قضايا

قاسم حسين صالح: جائزة فولتير للناشر المغيب.. مازن لطيف

وكالات الأنباء: (قالت كريستين اينارسون، رئيسة لجنة حرية النشر التابعة للأتحاد الدولي للناشرين:

"ان التزام مازن لطيف تجاه المجتمع الأدبي وحرية التعبير في العراق يجب أن يكون مصدر إلهام لنا جميعا، وندعو من أخذوه إلى إعادته سالما". وأوضح غفانستا جوبافا نائب رئيس الأتحاد : "ان إسكات التعبير الثقافي هو إحدى أدوات الأنظمة القمعية. يجب أن نقاوم ترهيبهم، وأن نحتفي بالمؤلفين والناشرين الشجعان".

واستلم الجائزة ابنه عبد المهيمن نيابة عن والده وقال: "لم أتخيّل من قبل أنني سأقف يوما ما في مثل هذا المكان المتميز لأتحدّث عن والدي، الذي كان دائما يملأ الأجواء بمحادثاته حول الثقافة والفكر. ولسوء الحظ، تم إسكات صوته، وكانت خطيئته أنه كان لديه شغف بحرية الفكر.").

من هو مازن؟ 

مازن لطيف علي، ناشر و كاتب واعلامي وناشط وطني، شارك في مؤتمرات سياسية وندوات ثقافية داخل العراق وخارجه. وكان حريصا على نشر نتاجات العقل العراقي من خلال دار نشر يمتلكها بأسم (ميزوبوتوميا).ومازن كان طالبا بقسم علم النفس بالجامعة المستنصرية، وكان يراجعني بمكتبي بقسم علم النفس بجامعة بغداد في تسعينيات القرن الماضي.

ومازن، كان صحفيا عمل في اكثر من هيئة تحرير (الحوار المتمدن، الجيران..)، واكثر من صحيفة (المدى، الصباح..) واعلاميا ايضا، وترأس قسم البحوث والدراسات في شبكة الأعلام العراقي، وله برنامج في فضائية العراقية، والتقاني اكثر من مرّة بينها حوار في معرض أربيل للكتاب.

ومازن محاور ذكي، واذكر انه التقاني في عام 2008 واجرى حوارا (موثقا في موقع النور) بعنوان:

النظام السابق احدث تخلخلا كبيرا في تركيبة المجتمع العراقي..

(هذا ما يؤكده الدكتور قاسم حسين صالح عالم النفس العراقي وصاحب المؤلفات العديدة منها على سبيل المثال الإنسان.. من هو؟ الشخصية بين التنظير والقياس، نظريات معاصرة في علم النفس، الاضطرابات النفسية والسلوكية، ازمة العقل العربي، الإبداع في الفن، سيكولوجية إدراك اللون والشكل، الإبداع وتذوق الجمال، التلفزيون والأطفال، سيكولوجية الحب، الطاقات المكبوتة، دراسة في سيكولوجية المرأة العربية....) تجاوز عدد القراءات له الخمسة آلآف قراءة.3272 مازن لطيف

لماذا اختطف؟

سألني اكثر من اعلامي.. لماذا اختطف مازن لطيف؟.. وكان جوابي: ان الذين قتلوا اكثر من ستمئة شاب تشريني.. هم الذين اختطفوا مازن وتوفيق التميمي.فكلاهما كانا ناشطين في انتفاضة تشرين /اكتوبر2019، وكلاهما كانا يحضران المحاضرات التي كنت القيها في ساحة التحرير على ثوار تشرين.

شخصيات وطنية طالبت باطلاق سراحه

بحكم صداقة ثقافية كانت تربطني برئيس الوزراء السابق السيد مصطفى الكاظمي، فأنني قدمت لمكتبه الأعلامي مذكرة بتاريخ (9 أيار 2020) حملت تواقيع 243 شخصية وطنية من داخل العراق وخارجه تناشده باطلاق سراحه.. كانت مقدمتها بالنص:

(لأن معاليك مثقف، فان انظار المثقفين متوجهة نحو شخصك الكريم في اطلاق سراح الكاتب والصحفي بجريدة الصباح الرسمية (توفيق التميمي)، والكاتب والاعلامي وصاحب دار ميزوبوتاميا، (مازن لطيف).. اللذين مضى على اختطافهما اكثر من ثلاثة اشهر، دون الأعلان عن تهمة او قيامهما بعمل يحاسب عليه القانون سوى انهما كانا يشاركان في تظاهرات ساحة التحرير.

ان قدرات جهاز المخابرات ومهارتك بالعثور على متظاهرات ومتظاهرين اختطفوا من قبل قوات مسلحة غير نظامية واطلاق سراحهم، تجعلنا نتوسم في شخصكم الكريم العثور عليهما واعادتهما الى اسرهم المنكوبة وجمهور واسع من المثقفين، وتثبت عمليا أن حكومتك ليست كسابقتها التي لاذت بالصمت عن عمليات الأغتيال والأعتقال التي تعرض لها الأعلاميون وهجرة العديد منهم الى مغادرة البلاد التي فيها اكتشف الحرف، وتقدم الدليل العملي بانها تحترم حرية الرأي والتظاهر السلمي، وانك رجل افعال انسانية وتختلف عن سابقيك بأنك مثقف). 

ومع ان الكاظمي وعد في لقاء تلفزيوني بالعمل على اطلاق سراح مازن وتوفيق، فانه لم يستطع.. لأن من اختطفهما يمتلك القوة والمال واللارحمة مع من يطالب (نازل آخذ حقي) او يريد (استعادة وطن). وأن ما حصل يذكرني برئيس الوزراء الأسبق الدكتور حيدر العبادي. فحين تولى الرئاسة اعلن قائلا:سأضرب الفساد بيد من حديد.. واضاف متحديا (يقتلوني.. خل يقتلوني).. وبعد كم شهر صرح في اعتذار ضمني.. الفاسدون يمتلكون القوة والمال والفضائيات.. انهم مافيا. واذا كانت حكومة السيد محمد شياع السوداني غير قادرة على معرفة مصير (مازن وتوفيق).. فان الواجب عليها ان ترعى عائلتيهما.. وقد يكون لمنح هذه الجائزة الدولية حافزا لأن تبادر.

نبارك لعائلة المغيب قسرا ومحبيه والناشرين.. منح فقيد الثقافة العراقية مازن لطيف جائزة فولتير الدولية من اتحاد الناشرين الدولي.. ونتمنى على السيد محمد شياع السوداني، الذي يرعى هذين اليومين(24 و 25 مايس) احتفالا ثقافيا لأيقونة الشعر العربي.. نازك الملائكة.. ان تحظى عائلتي مازن وتوفيق.. بالرعاية.. فقد كانا هما مصدرا رزقهما الذي انقطع.

***

أ. د. قاسم حسين صالح

في المثقف اليوم