قراءات نقدية

واثق الحسناوي: تجلياتُ الرَّفض في شاهدةِ قبرِ السَّماوي (5-5)

واثق الحسناويدراسة سيميائية حجاجية تواصلية.


 10- رفض العدمية، مِن خلال مفردة النَّخلة والعصافير:

لم يكُن الشاعرُ المُؤرّق بحبِّ الوطن والنّاس والأم والطبيعة، أولَ شاعرٍ استنطق الأشياء والحواس وكلِّ شيء من حوله.. لكنَّه –ربّما- الشاعر الذي وضع الإصبع على الجُرح الذي يتلذذ بالمِلح ..أنه السَّماوي بأفكارِه وهواجسِه وأحاسيسه، التي ترجمها على دفتر مِن الطّين الحُرّ،وبجريد النَّخل العراقي،وخطَّها بإحساسٍ مُرهفٍ مُثقلٍ بهمومِ الوطن والنَّاس .

ببساطةِ المفردات وعفويتها،استطاع السَّماوي أن يقفز على الذات الإحساس، وهو يستنطق، ويستجوب الهواجس في دائرةِ مكتب التحقيق السري الذي عدَّه مخبرا منولوجيا يوحي له في زنازين المعتقلات؛ لنعيش معَه القصة المتعددة المشاهد وسياق الآن والهُنا وصراع الأنا والهو مع الآخر أو الأنا العليا، التي مازالت حُبلى بالكثير من المفاجآت التي لم يُفصح عنّها دفعة واحدة، وتركها تتسلل الى مخيالنا عبر زمنيته ومكانيته ورؤيته وعلائقيته الغامضة ..

وما النَّخلة إلا رمزٌ مِن رموزٍ الرَّفض الكثيرة في خطاب السَّماوي الشعري ..فالشاعر منَحَنا نسجا دلاليا توليديا حداثويا متعالقا مع تراثه الغارِق في جذور الماضي، مبتعدا عمّا اعتدنا عليه مِن أنَّ النَّخلة هي رمزٌ للعطاء والشُّموخ والكبرياء مِن هذه المصطلحات التي مللناها لكثرة التكرار؛ لذلك نجد السَّماوي قد فرَّ بنفسه نحو هذه الأنثى الأم الرمز المقاومة، التي تُوصلنا إلى الرّب من حيث بعدها الدلالي السيميائي الذي يربط لنا جذور الأرض بعنان السماء، وحنان الأم برطبها المِعطاء، رابطا إيّاها بعصافير البيت الأليفة المُمتعة، وشساعة ونضارة وخضرة، ومتاعة البستان الذي هو رمز للاحتواء والعطاء والمتعة ايضا،بوصفها امتدادا فرديا جسديا وفسلجيا لذلك الامتداد الكبير،وهي تمدُّ جذورَها الطّاهرة إلى رَحم قلبه المقدّس، حتى أنَّ ضلوعه قد شُيدت مِن سعفِها.

فالترديدُ والتكرارُ لمفردة النَّخلة في شعر السَّماوي لم يكن مصادفةً أو إغراقاً أو فناً بديعيا تقليديا، بقدر ما يكون رسالةً أو نبوءةً، بأنَّ النَّخلة هي الحبلُ الموصِل إلى الرّب فلا تقطعوها من جذورها بالنفي والهجر والغدر ...فقد ذكرها بقوله: (عصافير نخلة بيتنا، بنخيلي أعمدة كونكريتيه، نخلة جذرها في قلبي، ضلوعي تساقطت نخلة نخلة، مثل نخيل بستان واحد، اليوم الذي يحتفل به نخيلنا،ولنا من النخل،ليشع قوس القزح نخلة جنب نخلة، حتى أخر نخلة في جيكور، والنخيل حليق الرؤوس،.نخلة في صحراء، انا من جريد النخل).

