ترجمات أدبية
جيروم سالا: المحارب الحضري
بقلم: جيروم سالا
ترجمة نزار سرطاوي
تروي الاسطورة
أنّ تحتَ سطحِ الذات
الخاصةِ بالمال
ثمّةَ شيءٌ أكثرُ ثراء ً
وحينما يعلو ذاك الشيء إلى السطح
يُحوّلك على الفور إلى شخص بهلواني
تكتسي
بألوان
الببغاوات
وتُطرِبُ
الوحوش
بأحاديثك
المتخصصون في الإحصاء يعلنون
أنّك أكبر
مما ظنّوا
وفي دراساتهم
يتخيلون
القدماءَ يعودون
حضارةٌ ضائعةٌ
تظهر من أسفلِ
الشوارع
حضارةٌ تتحدث الآنَ
بلكنةِ المستقبل
العاميّة
مفاجأةٌ
فجّرتها
الأشياءُ المنسيّة
فيها إثارةٌ أشبهُ
برزمةٍ غير معدودة
من النقود
حقيبةٍ مقفلةٍ
تجلجل
بالماس
وعَلَمِ
دولةٍ
لا يعرفها أحد –
شعارُها
لم يفُكَّ لغزَه
أحدٌ بعد
***
URBAN WARRIOR
Jerome Sala
legend has it
beneath the surface
of the money self
there’s something richer
once it gets out
it turns you funky
you wear
the colors
of the parrots
and amuse
the beasts
with your talk
statisticians declare
there’s more to you
than they thought
in their studies
they imagine
the ancient emerge
a lost civilization
from under
the streets
one now dressed
in the slang
of the future
a surprise
provoked by
the forgotten
exciting like
an uncounted
roll of bills
a locked suitcase
rattling
with diamonds
the flag
of an unknown
country –
whose emblem
has not yet
been deciphered
***
جيروم سالا: يتميز الشاعر والناقد الأميركي جيروم سالا بروحه الثورية ونقده اللاذع. وقد لفت ذلك انتباه العديد من النقاد، الذين أجمعوا على أن شعره مختلف بصورةٍ تثير الانتباه. فقد وصف الشاعر والناقد الأميركي واين كِستِنْبوم شعره بالصخب والجرأة البالغة، ونوّه إلى أنه يخوض في "قضايا سياسية وتاريخية عميقة بأسلوب ينطوي على اللامبالاة". كما وصفه "بالصوت المحبب لحكواتيٍّ محتال يريد أن يجعل مستمعيه يغرقون في أحلام اليقظة". وأشار الكاتب والشاعر آلان كاتلين إلى أن ما يُشغِل سالا هو عدم إمكانية التواصل في "هذا العالم الجديد الشجاع"، حيث تتلاعب بنا الشركات التجارية، التي لا يهمها سوى تحقيق الأرباح. كما قال عنه الشاعر والناقد ديفد ليهمان، صاحب أفضل موقع للشعر على الإنترنت، إنه على الرغم من أنّ أولّ ما يفاجئ القارئ في شعر سالا هو اللماحية وروح الدعابة، فلن تفوته نبرة الغضب التي تتجلى في عدد من قصائده. أما الناقد والشاعر بيتر شلدال فقد نعته بالـ "المُهستَر الشريف"، الذي يكتب شعرًا من "النوع المفتوح على مصراعيه" والمضحكِ والمُخيف في آن معًا، وأضاف أنه لم يقرأ مثل هذا الشعر منذ أمدٍ بعيد.
ولد سالا في قريةٍ بولاية إلينويز في عام 1951، ونشأ وترعرع في مدينة شيكاغو في منطقة تنتشر فيها العصابات. فلم يجد بدًّا من الدخول في عالم تلك العصابات. لكن لم يكن لديه من العنف والقسوة ما يُمكّنه من مجاراة الأعضاء فتم فصله. غير أنه تأثر بتلك التجربة كثيرًا في شعره، إذ اكتسب لغةً قوية وجريئة غير مألوفةٍ في الشعر. انضم بعد تلك التجربة إلى بعض فرق الغناء، ثم التحق بجامعة إلينويز، وهناك بدأ يكتب الشعر والمقالات النقدية، التي نالت إعجاب أساتذته.
تزوج سالا مرتين وكانت كلتا زوجتيه شاعرتين. وقد شكّل مع زوجته الثانية الشاعرة إلين إيكوي ثنائيًا يقدم عروضًا شعرية في شيكاغو. وفي فترة لاحقة انتقل إلى مدينة نيويورك، حيث أكمل دراسته الجامعية في جامعة نيويورك، ونال شهادة الدكتوراه في الدراسات الأميركية.
صدرت له عدة دواوين شعرية منها "هجوم عدواني" (1980)، "لستُ حَدَثًا منحرفًا" (1985)، "الرحلة" (1987)، "صفقة خام: قصائد مختارة وحديثة" (1994)، "كوني أكثر رشاقة على الفور" (2005)، "البخلاء" (2014)، "الشركات هي بشر أيضًا" (2017).
يعيش سالا مع زوجته إلين في مدينة نيويورك.