قضايا

باحث لبناني ينكر "سؤال النهضة" لمالك بن نبي وينسبه لعالم أزهري

4050 سؤال النهضة(مالك بن نبي: المثقف العربي أول المتخاذلين في طريق النهضة)

قال باحث لبناني وهو الدكتور أسعد السمحراني استاذ العقائد ومقارنة الأديان بجامعة  الأوزاغي بيروت في دراسة له  نشرت ضمن أعمال جماعية صدرت في كتاب عن دار الأصالة للنشر الجزائر، الدراسة حملت عنوان: أسس  المشروع النهضوي من منظور مالك بن نبي يقول هذا الباحث ان سؤال النهضة قد طرح قبل أن يخط مالك بن نبي رؤاه تحت عنوان مشكلات الحضارة  ويؤكد أن سؤال النهضة يبق إليه عالم أزهرب كان في مهمة دعوية في جاوة بأندونيسيا، إنه الشيخ محمد بسيوني عمران، حسب الباحث فإن هذا العالم الأزهري قد وجه سؤال النهضة للأكير شكيب ارسلان وكانت الإجابة عنه في مقالات جمعتها مجلة المنار في القاهرة للإمام محمد رشيد رضا، في كتاب بعنوان: لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم صدر عام 1930، دون أن يقدم مبررات أو معالجة الفكرة من زاوية معين يقنع بهعا القارئ من كان السباق إلى طرح سؤال النهضة، ثم نلاحظ أن الكثير من الباجحثين يأخذون بالقضور ويتركون اللب او الجوهي، فهل القضية هنا من كان السباق ومن كان المتأخر؟

 يشير هذا الباحث أن المصطلحات تتزاحم عند مقارنة التطلع النهضوي عند مالك بن نبي وشكيب ارسلان في مشكلات الحضارة، الثقافة والنهضة والخروج من حالة التخلف يكون بسلوك طريق النهضة، المشكلة ليست في من كان السباق لطرح سؤال يتعلق بالنهضة أو بالحضارة أو بالثقافة، فهناك اشخاص يطرحون أسئلة لإشكاليات مختلف يجهلون أن هناك اشخاص سبقوهم إليها، ثم أن المسالة لا تتعلق بمن سبق الآخر في طرح هذا السؤال، طالما الغاية واحدة وهي العمل التنويري  وكيف تؤصل الأفكار والمشاريع  من مرجعية الأمّة والإسلام، يعتقد هذا الباحث أن مشروع النهضة عند مالك بن نبي يرتكز على  الإستثمار في الترببة ودور المدرسة والمناهج والمتغيرات، ولكن مالك بن نبي لم يترك كبيرة أو صغيرة إلا وتطرق إليها وهذا يعني أن الباحث أهمل أهم عنصر في القضايا التي كان يطرحها وهي "الثقافة" والإنسان  والحضارة وقد ربط عامل التراب والزمن بالإنسان،  الذي هو صانع الحضارة والمستفيد من إنجازاتها وبذلك يكون الإنسان محور سؤال النهضة، والإجابة على هذا السؤال تبدأ من تفكيك المصطلحات المتعلقة بهذا السؤال، والتي هي ثقافة، مدنية وحضارة.

 يعرف الباحث أسعد السمحراني  الثقافة فيقول هي الهوبة ( ص 151) دون أن يبسط فكرته، فلطاما أثار مفهوم الثقافة جدلا بين العاملين في الحقل الثقافي وحتى الفلاسفة ولم يجدوا تعريفا محددا لها، يقول تن الثقافة تشكل في مكوناتها الدين، الفكر والأدب والفنون والأعراف والتقاليد، فالدين من وجهة نظره والحضارة هي صناعة بشرية تشمل المدنية ومعها التقدم،، ويبدزو أن الباحث كان متناقضل مع نفسه ففيما يعتبر الدين أول مصادر ثقافة الإنسان يقول أن شحصية الإنسان من ثقافة أمته والإجتماع البشري الذي ولد وترعرع فيه وذلك يجعل الثقافة هي من تطبع الأمة وهي من تعطيها هويتها،  يمكن أن نقدم هنا مثالا عن المجتمع الأمازيغي الذي طبع على ثقافة معينة من الصعب عليه ان يتجرد منها حتى لو اعتنق دينا معينا كما نراه في مجتمعات اخرى تدين بعدة ديانات وتتكلام بعدة لغات، دون أن ننسى عامل اللغة التي فطر عليه الإنسان، والتي صارت تشكل هويته.