هكذا استحوذ النخلُ على بستان / نص الشاعر السَّماوي، وهو يصف مرّة ويشبّه في أخرى ،ويعطفُ ويستنطق ويكسي ويصوغ، وبهذا نجد إنَّ السَّماوي قد تلاعب تلاعبا فريدا بارعا في المعنى الدلالي، والتداولي، والسيميائي لهذه المفردة، فتارة يجعلها أماً وتارة اخرى، حبيبة أو وطنا أو ضلعا أو قبسا أو شمعة، ومرّة يصفها بالخِواء واليتم والجفاء، والانقراض وغير ذلك.

فقد خصَّ النَّخلة بوحدات دلالية ساهمت في بناء المستوى التركيبي، وهيكلته هيكلة متماسكة، مِن حيث الوحدات الدلالية التوليدية العميقة، التي وظَّفها في خطاب الرفض الثوري الاشهاري ..

لقد كان موفقا فيما ذهب اليه مِن دون أيّ تكلّف أو إغراق. فالشاعرُ ابنُ بيئته ومرآتها العاكسة، لذلك استحقت النَّخلةُ الرمزُ الأمُ المعطاء أن تكون مبعوثةَ الرّب في إحدى قصائده، ورمزَ الحضارة والتأريخ والتأصيل ..ورمزَ الرفض أيضا، اذ أنَّها رفضت أن تموت بأصوات المدافع او بقطعِ الماء عنها او بهجرة أصحابها عنها.

وبهذا جعل من هذا الرمز كلَّ ما يُمثّل العراق والشاعر ومتعلقاته، وحياته ومجتمعه، وثقافته (فالإحباط السياسي احيانا يكون دافعا شديد التأثر في دفع المناضل المُحبط الى البحث عن مُمثل للرحم الامومي النابض واهم مكافأته، بالتأكيد المرأة المعشوقة هذا ما نراه في سير المقاومين وليس للسياسيين الكبار، الذين هم عشاق كبار بالضرورة . الوطن هو مكافآت الرحم الامومي الكبرى). (55)2868 يحيى السماوي

وبهذه الالتفاتة الاستعارية السيميائية الاشهارية، استطاع السَّماوي أن يشدّ انتباهنا الى براعته في توليد الدلالات الاستعمالية لأكثر من معنى وفي اكثر من سياق، بوصف النخلة رمزا حِجاجيا رافضا للظلم، والفناء والعدم والانحناء لخلق الابداع الفني، الذي (لا يمكن تحقيقه الا في ظل ظروف معينة لا تتوافر في جميع العصور الادبية، فاذا توفرت أمكن لأدباء ذلك العصر أن ينتجوا أدبا عظيما ...أمّا اذا لم تتوافر هذه الظروف، فلا يمكن أن يكون لهذا العصر أدب عظيم)، اذ يرى "ارنولد" انَّ ملكات الابداع في الانسان تمارس نشاطها على أساس من وجود " مادة " و" عناصر فكرية " معينة لا بدَّ أن تكون شائعة في العصر، حتى يستطيع الشاعر أن يستخدمها ... إنَّ الشاعر لابدَّ أن يجد نفسه وسط " بيئة فكرية وروحية " تمدّه بالإلهام، وتطلق العنان لطاقته الابداعية ..فلا يمكن(أن يتم خلق العمل الفني العظيم الا بتوفر: الطاقة الابداعية الكامنة في الفنان، والطاقة الثقافية الكامنة في العصر، ولابدّ للطاقتين أن تلتقيا ؛ لينتج عن التقائهما الأدب العظيم) .(56)

ولم تكن النَّخلةُ الوسيلةَ الرمزيةَ الوحيدة،التي وظّفها الشاعرُ السَّماوي سيميائيا في متون مجموعته الشعرية، بتوظيف الحاذق المطبوع، بل كانت العلاقة والملازمة للنخلة والعصافير في بستان السَّماوي دور في إضفاء طابع القرية النقي الصادق الذي طالما ألهب وأمطر مشاعر الشاعر الملتهبة، والمثقلة بالهموم والحنين إلى حلم تخلى عن رغده، قد لا ينفع النوح على ردّه .

