قضايا

صورة المسيح في القرآن الكريم

يولي الإسلام أهمية كبيرة للنبي عيسى عليه السلام، الذي يُعتبر أهم الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وقد ذُكر المسيح عيسى في خمسة عشر سورة بما مجموعه مئة وثمانية آية. ومع ذلك، تحيل الآيات التي تذكره بقوة على النصوص اليهودية والمسيحية. التقى النبي محمد كثيراً بمسيحيين أثناء رحلات قوافله بوصفه تاجراً يرافق عمّه، فأصبح على دراية بقصص الكتاب المقدس عن المسيح، وأدمجها في القرآن1. ويؤمن المسلمون بإنجاب مريم العذراء للمسيح عيسى، وبالعديد من المعجزات التي أظهرها في حياته، وبعودته إلى الأرض لاستعادة العدالة وهزيمة المسيح الدجال. كذلك، ووفقًا للتقاليد الإسلامية، سيعمل عيسى على تكسير الصليب بوصفه رمزاً للديانة المسيحية عند عودته في آخر الزمان، وبالتالي تدمير المسيحية التي يعتبرها الإسلام ديانة محرّفة. في هذه المرحلة ينبغي على أهل الكتاب (أي اليهود والنصارى) أن يؤمنوا بالمسيح ويصبحون مسلمين. لذلك سيكون هناك مجتمع واحد فقط، هو مجتمع الإسلام. من ناحية أخرى، يرفض القرآن الكريم قصة صلب المسيح، فقد أنكرت النصوص الإسلامية بشكل قاطع وفاة عيسى، وبدلاً من ذلك، ووفقًا للتفسيرات الإسلامية للقرآن، تم صلب رجل يشبه عيسى وتم رفع المسيح إلى الله. وعلى عكس المسيحية، لا ينظر الإسلام إلى المسيح (عيسى) على أنه ابن الله.

ومنح القرآن الكريم (والسنة النبوية الشريفة) الكثير من الألقاب والأوصاف للمسيح عيسى ابن مريم، أشهرها "المسيح(Messias)" و"ابن مريم (Sohn der Maria)"، وفيما يلي نذكر بعضها:

1- نبي:

-"قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ". (قرآن كريم، سورة البقرة، الآية 136).

2- بشارة جبريل:

-"فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) ۞ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا". (قرآن كريم، سورة مريم، الآية 17-22).

3- كلمة الله:

-"وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِين"َ. (قرآن كريم، سورة التحريم، الآية 12). 

4- الرضيع المتكلم:

-"وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)". (قرآن كريم، سورة ال عمران، الآية 46).

-"تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ". (قرآن كريم، سورة المائدة، الآية 110).

5- المسيح:

-"إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ". (قرآن كريم، سورة النساء، الآية 171).

6- كلمة الله:

-"يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ". (قرآن كريم، سورة النساء، الآية 45).

7. مُؤيّد بالروح القدس:

-"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ". (قرآن كريم، سورة المائدة، الآية 110).

8- خال من الذنوب:

-"ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان، غير مريم وابنها". (حديث نبوي شريف، رواه أبو هريرة، المصدر: أخرجه البخاري ومسلم).

9- خالق وشافي بإذن الله:

-"وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ". (قرآن كريم، سورة ال عمران، الآية 49).

10- مخبر بالغيب بإذن الله:

-"وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ". (قرآن كريم، سورة ال عمران، الآية 49).

11- حاكم في آخر الزمان:

-"لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". (حديث نبوي شريف، رواه أبو هريرة، المصدر: أخرجه البخاري ومسلم).

12- آية على رحمة الله:

-"ولنجعله آية للناس ورحمة منا ۚوكان أمرا مقضيا". (قرآن كريم، سورة مريم، الآية 21).

13- لم يُصلب، إنما رفعه الله إليه:

-"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا". (157قرآن كريم، سورة النساء الآية 157).

-"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ". (قرآن كريم، سورة آل عمران، الآية 55).

***

رضوان ضاوي

باحث في الدراسات المقارنة / الرباط

..................

 هامش:

1. إحالة على محاولة المستشرقين والمبشرين المسيحيين إثبات أن القرآن الكريم من صنع البشر، وأنه كتاب ألفه محمد استناداً إلى معرفته بالتوراة والإنجيل، وهو ما تثبته عناوين بعض ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، حين نقرأ على غلافها الخارجي إشارة واضحة إلى أنه قرآن محمد.

* المصدر باللغة الألمانية:Zukunft /CH, Informationsblatt Mai 2017                                                    

https://www.zukunft-ch.ch/wp-content/uploads/2016/05/Zukunft-CH-Infoblatt-Jesusbild-im-Islam.pdf

* الصورة رفقة المقال: سجادة ايرانية محاكة في مدينة اصفهان، مباركة بآية من القرآن الكريم.

في المثقف اليوم