قضايا

الإنسان بين الكلالة والفعالية

يقول مفكر اللاعنف جودة سعيد الذي توفي منذ شهور رحمة الله عليه  في حديثه عن كيفية أداء الإنسان لواجبه لتحقيق أهدافه وغايته من هذه الحياة: “والصفة التي تمكن الإنسان من أداء واجبه ليصل إلى الهدف الذي يرمي إليه، يطلق عليها في مصطلحات العصر الحاضر حين يبحثون هذا الموضوع (الفعالية والنمو والمقدرة التأثيرية) كما يطلقون على العجز الذي يصاب به الإنسان مصطلح: (اللافعالية أو السلبية أو التخلف) وهذا الموضوع تحدث عنه القرآن الكريم في سورة النحل الآية 76قال تعالى: (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كَلّ على مولاه أينما يوجّهه لا يأت بخيرهل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم). فكلمة الكَل، حسب جودة سعيد، هي الكلمة القرآنية المقابلة لمصطلح اللافعالية والسلبية، بل كلمة القرآن أدلّ على هذا المعنى، حيث أن كلمة (الكَلّ) لا تدل على اللافعالية فحسب بل تدل على أنه عبء على من يتولاه سواء كان فردا أو مجتمعا كما أن كلمة (العدل) في القرآن تقابل مصطلح الفعالية.

فهذا الإنسان الكل حيثما يوجه لا يأت بخير، قمة العجز والسلبية والانهزامية، والرسول صلى الله عليه وسلم استعاذ من كل ما يفقد الإنسان طاقته ويجعله مشلولا عالة على الأسرة والمجتمع، ينتظر دائما من يمد له يد العون والمساعدة فقال: (اللهم إني أعوذ بك من الهمّّ، والحزَن، والعجز، والكسل، والبخل، والجبن، وضلع الدَّيْن، وغلبة الرّجال). ويمكن أن نعرف الفعالية بأنها هي استخراج أقصى ما يمكن أن يستخرج من النتائج وهي أيضا حسب ويكيبيديا المقدرة على تحصيل النتيجة المطلوبة والمبتغاة والمتوقعة.

كيف تخرج من الكلالة وتكون فعالا؟:

الخروج من دائرة الكلالة والعجز إلى دائرة الفعالية والتاثير يتطلب من الشخص ما يأتي:

1 – أن يسعى إلى العلم النافع فالعلم كفيل بتبيان نقاط ضعفه وعجزه فيحرره من السلبية والخنوع والذلة فيتعلم المهارات،مهارات الحياة الأساسية.

2 – أن يكتسب الفعالية الذاتية (فعالية الذات المدركة) حسب باندورا وتشير فعالية الذات المدركة إلى:

– الإحساس المدرك بإمكانية الإنجاز من طرف الفرد قبل قيامه بالسلوك أو العمل.

– أن يكون لديه نوع من الثقة تمكنه من التأكد من توقعاته. – شعور بالتوقع المحسوس أو المدرك من طرف الفرد حول إنجاز نتيجة معينة.

3 – أن يتحمل مسؤولية نفسه فيحسن إدارة حياته.

4 – أن يخطط للمستقبل القريب والبعيد.

5 – أن يحسن الظن بالله ويتفاءل ويفكر في الممكن ليس في المستحيل فدائرة المكن كبيرة وواسعة.

6 – يركز على أهدافه الواقعية.

7– يتحلى بالطموح ويلتزم بالأهداف العظيمة  السامية.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم