قراءة في كتاب

قاسم المحبشي: فلسفة التاريخ الغربي في جزئين بتقديم الفيلسوف مصطفى النشار

قاسم المحبشيلما كان قدرنا أن نكون شاهدين على هذا العصر ومنفعلين بما يحدث فيه من تغييرات وأحداث ومشكلات، فمن الأجدر بنا أن نفهم ما يدور حولنا ونتعرف طبيعة المنطلقات الفلسفية والمساراتالعامة التي توجه دفة قيادة التاريخ العالمي في عالمنا المعاصر، والفلسفة هي النافذة التي نطلمنها لتعرّف حقيقة عصرنا ومشكلاته ذلك لأنها روح عصرها ملخصاً بالفكر، ولا مندوحة لنا نحنالقاطنين في هذا المكان المتوسط من الأرض من الفهم العميق للروح الفلسفية العامة التي تكمنخلف كل تلك المظاهر والأحداث والملامح التي تشكل وجه عالمنا الجديد، وتشكل وجهنا في نسيجهذا العالم الخارج عن نطاق سيطرتنا، والخاضع لديناميات قوى عالمية غربية وشرقية وإراداتفاعلة أخرى، قابضة على نواصي التاريخ والحضارة والمدنية والثقافة.

ولما كانت الفلسفة حواراً بين الفكر والواقع، بين الإنسان وعصره، بين الشعوب والحضارات، حواراً يجدد الدهشة ويثير التأمل ويفتح الآفاق ويضيء السبل والممكنات لفهم المشكلات وحل الأزمات،فإن حاجتنا ماسة لمثل هذا الحوار الثقافي الذي يعين البشر على تحديد الأسئلة الجوهريةوالبحث عن الإجابات المناسبة والممكنة عنها، ولاسيما بعد أن صرنا اليوم دون أجوبة لأن الأسئلةالتي طرحناها لم تكن مطابقة للواقع، لذا جاءت أجوبتها مخيبة للآمال. فما أحوجنا لفهم شيءعن عصرنا وطبيعة مشكلاته وحقيقة فلسفاته، كي نتمكن من التعاطي معه على أسس عقلانيةواقعية نقدية.

من هذه الحاجة للفهم والمعرفة حاولت هذه الدراسة أن تقدم رؤية نقدية إجمالية لأبرز الاتجاهاتالفلسفية التاريخية في الفكر الغربي المعاصر، مع التركيز في البحث والتحليل على فلسفةالتاريخ والحضارة عند أرنولد توينبي، بعده أبرز فلاسفة التاريخ المعاصرين في سياق دراسةنقدية مقارنة مع أهم فلاسفة التاريخ الآخرين.

إن هذه الدراسة تنطوي على أهمية مزدوجة، فهي من جهة تحاول أن تقدم صورة إجمالية عنالمشهد الفلسفي في النصف الأول من القرن العشرين، وتميط اللثام عن طبيعة تلك التحدياتوالمشكلات والأسئلة التي تصدى لها فلاسفة التاريخ الغربيون وحاولوا تفسيرها من زوايا نظرفلسفية منهجية مختلفة ومتصارعة، وهي من جهة أخرى، دراسة منهجية لتفسير التاريخوالحضارة عند توينبي إذ إنه، على شهرته الواسعة، لم يُعْطَ حقه من الدراسة والبحث والتقييموالنقد الذي يستحقه. فضلاً عن أنها تكسبنا الخبرة الأكاديمية النظرية والمنهجية في النظر إلىتاريخنا الخاص ودراسته دراسة فلسفية نقدية عقلانية، ولاسيما نحن ما نزال نعيش تحت العبء الثقيل للتاريخ الذي لم نتمكن من فض بنيته وسبر كنهه واكتشاف حقائقه ودينامياته المتخفية،فما زال تاريخنا العربي الإسلامي أشبه بالوثن الكبير الذي ينيخ على صدورنا.

