودرجة اللون فضلا عن معطى الطبيعة المتنوع بيئيا وجغرافيا وموضوعيا ... وهذا سيشكل مساحة كبيرة للتفكير الإبداعي عنده.

هذا؛ ويشكل الإنشاء أو الرياضيات أو العلوم ... أي مجموع الحقول المعرفية مجالا للتفكير الإبداعي نتيجة القضايا التي يطرحها. ويمكن الاستفادة من ذلك.

ـ خاتمة:

وددت أن أضع بين يدي الأستاذ/ة ـ خاصة ـ طريقة توظيف التفكير الإبداعي في درسه المدرسي مهما كان موضوعه ومجاله المعرفي، لينقل درسه من تعليم المعارف والمعلومات والشحن الذهني إلى تعليم أنماط التفكير بما فيه التفكير الإبداعي. وودت منه أن يحاول توظيفه عمليا في الممارسة الصفية حتى يناقش ويدرس هذا المقترح من باب العلم والميدان والتجربة لا من باب التنظير.

 

عبد العزيز قريش

باحث في علوم التربية

....................

المراجع

ـ ذ. عبداللطيف الفاربي وآخرون، معجم علوم التربية، سلسلة علوم التربية 9 ـ 10، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، 1994، ط1.

ـ ذ. إيهاب كمال، فكر أكثر تنجح أكثر، الحرية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012، ط1.

ـ د. نبيل علي، العقل العربي ومجتمع المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2009،عدد 370،ج2.

ـ د. سليمان عبد الواحد، سيكولوجية التفكير لدى المتعثرين دراسيا، مصر العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2011.

ـ د. فتحي عبد الرحمن جروان، تعليم التفكير ومفاهيم وتطبيقات، دار الفكر ناشرون وموزعون، عمان، الأردن، 1428/2007، ط3.

ـ د. طارق السويدان ونجيب الرفاعي، الإبداع والتفكير الابتكاري، شركة الإبداع الخليجي، الكويت، 1994.

ـ ذ. امال كاظم مهدي، التفكير الإبداعي، مركز تطوير التدريس والتدريب الجامعي، جامعة الكوفة، جمهورية العراق، 1436ه / 2015 م، وورد.

هوامش

[1] ذ. عبد اللطيف الفاربي وآخرون، معجم علوم التربية، سلسلة علوم التربية 9 ـ 10، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، 1994،ط1،ص.: 257.

[2] ذ. إيهاب كمال، فكر أكثر تنجح أكثر، الحرية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012، ط1، ص.:139.

[3] د. فتحي عبد الرحمن جروان، تعليم التفكير ومفاهيم وتطبيقات، دار الفكر ناشرون وموزعون، عمان، الأردن، 1428/2007، ط3، صص.: 76ـ 77.

[4] د. سليمان عبد الواحد، سيكولوجية التفكير لدى المتعثرين دراسيا، مصر العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2011، ط1، ص.: 67.

[5] د. طارق السويدان ونجيب الرفاعي، الإبداع والتفكير الابتكاري، شركة الإبداع الخليجي، الكويت، 1994، ص: 80.

[6] ذ. امال كاظم مهدي، التفكير الإبداعي، مركز تطوير التدريس والتدريب الجامعي، جامعة الكوفة، جمهورية العراق، 1436ه / 2015 م، وورد، ص:7.

[7] د. سليمان عبد الواحد، سيكولوجية التفكير لدى المتعثرين دراسيا، مرجع سابق، صص.:71 ـ 72.

[8] د. سليمان عبد الواحد، سيكولوجية التفكير لدى المتعثرين دراسيا، مرجع سابق،، صص. : 79 ـ 80.

[9] أتقدم بالشكر الجزيل للفنان التشكيلي والكاتب الكبير محمد كريش الذي خطط هذا الرسم، وترجم الأسئلة إلى رسم البراد.

 

 

في المثقف اليوم