دراسات وبحوث

الشيعة والمهدي المنتظر .. نظرية الحقيقة المفقودة / عبد الجبار العبيدي

الذي تركزت عليه نظريتهم باعتباره المنقذ او المخلص للبشرية من الظلم والاستبداد، وكثرُ الحديث عما يحاك ضدهم لاسقاط حكمهم. ومن حق الشعب العراقي وبغض النظر عن معتقداتهم الفِرقية المختلفة، ان يتسائل :

 

عن مدى نجاحهم او فشلهم بعد أكثر من تسع سنين من حكم الدولة؟ وعن هذه الفكرة ومصداقيتها والأيمان بها؟ بعد ان اصبح الظلم والفساد والرشوة والتخلف وضياع الحقوق عنواناً لدولتهم الحالية ولدولهم التي حكموها سابقا، دولة المهديين في المغرب، ودولة الفاطميين في مصر، ودولة البويهيين في العراق، ودولة الخوازميين في شرق ايران، خلافا لمبادىء أهل البيت العظام في تطبيق العدالة وحقوق الناس. واليوم يعود الحكم لهم مرة اخرى في وطننا العراق منذ2003 للميلاد على يد الأحتلال الاجنبي –وهو مخالف لنظرية المهدي المنتظر-، هم يحكمون اليوم ولازال الفشل الزمني يلاحقهم دون ان يستطيعون رده، حتى غدا العراق مسرحا لفقدان الحقوق بعد ان تغيرت القوانين والاعراف لصالح الخطأ كما حصل في مسيرة حكمم السابقين الذي قام على معاييرالاستبداد والاستعباد والاستبعاد والتي اتت على الانسان والامن والتنمية والسيادة فحولتها الى هشيم .

 

ورغم ما يكتب الآن ويحذر منه ويقال من انحراف خطيرلقادة الدولة وتسلط على المؤسسات، لكنهم يحاولون من اجل الاصلاح دون نجاح او فلاح الا ما ندرلقلة في خبرتهم بحكم الدولة ولعدم صدقيتهم فيما يقولون فالدولة لاتتقدم الا بحكم الصفوة المختارة من ذوي الهمة والقدرة على القيادة وهم فاقدوها اليوم. وكأن دولهم السابقة قد عادت الينا بدولة العراق الجديد دون تغيير، وهي الدول التي حكموها وسقطت على ايديهم لنفس الاسباب، حين اصبحت القوانين و مبادىء العدالة الاجتماعية عند قادتهم مجرد كلمات تردد، وقسم يقال، وتقاليد ومراسيم ولا غير . دون اي مردود عملي لصالح حركة التغيير التاريخي المجتمعي حينذاك واليوم، وبعد ان حل الخصام بينهم، والاستيلاء على السلطة والسكوت على سراق المال العام الحرام واهمال الكفاءة واحلال الرداءة في مفاصل الدولة وسيلتهم التي ادت في النهاية الى ضعفهم وتفككهم وسقوطهم . واليوم يتكرر المشهد في وطن العراقيين الجريح اقسى وأمر على أيديهم من السابقين، وكأن لحظة الأنتحار باتت وشيكة لدولتهم الخامسة نتيجة تهاونهم وعدم اعتمادهم على الكفاءة المطلوبة والابتعاد عن مفاهيم العدالة في حكم الدولة.

 

فماذا سيكون؟.

فهل ما يقال ويكتب اليوم عن المهدي المنتظرمن أتباعهم الذين يروجون لفكرته أملا بأمتصاص نقمة الجماهير التي يئست من ان ترى مشروعا للدولة الموعودة قد تحقق؟ بعد ان وَضعت الدولة على سكة العِرق والطائفة والمذهب، سكة التفكك والتفتيت وفرق تسد، وقتل الهوية الوطنية الواحدة التي باتت مهدمة من كل الاركان والوجوه لحساب الهويات الفرعية، وترك الأمة تنوء بأمراضها ولا هم لهم غير المال والسلطة والجبر على الاخرين؟، أم هو استمرارلنظرية بنيت من الاساس على الوهم وغش الجماهير؟. فلم يعد اليوم يتحمل الاصلاح عهد الوعود بل عهد العهود المطبقة، بعد ان انتهى زمن دولة النقل وحلت محلها د ولة العقل.ان مأساة المعتزلة واخوان الصفا والحلاج تعود الينا اليوم برجال مختلفين. بعد ان سقط مشروع الملكية والجمهورية، واليوم هو مهدد بخسارة دولته الجديدة التي سموها هم العراق الجديد، وما هو بجديد، بل بدولة الفساد الجديد.

