قضايا

الهجرة.. المفهوم والأسباب

ديانا العطارمهاد: تعني الهجرة في أبسط معانيها، مغادرة موطنك الأم الى بلد آخر، بسبب خوف معين له مبرراته، مثل التعرض للإضطهاد والعنف، وهو من أخطر المشكلات التي يواجهها المرء، والقصد منها الانتقال لمكان أكثر أماناً له ولعائلته، وقد تكون الهجرة لأسباب إقصادية وإجتماعية متنوعة ..

وتبقى مسألة الهجرة هي غايه واحدة، نتيجة لأسباب متعددة وقد يسبب ذلك تحديات كثيرة.. لأن الاسباب مختلفة منها طالبي اللجوء والمنفصلين عن ذويهم والمهاجرين بسبب تهديد امنهم.

وربما يهرب من واقع بلد خيمت عليه الحروب وأصبح الاضطهاد الفكري والديني هما المسيطران. بعد انتهاء الحرب يضطر الفرد الى الهجرة والسعي لبلاد أكثر رحمة وإنسانية، واكثر تقبل لافكاره بل تساعده لأيجاد عمل يمكنه من خلال أن يبقى إنسانا لا يعتريه الجوع، فيتسبب في خلق شخصية مجرمة، فالاكثر احباطا بالمجتماعات العربيه هو الفقر الذي ولَد آلاف الضحايا لانفسهم اولا ثم مجرمين لمجتمعهم.

البلدان الطاردة

الدول العربية هي أكثر الدول بمعنى دقيق (انتاجية) للمهاجرين وطاردة لأبنائها، بسبب القيادات السياسية الهشة والوضع المعاشي البائس رغم توافرها على ثروات مادية متنوعة، وهذا الوضع المربك والمزدوج للحياة في بلد غني وسط فقر ماثل وبطالة وفساد مستشري وثراء غير شرعي لفئة متحكمة بمقدرات البلاد والعباد، الذي هو اخطر على حياة الانسان عموما .. ثم

تأتي قلة التوعية والتثقيف بالجانب الاجتماعي وسيادة نمط غريب للهيمنة على الحياة بجانبها الاجتماعي، سيما عندما أصبحت النزعة القبلية العشائرية هي المركز الاول قبل القانون، وغياب القانون وقوته التشريعية والتنفيذية وفي العراق خصوصاً.

الحل الدولي

لعل المجتمع الدولي يراقب بعين المسؤولية لتدفق أعداد غفيرة وبالملايين من دول عربية تاثرت بالنزاعات والحروب، متخذين طرقاً ومسالك غير مشروعة وراكبين الخطر عبر البحار والجبال والصحارى من أجل الحصول على لجوء غنساني في احد الدول الاوربية .

و لحسن الحظ نلاحظ سعي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمعنية بالمهاجرين في التعامل مع قضايا المعنيين بالمساهمة بخبراتها للعنايه بهم، وكانت تركز على ضمان المعالجات المادية للعناية باحتياجات المهاجرين.. وايضا تطلب من بعض الدول المساعدة للتغلب على بعض التحديات المعنية بادارة الهجرة. وتوفر الدعم للحكومات وأصحاب المصلحة حول التحركات المختلطة والمسائل التي تتعلق بمن انفصلوا عن ذويهم أو غادروا لأسباب أمنية معينة مثل التهديد بمغادرة البلد...

لكن للفصل بين فئة المهاجر واللاجئ نرى ان اللاجئ حاول الهروب من خوف هدد امنه وهذا يمكن تبريره بسبب عنف وتهديد واضح.. وهذا مما لاشك فيه يحتاج لرعايه دولية لأنه بطريقه قانونية طلب اللجوء لدولة شعر بأنها ستصبح مكان امن اكثر له ولعائلته..

اما المهاجر فقد تختلف الاسباب وعلى الاغلب نعيش حاليا فترة الهجرة غير الشرعيه عن طريق البحار لكن يا ترى ماهو الضرر الذي تعرض له ليرمي بحياته على قارب نجاة لا يعلم بعدها هل سينجو ام يغمد الماء جثته بدل التراب... فمن الضروريات معرفة اسباب هجرته وتوفير له كافه الاحتياجات والرعاية الدولية. وهذا ان لم يكن جانب اجتماعي سياسي فهو جانب انساني تحت مظلة

انقاذ من يشعربالظلم .

خلاصة

مما لا شك فيه ان الهجرة تحمل أبعاداً إقتصادية وسياسية سيئة، وربما بأبعاد أخلاقية من وجهة نظري... من جانب الاقتصاد فقد تتحمل الدولة المستقبله أعباء نسبة الطلب على المواد الاساسيه مما يدعوها لطلب المساعده من دول الجوار... والأبعاد السياسية،هي أن تتجه الدولة المستقبلة لضّم المهاجرين الى مجتمعها، من خلال منحهم امتيازات الافراد العاديين وهذا يشكل تغييراً في فكر السياسي بالكامل.... اما بالنسبة للابعاد الاخلاقيه فمن الصعب الانتقال من عادات مجتمعك الى عادات اخرى لا يمكن تقبلها بفترة زمنية قليله واحيانا لا يمكن التعايش معها ابدا.. فتغيير السلوكيات من اخطر الامور التي يواجهها الفرد بفترة حياته..

وتم الاعتراف بالفارق المهم بين اللاجئين والمهاجرين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين...

***

المحامية ديانا العطار - بغداد

في المثقف اليوم