فملازمة العصافير للنخلة ملازمة مكانية حيزية في مكان أكبر هو البيت، ثم الوطن في اشارة لملازمة الشاعر للنخلة/ الأم / الوطن، وملازمة الشاعر للنخلة، أكسبت عينيه اللون الأخضر، الذي يرمز للغضارة واليناعة والمتعة، والجمال وهو ذاته لون لباس أهل الجنة، ولون لباس الشهداء، ويبعث الاستقرار والراحة والتأمل، فضلا عن كونّه -كما يقال- لباس الأوصياء والأولياء والصالحين ونسل رسول الله من السادة الاشراف..

اذاً شكّل اللون الاخضر علامة سيميائيا فارقة بوصفها رمزا، اذ ابتعد كثيرا عن مساحته الدلالية القاموسية، والتداولية الى الدلالة الرمزية التأويلية؛ ليحلَّ مناطقَ تأويلية خاصة بقاموس الشاعر، ويمثل علاقة أكثر من علاقة غزل أو حبّ أو تعالق بيئي ومكاني وانعكاس لوني.

فالمعنى التأويلي الذي قصده الشاعر هو اكتساب عينيه اللون الأخضر من لون سعف النخلة في بيته، فأراد أن يوحي بانَّ صورة الخضرة في عينيه تعني الوطن ؛ لذلك تحتاج الى تحليل هرمنيوطيقي، يتوافق مع محاكاة الشاعر ومقاصده ضمن سياقاتها المعينة.

فما يُدلل على عشق الشاعر للنخلة، انَّه حاول زراعتها في منزله في بلاد الغربة والمنفى / استراليا لكنه لم يفلح للأسف، لأنها تأبى أن تورث الافراخ في ذلِّ قيد وقفص الغربة والمنفى .

وبهذا حاول الشاعر أن يستعيد أو يعيش أجواء الطفولة، وان يغرس له نخلة / وطن في الغربة لكنه فشل في اقامة عرس يتيم حتى قال: (إن مثلي لا يصلح للفرح) كون الحنين إلى الماضي مازال يطارد السَّماوي في غربته، ويرفض أيَّ حيزٍ آخر غيره، ويلح عليه حتى صار همّه الأول والأخير.

ولذلك كانت علاقته بالنَّخلة والعصافير علاقة قدسية ربانية، كونه يرسم بأسلوب ولغة استعارية، ذلك الرفض الداخلي الذي يعانيه يوميا لأيّ واقع أو حيز لا يمثله ماضيه الذي عشقه وتجذر فيه.

ونجد كذلك تكرار مفردة العصافير في عدّة قصائد ومواضع منها(عصافير نخلة بيتنا،عيون الفقراء العصافير،تخاف على العصافير،أمي تحب العصافير،فللعصافير حصتها،من عشّ غزالتي البرية لعصفوري، ولا ثمة عصافير في الأفق، وأسراب من عصافير الطفولة،على عصافير بستاننا للعصافير التي سقطت في فخاخي، مصاصي دماء بمناقير عصافير؟، كونوا كالعصافير ..مني العصفور ومنك العش)، وهي دلالة رمزية أخرى على الألفة والحميمية والتناغم والتلاصق والانسجام والمودة، التي كانت ما بين النخلة والعصافير وبيت الطين والتنور وأم الشاعر . وهذا التلاحم انفرط عقده بسب اصوات المدافع والمخبر السري وتبختر الحاكم .