فهل وجبَ علينا ان نبقى في الفوضى والأستغلال والفساد ابد الدهرحتى يظهر المهدي المنتظر ليخلصنا من حالتنا المزرية اليوم، بعد ان سقطت الدول الشيعية السابقة، ولم يظهر مهديهم المنتظرالمنقذ؟ مورفين قاتل لم يقتل به شعبُ كما قتلت جماعات الشيعة من قادتهم ومرجعياتهم الدينية وبعض مثقفيهم من وعاظ السلاطينابداً . وهل ان اقامة العدل والقانون مرهون بظهور المهدي المنتظر؟ بعد ان فسدت القيادة من القمة الى القاعدة وخرجت على الشرعية الدينية والاجتماعية وأصبحت هي ومن حولها لايبالون بالناس ان غرقوا أم لآ؟

فهل كانت المسيحية تنتظر ظهور المسيح لتبني دولة القانون؟ أم ان تحقيق العدالة مرهون بأتباع مبادئه في التطبيق؟ هنا من واجبنا ان نطرح التسائل المشروع : متى يظهر المهدي وقد مضى عليه أكثر من ألف سنة ونحن على حالة التخلف والظلم واللا قانون؟ فهل سيظهر مع الصور؟ دولة تأتي وتسقط بعدها أخرى، ونحن لا زلنا ننتظر المخلص الموعود؟ فأذا كان ظهوره حتميا كما يدعون؟، فلمَ لا يحنُ قلبه علينا ويدعو الله لأظهاره كل هذه السنين ليخلصنا من الواقع المزري الذي نحن فيه اليوم؟ فهل نظريتهم تقبل منطقيا في التطبيق؟ وهل مرت هذه الحالة على شعب ذاق الويلات متأملا الأنقاذ من وراء حجب الغيب البهيم؟ . اما كان المفروض على قادتهم ومرجعياتهم ان يَعدلوا عن فكرة الغيبيات والروحانيات ليستبدلوها بالمنطق القانوني والعلمي الواقعي الصحيح مع بقاء النظرية كجزء من عقيدة الدين، ليبنوا لهم دولة القانون والحقوق، لا ان يبقوا يتعايشون مع الوهم البعيد؟ وليحققوا حقوق المواطنين ويتركوا التسلط واللاقانون ليجابهوا مستلزمات العصر الحديث، أم هم القادة وحدهم يستحقون الامان والعيش الرغيد كما نراهم اليوم في منطقتهم الخضراء المحصنة ضد الحق والقانون؟

أهذه هي نظرية المهدي المنتظر كما يعتقدون؟

 

هذه شكوى للمهدي المنتظر وليس لمعتقديه من قادتهم الذين سخروا – وكعادتهم – كل موارد الدولة وامكانياتها البشرية والمادية الهائلة لهم ولاتباعهم دون ان يبنوا لَبنة واحدة في الوطن الجريح، لكنهم في المشاكسات والمناكفات وتبذير وسرقة المال العام شطارا لا يباريهم احد بعد ان أضاعوا الحال والمال والزمن واضحكوا علينا الغريب والقريب، واولادنا وبناتنا سبايا عند الغريب، لعله يرحمنا بظهوره الميمون فينقذنا من ظلم أتباعه الظالمين اصحاب القصوروموائد اللئام والعيش الرغيد . فهل سيبقى مختفيا ينتظر الصور؟، وهل سنبقى ننتظره الى أبد الآبدين؟ فأذا كنا منذ الف عام ننتظر المهدي (عج) ولا زلنا ننتظر، آذن لماذا حصل التغييروجئنا بدبابات الامريكان، وصوارخ رامسفيلد، ولماذا قبلنا التدمير؟

فهل تحقق ما قاله احد علماء الفلسفة المُحدثين فينا؟

حين قال :

"ان النفس البشرية التي هداها الله الى الخير بفعل الاسلام في عراق التغييرقد تحولت اليوم بفعل فاعل الى الشر والظلم المستطير". وهل يحق لقادة التغيير الجدد ان يعزلوا انفسهم عن الشعب بدعوى الامن ويتحصنوا في قصور الظالمين السابقين؟ لماذا لا يكون الأمن لهم ولكل المواطنين؟وهل انعزل أهل البيت العظام عن الناس طيلة وجودهم خوفا على ارواحهم واستبدوا بالمال والسلطة دون الأخرين؟ ألم يستشهد الامام علي (ع) في مسجد الكوفة رغم تحذيرات المحذرين ومات وهو لا يملك شروهُ نقير؟ ألم يستشهد الامام السبط الحسين بن علي (ع ) في كربلاء دفاعا عن الحق والعدل وهو يعلم المصير.؟ألم يقف الأمام الكاظم (ع) بوجه هارون الرشيد كالطود الشامخ ولم يستسلم لرغباته وهو يعلم مصيره في سجنه الرهيب؟هؤلاء هم أهل البيت فمن يدعي انه من أتباعهم عليه ان يكون متمسكا بمبادئهم دون تغيير، كفى تنكرا لمبادئهم ايها الناكثون بالعهد والمصير . بعد ان هرب النواب والوزراء واصبح مقرهم عمان ولندن ودبي وأربيل، هناك يسرسرون وقادتهم عنهم عارفون.

