قضايا

الشخصية السلبية واثرها على الواقع الإجتماعي والسياسي في العراق

السلبية هي في الواقع أحد الأمراض الإجتماعية والنفسية الخطيرة التي تؤثر في حياة المجتمع والفرد سلباً وتقودها الى التشتت وعدم القدرة على اتخاذا قرارات صحيحة تجاه المواقف المختلفة.

 وقد لوحظت ظاهرة السلبية في العصر الحديث بقوة مع تطور وسائل التواصل الإجتماعي ومن خلال منشورات وتعليقات المشتركين على الأحداث العامة والخاصة، كما هو الحال في تطور كشفالامراض بتطور اجهزة الكشف والأشعة والتحاليل المختبرية ...

ومن جانب آخر تعتبر السلبية ونشرها أحد أهم ركائز الإعلام المضاد لخلق اليأس لدى الشعوبالتي تتبنى قضية مبدأية ما ولها فعاليتها في الحروب النفسية ...

تشاؤم مطلق غير مبرر

والذي يهمنا هنا هو السلبية تجاه أية مبادرة لإصلاح الوضع السياسي والثقافي والحضاري فيالعراق، فما أن تبادر لوضع حلول واقتراحات للمشاكل والعقد التي يعاني منها مجتمعنا حتىيمد المنتقدون السلبيون اعناقهم ليؤكدوا مقدماً فشل هذه المبادرات حتماً وان لاحل مطلقاً لقضاياناالمصيرية !!!

وعلى هذا النهج السلبي المأساوي يجب تتوقف المبادرات والأقتراحات ومن ثم على مثقفي الأمةومصلحيها الأنزواء والتوقف عن الكلام المباح !!!...

وفي الواقع هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من العباقرة والأذكياء والمثابرين في مجتمعنا امام خيارين اما الانزواء بعيداً عن الحياة الإجتماعية الملئة بتفاهة السلبيين وانتقاداتهم السمجة اوالهجرة للخارج ليجدوا هناك فوراً من يحتضن افكارهم الخلاقة التي تبدو للسلبيين في مجتمعنامجرد افكار غريبة ومضحكة ولاتقبل التطبيق!!

وعلى هذا النحو يذهب الدكتور احمد زويل الى القول؛

(الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء! هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجححتى يفشل).

وعلى صعيد الفرد يؤكد الأطباء النفسيين أن صحة الإنسان تبدأ من أفكاره ونظرته للأمور ومدى تفاؤله أو تشاؤمه، ووفقا للدكتورة سوزان نولين هويكسما، عالمة النفس والأستاذة بجامعة ييل الأميركية “عندمايتجهم الناس وهم في حالة مزاجية مكتئبة، يتذكرون الأشياء التي حدثت لهم في الماضي،ويفسرون المواقف في حياتهم الحالية بشكل أكثر سلبية، ويصبح المستقبل في نظرهم ميؤوسامنه”.

وتضيف “هذا الانشغال المبالغ فيه بالتفكير في المشكلة لدرجة تجعل من الصعب تجاوز دورةالأفكار المحزنة، تسبب شعورا بالعجز يشل مهارات تقديم الحلول ويدخل المجتر في حلقة مفرغة منالأفكار السلبية”.

لذا يحذر الكاتب الأميركي دوگلاس بلوخ، المتخصص في الصحة العقلية، من الوقوع في فخ “الطحن الذاتي” بطحن أنفسنا تحت أفكار تتسم بالقلق والخوف وجلد الذات على تجارب غيرموفقة، كفقدان وظيفة أو انهيار زواج أو حوادث سيئة في الطفولة، ومواصلة “مضغها” مراراوتكرارا، لنظل نحفر تحت أقدامنا و”نأكل أنفسنا” دون توقف أو فائدة.

هل انت سلبي؟: اعرف نفسك من خلال النقاط التالية التي وضعها عدد من اساتذة علم النفس والتي تحدد بوضوح الفرق بين الشخصية الإيجابية والشخصية السلبية.

الشخصية الإيجابية: أول ما يلفت نظرها نقاط القوة.

الشخصية السلبية: أول ما يسترعي انتباهها نقاط الضعف.

الشخصية الإيجابية: يتركز اهتمامها بإيجاد حلول للأزمات ابتداءً.

