ترجمات أدبية

بينيو بينيف: عشيّة رأسِ السنة

خيري حمدانبقلم: بينيو بينيف - Пеньо Пенев

ترجمة: خيري حمدان


 Пред нова година

عشيةُ رأسِ السنة

تركضُ الشوارعُ لاهثة

تتفرّعُ ونوافذُ المباني تراقبُ،

ترصدُ وقائعَ الفرحِ المتفجّر

بالضحكِ والكلماتِ هناك.

تيك تاك، تيك تاك.

عقاربُ الساعة تيك تاك

وثانية تاك

وعربةُ السنةِ تسيرُ

في منحدرِ الأيام.

وستنقضي معنا قريبًا.

نسيرُ في الوقتِ

من الدركِ الجَسيمِ نسيرُ

منذ الأزلِ نسيرُ

ذاهبين إلى البعيد!

يرفعُ شخصٌ ما عينيه

وأكمامه فارغة متدليّة

كأنّه يستلّ سيفَه عاليًا! 

يا لتلكَ العينينِ!

تشتعلُ

تصيحُ

قلقةً تومضُ بقوّة

تحترقُ – علامتان حمراوتان

وتصرخُ،

تتحدّثُ بصمتٍ

تحذّرُ

السلامُ ما يزالُ في خطر

أتعرفونُ؟

أتعرفونُ يا بشر

طفلٌ يلدُ قريبًا. طفل

وقريبًا سيُداعبُ يديّ.

الطفلُ الحبيبُ

ينبضُ تحتَ قلبي

وامرأتي تغصّ بهجة.

ماريا يا خليلتي

ثلاثةَ أشهرٍ قط

ويحلّ اليومُ الذي

نصبحُ في البيت ثلاثة

ما أجملَ انقضاءَ عامٍ آخر!

 

أترون، وصلنا إلى الأقاصي

يا وطن!

وعلى العتبةِ تدقّ

سنةٌ جديدة،

أليست أمّ لأفراحٍ وليدة؟

تشربُها الأيامُ

عصيرَ الأرض

لتنمو السنابل وتينعُ الورود.

ليشتدّ عضدي

ويتّسعُ مدى يداي

وتزهرُ الأغصانُ

وتكثرُ أعشاشُ الطيور.

ولنا مظلّة وأغانٍ

وعمل.

وللأطفال

حضنُ الأمّهاتِ وصدرٌ دافئ. 

كشفنا عن ألفِ سرّ وسرّ.

الزمنُ

لن يخفي عنّا صغيرة

لقد مضينا باكرًا

من الأقاصي البعيدة

وإلى البعيد نحنُ

ماضون.

***

...................

* ولد الشاعر عام 1930 في قرية دوبروميركا وتقع في سفح جبال البلقان البلغارية. عانى كثيرًا من الخلافات العائلية، ما ترك أثرًا عميقًا في مختلف مراحل حياته القصيرة. في العام 1954 أعرب في رسائله وقصائده عن خيبة أمله من هذه الحياة وغرق في كآبة عميقة. أقدم لأكثر من مرّة على الانتحار واضطرّ للمثول للعلاج في مصحّات نفسية، حتى نجح أخيرًا بالانتحار عام 1959. كتب لصديقه قبل ذلك. "أرجوك، أستحلفك بالله أن تدفنوا جثتي في أيّ مكانٍ بعيدًا عن مسقط رأسي".

بينيو بينيف عَلَمٌ كبيرٌ في الأوساط الشعرية في بلغاريا. أُسّست جائزة وطنية باسمه تمنح سنويًا، وجائزة دولية مماثلة تمنح كلّ 4 سنوات. هذه أولى القصائد المترجمة للشاعر إلى اللغة العربية.  

 

في نصوص اليوم