 

نعم لقد تغيرالنظام في 2003، لكن عقل النظام لم يتغير

لقد نشرت مجلة كتابات المحترمة مقالة للسيد احمد القبنجي بتاريخ 20-8-2012 بعنوان: (ماذا يحصل لشيعة العراق اليوم) قال فيه وبالحرف الواحد مع التصرف :"هل ان الشيعة بعد استلامهم حكم العراق هم في أحسن أحوالهم اليوم؟ وهل أستفادوا من دروس الحرية التي أتيحت لهم بعد التغيير؟ ألم يكن كل هذا الذي أصابهم قتلا وتشريدا عبر الزمن من اجل اليوم الموعود؟ لقد جاء هذا اليوم لقادتهم ولمن حولهم وليس لكل المنتظرين بعد تضحيات جسام من المواطنين، فلا زالوا على حالهم في القتل والتشريد لمواطنيهم وضياع الحقوق، فهل هذا ما كنا نريد؟ وهل ان التغيير جاء من اجل منح الرتب العسكرية العالية للأميين لتكوين جيش السلطويين، والوظائف العالية من الوزراء والسفراء والمستشارين للأقربين؟ ان ما نسمعه اليوم من وفاقات بين قادتهم وقادة الاخرين من البعثيين والانتهازيين وكل الناكثين بالعهد والقسم اليوم، ما هي الا تغطية أو لضعف فيهم لترضية المناوئين لبقائهم في حكم الدولة خانعين، فمتى اجتمع (الثعبان مع البطنج ) عبر السنين .هؤلاء الذين يعملون ليل نهار لنزع السلطة منهم وبكل اصرار دون المعايير (أنظر تصريحات الضاري وعدنان الدليمي من عمان)، املا باليوم المنتظر الموعود ليكون الحساب عسيرا من القادمين في 8 شباط الجديد؟ أنتبهوا ايها الاتباع هذه المرة ألف أنتباه من ألاعيب زعمائكم اللاهين بالمال والفساد ووهم السنين، وأجبروهم على الأصلاح قبل فوات الأوان، فأن النوائب غير مأمونة، والحوادث غير مضمونة، وهي من شيم الزمان، فهل ادركتم كيف حول اعصار ساندي مدينة نيويوك العملاقة الى مدينة اشباح في يوم وليلة؟

فماذا ستفعلون؟

 

ونحن نتسائل :اذا كانت الأغلبية من شيعة العراق لا زالت تحت خط الفقر، وخط التخلف، والامية والامراض الفتاكة تفتك بهم، والغالبية محرومون من الخدمات كالكهرباء والماء والعناية الصحية والتعليمية والطرق الحديثة بعد عشر سنوات من قبض المليارات، وبلدكم في اسفل درجات التخلف بين العالمين حسب احصائيات الوكالات الدولية حتى غدت شوارعهم محطمة، وارصفتهم مكسرة، ومدارسهم كرافانات الموت، وجامعاتهم مبعثرة يلهوا بها صبيان المدينة، ومستشفياتهم خربة وأدويتهم تباع في اسواق الوراقين، واولادهم وبناتهم سبايا عند الاخرين - انظر جنوب العراق لقد هالني ما رأيت، وانظرفنادق دبي وعمان وما فيها من عار السنين– اللهم الا من تسفيطات الكتاب وعاظ السلاطين المرتشين الساكنين لندن وبرلين، فهل أن فكرة التشيع والركض وراء ظهور المهدي التي ارتموا في أحضانها كلفتهم كل هذا التهميش والتدمير والتقتيل ولا زالت تطاردهم على مر التاريخ، وهل ان الاتباع يستحقون الانتقام غدا من القادمين؟ أذن أين المرجعيات،

 

وأين الخطأ؟

يطرح الكاتب القبنجي عدة أسئلة جوهرية بحاجة الى جواب؟ فيقول :

س1 : هل ان الخطأ في فكرة التشيع جاءت من مدرسة أهل البيت أصلا ً؟ ونحن نقول لا والجواب يحتاج لتأكيد طويل.

س2 : هل ان الخطأ في تطبيق فكرة التشيع جاءت بعد زمن الائمة الكبارمن أئمتهم؟ ونحن نقول نعم انها فكرة مبتكرة من الفقهاء السابقين.

س3 :هل ان الخطأ بمن أستلم السلطة عبر التاريخ وعاش حاكماً منهم؟ ونحن نقول نعم لعدم ايمانهم بمبادىء اهل البيت العظام .

س4 :هل ان الخطأ جاء في موازين القوى التي تكونت بين السلطة والحاكم من جهة وبين المطارد المرفوض من جهة أخرى؟ سؤال بحاجة الى مقال طويل.

