ترجمات أدبية

راي آرمَنْتْراوْت: صبيةٌ تحسُّ بالوحدة

3375 Rae Armantroutبقلم: الشاعرة الأميركية راي آرمَنْتْراوْت

ترجمة: نزار سرطاوي


لم يكن ذنْبَها.

 

لم يكن في وسعها أن تحبَّ

أيّا منهم لأنهم

لم يخرجوا من ذواتهم أبدًا، ظهروا

لكن على أية صورة؟

 

لا أجسادَ لهم؟ شفّافين؟

2

لم تستطع أن تُقدّمَ تفسيرًا عن ذاتها أيضًا.

 

فالذاتُ مساحةٌ

تتقاطعُ فيها الإرادة

مع الاندفاع التلقائي.

 

ولها حوافُّ مُمَوَّجة

يعلوها الزَبَد

 

أشبهُ بفستان رقصة السكوير.

انظروا.

3

كانت تستلقي في العتمة،

وأنفًها مدفونٌ في انحناءةِ

مرفقِها، وحينَها أحسّت أنها صَبيّة

 

أو تخيّلتْ نفسَها صَبيّة،

 

أو أحبّتْ ذاتَها بقَدْرِ

ما أحبّتْها

حين كانت صَبيّة

 

وتكوّرت في أوّلِ

الأمر، وكان

 

ذلك سرُّها.

***

.........................

Lonely Girl

Rae Armantrout

1

It wasn’t her fault.

 

She couldn’t have loved

any of them because

they never came out of themselves, emerged

as what?

 

Disembodied?  Transparent?

2

She couldn’t explain herself either.

 

Self is an area

where will intersects

with drift.

 

It has ruffled, frothy

edges

 

like a square dance dress.

Look.

3

Lying in the dark,

nose buried in her arm’s

crook, she felt like a girl,

 

or pictured herself as one,

 

or loved herself as much

as she had

when she was a girl

 

and first coiled

up.  That

 

was her secret.

***

.....................

الشاعرة الأميركية راي آرمَنْتْراوْت، هي واحدة من الأعضاء المؤسسين لمجموعة الساحل الغربي لشعراء اللغة، الذين يُعتبرون امتدادًا لما بعد الحداثة. ظهرت هذه الحركة الشعرية في أواخرالستينيّات وأوائل السبعينيّات. وقد أكدّ الأعضاء على دور القارئ في أن يمنح للعمل الشعري معناه. ولم يعيروا أية أهمية للتعبير، بل رؤوا في القصيدة بناءً يقوم على اللغة ويتألف منها. أي أنهم تحدّوا فكرة الوجود الطبيعي للمتكلم  وراء النصّ. وهم عمومًا متحيّزون للشعر النثري. غير أن أرمنتروت تتميز عن  شعراء اللغة بصوتها الشعري الغنائي والتزامها بالقضايا الداخلية والمحلية.

ويرى الناقد ستيفاني بيرت أن آرمَنْتْراوْت تأثرت بالشاعر وليام كارلوس وليامز، وهو واحد  من رواد ما بعد الحداثة، والشاعرة إميلي دكنسون، المعروفة بقصائدها القصيرة. وقد انعكس ذلك في شعرها، حيث تعلمت منهما أن تُفَكّك الأشكال الشعرية الغنائية وتعيد تركيبها، فتقلبَها من الداخل إلى الخارج أو تسيرَ بها إلى الخلف. وتعلمت أيضًا صياغة الأسئلة الكبرى بجمع كلمات مفردة، وترتيب التعابير القصيرة بصورةٍ خلّاقة. وبذلك غدت من أفضل شعراء جيلها.

ولدت آرمَنْتْراوْت في مدينة فاليجو بولاية كاليفورنيا، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة ولاية سان فرانسيسكو. صدرت لها أكثر من عشر مجموعات شعرية بالإضافة إلى كتاب مذكرات قصيرة صدر في عام 1998. كما نشرت أعمالها النثرية في عام 2007. وتشمل أحدث مجموعاتها "استحضري" (2020)، "ترنُّح" (2018) "توسُّع" (2017)، "قصائد" (2016)، "هو نفسه" (2015) "مكتوب شعرًا" (2009) الحائز على جائزة بوليتزر للشعر لعام 2010 وجائزة دائرة نُقاد الكتب الوطنية لعام 2009. وقد نُشرت قصائدها في العديد من الأنثولوجيات الشعرية والمجلات.

تقيم آرمَنْتْراوْت في مدينة إيفيرت بولاية كليفورنيا، وهي أستاذة فخرية في جامعة كليفورنيا في مدينة سان دياغو، التي عملت فيها لأكثر من 20 عامًا، وقضت سنوات طويلة في إدارة "سلسلة الكتابة الجديدة".

 

 

في نصوص اليوم