الملاحظ أن اسعد السمحراني وهو يبحث عن السباب التي جعلت الأمة والمسلمين يعتريهم الوهن وتأخرهم عن ركب التطور  والحضارة كما قال هو ( ص156)،  قد تحدث عنها مالك بن نبي حينما شخص المعوقات التي تقف حجر عثرة  في حركة النهضة، وكان مالك بن نبي قد ركز مسؤولية المثقف وجهله في تدارك تلأحداث، وقال أن من بين المعوقات جهل المثقف العربي واعتبر جهله أخطر من الأميّة، فامية الجاهل حسب مالك بن نبي تعالج لكن جهل المثقف مرض مزمن ومعدي ومتوارث بين الأجيال، ويضيف أن هذا الذي يقدم نفسها أننه حامل الشهادات الأكاديمية وحامل لكتاب الله هو الذي يشكل خطرا على المجتمع، فليست الشهادة ألأكاديمية كما يرى مالك بن نبي هي المقياس الوحيد للمكانة العلمسة وهو ( اي المثقف) عاجز عن تصحيح أخطائه، لأنه غارق في جنون العظمة وفي أسر الغرور، يقول مالك بن نبي ان اسباب هذا المرع راجع إلى تيار الإصلاح والتحديث الذي أنشأ أشخاصا سمّاهم مالك بن نبي بـ: "رجل القلّة" الذي فضل بين  جوهر الثقافة ومظهرها والمظهر التافه الزائف، وهم بذلك عملوا على تحريف الثقافة، حيث كان المثقف العربي اول المتخاذلين في طريق النهضة عن طريق التعالم، فحطموا الأفكار الجاة  والفعالة وكانوا سببا في شل قدرات الأمة بل الأخطر من ذلك تكريس الأخطاء والرداءة الفكرية وتوريثها للأجيال، تتحكم في مواقفهم وتوجه سلوكاتهم إلى درجة الإستيلاب أو " الإمّعية البليدة" لكل ماهو تاريخي،

يقول مالك بن نبي إن كانت نعضة المجتمع الإسلامي  متوقفة على طبيعة الأفكار التي يحملها افراده فإن كل ما يسود المجتمع الإسلامي  من اختلاط وفوضى في الميادين الفكرية والخلقية أو في ميادين السياسة إنما هو نتيجة ذلك الخلط من الأفكار الميتة والأفكار المستعارة التي يتعاظم خطرها كلما انفصلت عن إطارها التاريخي، ومن هذا المنطلق تحدث مالك بن نبي عن القابلية للإستعمار  عندما اشار في كتابه "في مهب المعركة" إلى ألأفكار الميتى والأفكار القاتلة وهذه ألأخيرة هي الأخطر لننا نستعيرها من الغرب، الحقيقة هناك معوقات كثييرة تحدث عنها مالك بن نبي جمعها الدكتور محمد عاطف في كتاب عنونه: معوقات النهضة ومقوماتها في فكر مالك بن نبي ومن هذه المعوقات "التعصب" للفكر والرأي، وهذه تلمعوقات لك يتطرق إليها أسعد السمحراني في دراسته المنشورة في كتاب سؤال النهصة الصادر عن دار الأصالة للنشر الجزائر،  نلاحظ هنا ىأن اسعد السمحراني قد تراجع عن موقفه عندما انكر سؤال النهضة لمالك بن نبي ونسبه لعالم أزهري، إذ نراه يقول في الصفحة 157 يؤكد أن سؤال النهضة أو الإستعداد للنهوض الحضاري من خلال فكر مالك بن نبي الذي صاغه في مجموعة مسؤوليات تنوعت عناوينها   وقد جمعها عنوان واحد هو مشكلات الحضارة، وهذا ما يؤكد أنه مالك بن نبي قد يكون أول من طرح سؤال النهضة قبل هذا العالم الأزهري، وقد اعترف أن ابتكار مالك بن نبي للقابلية لفستعمار ابتكار محل تقدير وواجب على كل قوى التغيير والثورة ان تنطلق منه في صناعة التحرر والتقدم وتحقيق النهضة.

***

علجية عيش

في المثقف اليوم