فبهذه التشبيهات والاستعارات والكنايات والإيماءات، والمقابلات والثنائيات الضدية، استطاع السَّماوي أن يختطَّ له منهجا سيميائيا حِجاجيا تواصليا قاموسيا خاصا به،مبتعدا عن الوقوع في كماشة التّكلّف والتّصنّع والترميز اللا منطقي أو التقليد والاجترار والاطناب والتكرار، فكانت النَّخلة الوطن و الأم المِعطاء الموصِلة إلى الرب، والرافضة لفعل القبح الذي أحاط بها وضيَّق الخناق عليها وسعى لموتِها، وكانت العصافيرُ رمزاً للطفولة والألفة والتلاحم والتناغم مع النخلة، التي عدَّها الوطن الذي يحمل العصافير أيّ الأطفال، ويحتضنهم، ويطعمهم مِن رطبه، فتستظل به وتأمن على نفسها مِن هجوم الذئاب عليها ليلا .

فالشاعر يتحسر ويتوجع ويأسف لهذه الألفة التي طارت منذ أن جفّ ماءُ الفرات عن النَّخلة، وغادرت الحياةُ والعصافير بيت الطين، ونعق الغرابُ في البساتين التي هجرها أصحابُها والعصافير،في اشارة الى هجرة العراقيين وسفرهم الى دول أوربا وامريكا واستراليا، إبان الانتفاضة الشعبانية ..

فصار بقاء النَّخلة / الوطن / الأم / الجذور والتراث، مجرد إطلال في ذاكرة الشاعر تترقرق في عينيه كلّما بكى، ذكّره خضارُ عينيه بخضرة سعفها ..الذي صاغ منه الضلوع وظل ملتصقا في عينيك ما تبقى له من الوطن.

الخاتمة:

1- لقد شكَّل اسلوبُ الرفض، ظاهرةً بارزةً في الشعر بصورة عامة وفي شعر السَّماوي في مجموعته الشعرية " شاهدة قبر من رخام الكلمات" بشكلٍ خاص .لدواعي مختلفة.

2- كانت الاسبابُ السياسية والفكرية، والاقتصادية والعقائدية (الدينية / الطائفية) والامراض الاجتماعية، وكثرةُ الحروب والمعارك والانتفاضات .. الدورَ الرئيس والأهم في تحفيز الشاعر على الرفض بشتى أنواعه .والذي تسبب في تغيير واضح في سيكولوجية الشاعر واتجاهاته الفكرية والعقائدية والسلوكية، والتي طغت وبرزت في شعره الى درجة التماهي الهستيري، والانصهار الحميمي في حُبّ الوطن، وتبني قضيته عربيا ومحليا ما دفعه لحمل واشهار السلاح، والمشاركة في الانتفاضة الشعبانية عام 1991، ثم العمل في الصحافة مع المعارضة العراقية في / استراليا .

لا ننكر إنَّ للإقصاء والحرمان، والغربة دوراً كبيراً في تفرد الشاعر بأسلوب الرفض وتميزه ادبيا وثقافيا في المنفى، اذ ساهم ذلك ايضا في خلق عوارض نفسية لدى الشاعر المهووس بحبّ الوطن والاهل والطفولة،وهي عوارض ايجابية ابداعية جعلت منه قلَمَا ادبيا عربيا وعالميا، فكثيرا ما يُعزى الابداع الى العامل النفسي الذي سببه الحاجة المُلحّة .

فالشاعرُ لا يستطيع الانسلاخ مِن طفولته ووطنه مهما حصل، بل هو يجاهدُ من أجل اعادة ماضيه، ولو للحظة قبل أن يودع الحياة ويُسدِل الستارَ في آخر مشهد من سرده التراجيدي الدرامي، واهما بأنَّ الماضي قد يعود من جديد، ويعيد العصافير الى النخلة وبيت الطين الغافي فوق بساتين الشرقي في مدينته الغافية على ضفاف الفرات بين احضان النخيل، التي ساوتها الجرَّافات وغزتها العشوائيات، وهو حلم الظمآن وسط الصحراء القاحلة، اذ يرى الماءَ سرابا .

3- -إنَّ السَّماوي لديه القدرة على التصوير، والتدبير، والتعبير، والنسج، والتفكير والخلق،والاستدلال والاستشهاد والحجاج، والقدرة الفائقة على توليد الألوان والاصوات والسرود، والاشكال، والتجسيم، والتجسيد بِصوَرٍ سيميائية حجاجية متعددة، وخلق الاحساس المرهف الذي ورَّط القارئ لاستشعارها عن قرب حتى تصبح صورة من صور محاكاة الواقع والتعبير الصادق عنه.

كذلك لديه القدرة على تحسّس الأصوات مِن حوله وتلمّس الأوجاع الدفينة، وتحسّس الأشياء الثمينة والمكنونة، فكان تشكيلُه الشّعري تصويراً ابتداعيا لونيا صوتيا حركيا متعالِقا متناسِقا منسجِما مدوّيا في سماء القلوب قبل العقول.

4- لمسنا تركيز الشاعر البالغ على العامل النفسي لدى المتلقي، الذي كان سببا في بداعة التشبيه في التصوير، وتناسل المَشاهِد الدرامية في نصوصه الشّعرية، لاستمالة المتلقي، اذ نقل التشبيه من مجال الحواس الخارجية الى داخل انفسنا، بشكل سيميائي رمزي مميز، وهو يحتجُّ على كلّ مظاهر الفساد او الظلم في بلده او مجتمعه.

5- إنَّ حبّه لوطنه الذي يرى فيه القدسية، أشعره بالنَّشوة والنَّرجسية وحالة الارتداد التي مدّته بالقوّة والمقاومة، والسعي الى تحقيق الأمل وإطاحة الأصنام في بلده المُغتصب، اذ استمد قوته ومقاومته واسلوب رفضه من حبّه الشديد لوطنه واهله،والذي تمثل في بيت الطين، والنخلة، والعصافير، وأمه .

فجميعها رموزٌ ذات دلالات هرمنيوطيقية عميقة جدا، أكبر مِما نتصور نحن بمفهومها المعجمي او التداوالي.

6- كانت تجلياتُ القلق الواضحة بأسلوبه الرافض للكبت، والاقصاء والحرمان في كلِّ شيء، هي ترجمان لِما يجري في بلده .فالشّاعرُ لسان حال وطنه وأهله والشعر كما يرى "ارنولد" لا يهدف الى النقد الاجتماعي او السياسي كما لا يهدف الى الدعاية لمبادئ اخلاقية او اجتماعية معينة ... وانّما هو وسيلة " لتفسير" الحياة عن طريق العاطفة) .(57)

وهذا التفسير هو كلّ مهمة الشعر في المجتمع وهو ما تجسّد في شعر السَّماوي، حينما حاول أن يحاكي كلَّ شيء في العراق، ويفسر كلَّ الظواهر الغريبة او المجّة، ويرفضها بأسلوبه الخاص مفسّرا أيَّاها بعاطفته المتقدة التي ميزته عن غيره من الشعراء .

7- إذا عدنا إلى عنوانات القصائد في مجموعة" شاهدة قبر" لوجدنا إنَّ معظمها إشارات وتصريحات بالرفض مثل (اطلقوا صراح الوطن من الاعتقال،المنطقة الخضراء، أيّها الإمبراطور،اقنع من أرضك بالحصى ومن بحرك بالزبد، الوطن استحى ...فمتى يستحي الرجال،ضعفاء لكننا الأقوى، كي لا نذل أكثر،نريد أن نرى...لا أن نسمع، الجنة ليست منجم فحم حجري،كي نغفو مطمئنين دون كوابيس، البيت الأبيض، انصب خيمتك،أ كل هذا التشابه ..وتقولين نحن مختلفان..).