 

من حق الكاتب ان يطرح مثل هذه الاسئلة ويطلب الجواب عليها من قادة شيعة العراق ومن مرجعياتهم وتابعيهم اليوم والتي أنغمست بالسلطة والمال والوظيفة والقصور في وطنهم وفي بلاد العم سام - الوطن المنتظرلهم -، وسكتت عن كل حق يقال حتى سميناها اليوم بالكتلة الساكتة عن الحق مثل ما كانوا في عهدي الامويين والعباسيين؟ فسكتت عن كل مطلب شرعي من المواطنين؟، وصمت آذانها عن كل صوت وطني شريف وألتفت حول مائدة اللئام كل المنافقين؟ ورمت المبادىء خلف ظهرها وظلت تتعايش مع الموروث الميت القديم، الطائفية والعنصرية والمحاصصية والشعائرية البالية والأحتلالية دون قانون، بعد ان زيفوا الانتخابات واصوات المواطنين واعطوها لغير مستحقيها من المتخاذلين والهاربين من حرامية العصر الحديث؟ اللهم لم يبق َ لنا الا ما يقوله ممثلوها في صلاة الجمعة من مورفين . يتمنى الكاتب ان يرى نورا في اخر النفق، بعد ان أحتكرت قادة الشيعة العترة المطهرة- ظلما وعدوانا- التي وقفت ضد كل خطأ في عالم التغيير. .يطالب الكاتب القبنجي على ضرورة الاجابة بعلمية الطرح لا بعاطفيتها، وهذه هي نظرية الامام علي بن ابي طالب (ع) حين طرح نظريتة (ان العقل هو الحجة )، والعقل مضطر لقبول الحق باليقين، وهو الاساس في اكتشاف الحقيقة، فأين قادة الشيعة اليوم من تطبيق النظرية بعد ان اصبح الحكم مستغلا بأيديهم دون الاخرين؟

 

وأين دليلهم اليوم في التطبيق وماذا ينتظرون؟

لاشك من حق الكاتب ان يطرح الاسئلة الصعبة السابقة ويريد جوابا عليها من منطلق ديمقراطية الرأي والرأي الأخرفي العراق الجديد، وبعد ان فشل قادة الشيعة عبر التاريخ في كل دولهم التي أقاموها وليس لديهم التبرير المنطقي في ذلك الفشل سوى الظلم والتخلف وأنانية التعايش مع الاوهام عبر السنين . لقد فشلوا كما اسلفنا في دولهم الاربعة السابقة، لكن التجربة اليوم في العراق هي على المحك لكونها تختلف بكل ظروفها التاريخية عما سبقها من تجارب الاخرين، فهل سيفشلون مثلما فشلوا في السابق وعلى من تقع مسئولية الفشل؟ فأذا فشلوا هذه المرة – والفشل ظاهر للعيان وأكيد- فهل سيرمون فشلهم على البعثيين حجتهم التي اصبحت تاريخ، بعد ان أصبح غالبية قادة البعث شركاؤهم في حكم الدولة، وبعد ان طبقوا قانون الأجتثاث بأزدواجية المعايير طبقاً لمصالحهم لا لمصالح الجماهير؟. انا واثق اذا لم ينتبهوا أتباع قادة الشيعة اليوم الى الخطأ القاتل والخطر القادم، سوف لن تقوم لهم من قائمة الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهم يستحقون.

فهل هو نقص في العقيدة أم في التطبيق؟ ام نقص في القيادة والنظرية او في الايمان بها؟

 

ويقوال الكاتب السيد القبنجي:

ايها الشيعة، ايها النائمون تحت غبار التاريخ انتم تعيشون وهماً اسمه الفرقة الناجية، استفيقوا على أخطائكم، ارسموا حدود مبادئكم، عودوا الى رموزكم علي والحسين والصادق والكاظم الذي تخليتم عنهم الا بالشعارات البراقة والمسيرات المليونية للجياع والمغفلين، فلربما هذه المرة بعد سقوطكم في العراق ستكون نهايتكم الأبدية- وعندي رأيه صحيح - . فهل أنتم وبعد هذا الفشل على ايدي الامويين والعباسيين والسلاجقة والايوبيين سيظهر أمامكم (المنتظر) بعد اكثر من الف عام على الانتظار؟ (ام أنكم لا تملكون مشىروع قيام دولة وهو الصحيح؟ من هنا كان لزاما علينا كباحثين ومؤرخين ان نعرج على فكرهم في نظرية المهدي المنتظر، دون اللجوء الى العاطفة والمبالغة مؤطرين اراؤهم بآيات قرآنية هم فسروها حسب أهوائهم وبأحاديث لم تكن ثبت في تدوينها، زجها لهم وعاظ السلاطين.

نحن نريد ان نعرف الحقيقة، بعد طول انتظارحتى لا نكون محسوبين عليهم في الانتقام القادم رغم اننا لازلنا من المحرومين؟

 

فنقول ليعلم الجميع :

 

المهدي لغةً:

اسم مفعول من هدى يهدي، فكل من هداه الله فهوي مهدي وكان الامام علي (ع) اول من اطلق عليه هذا اللقب (الهادي المهدي) .

(1)، وربما خصوا علياً وحده بهذا اللقب.ويذكر الطبري في تاريخه : أن اللقب أطلق على الحسين بن علي بعد استشهاده في كربلاء، فقالوا عنه هو المهدي بن المهدي (2). ولعل بعض الشيعة اطلقت اللقب على محمد بن الحنفية بعد موته بالذات، نقلاً عن تسمية أبيه له لانه- في رأي بعضهم – لا يموت ويجيء اخر الزمان ليملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلماً وجوراً (3).وكان الخليفة عمر بن عبد العزيز يلقب بالمهدي ايضاً لعدله وأنصافه الرعية دون تمييز حتى لقبوه بخامس الخلفاء الراشدين (4) . أذن لقب المهدي لقب قديم يرمز الى تحقيق نظرية العدل المطلق وليس له علاقة بمنتظرهم الجديد.

 

ويرى بعض الباحثين ان هذا اللقب كان متداولا في جنوب الجزيرة العربية منذ القدم ليدل على المنقذ الاسطوري(5). والواقع ان الاساطير الدينية والقصص المتعلقة بخلق العالم قد آلفت كتفسير وتأويل لما غمض من مراسيم الحياة، ونرى ان هذه الاسرار المقدسة والحوادث العظيمة للصراع الذي يبذله الخلق جميعاً هو من اجل الخلاص من الظلم والفساد وليس واقعا في التحقيق(6).

 

ويبدو ان استعمال الكلمة قد أتسع وتشعب، فاصبح الناس يتبنونه ويشيرون به الى اي شخص توسموا فيه الحكمة والعدل والتدين والبعد عن الخطأ، وكل هذه الدلالات اللغوية للفظة المهدي لا تخرج عن هذا المعنى، وانها لم تشر من قريب او بعيد الى أرتباط التسمية بفكرة أشمل، فكرة أيديولوجية أو مذهبية أو عقيدة .

 

غير ان لفظة المهدي قد تطورت وأكتسبت صفات ودلالات اخرى على مر الزمن، وبتغير الظروف والمجتمعات والانظمة، وأرتبطت بافكار عديدة، وعقائد مختلفة، تتباين من شعب الى شعب، ومن زمن الى أخر، ولعل كل تلك الافكار والمعتقدات أرتبطت بخيط اساس، هو ان المهدي فكرة ًوعقيدة ترمز الى ما أتفق على تسميته (المنتظر) او( المنقذ ) او(المخلص) للبشرية مما تحيط بها من شرور وأثام وظلم وعدوان، ولم يعد المهدي تجسيدا لعقيدة اسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل غدا عنوانا لطموح أتجهت اليه البشرية بمختلف دياناتها منذ القدم (7).

 

ولا بد للباحث المتقصي من ان يشير الى ان فكرة المهدي تنتمي في جوهرها الابعد الى ما تعارف عليه علماء الانثروبولجيا بفكرة الانبعاث التي ارتبطت باقدم معطيات البشرية الفكرية، ولنا ان نتسائل؟ اليس لفكرة الأله الذي يموت في الاساطير وبموته يحل بالارض الخراب، ثم يبعث من جديد فتملأ الارض خضرة وربيعاً، علاقة بفكرة المهدي الذي سيملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما وجوراً؟ لقد كانت المناطق التي احاطت بحوض البحر المتوسط مكاناً لمثل هذه الافكارالقديمة، وهي مكاناً لنزول كل الديانات السماوية ولا ندري لماذا؟، فعند الاغريق القدماء يموت (أودونيس) ثم يبعث فتبعث معه الحياة..... وهو عند البابليين (تموز) الذي مات ويبعث كل عام، وعند قدماء المصريين (أوزريس)، وعند سكان اسيا الصغرى (أيتس)، ويلاحظ ان هذه الاسماء كلها ليست الا اوجهاً متعددة لتسمية واحدة وفكرة واحدة هي فكرة البعث بعد الموت (8).

 

ويرى بعض الباحثين ان فكرة المسيحية موازية الى حد كبير في الرمز والحدث لاسطورة تموز الامر الذي حدا ببعضهم الى أعتبار المسيح (ع) آخر ألهة الخصب واعظمهم أنتصاراً (9).لان موت المسيح وأنبعاثه من جديد هو حجر الزاوية الذي يقوم عليه الدين المسيحي.وليس من شك في ان فكرة المهدي في الاسلام ذا علاقة وثيقة بفكرة المسيح المنتظر في الديانة المسيحية الذي يبعث بعد موته، وينبغي ان نشير الى ان الشيعة من المسلمين يعتقدون ان بعث المهدي يرافقه بعث السيد المسيح، وبعث السيد الخضر*، وأنهم عند الشيعة اصحابه الخالدون الذين يقومون معه في يومه الموعود (10) .ومما يؤكد هذه العلاقة ما جاء في التراث الاسلامي الشيعي عن استشهاد الحسين بن علي (ع) الذي اختار ان يقتل في كربلاء، وخيره ملاك من الله بين النصر وبين لقاء رسول الله، فأختار الموت على الحياة، فأمر الله اربعة الاف ملاك بالمقام عند قبره، فهم شُعث غُبر ينتظرون قيام المهدي (11).