ولا تكمن أهمية فلسفة التاريخ في ذاتها، فهي لا تقدم معرفةً عن الماضي، بل أن قيمها الحقيقية تكمن فيما تقوم به من دور في الحاضر، حاضر وعي من ينتمون إلى التاريخ الذي تفلسفه، وربماكان عدم تمكننا إلى اليوم من فلسفة تاريخنا، أعني كتابته كتابة تعطيه معنى بإزاء الحاضر، هيأحد أسباب عجزنا عن فهم حاضرنا والتخطيط السليم لمستقبلنا.

وكل فلسفة للتاريخ لا يمكن لها أن تقوم إلا بالاستناد على أساس من الفهم الواضح والمتميز لمعنىالإنسان ومكانته وقيمته ودوره في العالم والتاريخ، فالإنسان هو المحور الجوهري الذي انطلقتمنه كل فلسفات التاريخ الحديثة والمعاصرة. وفي سياق دراستنا فلسفة التاريخ في الفكر الغربيالمعاصر، كان علينا أن نواجه حشداً هائلاً من النظريات والتصورات والآراء والمواقف المتباينةوالمتعارضة حول التاريخ ومعناه وقواه، وحول المعرفة التاريخية ومناهجها، وحول الحضاراتوتطورها وانحلالها. وقد وجدنا أنه وبالرغم من الأساس المشترك الذي تنطلق منه جميع فلسفاتالتاريخ الحديثة والمعاصرة الذي هو الإنسان وتميزه وقدراته، ظلّ الصراع بينها سجالاً، إذ حاولكلٌّ منها الادعاء بامتلاك الحقيقة والحق، وكلٌّ منها تستخدم المنطق نفسه في تسويغ حججهاوتقوية موقفها وحماية موقعها، غير أن صراع فلسفات التاريخ في الفكر الحديث والمعاصر، لميكن في حقيقة أمره صراعاً أكاديمياً ثقافياً منهجياً في تفسير التاريخ ومعرفته، بل كان صراعاً منأجل السيطرة على التاريخ وتوجيهه والفوز بخيراتهُ، وهذه هي طبيعة التاريخ من حيث هوصراع وتغالب وتنافس وتداول للأيام والدول. قال تعالى: "وتلك الأيام نداولها بين الناس" وعلىالرغم من اختلاف السياق الثقافي الغربي عن سياقنا العربي وما ينجم عن ذلك من صعوبة الفهمالعميق للنصوص والمفاهيم ومقاصدها، بذلنا قصارى جهدنا في تتبع الأفكار في منابتهاالأصلية وسياقاته التاريخية الحية، بما توافر لدينا من مصادر ومراجع عربية وأجنبية، وذلك منوجهة نظر منهجية نقدية تحليلية تاريخية مقارنة.

وهذا الكتاب هو بالأساس أطروحتي في برنامج الدكتوراه بقسم الفلسفة في جامعة بغدادانجزتها بإشراف الأستاذ الراحل مدني صالح وناقشتها لجنة علمية مكونة من الأساتذة الأعزاء وهم: الأستاذ الدكتور حسام الدين الاوسي رئيس لجنة المناقشة والأستاذ مدني صالح مشرفا علميا الأستاذ الدكتور ناجي حسين عودة رئيس قسم الفلسفة في جامعة المستنصرية عضو لجنة المناقشة والأستاذة الدكتورة أفراح لطفي عبدالله الشيخلي استاذ فلسفة العلوم بجامعة بغداد عضوا والأستاذ عبدالامير سعد الشمري استاذ الفلسفة في جامعة المستنصرية مناقشا خارجيا والأستاذ الدكتور سعد خميس الحديثي استاذ الفلسفة بجامعة بغداد عضوا وذلك في ديسمبر ٢٠٠٤م بكلية الآداب جامعة بغداد باب المعظم قاعة ابن خلدون. ومنذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة وشهدت المنطقة العربية والعالم احداثوتحولات تاريخية خطيرة وكانت فلسفة التاريخ ترشدني لرؤية الأحداث بعيون

مختلفة عما كنت أراها من قبل إذ زرت عدد من البلدان التاريخية منها: مصر والسودان والجزائروالمغرب العربي وكتبت عن ابن خلدون وفلسفته في التاريخ وكتبت عن اوفين توفلر وحضارةالموجة الثالثة وقرأت الكثير من كتب فلسفة التاريخ منها كتاب البحر والتاريخ فشعرت بأهميةإعادة طباعة كتاب فلسفة التاريخ في الفكر الغربي المعاصر في ضوء ما اكتسبته وفهمته منمعرفة جديدة.

 وحينما تكون في أرض الكنانة تكون في قلب التاريخ والحضارة ثمة أشياء واشياء خفية تشدنيإلى مواطن الحضارات النهرية واولها الحضارة المصرية الراسخة في أعماق التاريخ، وحضارةبلاد الرافدين والكنعانيين، وحضارات الهند والصين واليونان وروما. ربما كان ذلك الانشداد الآسرللحضارات النهرية الخالدة بحافز تخصصي في فلسفة التاريخ والحضارة ودوافع كثيرة أخرى لاأعلمها.

هنا في أم الدنيا سنحت لي الفرصة لإعادة النظر في كتاب فلسفة التاريخ وتنقيحه وتطعيمهبافكار جديدة واعدت طباعته في جزئين؛ الجزء الأول بعنوان فلسفة التاريخ الغربي من هيرودوتإلى شبنجلر والجزء الثاني من توينبي إلى اولفين توفلر. اشتملت الجزء الأول على فصلين بعدالتمهيد . توقفنا في التمهيد عند أهم المفاهيم التي تتصل بهذه الدراسة: التاريخ والحضارةالمدنية والثقافة وعقدنا الفصل الأول لتتبع المسار التاريخي لنشوء فلسفة التاريخ وتطورها فيالأدب الأسطوري القديم وفي الفكر الفلسفي اليوناني، وفي اللاهوت اليهودي المسيحي الوسيط،وتفسير التاريخ عند ابن خلدون ونقده أوهام المؤرخين . ثم انتقلنا للبحث في البدايات الأولىلفلسفة التاريخ الحديثة في عصر النهضة الأوربية وفي عصر التنوير وفي القرن التاسع عشر، إذلاحظنا أنه يصعب فهم فلسفة التاريخ عند آرنولد توينبي دون العودة إلى تاريخ فلسفة التاريخكله، ذلك أن توينبي قد أنشأ فلسفته في التاريخ والحضارة بالاعتماد على كل التراث التاريخيالماضي.

وخصصنا الفصل الثاني للحديث عن فلسفة التاريخ والحضارة في القرن العشرين، محاولينبيان العلاقة بين الأحداث والمتغيرات الكبيرة التي شهدها القرن وتجلياتها على صعيد الفكرالفلسفي التاريخي، وفي عدد من الاتجاهات الفلسفية، الاتجاه المادي الماركسي، الاتجاه الحيويالنيتشوي، والاتجاه الوضعي التجريبي، والاتجاه البرجماتي الذرائعي، وعرضنا لموقف توينبيمن كل هذه الاتجاهات.

وفي الجزء الثاني بعنوان فلسفة التاريخ الغربي المعاصر من توينبي إلى اولفين توفلر  تناولناالخطوط العامة لفلسفة التاريخ عند أرنولد توينبي، وتوقفنا في البدء عند حياة توينبيوالإمبراطورية البريطانية، وتتبعنا المسارات التي اتخذتها حياة توينبي منذ الميلاد والنشأةوالتربية والتعليم والانخراط بالعمل الجامعي، وتطوره الفكري ونشاطاته الأكاديمية والسياسيةواهتمامه بالقضايا العامة، وذكرنا أهم أعماله. وتحدثنا عن موقف توينبي بين التاريخ والفلسفة،ثم بينا الاتجاهات العامة في فلسفة توينبي في التاريخ والحضارة.

وعقدنا الفصل الرابع للبحث في تفسير توينبي للتاريخ والحضارة بعنوان التحدي والاستجابةوالتعاقب الدوري للحضارات أوضحنا فيه معنى التحدي والاستجابة الذي اشتهر به توينبيوكيف أن توينبي فسر نشوء ونمو الحضارات وازدهارها, وانهيارها, بالاعتماد على فكرة التحديوالاستجابة، وتتبعنا معالجة توينبي مشكلة نشوء الحضارة من المجتمع البدائي، ونقده نظرياتالعرق والبيئة في تفسير ظاهرة الحضارة، ثم عرضنا لرأي توينبي في تعاقب الحضارات علىشكل دوري في ثلاثة أجيال وعوامل نمو الحضارات وأسباب انهيارها، وتوقفنا عند تفسيرتوينبي للحضارة الغربية ومستقبلها، ورأيه في الصدام الحضاري بين العالم والغرب، وموقفتوينبي من أمريكا ودورها في العالم المعاصر، ورؤية توينبي الليبرالية لخلاص الحضارةالأوروأمريكية ودعوته لقيام الدولة العالمية التي تستوعب كل الشعوب والديانات.

أما الفصل الخامس والأخير، فقد خصصناه لبحث تفسير توينبي للحضارة العربية الإسلامية،وتناولنا في البدء علاقة توينبي بالاستشراق واعتماده على الدراسات الاستشراقية ومسوغاتاهتمامه بالحضارات الشرقية والحضارة الإسلامية على وجه التحديد، ثم درسنا تفسير توينبيالاستشراقي للحضارة العربية الإسلامية وكشفنا عن جملة من الاضطرابات والتناقضات التيوقع فيها توينبي في دراسته الدين الإسلامي ومكانة الرسول محمد r في تبليغ الرسالة، ودورالعنصر العربي في تأسيس الدولة الإسلامية، ثم تناولنا بالدرس والتحليل موقف توينبي منفلسطين وإسرائيل في ثلاثة مستويات، تاريخي فلسفي أيديولوجي، وأشرنا إلى ردود الأفعالالتي أثارتها آراؤه النقدية في اليهود والتعصب الإسرائيلي واحتلال إسرائيل فلسطين، وأوضحناموقف الفكر العربي من توينبي، وكيف أن هذا الموقف غلب عليه الجانب الانفعالي الاحتفاليوغاب عنه الأفق الأكاديمي النقدي.

و عرضنا في الختام أرث توينبي وأثره في الثقافة المعاصرة، مبينين أهم الأفكار التي خلفهاتوينبي في تاريخ الفكر الإنساني، وأبرز الدارسين الذين استلهموا توينبي في دراستهم التاريخوالحضارة واستخلصنا أهم النتائج التي توصلنا إليها.

وهنا اضفنا مبحثا عن فلسفة التاريخ الأمريكية كما عرضها أوفين توفلر في كتبه ومنها كتاب " صدمة المستقبل"وكتاب ( خرائط المســتقبل) 1975م، وكتاب ( الموجة الثالــثة ) 1980م، وكتـــاب (تحول السلطة ) ( المعرفة والثروة والعنف ) في بداية القرن الواحد والعشرين) 1985م، وكتاب " بناء حضارة جديدة" 1994م، وغير ذلك من الكتب والمقالات والدراسات الأخرى.