فجميعُها عنوانات مثّلت عتباتٍ نصيةً سيميائية حِجاجية ملغّمة رسائل وشفرات وعمل وانتاج قصدي، مكثّف ومقصود من قبل الشاعر/ المرسل الى المستقبل المتلقي الذي يعمل بدوره على تاويلها على وفق الاكراهات والسياقات المشترطة بين الطرفين او مبدأ "غرايس"،فهي رسائلٌ سردية قصيرة موجزة مِن نسيج الفكر وغايةِ القصد وسياقِ الخطاب وآليات اشتغاله، حملت معاني الرفض شكلاً ومضمونا.

 

د.واثق الحسناوي - جامعة المثنى

......................

الهوامش:

- السيرة الذاتية للشاعر .

2 -لسان العرب:ابن منظور، تح: مجموعة من المحققين، دار المعارف، د. ط،،القاهرة / مصر، د.ت: 1689-1690

3- انظر: الاخلاق والدين بين الفلسفة والانغلاق والانفتاح، دراسة في كتاب (منبعا الاخلاق والدين) للفيلسوف هنري برجسون: د. -اكرم مطلك محمد، بيت الحكمة، د.ط، بغداد / العراق، 2013: 168-172.- 3

- نقلا عن::الاخلاق والدين بين الفلسفة والانغلاق والانفتاح: 118. 4

5 - انظر:علم النفس العام /د.إبراهيم الحسن/ص181.

6- علم النفس العام: 31.

7 - انظر:المصدر السابق: 220.

8 - نقلا عن:الاخلاق والدين بين الفلسفة والانغلاق والانفتاح: 119-120 .

9 -انظر: شرح المعلقات العشر واخبار شعرائها: الشيخ احمد الامين الشنقيطي، دار احياء التراث العربي، د. ط.د. ت.بيروت / لبنان: 1-3 .

10 - المصدر السابق: 112.

11 - المصدر السابق:53

12 - انظر: الشعر العربي قبل الاسلام بين الانتماء القبلي والحس القومي: د. مصعب حسون الراوي، دار الشؤون الثقافية العامة، د.ط، بغداد / العراق، 1989: 18-23.

-نقلا عن::الاخلاق والدين بين الفلسفة والانغلاق والانفتاح: 147 . 13

14 - انظر: شرح المعلقات العشر: 64-67.

15 - انظر: التطور والتجديد في الشعر الاموي: د. شوقي ضيف:، دار المعارف،ط5، القاهرة / مصر،د. ت.: 9.

16-انظر: تطور الشعر العربي الحديث في العراق اتجاهات الرؤيا وجماليات النسيج / د. علي عباس علوان، منشورات وزارة الاعلام / بغداد/ العراق، 1979:165

17 - التبيان في شرح الديوان: ابو البقاء العبكري، دا المعارف : 23-25 .

18- نقلا عن: الاخلاق والدين بين الفلسفة والانغلاق والانفتاح: 163-164

19-الشعر الصوفي حتى افول مدرسة بغداد وظهور الغزالي: عدنان حسين العوادي، دار الرشيد للنشر، د.ط, بغداد، 1979: 5-10.وفي الادب العربي الحديث: 19.

20-الاسس النظرية في مناهج البحث الادبي العربي الحديث: د. عبد السلام الشاذلي، دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، بيروت / لبنان: 1989: 53-63 .

21- تطور الشعر العربي الحديث في العراق :34، 42 .

22 -في الادب العربي الحديث: 51 .

23 - في الادب العربي الحديث/د.يوسف عز الدين/ص23.وانظر: تطور الشعر العربي الحديث في العراق :32

24 - في الادب العربي الحديث: 24 .

25 - المصدر السابق:26

26- انظر: تطور الشعر العربي الحديث في العراق:16-20 .

27 - في الادب العربي:187

28 -انظر:الجواهري شاعر من القرن العشرين: د. جليل العطية، منشورات الجمل،ط1، المانيا،1998: 7، 64، 72،81.

29 - تطور الشعر العربي الحديث في العراق:274 .

30 -المصدر السابق: 272-274 .