 

لكن العقيدة الشيعية تعتقد تماما بان استشهاد الحسين (ع) كان وفاءأً لعقيدة الفداء عن الحق والعدل والاسلام التي جاءت بها مدرسة أهل البيت العظام – وعندي هوالرأي الصحيح- ولا علاقة لها بفكرة المهدي المنتظر عندهم ابداً. فهل ستبقى عقيدة المهدي وما زالت عندهم وَهَم السنين. كفى ضحكا على النائمين .

 

ويبقى لنا ان نقول:

نعم لقد فشلت الدول الشيعية السابقة جميعها دون أستثناء- وهي كثيرة-، ان تنقل العقيدة الاسلامية الى تطبيق؟ . وان تحول المبادىء الى تشريعات؟، وان تحدد حقوق الدولة عن حقوق الناس؟ .، وان تطبق العقيدة الدينية والقانونية بالمحافظة على الاوطان؟ وان تستوفي الجانب الشرعي من حكم الدولة، وهي معاير النجاح، فهل ستبقى هذه المعايير عندهم تجري بالعكس لصالح اصحاب التردد والضعف الاكيد؟ لا بل أقترفت جنايات بشعة من قادتهم في حق الحق والقانون والامة لحماية نفسها من اي خطر يهددها، وبذلك أهدرت كل حقوق الامة اهدارا تاما دون من مسئولية الحكم والقانون. لدرجة ان صلاح الدين الأيوبي جاء منتقما منهم واحرق حتى مكتباتهم ووثائقهم وكل اليقين.ولكن بمن نستنجد اليوم بالظلم الذي لحق بنا؟ نستنجد بالرئيس الذي نقل العاصمة الى حيث يريد؟، ام بالرئيس الذي احتكر الدولة له دون الاخرين؟ام بالرئيس الذي حول مجلس النواب الى عفاريت؟

فهل سنبقى نحتفل كل سنة بالمناسبات المليونية التي ابتكرها الواهمون؟ أم بمناسبات صنعها خط المساومة وكل الأفاكين؟

 

من وجهة نظري الشخصية، أقول :

-     ان أدلة العقل: تحتم ضرورة ربط السلطة بالامة والسماح لها بمشاركة الحكم عن حق وحقيقة وليس بالتدليس كما يحصل في مؤسسات الدولة اليوم . وان تقوم الدولة على مؤسسات لا على افراد منقطعة صلاتهم بالامة يحميهم الحاكم الجديد .وان لا يبرر الفساد بالظروف، وان يحاكم المرتشين، وان تقطع رواتب وأمتيازات الهاربين، وان لا تقوم اجهزة الدولة على حماس مذهبي يتحول الى قوة عسكرية، وان تضبط المؤسسات، ولا تكون الثروة مبعثرة في المحافظات دون رقيب، فماذا عملت المحافظات خلال تسع سنين غير السرقات والتهويل واستحصال اصوات الناخبين من الضعفاء والمساكين .

-     ان هذا التحول افقدها جانبها الحضاري واتجه بها للهدم والاستغلال والتخريب كما حصل في دولة المهديين والفاطميين والبويهيين . والدولة اليوم تفقد مبرر وجودها الا للاستمرار والمحافظة على وجود قادتها ولا غير. وحين تتراكم المشاكل بفقدان الحقوق تصبح من الفخامة بحيث يستحيل على اي حاكم مهما كانت قوته علاجها وهذا ما حصل بالضبط لدولة الصداميين. وهو ينتظر دولة المالكيين .

-     اما ما يدعيه البعض ان الدولة لها عمر معين ثم تنتهي ولا ينقذها الا المنتظر ليملأها عدلا بعد ان ملئت ظلما وجوراً، فهي نظرية مبنية على الوهم والخرافة، وهو جهل بطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وهذا ما اوردته نظرية المصلحة في كتاب النهج حين قالت: "ان الله هو العدل الذي لا يجور"، وليس من حق الحاكم ان يظلم الرعية، والدولة لا تقام الا بميزان الحق والعدل في الحقوق والواجبات، وليس الاعتقاد بغيبيات الامور، أنظر نظرية المصلحة في نهج البلاغة (قاسم حبيب جابر، الفلسفة والاعتزال ص84 ) .

-     من هذا التوجه الحكيم قرر الاسلام ان المسئولية الاخلاقية في الدين تقع على العقل في التصرف الهادىء للحاكم بين المواطنين.لأن الشرع مثبت وليس مخبر.ولا يوجد شيء اسمه حكم الحاكم دون ثوابت واضحة وقانون. فكل من اعتقد ان المداهنة وسيلة ممكنة، تلقى فيما بعد هزيمة منكرة.

-     لقد قال الامام الحسين بن علي (ع) وهو في طريقه من المدينة الى كربلاء يريد تحقيق العدل وهو الامام الصادق الثبت قال: (أيها الناس، نحن والله أهل البيت ما جئنا الى العراق لمقاتلة يزيد على الخلافة، ولا هذا ما نريد، ولكن جئنا لنقاتل ظلم يزيد على الناس) صدق ابو الشهداء العظيم . فعليهم ان يكفوا عن ظلم الناس والتدجيل عليهم وتدمير الوطن بعقيدة لم يثبتوا فيها الا الوهم في التطبيق، رغم ان العقيدة ستبقى أملا للمظلومين لا للمدعين .

وعندي ان عقيدة المهدي لم تحقق أمل المستضعفين في الأرض الى اليوم ما دام اصحابها لا يؤمنون بها عن حقٍ وحقيقة ولا بالاصلاح والفلاح والقانون . بينما حققت المسيحية روح القوانين عند معتنقيها وبنت لهم دولاً سادت فيها العلوم والرفاهية والقانون وحقوق الناس، فأين نحن منهم اليوم؟ والشيعة يشاركون المسيحيين في عقيدة عودة المسيح، وهل سيبقى الشيعي يلهث وراء السراب؟ لكن السؤال المهم الذي نطرحه اليوم هو: هل ان العيب في النظرية ام بقادتها؟وهل ان قادة شيعة العراق اليوم هم حقا وحقيقة من اتباع أهل البيت العظام؟ كلام بحاجة الى جواب ودليل، فالفعل دليل الأصل في التطبيق .

هذا السؤال الذي هو بحاجة الى جواب علمي من مرجعيات الشيعة الكبار قبل قادة السياسة الذين هم في محنة التحقيق؟.

-     دعونا عن قادة الشيعة ومأساتهم اليوم تجاه أتباعهم، لكن ماذ ا انجز اتباع الاسلام جميعا لشعوبهم بعد محمد الأمين (ص)؟ أنجزوا التمزق، والفِرق والمذاهب، والقتل والتشريد، وضياع الحقوق والقانون وطالبان والوهابية والتكفير، ومنا أمير ومنكم أمير، والولوغ في تدمير حقوق المرأة وجعلها عورة نجسة وهي نصف الرجل خدمة للجنس ووعاظ السلاطين وكل يوم يفتوا لنا بزواج جديد، فالجنس عندهم هو المراد الأكيد، فدكاكين المتعة الكريهة انتشرت وزواج المسيار ورضاعة الكبير ولم يستطيعوا ان يبنوا له دولة مثل اليهود والمسيحيين. ألم نكن نحن اليوم نستحق (الصور) من رب العالمين، فهل ان (قبيلتي عاد وثمود) طغتا أكثر منا اليوم فأبادها الله عن بكرة ابيها كما يقول القرآن الكريم (وثمودا فما أبقى، النجم 51) . عند حدوث الصور؟

 

لقد توفر للشيعة العراقيين في حياتهم قائد مخلص شريف وحيد وسياسي متحضر بارع؟ هو سماحة السيد محمد باقر الصدر-طيب الله ثراه- صاحب نظرية الفراغ في السلطة لتحقيق الشورى بقانون، لأن سمة المعطيات الجديدة – في رأيه- هو ترك الشعب يختار قياداته سواءً السياسية او الدينية لتجاوز حالة الجمود والاستغلال وعدم التجديد، , وهذه هي كانت نظرية التحدي للبعثيين والصداميين والتي فقد فيها حياته من اجل العقيدة والجماهير بينما نحن زيفنا الانتخابات وخلقنا منها القاسم الانتخابي لتزيف الصوت والقانون، وهل هذا صحيح؟ لكن نظريتة المبتكرة العظيمة قُبرت في مهدها معه، ولم يعد لهم من منقذ جديد.

لقد أخطأ صدام حسين في قتله، فكان بأمكانه ان يؤسس به لدولة يسودها القانون، فرصة أهدرها القائد (الضرورة ) بعنجهيته ودكتاتوريته المقيتة في اللا معقول .وها هو حزبه رحمه الله- حزب الدعوة – أسم بلا مسمى اليوم يحكم بلا مرجعية، ولا نظرية، ولا معتقد أكيد ولا قانون بل بدكتاتورية مغلفة بالديمقراطية المبهمة يحيط بها كل المستشارين، وبعد ان خلا من المنظرين الذين اتجهوا للمال والتفرد بالسلطة ونسوا الله و الانسان والحقوق واليقين، وبعد ان زرعوا فينا الفتنة الطائفية والمحاصصية الوظيفية والكتلية البرلمانية المجزأة، وكتبوا لنا دستورا بعيدا عن الشعب مبهما من غير الدستوريين وأخذوا رأي الشعب فيه بغتةً مستغلين التغيير، فأبتعدوا عن الحق والقانون.ان الدساتير تكتبها الشعوب لا وعاظ السلاطين كما كان عند الفرنسيين والامريكيين بعد عام 1789 . وعندما يئسوا من الاصلاح والبناء اليوم وبعد عشر سنين من الفساد والرشوة والفوضى والمحسوبية والمنسوبية والقتل المستمر للمواطنين، اتجهوا اليوم نحو عسكرة المجتمع من المتخلفين والأميين والبعثيين وكل كراكيب الزمن وصرف المليارات عليه دون تقنين،

لكن السلاح والباطل عمره ما كان حاميا للحاكمين الظالمين، وصدام حسين والقذافي مثالا .

على مثقفي الشيعة اليوم ان يُكونوا لهم حزبا جديدا من المخلصين ليدافعوا من خلاله عن مستقبلهم في العدالة والقانون ويحفظوا ما تبقى من تاريخهم وعقيدتهم وعندهم من المثقفين الكثير، بعد ان مللنا من وعود الحاكمين، وفبركات كتابهم من وعاظ السلاطين، وان يختاروا لهم من يتوسمون فيهم العدل الأكيد، وان لا يبقوا يهرولون خلف وعود السراب من المتخمين المشعوذين، بعد ان صارت عقيدتهم من التاريخ . لكن الذي ينفعهم هو اجبارالسلطة على تطبيق القانون واحترام حقوق الناس كل الناس دون تفريق، وان يجعلوا من الدستور والقانون عقيدة طوعية دون اجبار، ولا يأتي هذا الا باعطاء صوتك ايها المواطن الشريف لمستحقيه دون الاخرين في الانتخابات القادمة بعد ان يعدل قانون مجلس النواب لصلح المنتخبين، كما فعل الامريكيون البارحة في انتخابات الرئاسة مع المرشحين. فعلى الانسان ان يكون حراً، حتى يكون مسئولا كما قالها الأمام علي (ع) امير المؤمنين.

 

يقول كاتب في احدى مقالاته :

مالم تتداعى نخب الدولة المخلصة من العراقيين لأنقاذ مشروع الدولة وارتكازه على خارطة طريق وطنية مدنية تضمن مصالح الجميع، دونما استئثار او ابوية او فئوية او تدليس او فساد او ابتلاع او تبعية، مالم تتدارك هذه النخب مشروع الدولة العادلة الذي يعاني الانقسام اليوم سوف لن تكون النهاية الا الشر المستطير .

ونحن نقول:

لقد اصرالفقهاء منذ عهد العباسيين ان يسموا ويحتضنوا لقباً لفكرة عاطفية رائعة استطاعوا بها ان يدعموا سلطانهم بها على المغفلين، (المهدي المنتظر) ويبقوا السلطة والمال بأيديهم، لانهم ادركوا ان لهذه الفكرة سحرا رائعا في أذان الناس، وهي طريق صائب لضمان ولاء الرعية، لكنهم لم

 

يدركوا ان الحكم يحتاج للعدول الحاكمين .

فهل تبقى النظرية في اعداد المفقودين ...؟

 

........................

المصادر المعتمدة :

1- النوبختي :فرق الشيعة ص28.

2- الطبري :الرسل والملوك ج5 ص 589 الطبعة المصرية.

3-ابن سعد :الطبقات الكبرى ج5 ص 68-69 طبعة اوربا.

4- نفس المصدر السابق.

5- كولد سيهر : العقيدة والشريعة في الاسلام ص341.

6- المصدر السابق.

7- كرستنسن :ايران في عهد الساسانيين ص28 .

8- محمد باقر الصدر: بحث في المهدي ص 7.

9-Golden Bough P 6-7

10-Harold H . watts- Myth and Drama P 79.

11- الطبري –دلائل الامامة ص72 .

-- الخضر: *

أسمه بليا بن ملكان بن فالخ وكنيته ابو العباس، قيل كان من بني اسرائيل، وقيل من ابناء الملوك الذين تزهدوا في الدنيا، والخضر لقب سمي به لانه جلس على فروة بيضاء فاذا هي تهتز تحته خضرة، وقيل سمي خضراً لانه اذا صلى اخضر ما حوله، وله مع النبي موسى قصة في القران على حد قول الفقهاء في تفسير بعض آيات سورة الكهف، 65 وما بعدها( فوجدا عبداً من عبادنا آتيناهُ رحمةً من عندنا وعلمناهُ من لدنا علما، قال له موسى هل اتبِعُكَ على ان تُعَلِمنِِ مما عُلِمتَ رشدا، قال انك لن تستطيعَ معي صبرا)، وله مرقد الان في جنوب العراق، قرب الكوفة، وهو يزار وتقدم له النذور .

  

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2275 الخميس 15 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم