قضايا

ماهر نصرت: افتراضية الزمن في الكون العميق

ان تسمية الزمن هي تسمية افتراضية من صنع الانسان ومن المحال أن يشمل جميع جوانب الكون ومجراته الغائرة في المديات فأذا اردنا ان نقيس الزمان وفق المنظور البشري فأننا سنصطدم بمجموعة متنوعة من ازمان لاتعد ولا تحصى وسط هذا العمق الكوني اللامتناهي فلدى كل تجمع مجرّي (الجزر المجرية) كما يسمونها التي تبعد بعضها عن البعض الاخر مليارات من السنين الضوئية لكل منها زمان خاص بها ومكان في الموقع السماوي السحيق.. اننا لانمتلك معياراً ثابتاً نستطيع من خلاله ان نقارن به الزمن عند كل تلك المديات ونفهم معياره الدقيق سوى تكهنات العلماء وحساباتهم الفلسفية وفق ماجائوا به من معادلات من صنع محلي (أرضي) لاتشمل كل مافي الوجود من اسرار وخفايا ومن الممكن أن تكون حسابات تفتقر الى الدقة أو هناك حسابات اكثر تعقيداً تمتد الى ماوراء حساباتنا التي باتت متخلفة الى حدٍ ما أمام النظرة الجديدة المعقدة للحياة.. أن الكون الجبار اعظم شأناً من اي حساب تقوم به العقول البشرية المحدودة فما زلنا لانفهم ماتعني مسافات السنة الضوئية مثلاً وما زلنا جهلاء أيضاً بكيفية انتقال الموجات اللاسلكية في فراغ كوني خالي من عناصر الذرة بالمرة الا من بعض الهباءآت الغير قادرة أصلاً على حمل حزم الترددات اللاسلكية المليئة بتفاصيل الصور او الصوت او نبضات السيطرة والتحكم عن بعد وما زلنا نبحث في خفايا الذرة التي لم تُكتشف اعماقها بالكامل فقد اتضح ان الالكترون والبروتون والنيترون هم عوالم كاملة قائمة بذاتها أيضاً ولم يكتشف العلماء ليومنا هذا مصدر القوة التي تستطيع ان تحفظ البروتونات الموجبة الشحنة جنباً الى جنب داخل النواة بلا تنافر أن واحدة من اسرارها الذي ابهر العلماء مثلاً هو اختفاء الالكترون للحظات عند انتقاله من نطاق مداري الى آخر داخل الذره ولا يعلمون اين يختفي خلال هذه القفزة المدارية الصاعدة او الهابطة. انه مثال على ندرة المعلومات أمام الطبيعة وما تحويه من عجائب، لايمكن ان يوجد زمن شامل موحد لكل ارجاء الكون وانها تسمية افتراضية جئنا به لكي نقنع بها انفسنا وننظر للوجود بمنظار موحد وان كان موجود فعلاً فلا يعلم كنهه سوى الخالق العظيم سبحانه.. نستطيع ان نحدد الوقت مثلاً لدينا صبحاً كان ام عصراً بنظام 24 ساعة بسبب دوران الارض حول نفسها وتحديد السنة الارضية والفصول الاربعة اعتماداً على دورانها حول الشمس وهذا هو الاجراء الوحيد الذي نفلح به في وقتنا الحاضر ومن الممكن ان نجد مايرضينا مستقبلاً والله اعلم.. يقول احد علماء الاجتماع ان الله سبحانه وتعالى قد منح العقل الى الانسان ليدافع به عن نفسه في الطبيعة ليس إلاّ، حاله حال مخالب الاسد وانياب التمساح او سيقان الغزال او ترس السلحفاة ولايمكن له ان يفهم جميع ماجائت به الطبيعة من اسرار وخفايا معقدة صارت اسرارها اعقد من تركيبة عقولنا بما فيها من انسجة وشرايين..وتفاعل.

***

ماهر نصرت

في المثقف اليوم