-31 - موقع ايلاف: صورة الرفض في شعر احمد مطر: احمد كاظم نصيف: https://elaph.com/Web/Culture/2009/8/468544

- شاهدة قبر من رخام الكلمات: 43 32

- المصدر السابق: 4 33

-المصدر نفسه: 46 34

- المصدر نفسه: 130 . 35

36 - انظر قصة اصحاب الفيل: موقع موضوع: تحت الرابط https://mawdoo3.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%

37 - المصدر نفسه: 132 .

- المصدر نفسه . 38

شاهدة قبر من رخام الكلمات:150 . 39

المصدر نفسه : 40

- المصدر نفسه : 151 41

- المصدر نفسه : 152 . 42

- المصدر نفسه : 156 . 43

- المصدر نفسه . 44

- المصدر نفسه : 157 . 45

- المصدر نفسه . 46

- المصدر نفسه : 158 . 47

- المصدر نفسه : 159 . 48

- المصدر نفسه : 160 . 49

- المصدر نفسه : 161 . 50

- المصدر نفسه : 166 . 51

- المصدر نفسه : 173 . 52

- سماويات:حسين سرمك: 27، 180 . 53

انظر:-سماويات: 115 . 54

55 -سماويات: د. حسين سرمك: 115

56 - النقد الموضوعي: د. سمير سرحان، دار الشؤون الثقافية العامة، ط1، بغداد / العراق: 1990: 40-41 .

57 - النقد الموضوعي: 12. 

المصادر والمراجع: 

- الاخلاق والدين بين الفلسفة والانغلاق والانفتاح، دراسة في كتاب (منبعا الاخلاق والدين) للفيلسوف هنري برجسون: د. -اكرم مطلك محمد، بيت الحكمة، د.ط، بغداد / العراق، 2013 .

- الاسس النظرية في مناهج البحث الادبي العربي الحديث: د. عبد السلام الشاذلي، دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، بيروت / لبنان .

- التبيان في شرح الديوان: ابو البقاء العبكري، دا المعارف .

- تطور الشعر العربي الحديث في العراق اتجاهات الرؤيا وجماليات النسيج / د. علي عباس علوان، منشورات وزارة الاعلام / بغداد/ العراق، 1979 .

- التطور والتجديد في الشعر الاموي: د. شوقي ضيف:، دار المعارف،ط5، القاهرة / مصر،د. ت.

- الجواهري شاعر من القرن العشرين: د. جليل العطية، منشورات الجمل،ط1، المانيا،1998 .

- السيرة الذاتية للشاعر .

- شرح المعلقات العشر واخبار شعرائها: الشيخ احمد الامين الشنقيطي، دار احياء التراث العربي، د. ط.د. ت.بيروت / لبنان .

- الشعر الصوفي حتى افول مدرسة بغداد وظهور الغزالي: عدنان حسين العوادي، دار الرشيد للنشر، د.ط, بغداد، 1979: 5-10.وفي الادب العربي الحديث .

- الشعر العربي قبل الاسلام بين الانتماء القبلي والحس القومي: د. مصعب حسون الراوي، دار الشؤون الثقافية العامة، د.ط، بغداد / العراق، 1989 .

- علم النفس العام :د.إبراهيم الحسن الكناني ومجموعة من المؤلفين،مطبعة يعفر العصامية، د.ط، بغداد / العراق: 1424ه.

- لسان العرب:ابن منظور، تح: مجموعة من المحققين، دار المعارف، د. ط،،القاهرة / مصر، د.ت .

- النقد الموضوعي: د. سمير سرحان، دار الشؤون الثقافية العامة، ط1، بغداد / العراق: 1990 .

المواقع الالكترونية: 

- صورة الرفض في شعر احمد مطر: احمد كاظم نصيف،موقع ايلاف: تحت الرابط : https://elaph.com/Web/Culture/2009/8/468544

- قصة اصحاب الفيل، موقع موضوع، تحت الرابط: https://mawdoo3.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%

 

 

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم