تكريمات

شهادات حية: شعر وفاء عبد الرزاق وفاء للشعر

شعرُ وفاء عبد الرزاق هو وفاءٌ للشعر الذي نَحَتَ العراقَ مُنذ بابل، ثم غداَ دليلا قاطعاً على عَرَاقَةٍ لا تمّحي بل تتجدّد مع مياه النهْرين بين مِحْنةٍ ومِنْحةٍ، بين ميلادٍ وموت... تحمل وفاء عبد الرزاق إِرْثًا من القلق الكوني والإنساني، يجعلُها قادرةً بِيُسْر على نَسْجِ أَوْطَدِ عَلاقةٍ بين حُلم جلجامش وحلم طفلٍ من بَصْرَةِ هذا الزمان. جاءت وفاء عبد الرزاق بـ"مذكرات طفل الحرب" لِكَي تُذكّر بها كلَّ مَن ابتعدَ عن براءَتِهِ من أجْل حِكْمة ٍقاتلة... لِكي تقولَ على لِسان ذاك "العَلي" الذي لا فاطمة له سِوى بَصْرَةٍ مَسْبِية، أنّ الطفولة في زمن الرجولة المَشْلولة، هي لُغة المقاومة الأُم.

"علي" وفاء عبد الرزاق هو ذاك الطفل الذي تسلَّلَ من واقع الرّماد إلى ألوان اللغة، مستعيراً أناملَ الشاعرة وحواسها، لكي يُعيد بها صِياغة نفسِهِ... إنّه الطّفل العالق في ذِهن كلِّ من فقد ذكرياتُه ولم يفقد ذاكرَتَه...

وفاء عبد الرزاق سَخَاءُ شاعِرة  امتلأت عِرَاقاً دافقاً وفاضَتْ شَرْقًا مُحتِرقًا على صفْحةِ غَرْبٍ جليدِيٍّ...

 

محمد الرفرافي

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

في المثقف اليوم