الشخصية السلبية: تُعلن فشل أية مبادرة لتصحيح الأوضاع ابتداءً لأنها تبحث عن النقائصوالعيوب فقط ولا للحلول طريقاً او افكاراً قابلة للنقاش.

الشخصية الإيجابية: تستطيع بحكم أريحيتها أن ترى الصورة الكلية للواقع أو المشكلة المراددراستها وتُقيِّم أبعادها ومن ثم تقترح الحلول الملائمة حسب ظروف الزمان والمكان التي قد تصيباو تخيب ولكنها في النهاية ستجد الحلول الملائمة وهذ حقيقة أكدتها التجارب البشرية ويدعمهاالتاريخ الإنساني.

الشخصية السلبية: تغوص في التفاصيل حتى التافه منها، فتفتقر إلى النظرة الشمولية فلاتدركالحلول ولا تسمح لغيرها ان يدركه من خلال النقد السلبي والسخرية من الأفكار الخلاقة المبتكرة.

الشخصية الإيجابية: مبادِرة، تتخذ الخطوة الأولى وتتحرك ذاتياً.

الشخصية السلبية: تنتظر أن يأخذ الطرف الآخر الخطوة الأولى، وتنتظر من يحركها وعندهاتنفتح قرينتها بالنقد والسخرية.

الشخصية الإيجابية: ترى المستقبل مشرقاً.

الشخصية السلبية: ترى المستقبل مظلماً في كل زمان وأوان.

الشخصية الإيجابية: ودودة ومنفتحة على الحياة والآخرين.

الشخصية السلبية: دائمة الاعتراض والشكوى ونقد الآخرين.

الشخصية الإيجابية: تهتم بالأهداف العامة.

الشخصية السلبية: أنانية ومتمركزة حول ذاتها.

الشخصية الإيجابية: تخطط للنجاح وتسعى له ولايخيب رجاءُها من أول فشل.

الشخصية السلبية: سريعة الشعور بالإحباط والفشل ولاتكرر التجارب الفاشلة بأسلوب وافكارجديدة.

الشخصية الإيجابية: متوافقة مع نفسها ومع الآخرين.

الشخصية السلبية: تفتقر إلى قبولها لنفسها وللآخرين.

الشخصية الإيجابية: كلماتها مفعمة بالتشجيع والحماس.

الشخصية السلبية: كلماتها تعكس ضعف ثقتها بنفسها وبالأخرين.

الشخصية الإيجابية: تراجع نفسها وتعمل على التطوير.

الشخصية السلبية: تخشى الانتقاد والتقييم لأنهما يكشفان ضعفها وعدم تماسكها الداخلي.

 الشخصية الإيجابية: ترى الصعوبات والتحديات فرصة سانحة لاكتساب خبرات جديدة.

الشخصية السلبية: الصعوبات تهدم معنوياتها وتزيد من إحباطها.

الشخصية الإيجابية: هي مؤثرة – هي صوتُ ُ قويُ ُ مغيرُُ ُ .

الشخصية السلبية: هي ردود أفعال لتصرفات الآخرين، وصدى لأصواتهم.

الشخصية الإيجابية: شخصية مرنة، تعرف كيف تتصرف مع متغيرات الحياة.

الشخصية السلبية: جامدة، صلبة،لا تتكيف مع المتغيرات ولا يمكنها السيطرة على المواقفالخارجية.

 ومن أبرز صفات الشخصية السلبية إن الشخص الذي يحمل بأفكار سلبية لابد أن تأتي لحظة تتحول فيها أفكاره الى سلوك، لأن الأفكار بالنهاية، إن لم تعالج، سوف تتحول الى سلوكياتسلبية وهنا يبرز مرض السلبية للعالم الخارجي.

قال أحدهم " لا تبلغ السلحفاة مقصدها ما لم تخرج عُنقها إلى الخارج".

وختاماً أقول لو احاط السلبيون كل من نيوتن وفورد وأديسون واينشتاين وگوخ ومدام كوري وغيرهم من اعظم العلماء لما توصلوا مطلقاً الى المخترعات والاكتشافات العظيمة التي انارت طريقالحضارة البشرية ....

هيا بنا نتنفس الإيجابية ونعمل بها ...

***

فارس حامد عبد الكريم

..................

المصادر

مواقع علم الاجتماع والنفس.

 

في المثقف اليوم