وفي ختام هذه المقدمة يمكن القول أن ما تقدمه الفلسفة لمنتسبيها ليس حقائق جاهزة ولا معارفمكتسبة إنما هي فكرة بحث حر وحوار دائم ونقاش مستمر للأفكار والآراء والنظريات والمناهج،في سبيل التوافر على فهم أوضح ومهارة عقلية مستنيرة وبصيرة مثقفة، إذ إن وظيفة الفلسفةهي تعلم التفكير النقدي على نحو مختلف. وحسبي أنني قد حاولت ذلك في هذه الأطروحة التيبذلت في أعدادها قصارى جهدي ومنتهى طاقتي، وكل ما أتمناه ان أكون قد وفقت في عمل شيءنافع ومفيد، وان لا يكون جهدي قد ذهب سدى، فان وفقت إلى الصواب فهو بفضل الله ومنه وكرمه،وان كانت الأخرى فحسبي أنني طالب علم يخطئ ويصيب، وليس الكمال الا لله وحده سبحانهوتعالى.

 

وإذا كان الختام مسكا فالمسك هنا هو في تقديم

كتابنا بقلم الفيلسوف المصري المخضرم الأستاذ الدكتور مصطفى النشار الذي تفضل مشكورابقراءة الكتاب وتقديمه إذ كتب قائلا:

"إن علينا أن نكف عن تقديس الماضى ومحاولة احيائه لأن هذا مسار محكوم عليه بالفشل ، كما أنعلينا أن نكف عن الاكتفاء بالنظر إلى ماتحت أقدامنا متشبثين باللحظة الحاضرة لأن الأحداثالعالمية والقوى العالمية المحركة لها سرعان ماتدهس الحاضر وتتجاوزه محاولة تحقيق أهدافهاالخاصة فى السيادة والهيمنة وان لم نكن قادرين على قراءة ذلك والوعي به والاستعداد له سنكونمن بين ماتدهسهم الأقدام .. وكم يؤلمنى قول القائل أننا أمة لاتفكر فى المستقبل ولاتهتم به وغيرمستعدة له وليس لديها علماء مستقبليات ولاعلما للمستقبل..الخ!!

وليس أفضل من الرد على هذه المقولات المحبطة إلا هذا الكتاب الذي بين أيدينا وأمثاله ؛ فلقد بدأنانهتم منذ فترة ليست بالقليله بالمستقبليات عموما وبفلسفة التاريخ خصوصا وهى من الفروعالفلسفية المهتمة كما سبقت وأشرت بالتنبؤ بالمستقبل وتقديم الرؤى التنبؤية حول مساراتالتحولات التاريخية والحضارية .

إن هذا الكتاب الذى أسعد وأتشرف بتقديمه للقارئ العربي اليوم هو أحد تجليات هذا الاهتمامبالقراءة الشاملة للتاريخ وأحداثه ومساراته حيث يقدم لنا مؤلفه الدكتور قاسم المحبشى عرضاوافيا وشافيا لأهم ماقدمه فلاسفة التاريخ المحدثين والمعاصرين من رؤى ونظريات مفسرة للتاريخورؤى هؤلاء الفلاسفة التنبؤية بما يمكن أن يحدث فى المستقبل  من انهيار لحضارات وصعودأخرى.

وقد تميز هذا الكتاب الذي بين أيدينا بعدة مميزات لعل أهمها هو سلاسة أسلوبه فى العرضالذي يكشف عن مدى وعي وفهم د. قاسم لكل ماعرضه فهما أدى إلى ذلك العرض الشيق الجميلالذي تضافرت فيه المعلومات التاريخية التى تشكل خلفية النظريات الفلسفية المفسرة للتاريخوالخلفية الفكرية لأصحابها مع النظريات الفلسفية التى توقف عندها لدى فلاسفة التاريخالغربيين .

كما أن هذا العرض تميز لدى صاحبه حقيقة بغزارة المادة العلمية التى استند إليها ، ومن ثم فقدنجح فى المزج بين ماهو تاريخى وماهو فلسفي بشكل جذاب وممتع للقارئ فلا يكاد يشعر بالملللا من المعلومات والخلفيات التاريخية التى يقدمها ولا من النظريات الفلسفية التى آثر أن يتوقفعندها . "

 

ا. د. قاسم المحبشي

 

 

في المثقف اليوم