قضايا

المؤسسة الدينية وجدلية المجتمع الدنيوي والإخروي

آوهام فقهاء الدين.. الغيبية الى أين؟

مجتمع دنيوي، وأخر أخروي، الأول نعايشه بأنفسنا اليوم.. والثاني غيبي لا نعلمه فكيف نفهمه ونرتضيه حقاً وحقيقة ونقتنع به في البداية والنهاية وهو ضرب من الوهم؟ ولا زال الكثيرون يؤمنون به نظريا، واحيانا تخالجهم الشكوك والاوهام فيه وكيف سيكون؟ وكيف ستكون عاقبة الدنيا مجسدة في الاخرة.؟.مجرد اوهام فقهية بالية كلها قيلت على الحدس والتخمين؟ لأن كل شيء في الاخرة مبني على الغيب في الديانات الثلاثة، اليهودية والمسيحية والاسلام، فهل هم يعلمون الغيب؟ والا من أين جاءتهم احداث عذابات القبر ويوم الحساب ومفهوم الكافر والمسلم.. ولا احد منا ولا من الأنبياء والرسل يعلم الغيب، وكل احاديث الغيب التي اوردتها كتب الفقه والتفسير.. احاديث احادية لا ثبت فيها ابدا، بنص الاية الكريمة: (لوكنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء"الاعراف 188).لذا فأن الحديث في الغيب امر مرفوض ومختلق منهم، لانها تدخُل ضمن القدرة الالهية الغير المدركة من قبل الانسان اي خارج الوعي الانساني كما في القدر(وتلك حدود الله فلا تقربوها "البقرة 180 ".

ان الواقع القرآني مجسد في سورة (ص) آية 15 والتي تقول: "وما ينظرُهؤلاء الا صيحة واحدة ما لها من فواق ".اي ما لها من رجعة، ويقصد بكلمة الفواق في الاية الكريمة هنا هو ترديد الشهقة العالية للانسان عند النزع الاخير، ولا عودة لها معه ابدا، وفي المصطلح لا عودة لها ابدا، اي قيام الساعة وانتهاء الكون "فهل سنبقى نصدق فقهاء التخمين الذين تدخلوا وفسروا النص على هواهم دون دليل، ونقلوا لنا تصورات اللامعقول في الجنة والنار وعذابات الحساب للكافرين، في وقت تقول الديانة اليهودية والمسيحية ان علم الحساب عند الله ولا احد يعلم تفاصيله.. والقرآن يحث الرسول(ص) على التعلم من الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل "آل عمران 48".ألم يكن هذا تناقضا عند الفقهاء في آيات التفسير.

والجنة والنارنقيضان لا يلتقيان.. وهما تصور، وسيظهران على انتهاء هذا الكون.ولكن علينا ان نفهم هل ان الكون الجديد هو وجود مادي بالضرورة يتعايش مع قانون جديد على اثر انتهاء قانون الحياة الحالي، أم سيكون هذا الوجود قرارا نهائيا"يا قوم انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار، غافر 39".وماذا يقصد بالقرار؟ هل هي الاخرةالباقية ام العودة بحياة جديدة كما يقول القرآن.. "ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض الزمر آية 68 ".. ولا احد يدري هل سيحيا الانسان مرة أخرى أم يبقى رميم؟.. مجرد تصور فقهي تخميني.. وكل من تكلم في الحياة بعد الموت أمتلأت كتاباتهم بالمآساة وخيبة الأمل والتشائم بما هم فيه يعتقدون؟

لكن الناس صدقوهم على ما يقولون لخرافة المنهج المدرسي عندنا الذي تقصدوا فيه تعليم الخُرافة لنا لا الاستنتاج العلمي الصحيح.. وأكثرهم لا يؤمنون.. ومشوا على أقوالهم واهمون..، والصورالذي هو التسارع في تغير الصيرورة الزمنية أي تبدل الحالة التاريخية لا الفناء كما يعتقدون.. فلا ندري كيف هم يعلمون.. ولا يعلم الغيب الا الله.. أنها فرية منهم فلا تصدقوهم.. ولا يصدقهم الا المغفلون.الم أقل لكم سابقاً ان مأساة المجتمعات اليوم هي مؤسسة الدين المستحوذة على حقوق الانسان بالتخريف.. والا اين هي اليوم من حقوق الناس المغلوبة في أوطانها سوى الوعد والوعيد.

لكن المتتبع لايات القرآن الكريم يرى ان في الجنة ازواج "هم وازواجهم في ظِلالٍ على الارائك متكئون"يسين 56"، وفي النار ازواج"وآخر من شكله أزواج، "سورة ص آية 58". ثم يتحدث القرآن عن طعام وشراب وجنس ومحبة وانهار من لبن وخمر.. والخمر محرم كما يدعون فكيف أجازه الله للمتمتعين في الجنة مع حور العين..، وهذا التصور غير موجود في الديانات السماوية الاخرى، ولماذا؟ ألم يكن الاسلام مكملاً لها..؟وهم يحرمون ويحللون ما شاء لهم دون دليل وهم اليوم يديرون بارات الخمر الميسر فكيف تفسرون؟..

القرآن مثلاً لا يحرم الخمر بل يقول عنها فيها مضار ومنافع للناس، يقول الحق: "يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما أثم كبير ومنافع للناس وأثمهما أكبر من نفعهما، البقرة 219.. لكن الفقهاء قالوا فيها: "ما أسكر كثيره فقليله حرام، فأفتوا بتحريمها تجاوزا على النص "، كعادتهم حين يجهلون تآويل النص.فهل أجاز الله المحرمات للناس وهم عنها مبعدون: ونحن نقرؤها ولا نعلم محتواها وماهيتها ولم نفهم معناها، لانها لازالت سرا من اسرار الغيب المجهولة وعلمها عند الله، وكل ما نقرأه عند المفسرين جاء على الحدس والتخمين لا غير، سواءً الجنة او النار او الخمر وغيرها كثير.. نعم هم فعلاً فقهاء تخريف لا تصديق.. فلا تصدقوهم.

وآية اخرى تقول"يسئلونك عن الساعة آيان مرساها، قل أنما علمها عند ربي.. الاعراف "187. وبما ان الجدل مسموح به من الناحية الدينية والفكرية بحدود العقل والمنطق بأستثناء الغيبيات، "وجادلهم بالتي هي احسن..، سنحاول عقد مقارنة بين الحياتين على ضوء الايات القرآنية الكريمة التي وردت في الكتاب الكريم ". والقرأن حقيقة مطلقة بنص الاية 258 من سورة البقرة"ألم ترَالى الذي حاج ابراهيم في ربه.. ". لكن الحاكمية المطلقة هنا لا تدخل في المطلقية الشمولية دون مراعاة اسسها القويمة، ودون السماح لمن يدعون تطبيقها على الارض لهم حق تنفيذها كالموقف من اطلاق اللحى الكريهة وتخريب وجوه الشباب، وحجاب المرأة المشوه لشكلها ولا نص فيه.. والدشداشة القصيرة البغيضة الخالية من اي ذوق ملبسي للرجال.. الم يكن هذا يمثل طغيان فردي جماعي من رجال الدين الذين يقفون متفرجين ولا وجود لهم في الاسلام الا التفريق بين المسلمين والمؤمنين ولا علاقة لهم بالحاكمية الآلهية.. فهم ومعنى النص على طرفي نقيض..

القرآن لا يعترف برجال الدين ولا بمرجعياتهم، ولا يخولهم حق الفتوى نيابة عن الناس، ولا يعطيهم حق المقدس، وهم مرفوضون من وجهة نظر النص الشرعي..يكرههم الناس ولا يطيقون رؤياهم لأنهم بنظرهم مخربون.. ولان الاية القرآنية تخضع لقواعد التأويل العلمي واجماع علماء التخصص بنص الاية" (7) من سورة آل عمران " وما يعلمُ تأويلهُ الا الله والراسخون في العلم" وليس للفقهاء من دخل فيه. والفرق بين الفقه والعلم والفقهاء والعلماء كبير.. لذا أرادوا ان يعطوا لأنفسهم صفة العلماء وهم ليسوا منهم.. فهل سمعت يوما سمى احدهم نفسه فقيه..، "أنظر لسان العرب كلمة فقه وعلم".. وللمقارنة بين المجتمعين نقول:

في المجتمع الدنيوي وجود ظاهرة العمل.. ولا وجود لها في الأخرة..

ان الانسان وحتى الحيوان لا بد له من عمل معين لتامين حياته وقوته اليومي، ويشمل حتى حيوانات الغابة المفترسة التي تجهد سعيا من اجل اقتناص فريستها، وبدون العمل تتوقف الحياة الدنيوية، لا بل يصبح العمل اليوم موضع تنافس بين الناس من اجل الحياة الافضل، لذا فالانسان يجد ويحتهد ليحصل على الكفاءة والمقدرة التي تميزه عن الاخرين في أيجاد العمل، وبها يكون مفضلا واحسن حالا، وهذا ما تهدف اليه النفس البشرية منذ ادركت انسانيتها عند الوجود.

