قضايا

الشخصيات السامة

فارس حامد عبدالكريمهناك العديد من الأشخاص مهمتهم الدنيوية هي تسميم حياة الأخرين وتنغيصها وجعل الحياة أكثر صعوبة.  بعضهم قد يفعل ذلك من باب الغباء الإجتماعي والحماقة وعدم القدرة على الفهم الصحيح لطبيعة العلاقات الإجتماعية وتنوعها. بينما يفعلها البعض الآخر متعمداً مع سبق الإصرار بل يفعلها وهو يتلذذ في أذى الأخرين لأسباب تكوينية ومرضية وقد يكون للواقع والأصل الإجتماعي دور مهم في ذلك.

ومن الشخصيات السامة في حياتنا الأجتماعية:

الخبيث، الحسود، الشرير، العنصري، اللوام، ذو المنبت السئ، المتنمر.

1- الخبيث؛ كثيراً ما نصادفه في حياتنا اليومية، ويمكن تعريفه بأنه شخص سئ الظن بالآخرين ناقم عليهم يبحث عن مساؤهم ويتجاهل محاسنهم.

ومن مظاهر الشخص الخبيث انك لو عرضت عليه عملاً عظيماً بذلت به جهداً كبيراً، فأنه سيفاجئك برأي سلبي حول هوامش تافهة متناسياً كل الإيجابيات مهما تعددت.

فإن وجد في شخص مجموعة من المحاسن وبينها سيئة واحدة فلا يرى إلا السيئة، ويقوم بنشرها بين الناس.

حيث يعتبر هذا الشخص تصرّفات الناس في جميع الأوقات سلبية، فإن رأي أيّ فعل لأي شخص يحتمل عدة وجوه حمله على جانب السوء، وإن سمع كلمة تدلّ على الخير أو الشرّ اختار تفسيراً سيئاً لها،

هو شخص لا يحمل في قلبه أيّ ميول لحسن الظن  ومن ثم ينظر إلى الآخرين بعين كارهة ناقمة مهما فعلوا، فيبحث عن مساوئهم ويتجاهل المحاسن مهما عظمت.

وان اديت اليه احساناً او انقذته من مأزق فسيرده اليك بالنكران بل توقع ان يوقعك في مازق.

2- الحسود: اخطر شخص ممكن تعاشره في حياتك، ويمكن تعريفه بأنه شخص يعاشرك لكنه لايملك المزايا التي تملكها فيتمنى زوالها ويقلل من شأنها امام الآخرين.

والحسد غير الغبطة، فالغبطة هو ان يتمنى شخص ان يكون مثلك في يوم ما دون ان يتمنى لك الضرر.

والحسد نار مشتعلة في عقل وضمير الحاسد لايهدأ ولايرتاح إلا اذا رأى زوال ما انت فيه من نعم او مزايا.

فهو يريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب.

 يحبط اعمالك ويقدم لك النصائح الزائفة، قد يمدحك وجهاً لوجه ولكنه يحاول جاهداً تشويه سمعتك أمام الآخرين، يشعر بالغيظ اذا مدحك أحد ويحاول ان يقلل من شأنك،

ومن اشهر الحسودين في حياتنا الدراسية عندما تقول ان فلان ذكي ومتفوق في دراسته فسرعان مايتدخل الحسود ويقول (يمعود دراخ).

في الأقوال المأثورة، يقال "الجدارة ليست فرصة للنجاح أكثر مما يعد النجاح دليلا على الجدارة". ولكن الأشخاص الحسودين الغيورين لا يشاركون هذه الفكرة، ويعتبرون نجاحك هو نتيجة للمصادفة أو الحظ، وأنك لم تبذل جهودًا كافية لاستحقاقه.

الحاسد اما صديق او مدير

اذا كان حاسدك هو صديقك، فسيكون رأيه بك مصدر ثقة للآخرين، ولكنه يغدر بك بكل سهولة عندما يسأل الإخرون عنك وعن صفاتك.كما يساهم في احباط اعمالك وراء ظهرك.

ومن ذلك اني الفت كتاباً في المحاماة، قال لي انه ممتاز ولكن عندما سأله اخرون ابدى رأياً سلبياً، وعندما ابلغوني وواجهته ادعى انه شخص علمي دقيق في هذا المجال ولايجامل! طبعاً كذاب وهوشخص تافه جداً. وأكتشفت لاحقاً انه قام بأعمال ضارة كثيرة. مثلاً يطلبون منه في الإدارة ابلاغي بشئ فلا يبلغني مما يجعلني في موقف محرج.

اما اذا كان حاسدك هو مديرك في مجال عملك، فانت في الضيم حتماً. والتقارير السرية السلبية الي يكتبها عنك ستلاحقك طوال حياتك.

وانجازاتك واراءك القيمة وحلولك الذكية سيسرقها لامحالة وينسبها لنفسه.

ويقول الفيلسوف الشهير بيرتراند راسل أن الحسد أحد أقوى أسباب التعاسة. ولا تقتصر التعاسة على الشخص الحاسد بسبب حسده. بل قد تصل إلى الرغبة في إلحاق مصائب بالآخرين. على الرغم من الحسد غالبًا ما يعتبر صفة سلبية. إلا أن راسل يؤمن أن الحسد هو القوة الدافعة نحو تطبيق مفهوم الديموقراطية وذلك لتحقيق نظام اجتماعي أكثر عدلًا ومساواة.

مؤخرًا اقترح علماء النفس أن الحسد بشكل عام يقسم إلى حسد ضار وحسد إيجابي يشكل قوة محفزة إيجابية.

وتقول العرب ان (الحسد يدخل الرجل القبر ويدخل البعير القدر) اعوذ بالله.

3- الشرير؛ ويشمل نطاق واسع من الاشخاص يتنوعون بتنوع الشر.

ويمكن تعريف الشرير بأنه؛ شخص وقح لايؤمن بأية معايير أخلاقية، ويقوم بأعمال ويمارس سلوكيات قاسية ومشينة وأنانية وأحياناً وحشية خفية أو علنية بحق الإخرين ويستمتع بذلك دون اي شعور بالذنب.

والشرير شخص محترف فعندما تقابل شخصاً شريراً , فلن يكون سهلاً التعرف على نيته الحقيقية اذ لديهم القدرة العجيبة على اخفاء نواياهم الحقيقية.

ومن اهم وسائل التعرف عليهم انهم كثيراً ما يتحدثون ويبالغون في وصف فضائلهم واعمالهم الخيرة تجاه الآخرين.

وهم اصحاب مصلحة بامتياز  لايقومون بأي عمل او لايقدموا اي مساعدة إلا اذا ارتجوا منها نفعاً فالمساعدة والأعمال الخيرية تثير سخريتهم واستهجانهم.

 ومن مظاهر الأشرار انهم فضوليون بشكل مخيف و من ثمّ بارعون في استدراجك للتحدث عن حياتك لهم, ولكن من جانبهم فأنهم  أشخاص مغلقون يحكمون السيطرة على حياتهم بحيث لا يدعون ايّ مجال لتدخّل ايّ شخص فيها.

وهم كذابون ومضللون بإمتياز، لدرجة أن أكاذيبهم هي التي تشكل حقيقتهم. فيعيشون حياة الكذب الى ان تصبح عقولهم أسيرة لسلوكياتهم الشريرة.

وعندما يتم القبض عليهم بالكذب، سيحاولون على الأرجح قلب الامور والقاء اصبع الاتهام نحوك .

ومن علامات الشرير هو انك لا تشعر بالارتياح اليه حدساً، فالأشرار يعطونك شعورًا بالارتياب و عدم الارتياح ابتداءاً دون أن يفعلوا شيئًا سيئًا لك على الإطلاق.

إن الأشخاص السيئين قادرين على التظاهر باللطف كلما رغبوا في ذلك.  لكن تاكد أنّ لطفهم هذا سيكلفك الكثير من المال أو التبعية أو ما هو أسوأ..

في كثير من الأحيان، تكون واحدة من العلامات الأولى التي تخبرك بانك تتعامل مع شخص سيء هي التحذيرات التي تتلقاها من أصدقائك و عائلتك.

قد يخبرونك عن بعض التجارب السيئة التي خاضوها مع ذلك الشخص , او عن بعض المشاكل التي أحدثها سابقا, كما انهم قد يطلبون منك مباشرة الابتعاد عنه قبل ان يتسبب لك في ضرر ما.

في هذه الحالة، لا تتجاهل علامات الشخص الشرير حقًا، خاصة إذا تلقّيت انذارا صريحا من أحد ما.

4 - اللوامون المشككون.

الملامة قد تكون امراً طارئاً تأتي في مكانها الصحيح كشكل من اشكال النصيحة على شكل العتب، ولابأس بها.

وقد تكون الملامة صفة تتخذ شكل التنصل من الأخطاء والمسؤولية وتحويلها للأخرين وفق منطق اعوج يقلب الحق الى باطل والباطل الى حق،وهنا تسكن العبرات.

ويمكن تعريف اللوامون بأنهم  الناس الذين يتنصلون من اخطائهم يوجهون أصابع الاتهام إلى الآخرين ولا يتحمّلوا مسؤولية أخطائهم وقراراتهم  وأدائهم السيئ.

كما أنهم أيضًا محترفون في الكذب ويمكنهم بسهولة إقناع الآخرين بأنهم على حق. لايذكرون لك موقف ايجابي واحد وهدفهم الدائم اشعارك انك مذنب تجاههم.

يأخذون الامور على محمل شخصي دائماً

يشكون من الناس المحيطين بهم دوماً ولايتقبلون ان يتشكى احد منهم

يظهرون انهم محبطون من قلة ذكاء وخبرة الأخرين ويشكون دائماً من سوء الحظ.

ينقلون الاخبار السيئة دون السعيدة، ويخافون من تحمل المسوولية دون ان يظهروا ذلك.

لايقومون بأي عمل لتحسين وضعهم بل يطالبونك بذلك والا كنت مقصراً بحقهم.

الشكوى من الاخرين حتى ولو كان خارج نطاق ارادتهم كالشكوى من الازدحام والمطر  واشغال فكرك وسحب الطاقة الإيجابية وجعلك في قلق دائم.

يستخدمهم المدراء عادة للتجسس على زملائهم الأخرين حتى دون ان يشعروا بالنظر لطبيعتهم الانتقادية

اذا كان صديقك من اللوامين فتلك مصيبة وان كان مديرك لواماً فالمصيبة اعظم.

فمن كان منهم مثلاً يقود سيارته متجاوزاً السرعة القانونية وعندما يغرم فلن يعترف بخطأه الواضح بل سيقول ان الشرطة غرمته لأنه لم يدفع الرشوة

واذا اساء استعمل سلعة وعطلت فسينسبها للغش التجاري.

واذا اشتريت سيارةًجديدة ان يبارك لك ولكنه سيبادر الى لومك لانك لم تستشره

وفي اي مشكلة تقع فيها سينبري الى تقريعك وملامتك وانه لايقع في مثل هذه الاخطاء وتراه في حقيقة الامر قد وقع حتى شبع وقعات.

5- المنبت السئ؛ اذا كان أصل الشخص مشكوك فيه، كأن يكون نتاج علاقة غير شرعية ويعرف بذلك، اي انه يعرف انه نتاج علاقة غير شرعية، فمثل هذا الشخص سيشكل اكبر الخطر على المجتمع الذي يولد ويترعرع فيه.

فسيحاول اولاً اثبات انه شريف من خلال القسوة المبالغ فيها لدرجة كبيرة مع اي انحراف او خطأ بشري ولو كان بسيطاً. وسيكون قاسياً جداً في التعامل مع عامة الناس نتيجة العقد النفسية التي ستجتاح نفسيته وكيانه،

ومن صفاته انك لاتستطيع ان تتوقع موقفاً ثابتا له على الاطلاق، واي حديث معه قد يستنج منه انك تلمح الى اصله الوضيع وعندها توقع ان يقتلك على الفور.

لايعترف بأي مثقف ولايحب معاشرة المثقفين، بل جل معارفه من التافهين البلهاء والقتلة المأجورين في نفس الوقت.

يحاول اخراس الناس ومنعهم من ابداء رأيهم السلبي فيه بعقوبات مستحدثة

اما مدحه فتوقع منه مكافأت عظيمة.

6- العنصريون أو المتعصبون: هؤلاء هم أكثر الأشخاص شراً  في حياة التاريخ والناس والحياة البشرية

 وهم وان كانوا من طبقة الأشرار إلا انهم اشرار من نوع خاص،

والعصرية هي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي.

هؤلاء قد يرتكبون بحقك افظع الجرائم دون ان تكون قد قابلتهم او عرفتهم سابقاً، انهم العنصريون وما ادراك ما العنصريون، انهم ارباب المجازر والحروب الوحشية، من هتلر إلى ستالين إلى غيرهم من المجرمين في العالم.

لقد سلطوا الضوء على الاختلافات البسيطة بين الناس واستخدموها لشنّ الحروب و الصراعات الدامية.

و في كثير من الأحيان،يقومون بذلك لإبعاد الناس، وتوليد المزيد من الشر في العالم.

لا تُعرّف الأمم المتحدة "العنصرية". ومع ذلك، فإنها تُعرف "التمييز العنصري". وذلك وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة الدولية لعام 1965م بشأن القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.[20]

يقصد بتعبير "التمييز العنصري" أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم علي أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الإثني ويستهدف أو يسُتتبع بتعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، علي قدم المساواة، في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي مجال آخر من مجالات الحياة العامة.

في إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لعام 1978م بشأن العرق والتحيز العنصري (المادة 1)، تنص الأمم المتحدة على أن "جميع البشر ينتمون إلى نوع واحد وينحدرون من سلالة مشتركة. متساوون في الكرامة والحقوق ويشكلون جميعًا جزءًا لا يتجزأ من الإنسانية".[21]

ذهب بعض علماء الاجتماع أيضًا ولا سيما في الغرب حيث كثيراً ما تُعاقب العنصرية سلباً في المجتمع إلى أن العنصرية تغيرت من كونها تعبيراً صارخاً إلى تعبير أكثر تبطنًا عن التحيز العنصري. الأشكال الأحدث للعنصرية "الأكثر خفية والأقل قابلية للاكتشاف" والتي يمكن اعتبارها جزءًا لا يتجزأ من العمليات والهياكل الاجتماعية هي أكثر صعوبة في الاستكشاف وكذلك التحدي. بينما ظهر أنه في حين أن العنصرية العلنية أو الصريحة في العديد من البلدان أصبحت من المحرمات بشكل متزايد، حتى بين أولئك الذين يظهرون مواقف صريحة للمساواة، لا تزال العنصرية الضمنية أو المكروهة قائمة دون وعي.

7- المتنمرون: وقد سبق ان كتبنا حولهم مقالاً خاصاً

***

فارس حامد عبد الكريم

في المثقف اليوم