لكن في المقابل نلاحظ اختفاء ظاهرة العمل في المجتمع الاخروي بنص الاية الكريمة" لا يَمَسُهم فيها نَصَبُ وما هم منها بمخرجين، الحجر 48" وكلمة النصبُ تعني الاعياء بعد العناء الذي لاقوه في الحياة الدنيا من جراء تنفيذ ما امر الله به.. ولاندري من خول الفقهاء بهذه التكهنات الوَهَمية. هنا نقول جريمة ان نضع القانون والدستور بأيديهم لتخريب الحياة الاجتماعية والقانونية.. كما نرى في دساتير الدولة الدينية التي عمرها ما تقدمت ولا تحولت لانهم قيدوها بنص الشريعة الجامد الذي لا يتغير ولا يخضع لقانون الزمن في التتغيير ليميتوا كل تقدم في القوانين.

وفي الحياة الدنيا وجود ظاهرة الصحة والمرض، واختفاؤها في الاخرة

الصحة خلاف السقم، والصحيح هو السليم، والمريض هو العليل. وظاهرة الصحة والمرض حالتان تلازمان الانسان في الحياة الدنيا، بينما نجد اختفاء ظاهرة المرض في الحياة الاخرى وليس لدينا ما يعرفنا بهذه الظاهرة في الحياة الاخرة والقرآن الكريم هو المصدر الوحيد الثبت يقول فيها".. وان الدار الاخرة لهي الحيَوان لو كانوا يعلمون، العنكبوت 64".والمتتبع لكلمة الحيَوان في المعاجم العربية يجدها تعني كلمة الحياة الدائمة، أنظر لسان العرب كلمة حياة.

والحيوان اسم يقع على كل شيء حي، لذا فكلمة الحيوان يقابلها الموت.والموت هو نقيض الحياة بالمفهوم الدنيوي عند الانسان، لكن الموت والحياة هما حياة بمفهوم القرآن الكريم كما في " الاية 2 من سورة الملك"الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا وهو العزيز الغفور". فالحياة والموت هما خلق، لذا فالمصطلح القرآني بحاجة الى تأويل علمي ليستفاد منه الناس والا ما جاءت الاية اعتباطا اوعلى سبيل العضة والاعتبار.. لكنهم تجاوزوها لعدم قدرتهم بتأويلها.. لذا فان ما يقوله الفقه الاسلامي هو مجرد أوهام.

في الحياة الدنيا وجود ظاهرتي الخير والشر، ولا وجود لظاهرة الشر في الاخرة

وقد ذكرتا في القرآن بمواضع عديدة. لكنهما ليست من المُطلقات، ولا معنى لهذين المصطلحين في قاموس الحياة، لكن معناهما في قاموس الاخلاق والفلسفة عظيما.ولم يعرفهما الانسان الا بعد شوط كبير من الحياة حين نما في فكره الاعتداء وسبل مقاومته والمعاونة وسبل تحقيقها، ومن يتابع في الحضارتين المصرية والعراقية القديمتين يجد كلاما كثيرا عن الخير والشر والحق والواجب، وما يليق وما لا يليق، فقد ذكرتها الشرائع العراقية القديمة وليست بجديد، فجاءت مجسدة فيها، كاصلاحات اوركاجينا وشريعة آور نمو و قانون حمورابي قبل اكثر من ثلاثة الاف سنة الذي احتوى على 282 مادة أحتل الخير والشر فيه نصيباً، حتى لنلمس الشعور عندهم بضرورة حماية الخير ومقاومة الشر، ولهما منظور معين من وجهة نظر التاريخ، لان لكل منهما جوانب معاكسة لما يهدف اليه المصطلحان.

بينما أختفاء ظاهرة (الشر) في الحياة الاخرة كما جاء في التنزيل الحكيم"ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ اخواناً على سرر متقابلين، الحجر47"وكلمةالغل هي الحسد: "ان تفسير الاية يعني انه لا حسد بين اهل الجنة بعضهم يتساوى مع البعض الاخر في علو المرتبة، والنزع احيانا يأتي من النفس الانسانية حين تنازع صاحبها نزعا اي مغالبة(ونازعتني نفسي الى هواها)اي غالبتني، والنزع يعني ايضاً، القلب او الاقلاع، واحيانا تاتي المجاذبة والمصافحة من قوله تعالى: "يتنازعون فيها كأسا لا لغوَ فيها ولا تأثيم"فاطر 23"، اي ان الله ينفي عنها ازالة العقل بالكلية لانها خمرة صافية بيضاء فيها لذة للشاربين، لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون"الصافات 47".وعلى الجملة هي الالغاء التام لهذه الظاهرة الضارة في الاخرة فلا صداع راس ولا اوجاع للبطون ولا ازالة العقل بالكلية، هكذا يفسرها المفسرون خطئاً.. وهم لا يعلمون الا القول حين ينسبون لأنفسهم الغيب وقدسية الأسرار(قدس سره" وهم لا يعلمون.. الا الوهم) فمن أين جاء التقديس لهم؟.

وفي الحياة الدنيا توجد ظاهرتي الحرب والسلام، ولا ذكر للحرب في الاخرة

ولقد ثبت فعلا ان الحرب اذا لم تكن دفاعاعن النفس والحقوق والاوطان فهي لاتفيد القائمين بها في شيء، فكل حروب الغزو والتوسع أدت الى الى خسائر تزيد على مكاسبها، كمافي حروب الحضارات القديمةوالفتوح الاسلامية التي خلقت العداوة مع الشعوب الأخرى.. والقرآن يرفضها"لكم دينكم ولي دين".. من هنا نفهم ان كل امجاد الحروب والغزوات شر وويل ودمارومرفوض من كل الوجوه..

اما ظاهرة السلام فقد نادى بها القرآن في الدنيا قبل الاخرة ودعى اليها"واذا جنحوا للسِلم فاجنح لها" وايات اخرى كثيرة، وكل الانبياء والمرسلين دعوا اليها وفي المسيحية جاءت اجبارا ولم يلجئوا الى الحرب الا اضطراراً.. بأستثنا الفتوح الاسلامية التي جاءت من اجل التوسع والاعتداء على المال والأنسان، والله يرفض نشر الدين بقوة السلاح (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا).

وما احلى وجود ظاهرة السلام الدائمة في الاخرة وانتهاء وجود ظاهرة الحرب والويل والدمار، وياليت الانسان يتعض بالحياة الدنيا اتعاضه بما يقوله القرآن الكريم عن الاخرة وبالخير الذي لايمل ولا يرفض ابدا.كما في قوله تعالى" ان ذلك لحقُ تخاصمُ اهل النارِِ، سورةص64". وهناك امور كثيرة بهذا الخصوص بحاجة الى بحث وتدقيق لاستكمال المراد من البحث.

وفي الحياة الدنيا ظاهرة الخليفة او الملك او السلطان او الرئيس وأختفاء هذه الظاهرة في الاخرة

ظهر الفرعون منذ القدم يحكم بنظرية التفويض الالهي او قل هو الاله الذي لا ينازع (نظرية أنا ربكم الاعلى) فساد وسيطر وظلم وتجبر، فكان حكمه باليد لا بالعقل او التفكير. وأستمر الحاكم ينازع على سلطته الى اليوم.. متجاوزا نظرية العقل والحق والعدل.. والانسان هو الجنس الوحيد الذي منح نعمة العقل كجنس قائم بذاته وله خصائص بدنية مكنته من التغلب على الطبيعة و لكنها لم تمكنه من التغلب على نزعته المادية، فكانت النهاية دوما سقوط ودمار، والقرآن يقول "ألم نجعل له عينين، ولساناً وشفتين، وهديناه النجدين " سورة البلد 10، 9، 8..، وبهذه الطريقة اللامعقولة حكم الملك والخليفة والسلطان والرئيس، وكأن كلهم عاد وثمود وقوم لوط حتى زوالهم عندما دار الزمان وابادهم الحدثان.

لكن العالم الاخروي يخلوا منهم جميعا فلا رئيس ولا مرؤوس ولا حاكم ولا محكوم ولا طبقات فيها سادة وعبيد.. ,بل عدل ومساواة وتكريم هم فيها يتمتعون.اذن لابد من خلق متين وامانة وصدق وصفاء نية وبعد عن الخداع يتعاملون.واهل النار ينادوهم من وراء حجاب فهل لهم ينتصرون؟ فرق بين الأثنين كبير.

وفي القرآن الكريم قوانين الجدل، والجدل ذُكَرَ حصراً في القرآن والفلسفة القديمة، : ولقد صَرفنا في هذا القرآن من كل مثلٍ وكان الانسان اكثر شيء جدلا"الكهف 54".اي ان الجدلية الانسانية لا مثيل لها عند غيره لاتصافها بالعقل والمنطق والمعرفة الانسانية.اما حقيقة الجدلية: فأن الفقهاء هم اخر من يعرفونها.. لذا ما تكلموا عنها الا مجرد وَهَم.

فهي جدلية ثنائية تلازمية وتقابلية وتعاقبية، وكل منها يبحث في جدل الكون والانسان.وهي قوانين علمية فلسفية بحتة، الخوض فيها لغويا يفسد من قيمتها العلمية ولا يعطيها تفسيراً صحيحا.لذا حين فسرت لغويا على نظرية الترادف اللغوي الخاطئة عند الفقهاء كانت نتيجتها خاطئة تماما وجاءت على طريقة الاجتهاد الشخصي والحدس والتخمين، لذا لابد من توافر العلماء لدراستها وشرحها وافهام الناس بها حتى لا يقعوا في خطأ التقدير الذي وقع به الفقهاء من قبلهم.. فساد العقول الخطأ.

فالجدلية الثنائية التلازمية، ولَدت جدل هلاك الشيء من جراء الصراع والتناقض ويسموها الفلاسفة النفي ونفي النفي، وبهذا القانون الجدلي في التناقض سيهلك الكون لينشأ على انقاضه كونا اخر، الذي تتجسد فيه كلمة "البعث الحق"انظر سورة الحج أية 5". بها تتحق ما جاء في الاية الكريمة "كلُ شيء هالك الا وجهه"القصص 88".

وجدلية ثنائية تقابلية: وهي جدلية تلاؤم الزوجين في الخلق، كما جاء في الاية الكريمة" وانه خلق الزوجين الذكر والانثى "النجم 45" والاية الكريمة لها معانٍ كثيرة ورائعة لم يفسروها المفسرون كما اراد لها القرآن، فهي لا تعترف بين الزوجين الذكر والانثى بتفريق او تميز، والثانية ان الزوجين يجب ان يكونا رجل وامرأة بعقد نكاح لا كما تدعيها العلمانية المتطرفة بانها تشمل الاثنين امرأة ورجل، ورجل ورجل، وامرأة وامراة وهذا غير جائز شرعا وقانوناً وأخلاقاً.وايات كثيرة تؤيد ما نقول كما في قوله تعالى: هم وأزواجهم في ظِلال على الأرائك متكئون، يسن 56.

وجدلية ثنائية تعاقبية، بين ظاهرتين لا تلتقيان كما في الليل والنهار، والشهيق والزفير عند الانسان والخطوط المستقيمة والمعوجة، وهذا ما يسمى بجدل تعاقب الضدين.

أنظر الكتاب والقرآن.. للاستاذ الدكتور المرحوم محمد شحرور في موضوعه.. مجتمعان متناقضان..

وخلاصة القول كما آراها:

ليس من السهولة على الكاتب او الباحث من دراسة مجتمعين متناقضين، لا سيما الاول دنيوي انساني والاخر اخروي رباني يدخل تحت ظاهرة الغيب اللامدرك. لكل منها مقايسه الحضارية والفلسفية المختلفة ان يصل فيها الى نتائج قطعية ومتكاملة لذا فأن كل ما كتبه وجاء به الفقهاء مجرد وَهَم أدخلوه في عقول الناس فجمدوا العقل والأحساس بالحقيقة كما نرى الشعوب الاسلامية اليوم التي تعتمد على نظريات الدعاء والتكاسل والغيبيات اللامدركة للتجهيل.. وما دروا ان الدعاء المستجاب هو للحق والمظلوم وليس للباطل والظالمين الذين يتشبثون به من كثرة ما ظلموا محاصرين من الحق والعدل وحقوق الناس، فهم لا رحمة لهم ولاشفاعة ولا رد جميل.. وهذا هو ما انجزته مؤسسة الدين لتخريب عقول ومعتقدات المجتمعات الانسانية الى اليوم.

هذا القرآن الكريم الذي جاء بهذه الفلسفة المادية والمعنوية البالغة التعقيد والمعقدة الفكر والتفكر، هل كان بامكان الفقهاء بعد القرن الثاني الهجري وهم حديثي عهد بالفقه والتفسير، من تفسيره تفسيرا يجعلنا نستسلم لاقوالهم ونتبع هواهم، انها كارثة حقأ وحقيقة هذه التي تحيط بنا وتفرض علينا فرضاً ديناً غير أديان السماء بكل التفاصيل باتباعهاعرفاً وتقديساً فهل من منقذ يدلنا على السراط المستقيم ويخلصنا من محنة الزمن القاتلة؟ام سنبقى ننتظر الصور.. والصور الاخر ومتى.. الذي بهما نحن منتظرون.. فمتى نتخلص من دائرة الهلوسة الى دائرة الحقيقة المجرد من التخمين..

أحترموا شجاعة من يقول الحقيقة أو بعضها.. يا فقهاء الدين يا من شوهتم الاسلام والأيمان.. كدين..

***

د.عبد الجبار العبيدي

 

في المثقف اليوم